في كل شيء بحر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نجلاء الرسول
    أديب وكاتب
    • 27-02-2009
    • 7272

    في كل شيء بحر

    في كل شيء بحر



    أحيانا
    يكون من الأجملِ أن ندع الأخرين يرحلون
    وكنت أقصد نفسي
    الذين يعرفون بأن الموسيقى طائر فوق الناس
    وأن العطر خارج القنينة رماديا
    لكنهما يغيبان
    وكنت أقصد نفسي

    كنت معهم
    لكن قامتي كانت أعلى قليلا
    ففرغ النهر مني

    ........

    كذلك الذي هبط بالليل
    كان يختبر طعم الكراسي الباردة
    يحكّها .... ليظهر اسم الطفل الذي جلس عليها يوما
    ثم يغطيها بغمامة
    ويترك بجوارها تلك المراجيح
    ........

    قليلا .....
    أن تدعك منك
    أن تضرم النار لتدل على غيرك
    كأن تخفي دواء حياة مريضة
    تلك الحياة التي لم تستثنيك في شيء
    التي وصمتك بالحرب
    وعلقت ظهرا في جدارك
    .......

    الذين يفهمون أحييهم
    الذين يتركون تلك الحيوانات
    تموت بدلا عنهم
    من يستطيلون في خوفك
    وأنت كسلّم مكسور
    تنظرلنفسك من بعيد
    تنظر للأشياء التي ضحيت بها
    وأنت ترعى قطيع نفسك

    كن بدلا عنك
    الذي ينظر إليك وأنت تزرع نواياك
    بين الدخان
    للآخر يتيه حولها
    اتركه بين نتوءات لا تكترث لشيء
    الآخر الذي يدخل مستنقعات هادئة
    تلامس أعشابها الباردة أقدامهم
    ويضحك الوغد الشريف داخلك

    وأنت تنتقل من روح لأخرى
    لا تغير قناعك الباهت
    وفكر .....
    كيف تبيع ابتسامتك
    أن تربك البحر بكلمة بعد صمت طويل
    أو أن تحفر ثغرة في المرآة
    ثم تتنحى جانبا
    لتدع يدا حمقاء تكسرها
    بدلا عنك

    للحظة .....
    أعط مهمة القتل لغيرك

    تلك اللحظة
    التي اجتمعوا فيها كالسناجب حولي
    لم تحجب أي شيء
    ابتسامتي الوقحة
    صمتي المرعب
    تلك اللحظة كانت
    قفازا مخمليا لبسته
    على قبضة من حديد
    نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


    مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
    أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

    على الجهات التي عضها الملح
    لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
    وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

    شكري بوترعة

    [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
    بصوت المبدعة سليمى السرايري
  • آمال محمد
    رئيس ملتقى قصيدة النثر
    • 19-08-2011
    • 4507

    #2




    تعودين ...نجلاء الشاعرة
    وقد مهدت وعيها حتى شق البحر
    أسفر عن حكايا مست القلب الناثر

    عاد واتكأ على لغة أعطتك مفاتيحهاا

    جميلة وأكثر




    تثبت


    تعليق

    • ركاد حسن خليل
      أديب وكاتب
      • 18-05-2008
      • 5145

      #3
      الأستاذة الشاعرة العزيزة نجلاء الرسول
      نعم.. إن في كلِّ شيءٍ بحر
      وبحر نثرك تملؤه الأنواء
      كلمات عاصفة تعبّر عن خوف من حاضر ورعب من المستقبل
      الواقع يقتضي الكثير من الحيطة والحذر
      تحياتي لك
      تقديري ومحبتي
      ركاد أبو الحسن


      تعليق

      • صهيب خليل العوضات
        أديب وكاتب
        • 21-11-2012
        • 1424

        #4
        للحظة .....
        أعط مهمة القتل لغيرك



        الشاعرة القديرة
        نجلاء الرسول


        في كل شيء بحر
        و لكل قصيد سحر خاص
        و السحر هنا هو الماركة المسجلة باسمكِ
        أسجل إعجابي الكبير و أحييك شاعرتنا

        لك الاحترام و التقدير
        كأخر جندي في ساحة المعركة أحارب هذا الحزن وحدي،

        تعليق

        • منار يوسف
          مستشار الساخر
          همس الأمواج
          • 03-12-2010
          • 4240

          #5
          وأنت كسلّم مكسور
          تنظرلنفسك من بعيد
          تنظر للأشياء التي ضحيت بها
          وأنت ترعى قطيع نفسك
          فلسقة خاصة جدا
          تحيلنا إلى داخلنا
          لنلمس تلك التناقضات المريرة التي نحياها
          نص به لذعة تصعق الكامن فينا
          أحببت النص بما فيه من رؤى و عمق فلسفي
          شكرا لك غاليتي نجلاء
          و كل التقدير

          تعليق

          • مهيار الفراتي
            أديب وكاتب
            • 20-08-2012
            • 1764

            #6
            نص بديع و محلق جدا ابتداء من العنوان الذي يعتبر قاموس غني الدلالات جدا و طاعن في الشعرية ( في كل شيء بحر )
            تأخذ القصيدة منحى صادما منذ البداية في بدايتها المموسقة ( أحيانا ) التي تأخذ خيالك منذ البدء صوب الاحتمالات
            و تشعل فيك ترقب لما بعدها و الذي يأتي أيضا بجملة صادمة ( يكون من الأجمل أن ندع الآخرين يرحلون )
            إذن فثمة معاناة يكون فيها الرحيل أفضل و لكن رحيل من ؟؟ و هنا تباغتك صدمة أخرى تدرك من خلالها
            أن هناك سرا سيتكشف حين تقول الشاعرة ( و كنت أقصد نفسي )
            و هنا تبدأ المفارقة التي تعللها جُملَتي
            (الذين يعرفون بأن الموسيقى طائر فوق الناس
            وأن العطر خارج القنينة رماديا لكنهما يغيبان )

            و ما أجمل هذا الربط الرائع بين العطر و الموسيقى الَذين جاءت دلالتهما بالسلب لدى الآخر
            و في التشبيه الذي تخلعه الشاعرة على الموسيقا نجد إشارة تراثية ( كأن على رؤوسهم الطير )
            و هنا حالة الصمت قد تفهم سلبا في هذا السياق فيكون الصمت عن جهل بالفن
            ثم تأتي دلالة العطر و اختيار اللون الرمادي كان ذكيا هنا كدلالة على ضياع ذائقة الآخر
            و لا تلبث أن تفرغ من هذه الدلالة حتى تفاجئك الشاعرة بدلالة أخرى
            و هي ( خارج القنينة ) و كأنها تتحدث عن شهوة تملك الأشياء الثمينة التي تفقد بريقها حين تصبح في المتناول
            و تعود لتؤكد على معاناتها باللازمة ( و كنت أقصد نفسي )
            إن دلالة العطر أنثوية و الموسيقى دلالة إبداعية إذا فهي الأنثى المبدعة المكابدة لجهل من حولها بقدرها و استخفافهم بها
            تؤكد على ذلك جملة (كنت معهم لكن قامتي كانت أعلى قليلا ففرغ النهر مني ) إذا ففي علو قامتها تكمن معاناتها
            و كأنها تعيد علينا بيت المتنبي ( ما مقامي بأرض نخلة إلا كمقام المسيح بين اليهود )
            هي مجرد رؤية قد تصح و قد لا و يبقى المعنى في قلب الشاعر
            حقيقة النص رائع أديبتنا الرائعة نجلاء و يستحق دراسة مفصلة
            عسى أن يسعفني الوقت لأقدم دراسة تليق بكل هذا الجمال
            أحييك على هذا الابداع
            و دمت بألف خير
            أسوريّا الحبيبة ضيعوك
            وألقى فيك نطفته الشقاء
            أسوريّا الحبيبة كم سنبكي
            عليك و هل سينفعك البكاء
            إذا هب الحنين على ابن قلب
            فما لحريق صبوته انطفاء
            وإن أدمت نصال الوجد روحا
            فما لجراح غربتها شفاء​

            تعليق

            • جمال سبع
              أديب وكاتب
              • 07-01-2011
              • 1152

              #7
              نص فيه من التحليق فوق أشياء الدهشة ما يرغمنا على الغوص فيه
              و كأننا في مساحة من الماء ، يجبرنا العطش على شربه برشفات متباعدة
              هي عذوبة الماء ، و هو جمال هذا النص
              سعدت كثيرا بهذا النص الشاعري
              تقديري لقلمك أستاذة نجلاء
              عندما يسألني همسي عن الكلمات
              أعود بين السطور للظهور

              تعليق

              • محمد مثقال الخضور
                مشرف
                مستشار قصيدة النثر
                • 24-08-2010
                • 5517

                #8
                أستاذتنا الجميلة جدا
                نجلاء

                حين تطلبين الشعر
                تأتيك اللغة طائعة خاضعة !
                تقف المعاني على يمينك وعلى شمالك
                تقطفين ما تشائين من التلال
                وتقدمين في كل سطر . . قصيدة

                تقديري الكبير
                وما يليق من الاحترام

                تعليق

                • نجلاء الرسول
                  أديب وكاتب
                  • 27-02-2009
                  • 7272

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة آمال محمد مشاهدة المشاركة




                  تعودين ...نجلاء الشاعرة
                  وقد مهدت وعيها حتى شق البحر
                  أسفر عن حكايا مست القلب الناثر

                  عاد واتكأ على لغة أعطتك مفاتيحهاا

                  جميلة وأكثر




                  تثبت

                  شكرا لك جميلتي آمال على هذا التقدير الكريم منك ومرورك زهر
                  نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


                  مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
                  أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

                  على الجهات التي عضها الملح
                  لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
                  وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

                  شكري بوترعة

                  [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
                  بصوت المبدعة سليمى السرايري

                  تعليق

                  • نجلاء الرسول
                    أديب وكاتب
                    • 27-02-2009
                    • 7272

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة ركاد حسن خليل مشاهدة المشاركة
                    الأستاذة الشاعرة العزيزة نجلاء الرسول
                    نعم.. إن في كلِّ شيءٍ بحر
                    وبحر نثرك تملؤه الأنواء
                    كلمات عاصفة تعبّر عن خوف من حاضر ورعب من المستقبل
                    الواقع يقتضي الكثير من الحيطة والحذر
                    تحياتي لك
                    تقديري ومحبتي
                    ركاد أبو الحسن

                    أخي ركاد دمت في ألق
                    شكرا لك يا صديقي
                    نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


                    مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
                    أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

                    على الجهات التي عضها الملح
                    لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
                    وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

                    شكري بوترعة

                    [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
                    بصوت المبدعة سليمى السرايري

                    تعليق

                    • موسى الزعيم
                      أديب وكاتب
                      • 20-05-2011
                      • 1216

                      #11
                      مررت من هنا قاحلا فانتشت روحي بربيع الكلمة
                      دمت ودام ابداعك استاذة نجلاء

                      تعليق

                      • لطفي العبيدي
                        أديب وكاتب
                        • 05-05-2013
                        • 219

                        #12
                        نص ليس كعهده
                        لغة مدهشة
                        و فضاء يتسع و يتسع
                        جميل ما قرأت...

                        تعليق

                        • نجلاء الرسول
                          أديب وكاتب
                          • 27-02-2009
                          • 7272

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة صهيب العوضات مشاهدة المشاركة
                          للحظة .....
                          أعط مهمة القتل لغيرك



                          الشاعرة القديرة
                          نجلاء الرسول


                          في كل شيء بحر
                          و لكل قصيد سحر خاص
                          و السحر هنا هو الماركة المسجلة باسمكِ
                          أسجل إعجابي الكبير و أحييك شاعرتنا

                          لك الاحترام و التقدير
                          أشكر حضورك البهي أخي صهيب
                          احترامي الكبير
                          نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


                          مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
                          أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

                          على الجهات التي عضها الملح
                          لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
                          وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

                          شكري بوترعة

                          [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
                          بصوت المبدعة سليمى السرايري

                          تعليق

                          • نجلاء الرسول
                            أديب وكاتب
                            • 27-02-2009
                            • 7272

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة منار يوسف مشاهدة المشاركة
                            فلسقة خاصة جدا
                            تحيلنا إلى داخلنا
                            لنلمس تلك التناقضات المريرة التي نحياها
                            نص به لذعة تصعق الكامن فينا
                            أحببت النص بما فيه من رؤى و عمق فلسفي
                            شكرا لك غاليتي نجلاء
                            و كل التقدير
                            حبيبتي منار حضورك في القلب يا صديقة
                            شكرا لك
                            نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


                            مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
                            أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

                            على الجهات التي عضها الملح
                            لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
                            وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

                            شكري بوترعة

                            [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
                            بصوت المبدعة سليمى السرايري

                            تعليق

                            • نجلاء الرسول
                              أديب وكاتب
                              • 27-02-2009
                              • 7272

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة مهيار الفراتي مشاهدة المشاركة
                              نص بديع و محلق جدا ابتداء من العنوان الذي يعتبر قاموس غني الدلالات جدا و طاعن في الشعرية ( في كل شيء بحر )
                              تأخذ القصيدة منحى صادما منذ البداية في بدايتها المموسقة ( أحيانا ) التي تأخذ خيالك منذ البدء صوب الاحتمالات
                              و تشعل فيك ترقب لما بعدها و الذي يأتي أيضا بجملة صادمة ( يكون من الأجمل أن ندع الآخرين يرحلون )
                              إذن فثمة معاناة يكون فيها الرحيل أفضل و لكن رحيل من ؟؟ و هنا تباغتك صدمة أخرى تدرك من خلالها
                              أن هناك سرا سيتكشف حين تقول الشاعرة ( و كنت أقصد نفسي )
                              و هنا تبدأ المفارقة التي تعللها جُملَتي
                              (الذين يعرفون بأن الموسيقى طائر فوق الناس
                              وأن العطر خارج القنينة رماديا لكنهما يغيبان )

                              و ما أجمل هذا الربط الرائع بين العطر و الموسيقى الَذين جاءت دلالتهما بالسلب لدى الآخر
                              و في التشبيه الذي تخلعه الشاعرة على الموسيقا نجد إشارة تراثية ( كأن على رؤوسهم الطير )
                              و هنا حالة الصمت قد تفهم سلبا في هذا السياق فيكون الصمت عن جهل بالفن
                              ثم تأتي دلالة العطر و اختيار اللون الرمادي كان ذكيا هنا كدلالة على ضياع ذائقة الآخر
                              و لا تلبث أن تفرغ من هذه الدلالة حتى تفاجئك الشاعرة بدلالة أخرى
                              و هي ( خارج القنينة ) و كأنها تتحدث عن شهوة تملك الأشياء الثمينة التي تفقد بريقها حين تصبح في المتناول
                              و تعود لتؤكد على معاناتها باللازمة ( و كنت أقصد نفسي )
                              إن دلالة العطر أنثوية و الموسيقى دلالة إبداعية إذا فهي الأنثى المبدعة المكابدة لجهل من حولها بقدرها و استخفافهم بها
                              تؤكد على ذلك جملة (كنت معهم لكن قامتي كانت أعلى قليلا ففرغ النهر مني ) إذا ففي علو قامتها تكمن معاناتها
                              و كأنها تعيد علينا بيت المتنبي ( ما مقامي بأرض نخلة إلا كمقام المسيح بين اليهود )
                              هي مجرد رؤية قد تصح و قد لا و يبقى المعنى في قلب الشاعر
                              حقيقة النص رائع أديبتنا الرائعة نجلاء و يستحق دراسة مفصلة
                              عسى أن يسعفني الوقت لأقدم دراسة تليق بكل هذا الجمال
                              أحييك على هذا الابداع
                              و دمت بألف خير
                              أخي الشاعر مهيار
                              أنت تبدع في كل شيء
                              حفطك الله وبارك جهودك النيرة
                              شكرا لقراءتك الرائعة
                              واحترامي
                              نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


                              مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
                              أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

                              على الجهات التي عضها الملح
                              لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
                              وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

                              شكري بوترعة

                              [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
                              بصوت المبدعة سليمى السرايري

                              تعليق

                              يعمل...
                              X