
مالكة
هناك في قلعتك البعيدة
تربّين قطع السحاب
وتشرّعين شبابيكك للشمس الخجولة
حدّثيني قليلا
عن مملكة الموت
ورقص الشياطين
صراخ الصمت المكبّل بالحزن
حين نلتفت ولا نجد سوى تنهيدة تركض وحدها في الظلام.....
حدّثيني عن مدينة بيضاء
ينام فيها الغائبون
أين تنبت أشجار الصبّار
شيء يشبه مرثيات نينوى
هناك.....
لمحتك توزّعين القصائد على الفقراء
على المشرّدين في شوارع بلا حبّ
بلا أرصفة
كأنّك قرّرت أن تتّسع الأمكنة المنسحبة
و كأنّ القتيل لا يموت
لماذا سمحتِ للعتمة الدخول؟؟
لماذا تركت الأبواب مفتوحة والصباح جفّتْ روافده؟؟
وهم من دنّسوا أثواب الملائكة؟؟
لا تزعجي حين تنطفئ شموعنا
حين تبكي حروفنا ذات وحدة...
لا تبتئسي إذا ما لمحت الغول على النافذة
والقبّرة بلا أجنحة
والرغبة ماتت بين الشهوة والانتظار
كلّ هذا لا يغيّر وشوشة اليمامات
لابدّ للأغاني أن تعبق بنفسجا
والمسافة تشعل الأرض لوزا وتفاحا.....
لا بدّ للشعر أن يعلو
يعلو
يعلو
إلى سماء من ياسمين
رغم المشانق
رغم الموت الرابض خلف التلال..............
لنمضي يا مالكة
خذلتنا النجمة حين أعلنت تحاملها علينا
وضحك القمر حين اعتقدنا أنه سيّد الجمال
لا شيء يلمع الآن
غير دمعة
وقصيدة على طاولة....
~~~~
سمحتُ لنفسي أن أرتاح قليلا تحت أقواسك
وأرسم وردة على نافذة في ورق رمادي
هي هديتي لك بمناسبة عيد ميلادي الحزين
27 مايو
سليمى السرايري

تعليق