تويت
برقية من المعدة إلى الشهية
برقية من المعدة إلى الشهية
شعرت المعدة باختناق من ثخمة أصابتها، فأرهقها العمل الشاق ولكن ما باليد حيلة هاهي تعمل بجد لإجلاء هذا الكم الهائل من مختلف المأكولات والأشربة التي تملأها على آخرها،
وهاهي تفرز أنزيماتها بكثرة لإجلاء هذا الجيش العرمرم من المكونات، وبعد أن بلغ السيل الزبى وغضبت جدا، قررت أن ترسل برقية عاجلة للشهية التي ترسل لها مأكولات في كل حين وآن، مما أدى إلى اتساع رقعتها – أي المعدة- وتضاعف عملها وشحت أوقات الراحة لديها، فلا صيام يعينها ولا كمية معقولة تقلل من تعبها...
وهاهي تفرز أنزيماتها بكثرة لإجلاء هذا الجيش العرمرم من المكونات، وبعد أن بلغ السيل الزبى وغضبت جدا، قررت أن ترسل برقية عاجلة للشهية التي ترسل لها مأكولات في كل حين وآن، مما أدى إلى اتساع رقعتها – أي المعدة- وتضاعف عملها وشحت أوقات الراحة لديها، فلا صيام يعينها ولا كمية معقولة تقلل من تعبها...السلام عليكم
تحية طيبة وبعد
آمل أن تصلك برقيتي هذه وأنت في نشاط وحيوية...
ولو أن نشاطك يرهقني ويتعب أعصابي ويجهدني إلا أني في كل حال أتمنى لك الخير من الله ذي الجلال ...
برقيتي أرسلها لك عاجلة راجية من الله أن تكفي عني أذاك، فكما تعلمين إذا لم يقننك هذا الإنسان الذي نخدمه أهلكني فهلك وأرهقني فمرض فأنا مصدر الداء والدواء...
فحنانيك بي ووازني في طلباتك لأستمر في خدمته بصحة وعافية، ولا تسيلي لعابه لكل ما يرى من طعام في كل وقت وآن من غير ضابط ولا لجام...
ارفقي به يا شهية لنحيا معا حياة هنية في دوام صحة وعافية، ولا تنسي أن انطلاقك هذا سيبدأ بي ثم يأتي على كل الأعضاء فيرهقهم بالدهون ويخنقهم بالكسل والخمول فنموت جميعا ببطء وعذاب وبؤس...
أرجو أن تسمعي نصيحتي بوعي ولا تبرري وتتقبليها بتطبيق عملي فوري....
في انتظار ردك الإيجابي تقبلي تحياتي
الخادمة الأمينة المعدة...ملحوظة: رد الشهية سيكون تتمة للموضوع لاحقا بعون الله
تتمة الموضوع :
رد الشهية على البرقية:
وعليك السلام والرحمة
حياك الله أيتها المعدة
تفاجأت حقيقة ببرقيتك العاجلة والتي تدل على جم ضررك وبليغ بؤسك ونقمتك...
لكن اعلمي أني لست المسؤولة عما تعانين ولا المعنية بما تقولين...
نعم أودعني الله هنا لأحفز الإنسان على الإستمتاع وأشعره بالمتعة والجمال، ولكن وظيفتي هي إثارة حواسه وإيقاظها وليس التحكم فيه... 
فهذا من عمل الإرادة التي كلما رأتني سلمت لي أمرها،
فإن نادتها النفس اللوامة ورفعت منها، شمرت النفس الأمارة بالسوء واستعانت بالتسويف وأن غدا سأسيطر عليها، بل وصنعت غشاوة على كل السلبيات
وركزت عيني الإنسان ومتعته على الأكل الماثل أمامه
فينسى الدنيا وما فيها وينقض عليه انقضاضا...
وتمر الأيام وهو في سبات حتى يجد الأمراض قد احتلت الديار، والحركة قد تثاقلت والنفس كسلت...
فهذا من عمل الإرادة التي كلما رأتني سلمت لي أمرها،
فإن نادتها النفس اللوامة ورفعت منها، شمرت النفس الأمارة بالسوء واستعانت بالتسويف وأن غدا سأسيطر عليها، بل وصنعت غشاوة على كل السلبيات وركزت عيني الإنسان ومتعته على الأكل الماثل أمامه فينسى الدنيا وما فيها وينقض عليه انقضاضا...وتمر الأيام وهو في سبات حتى يجد الأمراض قد احتلت الديار، والحركة قد تثاقلت والنفس كسلت...
أما إن كان ممن لا يزداد وزنهم بكثرة الأكل، فحدث ولا حرج يشمر بل ويشتري أدوية ليحفزني فتنهال علي المواد الكيميائية لأتضخم وأزداد شراهة... وهو لا يدرك أن الأضرار كثيرة عدا الوزن، فقسوة القلب مصيبة وخمول الحركة كارثة وقلة الفطنة معضلة وما خفي كان أعظم...
وربي الذي أودعني هنا كلفني بإمتاعه، وكلفه بالتوازن وحذره من الإفراط في المباحات وأمره باجتناب المحرمات، فإن أطاع ربح وإن عصى فلا يلومن إلا نفسه...
وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) سورة الأعراف
فاعذريني يا أيتها المعدة وتفهمي وضعي واعلمي أننا هنا نقوم بعملنا، فإن هو أدى الأمانة أفلح وإن عثا في نفسه والأرض فسادا فكل نفس بما كسبت رهينة، وكل عامل مسؤول عن عمله...
مع أطيب دعواتي لك بالرحمة والعون على تسلطه
أختك الشهية الشهيرة بالمفترية
بقلم: نزهة الفلاح
تعليق