صَــبُّ الفؤاد إلى الأحبــاب يهديهــا
بـلا ظـلال علـى الرمضـاء عاريــها
زغـــب الحمائـم إذ تبـكي سواقيـها
فـلا غـدت سلـوة فـي البـين تنسيها
أنـّىَ لـهـا سلـوة الأيـام تشغلنــي
والقلـب يهـفو لرسـم مـن مغانيــها
أو فاسـألوا الريـح إن هبّـت غواديهـا
ذادت عن الأرض والأعراض تحمـيها
رأيـتـه فــي ذرى حـطـيـن يـبكـيـهــا
أين الكتـائـب والـرايات نـعلـيـهــا
آهٍ عـلى آهِ يـا أبـنـــاء جـلــدتِـنــــا
أوّاه كـم صـرخة غـصت مـناديـها !!
لـبـّـى , وآذانـنـا صـــم مـثــانــيـهـــــا
كيـف الـبغــــاة بعـقـــر الدار تسبـيها ؟!
أنـتم قـتـلـتم بـهذا الصمـت أهـــــليـها
أحـفـاد صـهيـون قـد بـانت أفاعيها
حتـى المساجـد قـد داسـوا مصلـيها
مشـي السـلاحـف عـلى رمل يلاقيها
ثم اجـبلوهـا لعـل اللـه يـحـيـيـهــــــا
ثـم أرسـلوهـا إلـى مـن كـان يثنيها
تـلـك العـبـوات (للمـركاف ) تصليها
مِـن فـعلـها عـجبا فـي لـحم فانـيها
الجـن يـسمـعـها والأنـس يـخـفـيـهـا
هـذا المـخــيـم عـنـوانٌ لعـــــزتنــــا
فـيه البـطـولــــة والأحـرار تـرويـهـا
أمـا الـشهـامـة لا خـلٌّ يـوافــــيـهــــا
حـتى تضـوع فـيـهـا المسك يزكـيـها
شـدّي عـلـى الجرح والأشلاء ضميها
إن الـدمـاء لـهــا زيـت يـذكـيـــهــــا
تـلـك الجـموع فـمن يـملك نواصيها؟
قـم يـا شـهـيد لها بـارك تـلاقـيـها
لا للـحـيـاة بـكـأس الـذل نـسقيها
تـسـمـو بـهـا ألـقـاً والله يـعلـيـهـا
ذا الـعـرس يـزهو على الدنيا وما فيها
بيـن الـركـام فـتـنـعـانـا ونـنـعـيهـا
والـحـمـد لله إذ صـحـّت قـوافـيـهـا
..............
أبـو فـِراس القــَطـّـامِـِيّ
((زهـَــيـــر أبـــو قــّـطّــّــام ))