هل يحق للجنّي أخذ الإرث؟!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سالم الجابري
    أديب وكاتب
    • 01-04-2011
    • 473

    هل يحق للجنّي أخذ الإرث؟!



    حكاية غريبة جداً تذكّرتها . الذي ذكّرني بها أنّي بالأمس، وبسبب حنين مفاجئ لسكّة النخيل، حدت عن الشارع العام ودخلت لسكة النخيل القديمة ومررت بقرب موضع معين هو مدار القصّة.
    الموضع هو ما نسميه محلياً "نجد" وهو مكان مرتفع بين النخيل لا يزرع. القصّة عن هذا النجد هي كالآتي

    قبل زمن طويل جاء رجل طيّب من أهل الذيد "بادية الشارقة" يقال له "نايع" وأقام مع بني عمّه هنا في صعراء. ولطيبته ودماثة خلقه أهداه أحد بني عمّه نجداً ليسكن عليه بقربه وبضع نخلات على مجرى الماء القريب (عاضد). الرجل لم يكن متزوجاً، وكان يرفض الزواج. ثمّ بعد فترة من الزمن جاء من إحدى رحلاته المعتادة ومعه امرأة لم يرَ الناس أجمل منها وقال إنه تزوجها من أهله في الذيد. لكن الناس اكتشفت بعد مدّة أن ذلك غير صحيح وبدأوا يتقولون عليه وعليها. أكثر ما كانوا يرجحونه هو أنها عشيقته فرّ بها عن زوجها وأهلها. لا هو ولا زوجته كانا يكترثان لما يقال ولم يهتمّا حتى لنفيه. المرأة الجميلة واسمها "ريّه" اشتهرت بسرعة بمعرفتها الطبيّة وبالأخبار التي كانت تأتي بها عن المسافرين. كانوا على سبيل المثال يسألونها عن الذين ذهبوا للحج فتخبرهم أنّهم الآن في موضع كذا وأن عشائهم كذا وكذا......وعندما يعود المسافر يسأله الناس فيعرفون صدقها. أيضاً كانت تخبرهم عن مكان الإبل الشاردة، وكانت تعزم على خطام الناقة فتأتيها.

    بعد مدّة بدأ الناس يسمعون صوت صبي صغير من بيت ريّة ولم يروا أنها قد حملت أو ولدت، وحينما يسألونها كانت كعادتها تحيل الأمر إلى مزحة وتقول "لعلّه ابن الجنّ". بعد عدّة سنوات حملت ريّة. وجاء المولود طفلة حملت جمال أمها وزادت عليه كثيراً. وما إن بلغت العاشرة من عمرها حتى كانت مضرب المثل وصار الناس يتناقلون أوصافها ويتحايلون بكل حيلة لرؤيتها ولو من بعيد. خاف الوالدان على ابنتهما فلم يكونا يسمحان لها بالخروج من البيت إلا نادراً. لكن لا مفرّ من القدر، وربما بسبب عين صائبة أصيبت الفتاة بالجنون واضطر أبوها لربطها بحبل لكي لاتؤذي نفسها.

    ماتت الفتاة بعد مدّة. وماتت أمّها بعدها بوقت قصير كمداً عليها. الأب لم يطل به العمر بعدهما أيضاً وقضى أجله في ذات السنة، وهكذا ذهبت الأسرة.

    الآن كان لابد من البحث عن وريث يرث النجد والنخلات التي تركها نايع. كان له ابن أخ في الذيد فأرسلوا له ليأخذ ميراث عمّه. عندما جاء أخبرهم خبراً عجيباً. قال لهم أنه حين بات في الطريق جاءه رجل يكلمه ولا يراه. أخبره أنه جنّي وأنه ابن نايع من زوجته "ريّه" الجنّية وأن النجد والنخل له ولا يجوز له أخذ شيء وهدّده إن هو أخذ شيئاً أن يفقده بصره.

    هنا استذكروا قصّة بكاء الطفل الصغير الذي كانوا يسمعونه ليلاً من النّجد ورجحوا صدق القصّة، وقرروا أن يجلسوا ليلاً عند النّجد لعل الجني ابن نايع يأتي ويكلمونه في الأمر. وبالفعل جاء الجني وسلّم عليهم وهم لا يرونه وأكّد أنّه ابن نايع. لكن المطوع الذي كان حاضراً أثار أمراً ....... هل يصح أن يرث الجنّي؟!.....وكان قراره النهائي أنّ الجنّي لا يرث، وبالتالي يذهب الإرث لابن الأخ.

    ابن الأخ رفض أخذ الإرث وتبرأ منه ربماً . هنا قام ابن الرجل الذي أعطى نايع النجد والنخلات في الأصل، وكان أقربهم قرابة بنايع بعد ابن أخيه، قام وأعلن أنه سيأخذ الإرث ولم يستمع للجنّي الذي كان يخوّفه من الظلم.

    لم تمضي سنة حتى أصيب ذلك الرجل بالعمى، ثم تقادم الأمر......وعندما مات وآل الأمر لابنه أصيب أيضاً بالعمى. قام الإبن وهدم الجدار الذي كان أبوه قد أقامه حول النجد والنخلات وفصلها عن أملاكه وتبرأ منها، ويا للعجب فقد عاد له بصره. ثم جاء بعده ابنه الذي أذكره أنا جيداً. وعندما كنت أنا صغيراً رأيت النجد وما حوله خارج أملاكه، وفي أواخر أيامه قرر أن يضمهما وأقام الجدار فعلاً.............ولم يلبث الرجل إلا أن أصيب بالعمى، بالطبع قال الأطباء أن العمى حدث بسبب ارتفاع السكّر......لا أشك أن من يذكر القصة مثلي قد يخطر له تفسيراً آخر؟!؟!؟!؟
  • جلال داود
    نائب ملتقى فنون النثر
    • 06-02-2011
    • 3893

    #2
    تحياتي أستاذ سالم

    رأيت بأم عيني أسرة في إحدى النجوع تترك نصيب أحفاد جني من التمور والقمح والذرة ، لأنهم عندما فكروا ذات حصاد بأن يتجاهلوا نصيب أحفاد الجنية التي كانت زوجة لجدهم الكبير ، إكتشفوا في صبيحة اليوم التالي أن أحفاد الجنية أخذوا نصيبهم دون زيادة أو نقصان من المحصول ، لذا حرصوا منذئذ على ترك نصيب هؤلاء الأحفاد أمام حظيرة الأبقار ليأخذها الورثة ...
    والحكاية مستمرة منذ أكثر من خمس عقود ..
    سألتُ شيخا فقال : لو كانت الجنية مسلمة فيحق لها هذا الإرث والله أعلم
    ثم تعوذ من إبليس وقبيله

    دمتم

    تعليق

    يعمل...
    X