من دفاتر الغربة والضياع
.............................
.............................
للذين ضاق بهم الوطن
فشربتهم المنافي بظمأ شديد
وأورثتنا ذكرياتهم....
وداعاً.....
يا راحِلاً عِندَ الغُروبِ مُشَيَّعاً
لِلِقاءِ اَهلِكَ، بالأسى، مُسْتَبْشِرا
مَهْلاً، يطولُ بِنا الوداعُ دقائِقاً
سِيّانَ بعدَكَ أن تَطولَ وتَقْصُرا
إن كانَ عِندكَ للفراقِ تَصَبُّرٌ
أفديكَ، هَبْ لي مِنكَ فيكَ تَصَبٌّرا
عَجِلًا تسيرُ، فهل مقامُكَ بيننا
قَدَرٌ، فِراقُكَ قَبْلَهُ قَدْ قُدِّرا
عَجَباً دَخَلْتَ العُمْرَ صَفْوَ بَراءَةٍ
كالنورِ او كالعِطرِ او سِنَةِ الكرى
ورَحَلتَ في عَجَلٍ كأنَّكَ طائِفٌ
ما جاءَ حتّى قيلَ مَرَّ وأدْبَرا
وتَرَكتَنا للذكرياتِ نُعيدُها
حُلُماً غَفا في العينِ لَيْلةَ إذْ سَرى
فَكَأنها عُمرُ الزمانِ، وإنّما
ما بيننا بالأمْسِ إلا أشْهُرا
فالحيُّ مذْ غابت عُيُونُكَ مُوحِشٌ
مُتَرَقِّبٌ طيفاً يَعودُ ليُزْهِرا
والليلُ بعدَكَ لا يطيبُ لسامرٍ
أيطيبُ لَيلٌ مِن حَديثكَ أقفرا!
لوْ قَدْ عَلِمْتُ الدمعَ يُرْجِعُ غائباً
لأسَلْتُ مِن حُمْرِ المدامِعِ أبْحُرا
ومَدَدَتُ جسراً للمنافي كلِّها
واليكَ من ضَوءِ العُيونِ لِتَعْبُرَ
إنْ كانَ مَقْسوماً لنا فَسَنلتقي
يوماً وإنْ طالَ المدى وتأخَّرا
وإذا الزمانُ أبَى فَحسْبيَ انني
ألقاكَ بالذِكرى ربيعاً اَخضرا
فشربتهم المنافي بظمأ شديد
وأورثتنا ذكرياتهم....
وداعاً.....
يا راحِلاً عِندَ الغُروبِ مُشَيَّعاً
لِلِقاءِ اَهلِكَ، بالأسى، مُسْتَبْشِرا
مَهْلاً، يطولُ بِنا الوداعُ دقائِقاً
سِيّانَ بعدَكَ أن تَطولَ وتَقْصُرا
إن كانَ عِندكَ للفراقِ تَصَبُّرٌ
أفديكَ، هَبْ لي مِنكَ فيكَ تَصَبٌّرا
عَجِلًا تسيرُ، فهل مقامُكَ بيننا
قَدَرٌ، فِراقُكَ قَبْلَهُ قَدْ قُدِّرا
عَجَباً دَخَلْتَ العُمْرَ صَفْوَ بَراءَةٍ
كالنورِ او كالعِطرِ او سِنَةِ الكرى
ورَحَلتَ في عَجَلٍ كأنَّكَ طائِفٌ
ما جاءَ حتّى قيلَ مَرَّ وأدْبَرا
وتَرَكتَنا للذكرياتِ نُعيدُها
حُلُماً غَفا في العينِ لَيْلةَ إذْ سَرى
فَكَأنها عُمرُ الزمانِ، وإنّما
ما بيننا بالأمْسِ إلا أشْهُرا
فالحيُّ مذْ غابت عُيُونُكَ مُوحِشٌ
مُتَرَقِّبٌ طيفاً يَعودُ ليُزْهِرا
والليلُ بعدَكَ لا يطيبُ لسامرٍ
أيطيبُ لَيلٌ مِن حَديثكَ أقفرا!
لوْ قَدْ عَلِمْتُ الدمعَ يُرْجِعُ غائباً
لأسَلْتُ مِن حُمْرِ المدامِعِ أبْحُرا
ومَدَدَتُ جسراً للمنافي كلِّها
واليكَ من ضَوءِ العُيونِ لِتَعْبُرَ
إنْ كانَ مَقْسوماً لنا فَسَنلتقي
يوماً وإنْ طالَ المدى وتأخَّرا
وإذا الزمانُ أبَى فَحسْبيَ انني
ألقاكَ بالذِكرى ربيعاً اَخضرا
تعليق