وليم شكسبير ..ومسرحياته الخالدة.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرؤوف النويهى
    أديب وكاتب
    • 12-10-2007
    • 2218

    وليم شكسبير ..ومسرحياته الخالدة.

    (1)
    [align=justify]وليم شكسبير..........فخر بريطانيا على مر العصور ، لم يخفت بريقه لحظة واحدة ، الدراسات الأكاديمية عنه تتوالى وكل يوم لابد من دراسة جديدة تطرح مفهوما مبتكرا وتفسيرا نقديا وشرحا مسهبا لمسرحياته وحياته وعصره وأشعاره ( السوناتات ) .
    تُرجمت مسرحياته وأشعاره إلى اللغة العربية مرارا وتكرارا حتى لنجد مسرحية ( هاملت) مترجمة لأكثر من مترجم فى عالمنا العربى .

    فى السنوات الأخيرة تصدى لترجمة بعض مسرحياته(روميو وجولييت ،تاجر البندقية ،يوليوس قيصر ،الملك لير ،هنرى الثامن ،الملك ريتشارد الثانى ،العاصفة ،هاملت ،عطيل ،حلم ليلة صيف ،مأساة الملك ريتشارد الثالث ) الدكتور/ محمد عنانى أستاذ الأدب الإنجليزى والمترجم ذو الخبرة الواسعة فى الترجمة من الإنجليزية وإليها وأخذ على عاتقه جهد الترجمة الدقيقة المنقطعة النظير، من الإنجليزية إلى العربية بلغة راقية وبيان ناصع وأسلوب عربى مبين ،حافظ فيه على روح شكسبير الإبداعية ،وقدًم كل مسرحية بدراسة مستفيضة عميقة وشروح وحواشى تتجاوز أحيانا نص المسرحية0 وقامت الهيئة المصرية العامة للكتاب بنشر هذه الترجمات بطباعة فاخرة وبثمن زهيد.

    فى بداية القرن العشرين وما تعارف عليه آنذاك بعصر النهضة أو التنوير العربى ،ومسرح شوقى الشعرى والنثرى والبداية الحقيقية لمسرح عربى جاد يحمل أفكارا وطروحات معاصرة ويعالج المشاكل والهموم السياسية والإجتماعية وريادة توفيق الحكيم بمسرحيته الشهيرة( أهل الكهف)، حاول خليل مطران ترجمة بعض مسرحيات شكسبير لكنها والحق يقال ترجمة جارت على النص وهدمت موضوعه وشتت هدفه وأضاعت مبتغاه ، قرأت هذه الترجمة لكن لم أستفد منها إلا بألفاظ فخيمة رنانة .

    دخل عباس محمود العقاد تحت مظلة شكسبير وامتشق الحسام وكتب دراسة (التعريف بشكسبير) مجموعة من المقالات عن حياة و مسرح شكسبير، ربما وفى حينها ذاع صيتها، والعقاد ملء العين والبصر ،إنما بالتدقيق فهى محاولة بدائية للكتابة عن شكسبير ،كعادة العقاد عندما يؤكد لمن حوله أنه يتحدى وعلى استعداد أن يكتب عن الله وإبليس ،والشيوعية والإسلام ، والشعر والنثر بنفس القوة والتدفق والحماس والإقناع.


    أليس هو الكاتب الجبار ؟؟[/align]
  • عبدالرؤوف النويهى
    أديب وكاتب
    • 12-10-2007
    • 2218

    #2
    (2)
    ماكبث
    [align=justify]من مسرحيات الشر التى حاول بها شكسبير أن يغوص فى النفس البشرية 0
    كنت أقرأها متعجبا من إزدهار الشر بهذه الصورة المفزعة .إذ أن مجمل المسرحية يخلص فى :

    أن جزيرة بريطانيا كانت مطمعا لقبائل الشمال من النرويج بقيادة ملكهم (أسوينه ) وتحالف معه بعض ألأمراء الإقطاعيين فى الجزر الغربية وكادوا يستولون على البلاد لولا شجاعة الأمير ماكبث وزميله بنكو قواد الملك دنكان ،وبعد انتصارهما فى المعركة ،عاد القائدان ليزفا إلى الملك نبأ النصر ،وفى الطريق إعترض طريقهما ثلاث ساحرات ،اللواتى هتفن لماكبث بأنه سيكون ملكا ، كما هتفن لبنكو أنه سيكون والدا للملوك ، بل بشرن ماكبث بالصعود إلى الإمارة وسيصير أميرا لإقطاعية (قودر )كخطوة أولى فى سبيل المُلك .

    وأرسل الملك دنكان رسله لاستقبال القائدين المظفرين (ماكبث وبنكو )وأنعم عليه فورا بإمارة (قودر ) الأمر الذى جعله يصدَق بشرى الساحرات وأنه سيصير الملك .
    وشب الطمع فى قلبه وأعمل فكره على الظفر بالمُلك ،وأخبر زوجته بما بشرته به الساحرات وتحققه وسعيه للظفر بالمُلك ، واشتعلت الرغبة ونما الطمع وحرضت زوجها ماكبث على تحقيق بشرى الساحرات وساعدته على تنفيذ الخطة وقتل الملك دنكان أثناء زيارته لماكبث فى قصره تكريما له وعرفانا بهزيمة الأعداء .

    ولم يستطع الأمراء أن يجاهروا بالشكوك فى موت الملك دنكان فاختاروه ملكا على البلاد ، لكن ماكبث خشى من زميله بنكو وخوفه من تحقق بشرى الساحرات لكونه سيصبح والدا للملوك فعزم على قتله ،وقتله غيلة .
    وتوجس ماكبث خيفة من أمرائه وخشى منهم على نفسه وملكه وتربص بهم وصار متخوفا شكاكا مرتعبا ،فالشر يجر الشر ويؤججه ،فدبر مؤامرة لقتل أكبرهم مكدف الذى هرب قبل وصول رجال الملك لقتله لكنهم وجدوا زوجته وأولاده الصغار فقتلوهم شر قتلة وفتكوا بهم دونما جريرة .

    وذهب مكدف إلى مقاطعة إنجلترا وطلب مساعدة ملكها ووجد مالكوم ابن الملك دنكان الذى اغتاله ماكبث واتفقا على الإطاحة بالطاغية ماكبث هذا الشر المستطير وساعدهم الملك إدوارد بجنوده ،وحتى يسترجع الأمير مالكوم عرش أبيه المغتصب .
    واشتعلت الحرب بينهما وبين ماكبث حتى انتهت بمصرعه جزاء شره وشرهه وطمعه على يد مكدف الذى كان يتحرق للإنتقام من ماكبث قاتل زوجته وأولاده الصغار .،واسترجاع مالكوم لعرش أبيه واعتلائه المُلك .


    أقدم الفصل الأول ،مكتفيا به ، لعله يدفعنا إلى تناول أعماله بعرضها ونقدها والتعليق عليها .[/align]

    تعليق

    • عبدالرؤوف النويهى
      أديب وكاتب
      • 12-10-2007
      • 2218

      #3
      (3)

      [align=justify]شخصيات المسرحية
      دنكن، ملك اسكتلندا.
      مالكولم
      دونالبين
      ابنا الملك
      مكبث، أمير غلامس، ومن ثم أمير كودر، وأخيرا ملك اسكتلندا بانكر، قائد في جيش الملك. مكدف
      لينوكس
      نبلاء اسكتلنديون

      منتث
      انغوس
      كاثنس
      فلينس، ابن بانكر.
      سيوارد، ايرل نورثمبلند وقائد
      القوات الانجليزية.
      سيوارد، الصبي، ابنه.
      سيتون: حامل درع مكبث
      صبي، ابن مكدف
      طبيب انجليزي
      طبيب اسكتلندي
      بواب
      رجل مسن
      الليدي مكبث
      الليدي مكدف
      وصيفة الليدي مكبث
      الساحرات الثلاث
      لوردات، أعيان، ضباط، جنود، قتلة، مرافقون ورسل. [/align]
      ,المشاهد: كلها باسكتلندا ما عدا نهاية الفصل الرابع فبانجلترا.

      الفصل الأول

      المشهد الأول- في العراء
      [align=justify]رعد وبرق، تدخل الساحرات الثلاث .
      ساحرة 1: متى نلتقي نحن الثلاث، في الرعد، ام في البرق، أم في المطر؟
      ساحرة 2: حين تضع الحرب أوزارها، حين تربح المعركة وتخسر،
      ساحرة 3: سيكون ذلك قبل غروب الشمس.
      ساحرة 1: وفي أي مكان ؟
      ساحرة 2: في المرجة.
      ساحرة 3: هناك لنلتقي بمكبث.
      ساحرة1: آتية لك، ايتها القطة الرمادية !
      الثلاث معا: الضفدع ينادي: سنأتي حالا:
      الصاحي غائم والغائم صاح:
      هيا نحم خلال الضباب والهواء الموبوء.
      [/align]


      المشهد الثاني - معسكر قترب فورس.

      [align=justify]بوق ترحيبي من الداخل. يدخل الملك دنكن، ومالكولم، ودونالبين ولينوكس، مع مرافقين، يصادفون ضابطا ينزف.
      دنكن: أي رجل نازف ذاك ? يستطيع أن يخبرنا، كما يبدو في حالته السيئة، عن آخر ما يدور في المعركة.
      مالكوم: هذا هو الضابط الذي كأي جندي جريء، قاوم الوقوع في الأسر. مرحبا أيها الصديق الباسل ! قل للملك عما تعرفه عن المعركة، حينما تركتها.
      الضابط: سجالا كانت تدور؟
      مثل سباحين منهكين يشتبكان بالتحام فيخنقان فنهما في السباحة، إن مكدولاند عديم الرحمة (وحري به التمرد الذي بسببه التمرد عليه حشود غفيرة من العناصر الخبيثة) جاءته نجدات المشاة الايرلنديين، ومن الاتباع في الجزر الغربية باسكتلندا، وربة الحظ وهي مبتسمة لقتاله اللعين. بدت كأنها مومس برفقة متمرد: لكن محاولاته ضعيفة جدا، لأن مكبث الشجاع
      (وهو جدير بهذه الصفة)، احتقر ربة الحظ، بسيفه المسلول الذي مازال فيه بخار الدم من فرط ما قتل، ومثل الحبيب المفضل للبسالة، شق طريقا الى أن واجه الرجل الخبيث (مكدونالد) ولم يصافحه، ولم يودعه الى أن فتقه من السرة الى الذقن، وعلق رأسه على حائط القلعة.
      دنكن: يا لابن عمي الشجاع ! يا رجلا معتبرا!
      الضابط: من حيث عادت الشمس الى اعتدالها الربيعي، ثارت العواصف المحطمة للسفن، والرعود الفظيعة هكذا من ذلك الموقع الذي يبدو أن النجدة قادمة منه، تعاظم الخطر، انظر يا ملك اسكتلندا، انظر: ما إن أجبرت القوات الاسكتلندية المسلحة بالبسالة المشاة الايرلنديين على الاعتماد على سيقانهم هربا حتى شرع الملك النرويجي، بعد أن شعر بوجود فرصة، مع أسلحة
      مصقولة وتعزيزات جديدة من المقاتلين بهجوم جديد.
      دنكن: ألم يفزع ضابطينا، مكبث وبا نكو؟
      الضابط: إي نعم: كما تفزع العصافير الصقور، أو يفزع الأرنب الأسد إذا قلت الحق، فعلي أن أقول إنهما كانا مثل مدفعين حشيا بمتفجرات أكثر قوة لذا فهما قد كالا الصاع صاعين للعدو هل كانا ينويان الاستحمام بدعاء الأعداء الشاحبة، أم أنهما يحييان ذكرى "جلجلة " أخرى، لا أدري أكاد يفشى علي، جراحي تستنجدكم.
      دنكن: كلماتك تليق بك تماما كجراحك في كليهما أثر للشرف. اذهبوا واطلبوا من يطببه.
      [يخرج الضابط مع مداريه ]
      يدخل روس وأنغوس
      من القادم الى هنا؟
      مالكولم: السيد الأمير روس.
      لينوكس: يا للجزع الذي يبدو في عينيه ! كذا يجب أن يظهر من سيقول أشياء غريبة.
      روس: الله ينصر الملك !
      دنكن: من أين جئت أيها الأمير المحترم ؟
      روس: من "فايف" أيها الملك العظيم، حيث الرايات النرويجية تسخر من السماء، وتهوي فيجمد قومنا خوفا، ملك النرويج نفسه، شرع يقاتل بضراوة. بأعداد هائلة من المحاربين يسندهم، أمير كاودر، أعظم الخونة، الى أن قابله عريس ربة الحرب، متسربلا بدروع مأمونة، وهو ند له، سيف لسيف، وسلاح ثائر لسلاح ثائر مقارعا تصرفه المهين: و، في الختام الى الينا النصر.
      دفكن: يا لليمن العظيم !
      روس: لذا الآن يتحرق "سوينو"، ملك النرويج لشروط السلام: ولم نسمح له بدفن رجاله الى أن دفع بجزيرة "سانت كولم" عشرة آلاف دولار لنا جميعا.
      دنكن: لن ينس أمير كودر، بعد اليوم، أعز مصالحنا .
      الحميمة. - اذهب وأعلن أنه سيقتل فورا، ويلقبه السابق، خاطب مكبث.
      روس: سأفعل ما يلزم..
      دنكن: ما خسره أمير كودر ربحه مكبث النبيل.
      [/align]

      تعليق

      • عبدالرؤوف النويهى
        أديب وكاتب
        • 12-10-2007
        • 2218

        #4
        (4)
        المشهد الثالث. – [ مرجة ]

        [align=justify]رعد، تدخل الساحرات الثلاث..
        ساحرة 1: أين كنت، يا أختاه؟
        ساحرة 2: أقتل خنازير.
        ساحرة 3: يا أخت، وانت ؟
        ساحرة 1: زوجة بحار وفي حضنها كستناء وتمضغ، وتمضغ، وتمضغ: أعطيني قلت لها: "اغربي عني يا ساحرة !" عاطت المرأة السمينة القذرة ذهب زوجها ربان سفينة النمر الى حلب: لكن سأبحر اليه بمنخل، وكفارة بلا ذنب.
        سأقرض، وأقرض، وأقرض،
        ساحرة 2: سأعطيك ريحا.
        ساحرة 1: أنت طيبة.
        ساحرة 3: وأنا نفسي أعطيك أخرى.
        ساحرة 1: وأنا لدي كل الرياح الأخرى: وكل المواني، التي تهب منها وكل البقاع التي تعرفها في مؤشر بوصلة الملاح، سأجعله جافا كالقش: ولن يعلق النوم بسقف جفنا، لا ليلا ولا نهارا سيعيش إنسانا لعينا. كليلا، لسبعة أسابيع مضروبة بتسع مرات تسعة، سيتقلص، ويهزل وينحل: وسفيتنه ولو أنها لن يفقدها، إلا أنها ستتقلب بأيدي الريح. انظر ما عندي.
        ساحرة 2: أريني، أريني.
        ساحرة 1: عندي إبهام ملاح، تحطمت سفيتنه أثناء عودته..
        [طبل من الداخل ]
        ساحرة 3: طبل ! طبل ! عاد مكبث.
        جميع الساحرات: أخوات القدر، يدا بيد، جوابات البحر والبر درن هكذا، درن: ثلاث مرات لجهتك، ثلاث مرات لجهتي وثلاث مرات ثانية ليكون المجموع تسعا كفى. الرقية كملت..
        يدخل ماكبث وبانكو
        مكبث: لم أر يوما غائما وصاحيا كهذا اليوم.
        بانكو: ما المسافة الى "فورس "؟ - ما هؤلاء ذاويات وهزيلات تماما بلباسهن لا يشبهن سكان الأرض. ومع ذلك فهن عليها؟ أأنتن بشر؟ أم أنكن أي شيء، يمكن للانسان أن يسأله ؟ يظهر أنكن تفهمنني أصابعكن الخشنة المشققة على شفاهكن المهزولة: فلابد أنكن نساء لكن تمنعني لحاكن من أن أستنتج أنكن كذلك.
        مكبث: تكلمن، إن قدرتن: ما أنتن ؟
        ساحرة ا: سلاما مكبث ! هنينا لك، يا أمير غلامس "!
        ساحرة 2: سلاما مكبث: هنينا لك يا أمير "كودر"!
        ساحرة 3: سلاما مكبث ! ستكون ملكا فيما بعد.
        بانكو: لماذا يا سيدي الكريم تجفل، وتبدو خائفا من أشياء مقبولة ؟ باسم الحقيقة هل أنتن من دنيا الخيال، أم انتن في الحق كما تظهرن عليه ؟ حبيتن زميلي الشهم بلقب يحمله الآن، وتنبأتن له بحظ رفيع مع أمل في الملوكية، يبدو أنه غارق فيما سمع. لا تكلمنني. إذا قدرتن على معرفة بذور ما تؤول اليه الأمور وأية بذرة ستنمو، وأية بذرة لا تنمو فتكلمن معي إذن، فأنا لا أتوسل ولا أخاف، معروفكن ولا كراهيتكن.
        ساحرة 1: حييت!
        ساحرة 2: حييت!
        ساحرة 3: حييت!
        ساحرة 1: أقل من مكبث وأعظم!
        ساحرة 2: ليس سعيدا جدا، مع ذلك أسعد بكثير.
        ساحرة 3: ستنجب ملوكا، ولو أنك لست منهم. لذا سلاما مكبث وبانكو!
        ساحرة 1: بانكو ومكبث سلاما!
        مكبث: مكانكن، ايتها المتكلمات القاصرات اطلعنني على المزيد. فبوفاة والدي "ساينل"، أعرف أنني أمير "غلامس". ولكن كيف أكون أمير "كودر"؟ وأمير "كودر" مازال حيا، رجلا متنعما: وأن أكون ملكا لا يقع في نطاق آمال، أكثر من أكون أمير "كودر". أخبرنني من أين جئتن بهذه الأخبار الغريبة ؟ ولماذا وقفتن في طريقنا على هذه الموجة اللعينة بترحيب تنبؤي كهذا؟ تكلمن، آمركن.
        [تختفي الساحرات]
        بانكو: للتراب فقاعات، كما للماء وهن من تلك الفقاعات. -أين اختفين؟
        مكبتث: في الهواء: وما ظهر مجسدا، ذاب كنفحة في الهواء ليتهن بقين!
        بانكو: هل كانت أشياء كهذه هنا، ونحن نتكلم عنها أم أننا أكلنا جذورا تسبب الجنون وتقتاد العقل أسيرا؟
        مكبث: سيصبح أولادك ملوكا.
        بانكو: ستصبح ملكا.
        مكيث: وأمير "كودر" أيضا: ألم يقلن ذلك ؟
        بانكو: بنفس الايقاع والكلمات . من هذان ؟
        يدخل روس وانغوس
        روس: استقبل الملك بابتهاج أخبار نجاحك يا مكبث،وعندما فكر في مخاطرتك الشخصية في حرب المتمردين، تنافست فيه الدهشة من مآثرك والرغبة في مدحك فلا يدري أيعبر أولا عن دهشته أم عن مدحك لذا فهو صامت. وعندما أطلع على بقية أنباء اليوم نفسه وجدك في صفوف
        القوات النرويجية العنيدة غير خائف مما منعت في أشكال غريبة للموت. وكالبرد المتواصل تقاطر الرسل واحدا تلو الآخر: وكل واحد يحمل المدائح لك لدفاعك المستميت عن مملكته، وصبها بين يديه.
        أنغوس: لقد بعثنا الملك، لنقدم لك شكر سيدنا: ولنرافقك اليه ليس إلا، لا لنكافئك.
        روس: وعربونا لتكريم أعظم أمرني أن أخاطبك بأمير "كودر" بهذا اللقب، مرحبا، أيها الأمير الأكثر جدارة فهو لك.
        بانكو: ماذا ! أيمكن للشيطان أن ينطق الحق ؟
        مكبث: مايزال أمير "كودر" حيا، لماذا تلبسونني ثيابا مستعارة؟
        أنغوس: الرجل الذي كان أمير "كودر" مازال يعيش: إلا أن حياته محكومة بالموت وهو يستحق أن يفقدها وما هم إن هو انخرط في القوات النرويجية، أو بطن ثياب المتمرد مقدما العون والفرصة مجانا، أو أنه قام بالاثنين معا لتدمير وطنه.
        فإن أعمال الخيانة التي اعترف بها وثبتت عليه قد أطاحت به.
        مكبث: [على حدة ] أمير غلامس وأمير "كودر":
        والتكريم الأعظم آت. [الى روس وانفوس] شكرا لما تجشمتماه من متاعب. – [الى بانكو] الا تأمل أن يكون أولادك ملوكا فعندما تنبأت اولاء لي بلقب أمير "كودر" وعدنك بشيء لا يقل عن ذلك!
        بانكو: إذا صدقتهن تماما فقد تشتعل رغبة في التاج، بالاضافة الى إمارة "كودر"، أمر عجيب: غالبا ما تستدرجنا قوى الظلام الى الأذى، بما يخبرننا من حقائق صادقة: تستميلنا بالتوافه الصحيحة، وتخوننا في القضايا الأخطر أهمية. [ الى روس وأنغوس ] أيها النبيلان كلمة معكما عن اذنكما.
        مكبث: [على حدة] حقيقتان صحتا، وهما مقدمتان مواتيتان للفصل الرائع (12) من المسرحية الجليلة. أشكركما أيها السيدان. – [على حدة] هذا العرض الاستثنائي ليس شرا: وليس خيرا:- إن كان شرا، فلم أعطاني عربون نجاح مبتدئا بحقيقة؟ أنا أمير "كودر": وان كان خيرا، فلماذا أذعن للجريمة التي توقف صورتها الشنيعة شعر رأسي وتجعل قلبي الثابت يدق على اضلاعي، على غير العادة ؟ ومخاوفنا الحالية أقل من مخاوفنا المتصورة المرعبة، ان فكري وما يزال القتل فيه متخيلا، يزلزل وجودي كله. لقد أمات التحسب قدرتي على التمثيل، فلا يوجد شيء، إلا الشيء غير الموجود.
        بانكو: [الى اللوردات] انظر، كيف ذهول مصاحبنا.
        مكبث: [على حدة] إذا كان للقدر أن يجعلني ملكا، فقد يتوجني القدر دون سعيي.
        بانكو: تغدق عليه الألقاب الجديدة مثل ثيابنا الجديدة، لا تناسب قالبها إلا بفضل الاستعمال. مكبث:: [على حدة] ما سيقع سيقع، الفرصة المواتية آتية مهما كانت الأيام متعسرة.
        بانكو: أيها المحترم مكبث، نحن بانتظارك.
        مكبث: [الى اللوردات ] استميحكم عذرا: رأسي طافح بأشياء نسيت. أيها الطيبون، متاعبكم قد دونتها حيث أستطيع كل يوم أن أقلب الصفحة لأقرأها. دعونا نذهب الى الملك. – [الى بانكو] فكر بما صادفناه: وحين يتسع لنا الوقت وقد وزناه في هذه الأثناء، سنفتح قلوبنا لبعضنا بعضا.
        بانكو: بطيب خاطر.
        مكبث: يكفينا هذا الآن أن نلتقي. - هيا، أيها الصحب [يخرجون][/align]

        تعليق

        • عبدالرؤوف النويهى
          أديب وكاتب
          • 12-10-2007
          • 2218

          #5
          (5)

          المشهد الرابع. – [قلعة فورس. غرفة في القصر]

          [align=justify]بوق. يدخل دنكن، مالكولم، دونالبين، لينوكس ومرافقون.
          دنكن: هل نفذ إعدام أمير كودر ؟ ألم يعد هؤلاء الذين أوكلت اليهم المهمة ؟
          مالكولم: سيدي لم يعودوا بعد، ولكني تحدثت الى شخص راه يموت، ذاكرا أنه اعترف اعترافا صريحا بخيانته، والتمس من جلالتكم العفو، وأبدى ندامة عميقة.
          ما من شيء شرفه في حياته مثل مغادرته لها: لقد مات كمن استظهر دور الموت، لافظا أعز ما يملك، وكأنه شيء تافه لا يستحق الاهتمام.
          دنكن: لا يوجد علم لمعرفة ما يدور في العقل من الوجه: شأن رجلا نبيلا بنيت عليه ثقة مطلقة - يدخل مكبث، بانكر، روس وانغوس [الى مكبث] أيا أعز ابن عم ! وحتى الآن مازالت خطيئة جحودي ثقيلة الوطأة علي، أنت متقدم علينا بمسافة بعيدة حتى أن أسرع جناح لمجازاتك بطيء فلا يدرك: لو كنت أقل استحقاقا لتمكنت من اعطائك كل الامتنان والمكافأة الصحيحين ! لم يبق لي شيء أقوله سوى: ما تستحقه أكثر مما نستطيع أن ندفعه جميعنا.
          مكبث: إن قيامي بخدمتكم والولاء لكم يسدد ما أنا مدين به لكم. دور جلالتكم أن تتقبلوا واجباتنا وواجباتنا هي أطفال وخدم لعرشكم ودولتكم نؤديها كما ينبغي لفعل أي شيء يضمن لنا حبك واكرامك.
          دنكن: أهلا بك هنا: لقد شرعت بغرسك، وسأكدح لجعلك تام النمو.- أيها النبيل بانكو لا تقل استحقاقا. ولن يكون استحقاقك أقل ذيوعا، أعني احتضنك وأضمك الى قلبي.
          بانكو: إذا ما اشتد عودي، فالحصاد حصادك.
          دنكن: أفراحي الغزيرة، طفحت بحيث لا يمكن احتواؤها، وتجهد أن تخفي نفسها بقطرات من الدموع.
          [الى الجميع] أيها الابناء والأقرباء والنبلاء وأنتم يا أقرب الناس مني، اعلموا أننا سنورث العرش
          الاسكتلندي بعدنا الى ابننا الأكبر مالكولم الذي نلقبه من الآن أمير كامبرلاند. وليس هذا التكريم له وحده. فشارات النبالة ستتألق كالنجوم على مستحقيها. - [الى مكبث] لنذهب الى قلعتك بإنفرنس Inerness حتى يكون دينك علينا أكثر.
          مكبث: الراحة عبء، إذا لم نقدم لك فيها خدمة سأكون أنا الرسول وأسعد زوجتي بسماع مقدمكم لذا، أستأذنكم بتضرع،
          دنكن: يا أمير كودر الشهم!
          مكبث: [على حدة] أمير كمبرلاند: هذه عتبة في طريقي إما أن أعثر بها فأكبو، أو أثب فوقها لأنها رابضة أمامي. ايتها النجوم احجبي أنوارك ! لا تجعلي النور يرى رغباتي السود والدفينة: دعي العين تطرف عما تفعل اليد ليقع ما تخشاه العين ولا ترده، إلا بعد إنجاز [يخرج].
          دنكن: صدقت أيها المحترم بانكو، إنه لشجاع كما قلت، لقد لقمت بتقارير ممتازة عنه: انها وليمة لي. هيا نتبعه فقد تجشم العناء للوصول قبلنا لاستقبالنا إنها لقرابة لا نظير لها. [يخرجون][/align]


          المشهد الخامس

          [align=justify]انفرنس.. غرفة في قلعة مكبث. تدخل الليدي مكبث وهي تقرأ رسالة.
          الليدي مكبث: "قابلنني في يوم النصر، وعلمت من أفضل المصادر، انهن يمتلكن من المعرفة أكثر مما يمتلك البشر. وحين اشتعلت رغبة في استجوابهن أكثر، جعلن أنفسهن هواء، وذبن فيه. وبينما وقفت منصعقا من عجب ما سمعت، فإذا برسل يأتون من الملك يحيونني بلقب أمير كوار؛ وهو اللقب الذي حيته به أخوات القدر من قبل، وأشرن الى الزمن القادم فقلن: "سلاما، ستكون ملكا" تصورت أن هذه أنباء سارة أخبرك بها، يا أعز شريكة لي في العظمة، حتى لا يفوتك الفرح المناسب، لو كنت جاهلة بالعظمة الموعود بها. فكري بالأمر سرا، ووداعا." أمير غلامس أنت وكودر؛ وستكون ما أنت موعود به. إلا أنني أخشي من جبلتك انها ممتلئة تماما بحليب الطيبة الانسانية، فلا تنتهز أقصر السبل. ولو أنك تريد أن تكون عظيما؛ وانك لا تخلو من طموح إلا أنك تخلو من الخبث الملازم له. ما تصبو اليه من مطامح لا تريده إلا باستقامة. لا تريد أن تغش في اللعب. بيد أنك تريد أن تكسب بالباطل. يا غلامس العظيم، تريد ذلك الشيء الذي يصرخ بك، "أقدم ان كنت تريده "؛ ذلك الشيء الذي تخاف أن تفعله أكثر مما ترغب في عدم فعله. أسرع الي، حتى أصب روحيتي في أذنك، وأعاقب بجرأة كلماتي كل ما يعوقك عن التاج الذي يبدو أن القدر وعون التنبؤات كليهما قد توجاك به.
          يدخل رسول
          ما الأخبار التي جئت بها؟
          الرسول: الملك يأتي الى هنا الليلة
          الليدي مكبث: أنت مجنون حتى تقول ذلك. أليس سيدك مكبث معه ؟ لو كان الأمر كما تقول، لأرسل لنا خبرا حتى نتهيأ.
          الرسول: لا. عفوك، ما قلته صحيح: أميرنا قادم؛ أحد زملائي سبقه في الوصول، شبه ميت لانقطاع نفسه الذي لم يبق منه سوى أن يبلغ رسالته.
          الليدي مكبث: ارعوه جاء بأنباء عظيمة [يخرج الرسول] الغراب نفسه أجش ذاك ينص بالدخول المشؤوم لدنكن تحت جدران قلعتي. تعالي ايتها الأرواح التي ترعى النوايا القاتلة، خذي نسائيتي ههنا واملئيني من الرأس الى القدم بأفظع قسوة طافحة، خثري دمي، أوقفي مجراه الى الرحمة، سدي كل مسرب يصل الى الضمير حتى لا تعرض مشاعر الرحمة خططي الوحشية للخطر، أو تقيم سلما بينهما. تعالي الى ثديي نسائيتي، واستبدلي حليبي بالمرة، انتن يا معيلات الجريمة، حيثما انتن تلازمن بأجسادكن المخفية كوارث العالم ! تعال، أيها الليل البهيم، ولفع نفسك بأعتم دخان في الجحيم، حتى لا ترى سكينتي الحادة الجرح الذي تصنع أو تبرق روح خيرة من السماء من خلال حجاب الظلام لتصرخ: "قفي، قفي!".
          يدخل مكبث
          يا أمير نملامس العظيم ! يا أمير كودر المبجل ! وأعظم من كليهما، بما ستحيا به عما قريب ! حملتني رسالتك الى ما بعد هذا الحاضر الساهي عن المستقبل وأشعر الآن أن المستقبل هو في هذه اللحظة.
          مكبث: يا أعز حبيبة، سيأتي دنكن الى هنا هذه الليلة.
          الليدي مكبث: ومتى سيغادر؟
          مكبث: غدا، كما يقترح.
          الليدي مكبث: أوه ! أبدا لن ترى الشمس ذلك الغد! وجهك، يا أميري، مثل كتاب، حيث قد يقرأ فيه الناس أمورا غريبة، وحتى تضلل الناس، فابد لهم كما يبدون، رحب بهم بالعين، واليد واللسان ! أبد كالزهرة البريئة بيد أن الثعبان تحتها فذلك الذي سيأتي يجب أن تهيأ له الطبخة وستترك لي تدبير الفعلة العظيمة هذه الليلة، فستعطينا وحدنا، في كل ليالينا وأيامنا القادمة السلطة والسيادة.
          مكبث: سنتحدث أكثر.
          الليدي مكبث: تظاهر بالمرح فقط: إن تغير ملامح الوجه علامة الخوف دائما. واترك لي كل الأمور الباقية
          [/align]

          تعليق

          • عبدالرؤوف النويهى
            أديب وكاتب
            • 12-10-2007
            • 2218

            #6
            (6)
            المشهد السادس. – [كالسابق. أمام القلعة]

            [align=justify]زمارون وحاملو مشاعل. يدخل دنكن، مالكولم، دونالبين، بانكو، لينوكس، مكدف، روس، أنغوس، ومرافقون.

            دنكن: موقع هذه القلعة بهيج: فالهواء يخف بسرعته وعذوبته للترحيب بحواسنا المرهفة. بانكو: ضيف الصيف هذا، الخطاف الملازم للمعابد يؤكد ذلك ببناء بيته هنا ونفس السماء يعط بافتنان هنا؛ ما من جزء ناتيء أو إفريز، أو دعامة أو زاوية مشرفة، إلا وبنى فيها سريره المعلق، ومهد ذريته لقد لاحظت أن الخطاطيف أينما تتناسل وتسكن فالهواء رقيق.
            تدخل الليدي مكبث
            دنكن: انظروا انظروا! مضيفتنا المكرمة. [الى الليدي مكبث] إن الحب الذي أبدته لنا، هو أحيانا مصدر قلقنا مع ذلك فاننا نشكرها عليه كحب. وبهذا أعلمك، كيف تطلبين من الله مجازاتنا على تعبك وكيف تشكريننا على ذلك التعب.
            الليدي مكبث: كل خدماتنا إن قدمناها بكل تفاصيلها مرتين، ومن ثم نضاعفها ستكون جهدا ضئيلا وضعيفا مقارنة بما تحمل هذا البيت يا جلالة الملك من تلك المكرمات العميقة والواسعة، من المكرمات القديمة، والمكرمات الجديدة التي كدست فوقها، لا يمكن أن نجازيك إلا بالدعاء.
            دنكن: أين أمير كودر ؟ لقد تبعناه على عقبيه، وكانت غديتنا أن نسبقه فنكون رسوله: لكنه يجيد الركوب ؛ وحبه العظيم، حاد كمهمازه، ساعده في الوصول الى البيت قبلنا. ايتها المضيفة الجميلة النبيلة، نحن ضيفك هذه الليلة.
            الليدي مكبث: خدمكم دائما هم وما يملكون على سبيل الأمانة، وسيكشفون حسابها متى شئتم وسيعود اليكم دائما ما يخصكم.
            دنكن: أعطيني يدك؛ قوديني الى مضيفي نحن نحبه حبا جزلا وسنواصل نعمنا الملكية عليه، إذا سمحت ايتها المضيفة.[/align]


            المشهد السابع. – [نفس المشهد، غرفة في القصر]

            [align=justify]مزامير وحاملو مشاعل. يدخل رئيس النادلين وخدم من مختلف الصفوف بمواعين وصحون ويقطعون خشبة المسرح. ثم يدخل مكبث.

            مكبث: [على حدة] إذا فعلت الفعلة وانتهت، فمن الأفضل إذن أن تنجز بسرعة. ليت الاغتيال يصطاد كل التبعات، ويأتي نجاحي بموته ليت هذه الضربة تكون ما سوف يكون وخاتمة كل شيء هنا، حتى هنا في الساحل الرملي لبحر الأبدية نجازف بحكم الحياة الأخرى.- لكن في دعاوي كهذه يصدر علينا الحكم دائما في الحياة هنا، وفي ذلك نلقن دروس القتل، وعندما تهضم، تعود وتعذب مبتدعها: إن العدالة الحقانية اليدين تقدم لنا الكأس التي ملأناها بالسم الى شفاهنا نحن. إنه هنا في أمان مضاعف أولا، لأني قريبه وأحد رعاياه، وهما حائلان قويان ضد الفعلة، ثم إني مضيفه الذي يجب أن يحول دون أن يقتله أحد، لا أن أحمل السكين أنا نفسي.
            بالاضافة، فان هذا الـ "دنكن" مارس صلاحياته بتواضع وكان خاليا تماما من كل شائبة في عمله بحيث ستترافع فضائله عنه، مثل ملائكة مبرقة ضد اللعنة المريعة على قتله: والرحمة مثل طفل عار جديد تمتطي زوبعة الاحتجاج او مثل الملك كروب على صهوة خيول الهواء الخفية، ستنفخ الفعلة الشنيعة في كل عين، لذا ستغرق الدموع الريح.- ما من مهماز لدي
            لأنفس به خاصرتي وعزيمتي سوى طموح جامح يثب أعلى مما ينبغي (فوق صهوة الجواد) فيسقط على الجانب الآخر.
            تدخل الليدي مكبث
            ما هذا ؟ ما الأخبار؟
            الليدي مكبث: انتهى تقريبا من عشائه. لماذا غادرت الغرفة ؟
            مكبث: هل سأل عني؟
            الليدي مكبث: الا تعلم أنه سأل ؟
            مكبث: لن نستمر في تنفيذ الفعلة هذه: لقد كرمنى مؤخرا؛ ولقد اكتسبت سمعة نيرة من شتى الناس، يجب أن أرتديها الآن ما دامت في لمعانها الأكثر جدة لا أن أطرحها في الحال.
            الليدي مكبث: هل كان الأمل مخمورا ذاك الذي اكتسبت به مرة ؟ هل رقد منذئذ وصحا الآن، مخضرا وشاحبا مما فعل بحرية ؟ من الآن سأعتبر حبك كذلك. هل أنت خائف أن تكون الشخص نفسه في الفعل والشجاعة، كما أنت في الرغبة ? هل تريد أن يكون لك ذاك الذي تعتبره تاج الحياة، وتعيش عيشة جبان بمعيارك أنت جاعلا ؟لا أجرؤ؟ تتبع ؟أود؟، مثل القطة المسكينه تشتهي السمكة وتخاف البلل ؟
            مكبث: أرجوك أسكتي أجرؤ على عمل كل شيء يليق برجل، ومن يجرؤ على عمل شيء أكبر فلا وجود له.
            الليدي مكبث: أي وحش اذن جعلك تخبرني عن خطتك هذه !! حين كنت قادرا على تنفيذها، كنت عندئذ رجلا: ولكن حينما تصبح أكثر مما كنت، فانك أكثر شبها بالرجل. لم يكن الزمان ولا المكان مواتيين، مع ذلك أردت جمعهما؛ لقد سنحا، وسنوحهما الآن حطم ثقتك بنفسك. كنت مرضعة وأعرف عظم الرأفة على طفل مص حليبي! بيد أني وبينما هو يبتسم في وجهي، سأقتلع حلمتي من لثته العارية من الأسنان وأطرطش مخه، لو كنت أقسمت على هذه الفعلة، كما أقست أنت.
            مكبث: واذا أخفقنا?
            الليدي مكبث: نخفق !! حسبك أن تشد وتر شجاعتك الى منزع القوس ولن نخفق فحين يكون دنكن غارقا في النوم (حيث سفرته المرهقة هذا اليوم لابد تدعوه الى النوم عميقا) وبالخمر والقصف سأصرع حارسيه، وستصبح الذاكرة، وهي حارسة الدماغ، غازا، واناء الدماغ مجرد انبيق: وحين يهمد كياناهما المخموران بنومة خنزير، كأن في موت الا يمكننا أنت وأنا أن ننفذ فعلتنا بدنكن وهو بلا حرس ؟ الا يمكن أن نلقي التبعة على حارسيه المنقوعين كالأسفنجة فيتحملا الجريمة الكبيرة ؟
            مكبث: احبلي بالذكور فقط ! لأن معدنك الشجاع يجب الا يركب إلا ذكورا. الا يصدقونها حقيقة، إن نحن لطخنا بالدم هذين النائمين في غرفة نومه هو، واستعملنا نفس خنجريهما على أنهما فاعلا الجريمة ؟
            الليدي مكبث: من يجرؤ أن يصدق خلاف ذلك، مادمنا نجعل صرخات أسانا تجأر لموته ؟
            مكبث: لقد قر قراري، شادا كل عضو في جسدي لهذه الفعلة الفظيعة هيا بنا، ونخدع الناس بأسعد الوجوه على الوجه الكاذب إخفاء ما يعلمه القلب الكاذب. [يخرجان]. [/align]

            تعليق

            • عبدالرؤوف النويهى
              أديب وكاتب
              • 12-10-2007
              • 2218

              #7
              (7)
              هاملت

              [align=justify]من مسرحيات الثأر ولايُذكر اسم شكسبير إلا مقترنا بها .

              كُتب عنها دراسات مطوًلة وأبحاث لاتُعد ولاتُحصى فى شتى أنحاء المعمورة .

              وأنبش فى ذاكرتى مستخرجا وقائع حقيقية سمعتها صغيرا من كبار الشيوخ بالقرية ،يلتحم بها الواقع بالخيال والصدق بالخرافة وتنشط المخيلة فى الحكى والقص والسرد الطويل فى ليالى الحصاد على ضوء القمر وفى أجران الدريس والمجلس يتسع ويسع الجميع مع أكواب الشاى الغامق والسجائر اللف وتداول غابة الجوزة (النرجيلة وفقا للفصحى ) .
              كنت أندس بينهم وألبد بجوار عمى أصغر أشقاء والدى ، رحمهما الله ، ويحكون عن فلان الفلانى الذى قتله قتًال القتلة فلان الفلانى نظير أجر تعاطاه من عائلة ما، للحرب القائمة بينهم بسبب النزاع على قطعة أرض أو تعرضه لبنت من بنات العائلة أو للثأر والإنتقام .
              ومما تعيه الذاكرة واقعة أن فلان ابن فلان كان قادما من الغيط ليلا وعند تابوت يوسف (الساقية ) وتحت شجرة الجميزالعتيقة 0خرج عليه فلان الأجير للقتل وتحدث معه وقتله بطلق نارى بندقية ميزر بخرطوشين ، وأن هذا القتل قد أصاب القرية بالفزع والرعب وخشى كل إنسان على نفسه إذ كان معروفا أن عائلة ما من القرية هى وراء القتل ولكن لادليل يمسك بخناقها ويدينها .
              وكان القاتل معروفا للجميع و خارجا على القانون ومطاردا من السلطة وصدرت ضده أحكام غيابية متعددة ومطلوب القبض عليه ، وأن القتيل رجل طيب ليس له مشاكل أو عداوات مع أحد وعلاقاته طبيعية لا مشاجرات فيها ولانزاعات ولاخصومات، إلا أخيرا تصادمه مع فلان ابن فلان من عائلة (.....) الذي شاع بالقرية والقرى المجاورة ،تخلصهم منه بالقتل ،وحتى يخشاهم الجميع ويخافوا منهم ويخضعوا لسطوتهم ولايقفوا أمامهم فيما يسعون إليه .
              وأن شبحه كان يظهر كل ليلة فى ساعة ومكان قتله وتعقبه صرخات مفزعة قاسية تطلب التأر ممن قتله أو وزً عليه، وأن روحه لن تهدأ وتختفى إلا بعد أخذ الثأر له .
              وأن السلطات حققت فى موضوع القتل ولم تصل للقاتل أو المحرضين عليه إذ كانت الظروف والقرائن والدلائل تؤكد طهارة أيديهم من الدم المسفوح غدرا وغيلة ،وتم قيد الجريمة ضد مجهول.
              لكن هذه الروح القلقة لن تهدأ حتى يُؤخذ لها الثأر من القاتل والمحرضين عليها وعندئذ سوف تختفى ، وشاءت الظروف وتصادف أن هذه العائلة التى تشير إليها الأصابع بالتحريض على القتل أن اشتعلت النار، بأحد بيوت أفرادها ، من شرارة انطلقت من فرن الخبيز وأمسكت بالحطب وقش الأرز والدريس الناشف وأتت على الكثير من الأشياء وأصابت البعض بالحروق بل توفى واحد منهم إختنق من الدخان الكثيف أثناء محاولة الإطفاء وقبل وصول عربة المطافىء التى دائما تصل بعد فوات الآوان ، وبعد هذه الواقعة بعدة سنوات مات القاتل المشبوه إثر مرض خبيث بعد الإمساك به ومحاكمته على بعض الجرائم الأخرى .
              ولم يتوقف المتحدث عن القص والحكى وأنا مشدود بكل قواى إلى هذا الحديث الشائق والمرعب والمفزع وباقى الرجال جلوس والصمت يحلق فوق الرؤوس والآذان صاغية والأعين مفتوحة .
              وسأله أحد الجالسين وهل اختفت الروح بعد ذلك ؟؟يقصد الشبح 0 وبكل ثقة أكد المتحدث وكان شيخا كبيرا ،على اختفاء الشبح وهدؤ الروح لأن الله عز وجل أخذ حقها من القاتل والمحرضين على قتله .

              لم أكن قد اطلعت بعد على أعمال شكسبير فلم أكن تجاوزت من عمرى عشر سنوات ولم يكن الجلوس الأميون قد قرأوا شكسبير وهم الذين لم يفارقوا القرية منذ مولدهم ولم يكن لدى الكثيرين منهم حتى راديو (مذياع )والجرائد والمجلات متوفرة فقط لأهل البندر أولاد المدارس .

              [/align]

              تعليق

              • عبدالرؤوف النويهى
                أديب وكاتب
                • 12-10-2007
                • 2218

                #8
                (8)

                [align=justify]شغفت بمسرحية (هاملت )صغيرا وكبيرا ،وقرأتها مترجمة لأكثر من مترجم ،وأخيرا للمرحوم الدكتور /محمدعوض محمد ، ونشرتها دار المعارف المصرية ،الذى أبدع فى ترجمته ،وحافظ على لغة شكسبير وعبقريته الفنية ،والتساؤلات فى داخلى ،متوهجة لم تنطفىء بعد ،عن شخصية هاملت القلقة ،وعن أوفيليا ونهايتها المؤسفة .

                أحيانا تتولانى الرغبة فى معرفة دقائق نفسية هاملت ،وأقرأ المسرحية من جديد ،وأتوقف عند كلمات هاملت الغامضة والمبهمة وأتصوره هائما شريدا يبحث عن سبب مُقنع لما أقدمت عليه أُمه وعمه ،فرغم أن الأم كانت ملكة ،وبعد جريمة القتل وتزوجها من شقيق الملك المقتول ،وهى ملكة لم تزل ، فلماذا أقدمت على فعل القتل ؟؟؟!!!!
                بالتأكيد هناك من الأسباب ،لديها، ما تبرر به فعلها الآثم .
                وكأنى بشكسبير يقول :الجزاء من جنس العمل ،وشربت السم من يد من ساعدته فى اقتراف جريمة القتل .

                سأكتفى بتقديم ثلاثة مناظر من الفصل الأول ،عساها تكون دافعا لقراءتها وتبيان سر عبقريتها 0[/align]


                الفصل الأول
                المنظر الأول
                لإفريز أمام القلعة
                ( فرانسيسكو في مرقبه، يدخل برناردو)


                [align=justify]برناردو : من هنــاك ؟
                فرانسيسكو : بل أجبني أنت ، قف وأنبئ عن نفسك !
                برناردو : عاش الملك !
                فرانسيسكو : برناردو ؟
                برناردو : أجل .
                فرانسيسكو : حضرت في موعدك بغية الدقة .
                برناردو : دقت الساعة الثانية عشرة فانطلق إلى فراشك يا فرانسيسكو .
                فرانسيسكو : لك الشكر على هذا الإخلاص . إن البرد قارس وقلبي متعب عليل .
                برناردو : هل ساد الهدوء أثناء رقابتك ؟
                فرانسيسكو : لم تتحرك فأرة واحدة .
                برناردو : إذن طاب ليلك . إذا قابلت هواشيو ومرسيلوس فقل لهما ان يسرعا . إنهما زميلاي في المراقبة .
                فرانسيسكو : كأني أسمعهما قادمين . قفوا . من هنـــاك؟

                يدخل هوراشيو ومرسيلوس
                هوراشيو : صديقان للوطن .
                مرسيلوس : ومن رعايا ملك دانمركة .
                فرانسيسكو : إذن طابت ليلكمـا .
                مرسيلوس : وداعا أيها الجندي الأمين . من بديلك في المراقبة .

                يخرج
                فرانسيسكو : حل برناردو محلي .
                مرسيلوس : مرحبا برناردو !
                برناردو : قل : أهذا هو هوراشيو ؟
                هوراشيو : قطعة منه .
                برناردو : مرحبا بهوراشيو ومرحبا بمرسيلوس .
                مرسيلوس : ترى هل ظهر ذلك الشيء مرة أخرى في هذه الليلة ؟
                برناردو : لم أر شيئا قط .
                مرسيلوس : يزعم هوراشيو أن هذا كله من تخيلاتنا .
                ويأبى أن يصدق نبأ ذلك المنظر المخيف ، الذي شهدناه مرتين .
                لهذا توسلت إليه أن يصحبني
                لكي يرقب معنا دقائق هذا الليل
                حتى إذا ما عاد الشبح للظهور
                استطاع أن يؤمن بما رأته أعيننا
                ولعله أن يتحدث إليه .
                هوراشيو : دع هذا السخف فإن شيئا لن يظهر
                برناردو : فلتجلس برهة ، ودهنا مرة أخرى نهاجم أذنيك
                التين حصنتهما بحيث لا تنفد إليهما قصتنا
                وما شهدناه كلانا ليلتين .
                هوراشيو : حسنا ، فلنجلس ونستمع لما يحدثنا به برناردو .
                برناردو : في الليلة الماضية قد مال ذلك النجم بعينه
                إلى الغرب من القطب وهو يسري في فلكه
                لكي يضيء ذلك الجزء من السماء الذي يتوهج فيه الآن
                إذا بي و بمرسلوس ، حين دقت الساعة الواحدة ..
                مرسيلوس : صه . اقطع حديثك !
                انظر من أين يعود مرة أخرى !

                يدخل الشبح
                برناردو : إنه يتخذ نفس الصورة . صورة الملك الراحل .
                مرسيلوس : إنك من أهل العلم . تحدث يا هوراشيو .
                برناردو : أليس شديد الشبه بالملك . تأمل يا هوراشيو .
                هوراشيو : يشبهه جدا : إن قلبي يخفق رعبا ودهشة .
                برناردو : إنه يريد أن يتحدث إليه .
                مرسيلوس : سائله يا هوراشيو .
                هوراشيو : من انت يامن اغتصبت هذه الساعة من الليل ؟
                كما اغتصبت القوام والجميل والزي العسكري
                الذي كان يرفل فيه من قبل جلالة ملك دانمركة الدقيق ؟
                أستحلفك بحق السماء أن تتكلم .
                مرسيلوس : بدا عليه الاستياء
                ربناردو : انظر كيف يتراجع مبتعدا .
                هوراشيو : قف ! تكلم ، تكلم ! إني أدعوك أن تتكلم .

                يخرج الشبح
                مرسيلوس : لقد ولى ولم يرد أن يجيب .
                برناردو :ما خطبك يا هوراشيو ? أراك ترتعد وقد علاك الشحوب
                أليس هذا أكثر من مجرد وهم أو خيال
                ما رأيك فيه الآن ؟
                هوراشيو : اقسم أمام الله أني ما كنت لأصدق هذا .
                لولا ما شهدته عيناي في رؤية صادقة وحس سليم .
                مرسيلوس : ألأا تراه شبيها بالملك ؟
                هوراشيو : كما تشبه أنت نفسك
                إن ذلك الدرع هو بعينه الذي كان يرتديه
                وهو يقاتل ملك النرويج الطموح
                وقد أبدى مثل هذا العبوس مرة حين احتدم النضال .
                وأخذ يصرع البولنديين الذي كانوا يركبون المزالق .
                والقاهم فوق الجليد . إن هذا لأمر عجيب
                مرسيلوس : وقد حدث هذا مرتين من قبل في نفس الساعة الكئيبة
                رايناه يتجول بخطاه العسكرية
                أثناء قيامنا بالمراقبة .
                هوراشيو : لست أعرف لي رايا خاصا أسير بمقتضاه
                ولكن يخيل إلي بوجه عام
                أن هذا نذير بانفجار غريب في دولتنا
                مرسيلوس : حسنا ، أجلي اذن وقل لي الآن
                وأنت العليم بالامور : لم كل هذا السهر
                والمراقبة الدقيقة البالغة منتهى الشدة
                يضطلع بها كل ليلة رعية هذه البلاد ؟
                ولماذا تصب كل يوم مدافع من النحاس
                وتجلب الاسلحة من السوق الاجنبية
                ولماذا يسخر صناع السفن للعمل الشاق كل يوم
                لا فرق بين الآحاد وغيرها من الايام ؟
                ما الخطر الداهم الذي استوجب هذه العجلة الحامية
                التي تضطرنا لأن نصل عمل الليل بالنهار ؟
                من يستطيع أن يخبرني بسر هذا العمل ؟
                هوراشيو : أنا أستطيع . أو على الألقل سمعت أحاديث يهمس بها ،
                إن ملكنا الراحل الذي ظهرت لنا صورته منذ قليل
                تحداه للقتال فيما مضى فورتنبراس ملك نروج .
                وقد دفعه إلى ذلك ما انطوى عليه من حسد وكبرياء .
                فلم يلبث فورتنبراس هذا أن خر صريعا
                بيد ملكنا الباسل هملت .
                الذي يعرف بسالته جميع سكان المعمورة
                وخسر القتسل بذلك حياته
                وخسر معها تلك الأراضي التي كان يملكها
                وقد آلت كلها للفائز المنتصر
                طبقا لاتفاق قانوني مكتوب ومحتوم
                كما ان ملكنا من ناحيته
                كان قد جنب من أملاكه جزءا يعادل أملاك فورتنبراس
                ليكون من نصيبه لو كتب له هو النصر
                هكذا استولى ملكنا بمقتضى هذا الاتفاق على أراضيه
                والآن ظهر فورتنبراس الصغير ، الجرئ المتهور
                وأخذ يحشد على حدود نروج ، وفي غيرها من الجهات
                عصابات من الافاقين والمتشردين
                يسوقهم نظير القوت ، إلى مشروع
                ينطوي على الجرأة والإقدام
                وما هذا المشروع كما يبدو جليا لرجال حكومتنا
                سوى أن يستردوا منا بالقوة القاهرة
                وبشروط ملؤها البطش والجبروت
                تلك الأراضي التي فقدها والده
                على النحو الذي أشرت إليه
                ذلك ما يبدو لي انه السبب الاكبر لهذه الاستعدادات .
                وهو السر في تكليفنا هذه الرقابة الساهرة
                والدافع الاكبر لكل ما يسود البلاد من حركة ونشاط.
                لرناردو : يخيل إلي أن الأمر لا يعدو ما ذكرت
                وهو ما يتفق مع ظهزر هذا الشبح الرهيب
                مدججا بالسلاح أثناء سهرنا في صورة الملك الراحل
                إنه أمر كان ولا يزال يسبب هذه الحروب .
                هوراشيو : أمر صغير لكنه يقلق البال كالقذى في العين .
                لقد حدثت في روما ابان مجدها وازدهارها أحداث
                قبيل الساعة التي لقي فيها يوليوس قيصر مصرعه
                إذا خلت المقابر من ساكنيها وانطلق الموتى في شوارع روما
                وعليهم أكفانهم يصيحون ويهذون
                وبدت في السماء أنجم بأذناب النار
                وتساقط الندى دما قانيــا .
                وانتابت الشمس كوارث وخسف القمر الكوكب الندي
                الذي يعتمد عليه نبتون في عزه وسلطانه
                واعتراه الوهن مش شدة الخسوف حتى كاد ان يفني
                وهكذا تسبق النذر قبل حلول الخطوب
                كأنها طلائع تسبق الأقدار
                وتمهد السبيل لما يليها من نوائب
                كذلك تظهر الارض والسماء الخوارق
                لسكان هذا الاقليم وللمواطنين جميعا

                يعود الشبح
                ولكن مهلا انظرا ، انظرا من أين يرجع مرة أخرى !
                سأعترض طريقه وإن كان في ذلك حتفي . قف ايها الخيال !
                إذا كان لك صوت وتستطيع النطق
                فتحدث إلي
                وإذا كان هنالك خير نعمله
                فيه راحة لك وثواب لي
                فتحدث إلي
                وإذا كنت عليما بما قدر لوطنك من خطب
                وامكننا أن نتفاداه إذا عرفناه
                فتكلم
                وإذا كنت في حياتك قد جمعت مالا ودفنت كنزا في بطن الثرى
                بعد ان اغتصبته ظلما وبغيا
                ومن أجل ذلك تهيم الأرواح قلقة بعد الموت كما يزعمون
                فتكلم يصيح الديك .
                قف ويحك وتكلم . أوقفه يا مرسيلوس!
                مرسيلوس : هل أطعنه برمحي
                هوراشيو افعل ، إذا ابى أن يقف
                برناردو : إنه ها هنــا
                هوراشيو ها هنـا .

                يخرج الشبح
                مرسيلوس : انصرف . لقد أسأنا إليه بأن أظهرنا له العنف
                وهو يبدو في مثل هذا الجلال
                إنه كالهواء لطفا فلا نستطيع امساكه
                وما ضرباتنا إلا عبث يستحق السخرية
                برناردو : كان يهم بالكلام عندما صاح الديك .
                هوراشيو : ثم مضى سريعا كمن أتى ذنبا . تلبية لنداء رهيب
                وقد سمعت أن الديك للصباح بمثابة البوق
                فهو الذي يوقظ إله النهار
                بحنجرته ذات الصوت العالي المديد
                فلا تكاد الارواح تسمع صوت هذا النذير
                حتى تعود مسرعة إلى مستقرها
                سوااء أكان مسراها في البحار أم في النار
                ام كانت تجول في الارض ام في الجو
                ولا شك ان فيما رأيناه الساعة
                شاهد بصدق هذا القول
                مرسيلوس : لقد تلاشى عندما صاح الديك
                ويزعمون أنه عندما يجيء الأوان
                لإحياء ذكرى مولد سيدنا المسيح
                لا ينقطع الديك عن الغناء طول الليل
                ومن أجل ذلك لاتبرح الأرواح مستقرها
                ويكون الليل كله أمنا وكواكبه لا تتصادم
                والعفاريت لا تؤذي أحدا والساحرات يبطل سحرهن
                لأن الزمان كله يمن وبركة .
                هوراشيو : سمعت هذا أيضا وأصدقه بعض التصديق
                لكن انظر الى مطلع الفجر مرتديا كساءه الأحمر
                وهو يطل من فوق الندى المتساقط على ذلك الكثيب الشرقي
                لقد آن لنا أن ننهي رقابتنا
                ومن رأي أن ننقل إلى هملت الشاب ما شهدناه الليلة
                فلعمري إن هذا الشبح الأبكم أمامنا . سيتحدث إليه
                هل توافقان على أن نطلعه على هذا الأمر
                لما نكنه له من الحب ولما يمليه علينا الواجب
                مرسيلوس : أجل لعمري ، وإني لأعلم المكان الملائم
                الذي نستطيع أن نلقاه فيه اليوم .


                يخرجون
                [/align]

                تعليق

                • عبدالرؤوف النويهى
                  أديب وكاتب
                  • 12-10-2007
                  • 2218

                  #9
                  (9)
                  المنظر الثاني

                  قاعة حجرة استقبال في القلعة
                  ( يدخل الملك والملكة وهاملت ، و بولونيوس ولايرتس و فولتمند و كرنيلوس وبعض الأشراف والحاشية )


                  [align=justify]الملك : على الرغم من موت أخينا العزيز هاملت
                  ما برحت ذكراه ماثلة في خاطرنا
                  وإننا جديرون أن تمتلئ قلوبنا حزنا وكمدا
                  وأن تنقبض مملكتنا كلها
                  كأنها جبهة غضنتها الكآبة
                  فإن العقل لم يزل يكافح الطبع
                  حتى أصبحنا نفكر بحزن يخالطه الحزم
                  والشعور بالواجب الملقى علينا
                  لهذا اتخذنا زوجا تلك التي كانت من قبل لنا أختا
                  واليوم أصبحت ملكة تشاركنا السلطان والحكم
                  في هذه الدلوة المحاربة
                  فعلنا ذلك فرحين ، فرحا تشوبه الأحزان
                  وبعينين إحداهما ضاحكة . والأخرى باكية
                  فكان السرور وسط المأتم . والأسى يغشى العرس
                  وقد تساوى الفرح والكدر في كفتي الميزان
                  وفي هذا كله لم نقصر في استشارتكم
                  فكان رأيكم الراجح دائما مؤيدا لنا في هذا الأمر
                  وقد أدليتم بكل حرية فلكم جميعا شكرنا
                  أنتقل الآن إلى ما تعرفونه من أمر الفتى فورتنبراس
                  الذي صور له الوهم أن بنا ضعفا أو عجزا
                  أو أن دولتنا اعتراها الاضطراب والارتباك
                  بعد وفاة اخينا العزيز الراحل
                  وقد قوى هذا الوهم عنده ما يحلم به من غنم
                  فلم يلبث أن أخذ يضايقنا برسائله
                  ويطالبنا فيها بتسليم تلك الأراضي
                  التي نزل عنها أبوه . طبقا للحق والقانون
                  والتى آلت إلى أخينا الشهم الهمام ، هذا ما كان من أمره
                  أما نحن فحسبنا في هذا الاجتماع
                  أن نعرض لأمر واحد ، لدينا كتاب أعددناه
                  لكي نرسله إلى ملك نرويج ، عم الفتى فورتنبراس
                  وهو الآن من الضعف لا يفارق فراشه
                  ولا يكاد يعلم شيئا مما يضمره ابن أخيه
                  نطالبه في كتابنا أن يوقف تهور الفتى وعدوانه .
                  فإن الجنود الذي جندهم ، على اختلاف وحداتهم وأسلحتهم
                  هم جميعا من رعاياه ، فهلم يا كرنيلوس الطيب
                  وأنت أيضا يا فولتمند فإنى مرسلكما
                  فتحملا تحيتي هذه إلى ملك نرويج 0
                  ولا أخولكما أية سلطة شخصية اخرى للمفاوضة مع الملك فوق ما تسمح به النصوص الواضحة الوافية
                  الوداع إذن وليكن اسراعكما دليل اخلاكصما للواجب

                  كورليوس وفولتمند : سندي في هذا وفي غيره ما نحسه من واجب مقدس .
                  الملك : ليس لدينا شك . وداعا .

                  يخرجــان
                  والآن يا لايرتس ما خطبك ؟
                  ذكرت أن لك مطلبا ، فما هو يا لايرتس
                  إنك لن تتقدم باي طلب معقول لملك دانمركة
                  ويذهب صوتك هباء . ما الذي تريده يا لايرتس
                  مما لا أتردد في منحك إياه دون أن تسألني ؟
                  إن الرأس ليس أكثر اتصالا بالقلب
                  ولا الفم أشد حاجة إلى اليد
                  من حاجة عرش دانمركة واعتماده على أبيك .
                  ما الذي تبغيه يا لايرتس?

                  لايرتس : مولاي ذا الهيبة والجبروت .
                  أبغي عطف مولاي وإذنه بأن أعود إلى فرنسا
                  لقد عدت منها إلى دانمركة عن رغبة صادقة
                  في أن أؤدي واجبي في تتويجكم
                  ولكني أعترف أنني بعد أداء هذا الواجب
                  أخذ فكري ورغبتي يتجهان نحو العودة إلى فرنسا
                  فألتمس من جلالتكم العذر والمغفرة
                  الملك : هل نلت الإذن من ابيك ? ما قولك يا بولونيوس .
                  بولونيوس : لقد استطاع يا مولاي أن ينتزع مني الموافقة بمشقة
                  بعد أن أطال الرجاء والاحاح
                  فاضررت أخيرا إلى الموافقة كارها لرغبته .
                  فألتمس منك أن تمنحه الإذن بالرحيل .
                  الملك : لتنعم بساعات عمرك با لايرتس . أوقاتك كلها لك .
                  فأنفقها فيما توحي فاضررت أخيرا إلى الموافقة كارها لرغبته .
                  فألتمس منك أن تمنحه الإذن بالرحيل .
                  الملك : لتنعم بساعات عمرك با لايرتس . أوقاتك كلها لك .
                  فأنفقها فيما توحي إليك به شمائلك وميولك .
                  والآن يابن العم . يا ولدنا هملت
                  هاملت ( لنفسه ) ما أقربنا نسبا وابعدنا سببا
                  الملك : ما بال السحب لاتزال تغشى محياك ?
                  هملت : كلا يا مولاي بل تغمرني الشمس بأكثر مما أطيق
                  الملكة : أي هاملت انزع عنك ثياب الحداد المظلمة .
                  ودع عينيك تنظر إلى ملك دانمركة نظرة الصديق
                  لا تلبث إلى الأبد مطرقا بعينيك .
                  تبحث عن والدك الشريف في أديم القرى .
                  وإنك لتعلم أنه من المقرر المألوف .
                  أن كل حي مصيرة الموت
                  ولابد أن تسلمه الحياة الدنيا إلى الحياة الابدية
                  هملت : أجل يا مولاتي . إنه المألوف
                  الملكة : إذا كان الامر كذلك . فلماذا تظهر
                  أن له تأثيرا خاصا عندك
                  هاملت : لا تقولي يظهر يا مولاتي . فإنه الواقع وانا لا أعرف التظاهر .
                  وليس الأمر مجرد ارتدائي العباءة السوداء ، أيتها الأم الطيبة
                  فلا الملابس المألوفة ذات اللون الأسود الحالك
                  ولا التنهدات المتصاعدة ولا الزفرات المتلاحقة
                  كلا ولا النهر المنهمل متدفقا من العين .
                  ولا الحزن الممض الذي يعلو المحيا .
                  ليس هذا كله ولا سواد الشارات الدالة على الحداد
                  بالامور التي تستطيع أن تصف حالي وصفا صادقا
                  إنها أشياء يجوز أن تنعت حقا بأنها " تظهر "
                  لأنها تنطوي على أعمال يصطنعها أي إنسان
                  ولكن لدي في أعماق نفسي شيء
                  تعجز المظاهر عن محاكاته
                  فما هي إلا كساء وأردية تكسو الأحزان .
                  الملك : إن واجبات الحداد التي تفي بها لوالدك يا هملت
                  لتنم عن روح كريمة وطبع حميد
                  ولكنك تعلم في غير شك ان أباك فقد اباه
                  وذلك الأب فقد والده ايضا
                  ولابد للخلف أن يقيم مراسم الحداد فترة من الزمن
                  وفاء بحق الاباء على البنين
                  غير ان الإصرار على الحزن والإمعان فيه
                  خطة تنطوي على العناء البعيد عن الإيمان
                  إنه حزن لا يتسم بالشهامة والرجولة .
                  ويكشف عن إرادة عاصية لاحكام السماء
                  وقلب غير عامر بالإيمان وعقل ساخط ضجر .
                  وينم عن فهم ساذج لم يثقف .
                  لماذا تعترض بحماسة وتذهب نفسنا حسرات
                  على امر نعلم أنه لا مفر منه
                  وانه أكثر شيوعا وانتشارا من أي شيء نعرفه .
                  وان هذا المسلك لإثم في حق السماء
                  وإثم في حق الموتى ، وإثم في حق نظام الكون
                  وهو أمر بادي السخف في نظر العقل
                  الذي يقرر دائما ان موت الآباء أمر شائع
                  ولطالما نادى العقل منذ أول ميت إلى آخر من لقي حتفه اليوم :
                  " هــذا مــا لابد منه ..."
                  لهذا نرجوك ان تطرح هذه الاحزان التي لا تجدي
                  واعتبرنا لك بمثابة الوالد . وليعلم العالم كله
                  أنك أدنى الناس لوراثة عرشنا .,
                  وان ما نكنه لك من الحب المجيد
                  لا يقل عما يكنه صدر الوالد البر بولده
                  أما رغبتك في أن تعود إلى الدراسة في وتنبرج
                  فإنه مخالف أشد المخالفة لإرادتنا
                  وإنا لنرجوك أن تغير رأيك وتظل هنا
                  وتنعم وتسهد برعايتنا وعنايتنا
                  وأنت أسمى حاشيتنا مقاما ، وقريبنا وابننا

                  الملكة : لا تضيع توسلات أمك يا هاملت
                  أرجوك أن تبقى معنا ، ولا تذهب إلى ويتنبرج .
                  هاملت : سأفعل كل ما في وسعي لإطاعتك يا مولاتي .
                  الملك : حبذا هذا من رد ينطوي على المحبة والحسن .
                  فلتكن كمثلنا في دانمركة هلمي بنا يا سيدتي
                  إن هذا القبول الرقيق الذي أبداه هاملت عن رضا
                  ليملأ قلبي ابتساما ، فما أجدر ملك دانمركة اليوم أن يحتفل به .
                  لا يتناول أقداح الراح في خفة ومرح .
                  بل تندفع معها المدافع الضخمة حتى تبلغ السحاب .
                  فتردد السماء صدى احتفال الملك وشكره .
                  بصوت عال كأن الرعد القاصف . هلموا بنـــا .
                  يخرج الجميع ما عدا هاملت
                  هاملت : ليت هذا الجسد الصلب الشدي التجلد ، يذوب .
                  ويتحلل حتى يستحيل ندى !
                  أو ليت الإله الأبدي لم يقض قضاءه الصارم
                  بتحريم الإقدام على قتل المرء نفسه
                  رحماك اللهم . لشد ما تبدو وتقاليد هذا العالم
                  بالية عتيقة ، لا تستساغ ولا تجدي نفعا
                  فما أحقر الدنيا ! وإن هي إلا حديقة
                  لم تستأصل حشائشها الضارة فنمت واستكملت بذورها
                  فانتشر فيها كل ما في الطبيعة من نبات وحشي غليظ
                  حتى استولى عليها واستأثر بهـــا
                  أيمكن ان يصل الأمر إلى هذا الحد . ولما يمض شهران على موته
                  بل اقل من شهرين وكان ملكــا .. أي ملك
                  لو قورن بهذا لكان مثل هيبريون إذا قورن بالتيس
                  لشد ما كان يحب أمي حتى يأبى على نسيم السماء
                  أن يلامس وجهها بخشونة . فيا للسماء ويا للأرض .
                  هل أظل ذاكرا كل هذا ؟ لقد كانت تتشبث به هي تعانقه
                  وكان غرامها ينمو ويزداد
                  بما يتغذى به من حبه ووفائه
                  ومع ذلك لم يكد بمضي الشهر – ليتني أكف عن التفكير في هذا الأمر .
                  ايها الضعف ، إنك خليق أن تسمى امرأة
                  بعد شهر صغير وقبل ان يبلى النعلان
                  اللذان سارت بهما وراء نعش والدي المسكين
                  وهي تسكب الدمع مدرارا . كما فعلت نيوبي
                  ثم هي بعد ذلك – حتى هي !- تبركت اللهم
                  إن الحيوان الذي يعوزه العقل والتفكير
                  لخليق أن يكون حداؤه اطول – ثم تتزوج عمي .
                  عمي . شقيق أبي . وليس بينه وبين أبي من الشبه
                  أكثر مما بيني وبين هرقل تزوجته في غضون الشهر .
                  تزوجت قبل أن يشفى محاجرها الملتهبة
                  من الدمع الكاذب الذي ذرفته
                  فيالها من سرعة تنطوي على الإثم
                  إذ تمضي بمثل تلك العجلة إلى فراش دنس خبيث
                  إن هذا الشر لا يمكن أن يؤدي إلى خير
                  لكن تحطم ايها القلب فلابد ان ألزم الصمت .
                  يدخل هوراشيو وبرناردو ومرسيلوس

                  هوراشيو : حييت ايها المولى !
                  هاملت : يسرني أن أراكم في صحة وعافية .
                  أهذا هوراشيو أم تخدعني الذاكرة .
                  هوراشيو : بل هو بعينه وخادمك الخاضع دائما !
                  هاملت : بل انت صديقي الكريم / وحبذا لو تبادلنا هذا الاسم
                  وماذا تفعل بعيدا عن جامعة ويتنبرج ؟
                  اهذا مرسيلوس ؟
                  مرسيلوس : مولاي الكريم .
                  هاملت : إن سروري لرؤيتك كبير .. (لبرناردو ) عم مساء!
                  ولكن ماذا تصنع بعيدا عن جامعة ويتنبرج ؟
                  هوراشيو : نزعة على الهرب من المدرسة ، ايها المولى الكريم .
                  هاملت : إني لن أدع عدوك يقول هذا عنك .
                  كذلك لن أسمح أن تجشم أذني مالا تحتمل
                  إذ تطلب منها أن تصدق اتهامك لنفسك .
                  لست أنت الذي يهرب من المدرسة
                  فما الذي جاء بك إلى غلسيونر ؟
                  سأعلمك كيف تشرب الكؤوس المترعة قبل أن تفارقنا

                  هوراشويو : حضرت يا مولاي لأحضر جنازة أبيك .
                  هاملت : أستحلفك بالله يا زميلي في الدراسة ألا تسخر مني
                  إنك ما جئت إلا لتشهد زواج أمي .
                  هوراشيو : حقا يا مولاي . لقد تلاه مباشرة .
                  هاملت : ذلك لأجل الاقتصاد يا هوراشيو
                  فإن اللحوم التي شويت لأجل المناحة
                  قدمت باردة على موائد العرس .
                  أهون علي أن ألقى ألد اعدائي في السماء
                  من ان اشهد ذلك اليوم يا هوراشيو
                  ابي .. لكأني أرى أبي الآن !
                  هوراشيو : أين يا مولاي ؟!
                  هاملت : أراه بعين خيالي . مرتسما في ذهني .
                  هوراشيو : لقد رايته مرة من قبل ياله من ملك جليل !
                  هاملت : كان من جميع الوجوه مثال الرجولة الكاملة .
                  هيهات أن ارى له شبيها بعد اليوم
                  هوراشيو : إني رأيته مساء أمس يا مولاي ؟
                  هاملت : رأيت من ؟
                  هوراشيو : رأيت مولاي والدك الملك .
                  هاملت : والدي الملك ؟
                  هوراشيو : اجعل دهشتك ممزوجة بالانتباه إلي
                  حتى اقص عليك نبأ هذه المعجزة
                  وهذان السيدان شاهدان علي
                  هاملت : أسمعني بربك .
                  هوراشيو : في ليلتين اثنتين كان هذان السيدان : مرسيلوس وبرناردو
                  يؤديان مهمة الرقابة وسط الليل البهيم المنتشر
                  فحدث ذلك اللقاء الرهيب إذ بدا لهما شبح يشبه أباك
                  مدججا بالسلاح من رأسه إلى أخمص قدمه
                  وجعل يسعى أمامهما في مظهر جده . وفي بطء ووقار
                  مشى ثلاث مرات أمام أعينهما الممتلئة دموعا ودهشة
                  لا يكاد يبعد عنهما بأكثر من طول مخصرته
                  فذاب كل منهما وجلا حتى صار كالعجين
                  وعقد الرعب لسانهما فلم ينبسا بكلمة
                  ثم قصا على هذه القصة في فرق وتكتم شديد
                  فصاحبتهما في الرقابة في الليلة الثالثة
                  وإذا بالشبح يعود للظهور وفق ما ذكراه
                  سواء من حيث الموعد أو صروة الشبح
                  كل ما شاهدته مصدقا لكل كلمة قيلت
                  إني أعرف أباك من قبل
                  وليست يداي هاتين اكثر تشابها وتماثلا منه بالشبح

                  هاملت : ولكن أين حدث هذا ?
                  مرسيلوس : فوق الافريز يا مولاي الذي كنا نراقب منه
                  هاملت : ألم تتحدثوا اليه?
                  هوراشيو : فعلت يا مولاي ولكنه لم يرد بكلمة !
                  ومع ذلك خيل إلي أني رايته يرفع راسه ويهم بتحريكه كأنما يريد أن يتكلم وفي نلك اللحظة صاح الديك الفجر بصوت عال
                  فلم يلبث أن تراجع مسرعا عند سماع صوته
                  هاملت : إن هذا لأمر عجيب
                  هوراسيو إنه الحق أيها المولى المبجل حق ثابت كوجودي الآن بين يديك
                  وقد رأينا من واجبنا المفروض عليك
                  أن ننبئك بما جرى
                  هاملت : صدقتم صدقتم يا سادة ، ولكن هذا الأمر يقلقني ، وهل تقومان بالرقابة الليلة

                  مرسيلوس وبرناردو : أجل يا مولاي .
                  هاملت : هل أنتما مسلحان
                  مرسيلوس وبرناردو : نعم يا مولاي
                  هاملت : كنتما في شكة تامة من السلاح .
                  مرسيلوس وبرناردو : من الرأس إلى أخمص القدم
                  هاملت : إذن لم تبصرا وجهه ؟
                  مرسيلوس وبرناردو : بلى . فقد كان رافعا خوذته .
                  هاملت : هل كان يبدو عابسا ؟
                  هوراشيو : كان منظره أدنى إلى الحزن منه إلى الغضب
                  هاملت : أكان شاحبا أم ثائر أحمر الوجه .
                  هورتشيو : كان شديد الشحوب .
                  هاتملت : أكان يحدق فيكما بعينيه .
                  هوراشيو : أشد التحدق .
                  هاملت : وددت لو كنت حاضرا
                  هوراشيو : إذن لدهشت اشد الدهشة .
                  هاملت : هذا هو الارجح . وهل مكث طويلا .
                  هوراشيو : بمقدر ما يعد المرء مائة بسرعة معتدلة
                  مرسيلوس وبرناردو : بل أطول من ذلك .
                  هوراشيو : في الليلة التي شهدتها لم يمكث طويلا .
                  هاملت : وهل طغا الشيب على لحيته .
                  هوراشيو : كانت كما عهدتها سوداء تخللها شعيرا فضية
                  هاملت : سأتولى الرقابة الليلة لعله يدلج مرة أخرى
                  هوراشيو : أؤكد أنه سيفعل
                  هاملت : لئن بدا الشبح في صورة والدي الكريم لاكلمنه
                  ولو فغرت جهنم فاها
                  لتأمرني بالصمت
                  ورجائي منكم جميعا
                  إذا كنتم كتمتم سر المنظر إلى هذه الساعة
                  أن تستمروا في الكتمان وعليكم أن تتناولوا بأذهانكم لا بالسنتكم
                  كل ما عساه أن يجري هذه الليلة
                  سأوفيكم جزاء إخلاصكم . طابت ليلتكم .
                  سأزوركم ما بين الحادية والثانية عشرة على الإفريز .
                  الجميع : كلنا طوع أمر ك يا مولاي
                  هاملت :أبادلكم المحبة والود 0
                  يخرجون إلا هاملت :
                  روح أبي . مدججا بالسلاح . هذا لا ينذر بخير
                  واكبر ظني أن خيانة قد ارتكبت . ليت الليل يقبل
                  فاهدئي يا نفس حتى يجن الليل . ولا بد للشرور أن تظهره
                  وتتكشف للعيون . وإن أطبقت عليها الأرض .

                  [/align]

                  تعليق

                  • عبدالرؤوف النويهى
                    أديب وكاتب
                    • 12-10-2007
                    • 2218

                    #10
                    (10)

                    المنظر الثالث
                    حجرة في منزل بولونيوس
                    يدخل لايرتس وأوفيليا


                    [align=justify]لايرتس : لقد حملت أمتعتي إلى السفينة . فوداعا !
                    وأستحلفك يا أختاه ألا تغفلي عن الكتابة
                    كلما كانت الريح مواتية والسفن تجري كعادتها
                    أوفيليا : وهل تشك في ذلك ؟لايرتس : أما هاملت وما أبداه نحوك من عطف قليل
                    فاعتبري ذلك عرضا زائلا ونزوة من نزوات الشباب
                    زهرة من البنفسج تنبت في أوائل الربيع
                    فهي يانعة لكنها زائلة
                    عطرة لكن ليس لها بقاء
                    أريجها وازدهارها لدقيقة واحدة لا اكثر
                    أوفيليا : أليست أكثر من ذلك ?
                    لايرتس : لو تعتبريها أكثر من ذلك ، فإن الطبيعة حين تنمو
                    لا يتمثل النمو في الجذع والعضلات وحدها
                    لأن الجسم إذا كبر نمت معه ملكات العقل والروح
                    ومن الجائز أنه الآن يضمر لك الحب !
                    ولا تدنس نواياه الطيبة وصمة أو خديعة .
                    ولكن لابد لك أن تحذري
                    فإنه في علو مكانه لا يملك إرادته
                    إنه هو نفسه عبد خاضم لكل ما يميله عليه كرم محتده
                    لا يستطيع أن يختار وفق هواه .
                    كما يفعل الناس
                    فعلى اختياره تتوقف سلامة الدولة وسعادتها
                    لذلك كان من الواجب أن يكون اختياره محدودا
                    بما تملي عليه التقاليد التي تفرضها دولة
                    مكانه منها مكان الرأس من الجسم
                    فإذا قال لك إنه يهواك
                    فخليق بعقلك الصادق أن يصدقه
                    بمقدار ما يتيح له مكانه ومركز الخاص أن يقرن قوله بالفعل .
                    وهذا لا يعدو ما يقرره الرأي العام في مملكة دانمركة
                    فعليك إذن أن تقدري ما يلحق شرفك من الأذى
                    إذا اسرفت في تصديق ما تسمعين من أناشيد غرامه
                    فإما أن يتعزى قلبك عن فقده
                    أو تفتحي كنوز حسنك الطاهر لرغباته الجامحة
                    احذري هذا الحب يا أوفيليا . احذريه يا أختاه
                    ولا تسلمي قيادك للحب يذهب بك كل مذهب
                    بل كوني دائما بنجوة من سهام الهوى ومن أخطاره
                    إن الفتاة الشديدة الضن بحسنها . لو كشفت عن جمالها للقمر
                    لكان ذلك منها غاية الاسراف
                    لأن الفضيلة نفسها لا تسلم من ألسنة السوء
                    والآفات كثيرا ما تصيب نبات الربيع الغض
                    قبل أن تزهر أغصانه وتتفتح براعمه
                    كذلك تتسلط الآفات السامة على الشباب
                    وهو في فجر الحياة وريعانها
                    احترسي إذن فإن السلامة في الحذر
                    والشباب كثيرا ما يثور بنفسه دون أن يتعرض له أحد
                    أوفيليا : سأعي هذا الدرس الطيب وألتزم مضمونه
                    وأجعله الرقيب على فؤادي . وأنت أيها الأخ
                    لا تكن مثل بعض القساوسة المنافقين
                    يريك الواحد منهم الطريق الوعر الشائك إلى الجنة
                    بينما هو يسلك مسلك المستهتر المغرور
                    ويمشي في طريق العبث وسط الورود والرياحين
                    دون ان يبالي بمواعظه او نصائحه
                    لايرتس : لا تخشي علي شيئا يا أختاه .
                    لقد تأخر موعد سفري ، وهذا أبي أقبل
                    يدخل بولونيوس
                    إن البركة المزدوجة . تجلب السعادة المزدوجة
                    وقد سمحت الفرصة بأن تباركني مرة أخرى
                    بولونيوس : أما زلت هنــا يا لايرتس ، هلم ويحك إلى السفينة
                    إن الرياح ملأت جوانح شراعك
                    إنهم في انتظارك وها أنذا أباركك
                    يضع رأسه على رأس لايرتس
                    وإليك هذه النصائح القلائل فانقشها في ذاكرتك
                    لا تبح لسانك بمكنون صدرك
                    ولا تعجل بتنفيذ رأى لم يتم نضجه
                    كن متوددا إلى الناس ، ولكن إياك أن تكون مبتذلا
                    وإن كان لك أصدقاء وبلوتهم وخبرتهم
                    فضمهم إلى نفسك بأطواق الفولاذ
                    أما الرفيق الغر الذي لم تهذبه السنون
                    فلا تتعب كفك بمصاحبته والاحتفاء به
                    حاذر أن تشتبك في عراك ، ولكن قدر إن اشتبكت
                    فاحتمله ، حتى يتقيك الخصم ويخشاك
                    أعر سمعك لكل الناس ولكن لا تسمع صوتك إلا للقليل منهم .
                    أنصت إلى دعوى كل إنسان ولكن لا تتسرع في الحكم
                    لتكن ثيابك أغلى ما يحتمله جيبك
                    لكنها يجب أن تمتاز بذوق رزين . ثمينة ولكن بعيدة عن الفخفخة
                    فكثيرا ما ينبئ عن المرء مظهره .
                    ورجال فرنسا من ذوي المكانة والجاه
                    يمتازون بخاصة بحسن اختيارهم وسخائهم في هذا الأمر .
                    لا تكن مدينا ولا دائنا ولا متعلقا بالمال .
                    فكثيرا ما يسبب الدين فقد المال والصديق
                    والاستدانة تفل شبا الاقتصاد
                    ولكن قبل كل شيء كن صادقا مع نفسك
                    وسيتبع ذلك – كما يتبع الليل النهار-
                    أنك لن تستطيع أن تكذب أحدا من لناس
                    الوداع ! دع بركتي تثبت نصائحي في قلبك .
                    لايرتس : إني بكل خضوع ألتمس عذر مولاي
                    بولونيوس : حان وقت الرحيل فانطلق فإن خدمك في انتظارك .
                    لايرتس : وداعا يا أوفيليا . واذكري جديا ما قلته لك .
                    أوفيليا : أنه في ذاكرتي وعليه قفل متين
                    وسيظل مفتاحه معك .
                    لايرتس : الوداع
                    [/align]
                    يخرج لايرتس

                    تعليق

                    • عفت بركات
                      عضو الملتقى
                      • 09-04-2008
                      • 205

                      #11
                      ما أروع جهدك أستاذي عبد الرؤف النويهي
                      شكسبير حقا يستحق هذا الجهد
                      سعيدة
                      جدا
                      بتواجدك
                      معنا
                      .
                      [email]e.barakat7@hotmail.com[/email][frame="14 98"] **** محبتي ****[email]e_barakat23@hotmail.com[/email][url]http://www.almolltaqa.com/vb/blog.php?b=567[/url][/frame]

                      تعليق

                      • عبدالرؤوف النويهى
                        أديب وكاتب
                        • 12-10-2007
                        • 2218

                        #12
                        [align=justify]أعجبتى هذه المقالة والتى تقدم تفسيرا مبتكرا عن حياة شكسبير ،فقلت لنفسى :
                        لما لا أستفيد وأشبع نهمى وأيضا محبوه وعاشقوه0
                        [/align]


                        هل كان شكسبير عميلاً سريّاً?.

                        [align=justify]يعتبر المؤرخون، سنة 1585، القمة التي وصلت إليها حملة ملاحقة أنصار العقيدة الكاثوليكية في بريطانيا. فمنذ تاريخ تولي اليزابيث الأولى عرش المملكة، عملت الملكة جاهدة على تحويل الجزيرة الى الديانة البروتستانتية بشكل مطبق، إذ شرعت قوانين صارمة، يُطارد بموجبها القساوسة، واليسوعيون، وكل أولئك الذين رفضوا التحوّل الى العقيدة الجديدة. لم يكن من الغريب إذن أن تضاعف عدد الوشاة الذين وصل بهم الأمر للوشاية بجيرانهم، مثلما تضاعفت العقوبات القاسية بحق المتمردين على العقيدة الجديدة، والتي تجسد معظمها بمصادرة الأراضي، والإبعاد، والسجن، وإنزال عقوبة الموت.

                        في هذا العام بالذات، العام 1585، اختفى ذلك الرجل سبعة أعوام ـ هذا ما يتفق عليه كل كتّاب سيرته ـ الذي سينشر لاحقاً تحت اسم وليم شكسبير، أربعين قصة، وعدداً لا يُحصى من المسرحيات (التراجيدية والكوميدية). أُطلق على تلك الفترة: (Lost years)، لأن البحوث المتعلقة بشكسبير وأدبه، لا تعرف شيئاً عما فعله صاحب "هاملت" في هذه السنوات، وأقصى ما يقوله الباحثون حتى الآن، لا يتعدى التكهنات.
                        ولكن قبل فترة قريبة، صدرت في ألمانيا، بيوغرافيا جديدة عن حياة شكسبير، هدفها ـ كما تقول مؤلفة السيرة ـ توضيح ملابسات هذه السنوات، والبحث في الأسباب التي جعلت صاحب "ماكبث" يختفي، أو يخفي كل أثر له في هذه الفترة. صاحبة السيرة التي أثارت النقاش في الأوساط الجامعية والأدبية في ألمانيا، هي هيلغراد هامر شميدت، البروفسورة المختصة بالأدب الإنكليزي، وبالذات أدب شكسبير، في جامعة ماينز.

                        ومما يثير الفضول، هو أن السيدة هيلغراد هاميرشميدت، طبقت من أجل الوصول الى أهداف بحثها، وسائل غير تقليدية بالنسبة لعلماء الأدب، فهي لجأت الى مكتب مكافحة الإجرام الاتحادي في ألمانيا الغربية، لكي يساعدها بملاحقة آثار شكسبير حتى تلك السنة! النتيجة التي حصلت عليها، يُمكن أن تثير الحسد عند العديد من زملائها، لأن ما توصلت إليه، لم يجرؤ أحد على الادعاء به حتى الآن:
                        أن وليم شكسبير، كان جاسوساً، واشياً، يعمل لمكتب الشرطة السرية التابع للكنيسة الكاثوليكية في روما! هل هي حمى الاكتشافات الأمنية، لطائفة المخبرين من الكتّاب والمثقفين، التي هبت رياحها على أوروبا منذ سنوات انتهاء الحرب الباردة هناك، ووصلت إلينا، الى منطقتنا العربية، مع بداية سنوات الحرب الساخنة، لننظر ما حصل لجورج أوريل، أو لقائمة "المثقفين" العرب الوشاة لصدام حسين! من الصعب الإجابة على السؤال بسهولة، لأن ما تقدمه البروفسورة الألمانية، يثير الفضول بالفعل، يُمكن قراءته مثل رواية بوليسية.

                        الحقيقة أن النتيجة التي توصلت إليها البروفسورة، تستند الى سوابق، إذ سبق لها وأن فاجأت النقاد والمختصين بأدب شكسبير، عندما أعلنت، بأن شكسبير على عكس كل سكان جزيرته الآخرين: كان كاثوليكياً. ولكن هل هذا الاكتشاف جديد بالفعل? عدد من دارسيّ شكسبير، صرحوا حينها، أن كاثوليكية شكسبير ليست قضية جديدة، وأن يكون شكسبير مات وهو من أنصار "البابا"، فيمكن أخذه من مصدر لشكسبير نفسه في العام 1688. إذ تحدث هو ذاته في سونيتاته عن (My outcast state) (وضعي المنبوذ) ـ رغم أن تلك الجملة يُمكن أن تُفهم بصورة أخرى، وليس بالضرورة أنها تعني "الكاثوليكية"!! ـ. على أية حال، البروفسورة كانت مصرة على نظريتها، لذلك أرسلت كل ما له علاقة بشكسبير وبكاثوليكيته، لمكتب مكافحة الجريمة الاتحادي في ألمانيا. ليس من العجيب إذن أن تصل الى ضالتها، ويؤيدها شرطة مكتب مكافحة الجريمة الاتحادي في ألمانيا بما ذهبت إليه؛ لأن العقيدة الكاثوليكية كانت الحجر الأساس للتفكير الأوروبي في ذلك الوقت. وبحسب هاميرشميدت، يتحدر شكسبير أصلاً من عائلة كاثوليكية، وتربى وفق هذه العقيدة، وكان معلماً (دون إجازة عمل) في بيت كاثوليكي، وأنه غادر إنكلترا باتجاه القارة الأوروبية، أي روما، حتى وصل إليها. وفي روما، عاصمة العقيدة الكاثوليكية، تريد البروفسورة إقناعنا بأنها وجدت دلائل تثبت أن شكسبير نام في ملجأ خاص بالحجاج الذين يزورون روما من بلدان بعيدة. على أية حال ـ والكلام للبروفسورة ـ يجب أن يكون المرء أخصائياً بالخط القديم (kryptischen)، "لكي يتعرف على اسم شكسبير" المكتوب في دفتر الضيوف. وتتابع السيدة هامير شميدت قائلة إن أغلبية، إن لم يكن جميع سكان الملجأ، كانوا أعضاء مدفوعي الأجر مدى الحياة، لمنظمة سرية من أجل حماية القساوسة الكاثوليكيين؛ هذا يعني، أن شكسبير كان واحداً منهم!
                        يجب أن تكون سنة 1592 عودة شكسبير الى لندن، وبداية صعود نجمه، بصفته كاتباً مسرحياً، وأكثر كتّاب زمانه نجاحاً. مسرحياته التي كتبها بسنوات قليلة بعد رجوعه ـ حسب المختصة ـ لا يمكن قراءتها بمعزل عن كونها تعبيراً عن بيانات سياسية في صراعه ضد أعداء الكاثوليكية. وبعد إحصائها مؤلفات شكسبير، تتوصل الباحثة الى أن نصف مسرحياته، لم يستطع تنفيذها على المسرح بسبب تلميحاته لمواقف معروفة آنذاك، لكن فقط بعد وفاته وبسنوات طويلة، أصبح بالإمكان طباعتها. وتورد الباحثة بعض الأمثلة على كلامها، وتقول: مثلاً مسرحية "هاملت" (العام 1603) جاءت كرد فعل على إعدام غراف أسيسيكس سنة 1601 أما حرق مسرح "غلوب" (الذي كانت تُعرض عليه مسرحيات شكسبير) في العام 1613، فيمكن أن يكون فعلاً قامت به جماعة "الطهرانيين".

                        من طريق السيرة الصادرة حديثاً، أضافت السيدة هامير شميدت، أفقاً جديداً للنقاش العالمي الذي يدور منذ سنوات طويلة حول شخصية شكسبير وهويته. فمنذ 200 عام يُدار النقاش بصورة حادة، ويختلف المختصون، فيما إذا كان "ابن الفلاح"، القادم من "ستراتفورد أيبون أفون" يجرؤ بالفعل على تأليف كل هذه الأعمال المسرحية التي تحوي على هذا العمق الفكري، لوحده. وإلى جانب العديد من النظريات العبثية الغبية الكثيرة (الأكثرها غباءً، تلك النظرية التي تدعي عروبة شكسبير، وأن اسمه الحقيقي: شيخ زبير)، ثبتت نظريتان صدرتا عن مدرستين مختلفتين، مختصتين بأدب شكسبير؛ الأولى: النظرية الملحقة بجماعة "السترادفورديين" (نسبة الى مدينة سترادفورد) التي تقول إن شكسبير هو وليم شكسبير عينه، وأن أعماله كتبها وحده؛ الثانية: النظرية الملحقة بجماعة "اوكسفورد"، والتي تقول إن شكسبير هو مجرد قناع، نشر عن طريقه شخص يـُدعى (Edward de Vere)، المولود في أوكسفورد.

                        المدرستان تطرحان ومنذ سنوات البراهين "المقنعة". الآن تُضاف إليهما مدرسة "ماينتز"، التي لا تنقصها البراهين "المقنعة" أيضاً. لكن ما يثير الدهشة أكثر، في حالة البروفسورة هامير شميدث، هو طريقتها التي لا تخلو من التشويق، بتحويل التضاربات والتكهنات الى حقائق! فهي تلاحق فكرتها بشكل حازم وبجهد كبير، يحسدها عليه كل مفوض بوليس. رغم أن مفوضاً حازماً، مثل شرلوك هولمز، سيلتفت يميناً ويساراً، وسيقوم بحركة تقول لنا: إن هناك بعض الأسئلة مازالت تحتاج للتوضيح، مثلاً: ما هو دور رقابة المسرح في ذلك الوقت. أو كيف استطاع شكسبير في كل تلك السنوات، المحافظة على سرية انتمائه للمنظمة السرية في زمن ازدحم بالوشاة والمنافسين، وكيف حافظ على أعصاب باردة وعاش وتصرف بحرية بين عائلته وأصدقائه وبين أعضاء فرقته المسرحية، وأنجز في الوقت نفسه أعمالاً مسرحية فريدة من نوعها، وما زالت خالدة، اكثر من أي عمل آخر في تاريخ الأدب! أسئلة، تظل أجوبتها معلقة! إذ ربما، يختفي، خلف كل ذلك، أكثر مما يستطيعه رأس ذكي لوحده فقط! من يدري?
                        [/align]

                        عن المستقبل
                        نجم والى
                        كاتب عراقى يقيم فى ألمانيا

                        تعليق

                        • غازية منصور الغجري
                          عضو الملتقى
                          • 21-06-2008
                          • 371

                          #13
                          عبدالرؤوف النويهى المفكر الجميل شكراً لك على هذا الموضوع الثري وعلى نقل أخر الأخبار عن حياة الكاتب العبقري "وليم شكسبير" فهو الكاتب الأسطورة لانشبع من قراءة مابين حروفه وشخصياته .نصوص شكسبير صالحة الى الأبد ولاانتهاء لصلاحيتها واليكم هذه العبارة المؤثرة التي تنطيق على نسبة كبيرة من القدوة للشباب ( المطاوعة - المعلمين - الزعماء - الرؤساء - أولياء الأمور - لخ لخ )

                          أوفيليا : سأعي هذا الدرس الطيب وألتزم مضمونه
                          وأجعله الرقيب على فؤادي . وأنت أيها الأخ
                          لا تكن مثل بعض القساوسة المنافقين
                          يريك الواحد منهم الطريق الوعر الشائك إلى الجنة
                          بينما هو يسلك مسلك المستهتر المغرور
                          ويمشي في طريق العبث وسط الورود والرياحين
                          دون ان يبالي بمواعظه او نصائحه


                          همسة:

                          أكرر شكري لك و احترامي
                          التعديل الأخير تم بواسطة غازية منصور الغجري; الساعة 08-08-2008, 19:29.
                          بين الفكر والأدب ثمة حلقة مفقودة ،معاً سنبحث عنها ::emot0:
                          [URL]http://www.crhat.com/vb/index.php[/URL]

                          وتذكروا أن هدفنا دائما أن نلتقي لنرتقي
                          [URL]http://all2chat.com/login.php?room=5635[/URL]

                          تعليق

                          يعمل...
                          X