مبدع ذات معدة فارغة !!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عمرو محمد
    أديب وكاتب
    • 27-11-2011
    • 197

    مبدع ذات معدة فارغة !!



    "ولما لقيت محل ورد أشتريت بنفسج وأديته لأول بنت حلوة قابلتها وضحكت ضحكت هى كمان،والمزيكا الهادية لموتسارت غلفت المكان،مين اللى قال أن الحياة تنفع بدون ورد ومزيكا،سلمت عليها سلمت عليا فلتت أيدى فلتت أيديها وأختفى صوت المزيكا بالتدريج وراحت ريحة الورد،مين اللى قال أن كل الصدف بتصدق،الشمس اللى كانت منورة المكان غابت وراحت وجابت بدلها الغروب،مشيت لوحدى على الكورنيش بحاول أحط أيدى فى جيوبى بحاول أكون ونسان،لكن مين قال أن الونس بيبقة بالوحدة لما يكون الواحد مننا مش متزن مش عارف المعنى،بخاف وبضحك فى العتمة لكن أزى الصورة تتاخد فى الضلمة،بجرى جوا العروق بجرى جوا الدروب بجرى لحد فوق بجرى أنزل تحت،بجرى ومش بوصل غير لحلم مكسور الجناح طب أطير أزى "
    *****
    يطلب كوب من الشاى "سكر برا"،لا يثق أبدا فى صانعى المزاج لأنه منهم،يبحث فى هاتفه المحمول عن مقطوعة أخرى لموتسارت يكمل سندوتش فول يرد تحية أحدهم دون أن يسمع ما قال لأنشغاله بالموسيقى الهاديه يشغل سيجارة أخرى ويمسك الهاتف مرة أخرى ليكمل قصته !
    *****
    "جوا الأوض القديمة جوا الحكاوى القديمة جوا المزيكا القديمه بتوهه جوا قوى وبدوب من كمانجا نغمتها تايهه فى غنوة لليلى مراد،بلمحها من بعيد جايه شبه بنت زمان شفتها فى فيلم أبيض وأسود وفى وسط محطة المترو بطلب منها "تسمحيلى بالرقصة ديه" وتوافق وأدوب أنا وهى فى رقصة أسبانى،بتضحك وأضحك أوى ويشاركنا مجانين فى المترو وبيعلنونا مخطوبين،موسيقى بتعود بالتدريج باخدها لأقرب محل ورد وأشتريلها أكبر بوكية،الدنيا بتلون بنفسجى وأضحك وأسمعها تهمس "بحبك" فأدوب "
    *****
    سجارة أخرى تنتهى والساعة تجاوزت الخامسة،لم يذق إلا سندوتش فول من السابعة صباحا،عبث أن تخلق عالم جديد ولا تستطيع أن تحصل على سندوتش فول من "عم فتحى"،ينادى القهوجى يطلب منه فى أدب سندوتش أخر يرفض الأخر لا يتصلا إلى أتفاق ولكن يحضر له كوب ليمون كنوع من أنواع الشهامة،القمر يصعد إلى السماء معلنا مرور يوم أخر من أبداع لشخص ذات معدة فارغة نوعا ما رفض أن ينضم لوظائف كثيرة من وجهة نظرة لا تمثل إلا الحماقة،إذا فليبقى كما هو مبدع رغم أنف الجميع لا يقرأ له أحد فهو لا ينشر قصصه ذات يوم يسجله على هاتفه المحمول الذى وجده فى محطة المترو بالمصادفة فمسح ما به من صور مخلة وأغانى عشوائيه وحمل عليه موسيقى موتسارت بمساعدة أحدى أصدقائة،لم يعود إلى منزله منذ زمن وكيف يعود وهو على خلاف مع الجميع فقط تمنى لو عاد لحضن أمه لبضعة لحظات،قصة عادية لشاب يعتقد أن الأبداع فقط هو الأبداع ،أن الكاتب لا ينشغل سوى بالكتابة والقراءة مع أنه لم يخلق ككاتب،مع أن الكاتب شخصية ليست خياليه كى يبقى ويظل فى الخيال إلى الأبد،يطلب فى هذة المرة بدون أدب من القهوجى رغيف خبز،يرفض القهوجى بدون أدب أيضا،يضع السماعة فى رأسه،ويعود ليكمل كتابة قصته !
    ****
    "همس حبيبتى بكلام الحب بدأ وبدأت تبقة واقعية أزيد من اللازم وأزى مشفتش لما شاورتلها ع السما النجوم وأزى مدبتش من قصيدتى،الشعر هيفضل هو النور اللى لازم نتبعه،تسمحيلى تانى بالرقصة ديه المرة دى بترفض وبيرفض كل الحاضرين يسمعوا موتسارت يسمعوا بيتهوفين يسمعوا حتى عبد الوهاب،الضلمة بتعود تدريجيا ومحل الورد بيختفى من الخلفيه المزيكا بتبهت والألوان بتميل للأبيض البهتان،بجرى منهم بجرى بعيد،بلقانى تانى فى المترو بيحوطونى بيبعدونى عنها عن نفسى عن أسمى عن روحى مش بعرف أميز حاجة،وبتقف هى تضحك بسخرية يضحكوا بسخرية ويعزفوا لحن بالكمانجات وبيحمكوا عليا بالموت وتختفى كل الحاجات كل الحاجات وبموت لكن حتى وأنا ميت مش حاسس بطعم الموت وأنا ميت لسانى وحيد" !!
    ****
    الثانية بعد منتصف الليل غادر الجميع المقهى والشارع يميل إلى الهدوء والظلمة،طلب القوهجى من المثقف المغادرة بعد أن يأس فى طلب الحساب،غادر بعد أن شعر بيأس ليلة أخرى مجددا،ذهب إلى النيل يتمشى بجواره لا يشعر بنسمات نيليه،يفزع من الظلام الذى يلون كل شئ حوله فجأة يهرب من الحياة إلى الجنون،ويهرب من الجنون إلى الموت،يلفظه النهر غير راغب فيه،وحينما وجدوه ترحموا عليه قليلا بدعوات لا تكفى لكى يدخل الجنه مع أنه كان مؤمن بالجمال والحق والخير !!

    "ولما لقيت محل ورد أشتريت بنفسج وأديته لأول بنت حلوة قابلتها وضحكت ضحكت هى كمان،والمزيكا الهادية لموتسارت غلفت المكان،مين اللى قال أن الحياة تنفع بدون ورد ومزيكا،سلمت عليها سلمت عليا فلتت أيدى فلتت أيديها وأختفى صوت المزيكا بالتدريج وراحت ريحة الورد،مين اللى قال أن كل الصدف بتصدق،الشمس اللى كانت منورة المكان غابت وراحت وجابت بدلها الغروب،مشيت لوحدى على الكورنيش بحاول أحط أيدى فى جيوبى بحاول أكون ونسان،لكن مين قال أن الونس بيبقة بالوحدة لما يكون الواحد مننا مش متزن مش عارف المعنى،بخاف وبضحك فى العتمة لكن أزى الصورة تتاخد فى الضلمة،بجرى جوا العروق بجرى جوا الدروب بجرى لحد فوق بجرى أنزل تحت،بجرى ومش بوصل غير لحلم مكسور الجناح طب أطير أزى "
    *****
    يطلب كوب من الشاى "سكر برا"،لا يثق أبدا فى صانعى المزاج لأنه منهم،يبحث فى هاتفه المحمول عن مقطوعة أخرى لموتسارت يكمل سندوتش فول يرد تحية أحدهم دون أن يسمع ما قال لأنشغاله بالموسيقى الهاديه يشغل سيجارة أخرى ويمسك الهاتف مرة أخرى ليكمل قصته !
    *****
    "جوا الأوض القديمة جوا الحكاوى القديمة جوا المزيكا القديمه بتوهه جوا قوى وبدوب من كمانجا نغمتها تايهه فى غنوة لليلى مراد،بلمحها من بعيد جايه شبه بنت زمان شفتها فى فيلم أبيض وأسود وفى وسط محطة المترو بطلب منها "تسمحيلى بالرقصة ديه" وتوافق وأدوب أنا وهى فى رقصة أسبانى،بتضحك وأضحك أوى ويشاركنا مجانين فى المترو وبيعلنونا مخطوبين،موسيقى بتعود بالتدريج باخدها لأقرب محل ورد وأشتريلها أكبر بوكية،الدنيا بتلون بنفسجى وأضحك وأسمعها تهمس "بحبك" فأدوب "
    *****
    سجارة أخرى تنتهى والساعة تجاوزت الخامسة،لم يذق إلا سندوتش فول من السابعة صباحا،عبث أن تخلق عالم جديد ولا تستطيع أن تحصل على سندوتش فول من "عم فتحى"،ينادى القهوجى يطلب منه فى أدب سندوتش أخر يرفض الأخر لا يتصلا إلى أتفاق ولكن يحضر له كوب ليمون كنوع من أنواع الشهامة،القمر يصعد إلى السماء معلنا مرور يوم أخر من أبداع لشخص ذات معدة فارغة نوعا ما رفض أن ينضم لوظائف كثيرة من وجهة نظرة لا تمثل إلا الحماقة،إذا فليبقى كما هو مبدع رغم أنف الجميع لا يقرأ له أحد فهو لا ينشر قصصه ذات يوم يسجله على هاتفه المحمول الذى وجده فى محطة المترو بالمصادفة فمسح ما به من صور مخلة وأغانى عشوائيه وحمل عليه موسيقى موتسارت بمساعدة أحدى أصدقائة،لم يعود إلى منزله منذ زمن وكيف يعود وهو على خلاف مع الجميع فقط تمنى لو عاد لحضن أمه لبضعة لحظات،قصة عادية لشاب يعتقد أن الأبداع فقط هو الأبداع ،أن الكاتب لا ينشغل سوى بالكتابة والقراءة مع أنه لم يخلق ككاتب،مع أن الكاتب شخصية ليست خياليه كى يبقى ويظل فى الخيال إلى الأبد،يطلب فى هذة المرة بدون أدب من القهوجى رغيف خبز،يرفض القهوجى بدون أدب أيضا،يضع السماعة فى رأسه،ويعود ليكمل كتابة قصته !
    ****
    "همس حبيبتى بكلام الحب بدأ وبدأت تبقة واقعية أزيد من اللازم وأزى مشفتش لما شاورتلها ع السما النجوم وأزى مدبتش من قصيدتى،الشعر هيفضل هو النور اللى لازم نتبعه،تسمحيلى تانى بالرقصة ديه المرة دى بترفض وبيرفض كل الحاضرين يسمعوا موتسارت يسمعوا بيتهوفين يسمعوا حتى عبد الوهاب،الضلمة بتعود تدريجيا ومحل الورد بيختفى من الخلفيه المزيكا بتبهت والألوان بتميل للأبيض البهتان،بجرى منهم بجرى بعيد،بلقانى تانى فى المترو بيحوطونى بيبعدونى عنها عن نفسى عن أسمى عن روحى مش بعرف أميز حاجة،وبتقف هى تضحك بسخرية يضحكوا بسخرية ويعزفوا لحن بالكمانجات وبيحمكوا عليا بالموت وتختفى كل الحاجات كل الحاجات وبموت لكن حتى وأنا ميت مش حاسس بطعم الموت وأنا ميت لسانى وحيد" !!
    ****
    الثانية بعد منتصف الليل غادر الجميع المقهى والشارع يميل إلى الهدوء والظلمة،طلب القوهجى من المثقف المغادرة بعد أن يأس فى طلب الحساب،غادر بعد أن شعر بيأس ليلة أخرى مجددا،ذهب إلى النيل يتمشى بجواره لا يشعر بنسمات نيليه،يفزع من الظلام الذى يلون كل شئ حوله فجأة يهرب من الحياة إلى الجنون،ويهرب من الجنون إلى الموت،يلفظه النهر غير راغب فيه،وحينما وجدوه ترحموا عليه قليلا بدعوات لا تكفى لكى يدخل الجنه مع أنه كان مؤمن بالجمال والحق والخير !!
    حكاوى بشر ببلاش!
    https://www.facebook.com/7KAWYB4R
    وما البشر إلا حكاوى تصلح للسرد..
  • حسن لختام
    أديب وكاتب
    • 26-08-2011
    • 2603

    #2
    قصة مشوّقة وممتعة، بالرغم أن لغتها جاءت بالدارجة..السارد هنا يعيش العزلة والإغتراب وعدم الإعتراف به من المجتمع. بالرغم من العوز والحرمان، يظل السارد يبحث عن الجمال، متشبتا بمبادئه وعشقه لكل ما هو جميل، رغم أنوف الجميع. كُتب على الكتاب الشقاء الأبدي..فالكتابة ملعونة إلى يوم الدين، على حدّ تعبير حنّا مينا
    مودتي وتقديري، أخي عمرو محمد

    تعليق

    • عمرو محمد
      أديب وكاتب
      • 27-11-2011
      • 197

      #3
      أشكرك ياعزيزى كلام رائع واللغة الدارجة هنا جائت كتعبير عن تفكيره النفسى
      أشكرك مرة أخرى
      حكاوى بشر ببلاش!
      https://www.facebook.com/7KAWYB4R
      وما البشر إلا حكاوى تصلح للسرد..

      تعليق

      يعمل...
      X