يتربصون الزلات والهنات
أشعرهم وقد امسكوا بتلابيب القلم
وتهيئوا تهيئاً عسكرياً
بعين الصقر
وهمة عالية "فقط على الأهل"
ووقفوا ينتظرون
سقوط حرف هنا
أو تلعثم حركة هناك
يصوّبون أقلامهم نحو رأس الضحية
ويطلقون التهكم والنكات
ثم ...
بكل روح خاوية من سمو الفكرة
يرجعون لقواعدهم ويغطون في سبات
كأني بهم
وجدوا في فضاءات الملتقيات
ليقتاتوا الفتات
كما بعض جوارح الطير
تظنها من علو تحليقها
على قدر من الثبات
لكنها حين تلمح هفوة صغير
تتهافت من علوّها
تريد نصيباً من جيفة الزلات
سيدي ...سيدتي
أتينا لنتبادل الحرف بالحرف
والمعنى أردنا أن نسمو به
عن هاوية الانحراف وحد الجرف
لسنا سيبوبه ولا الخليل الفراهيدي
لا ولا كنا يوماً مراجع للحرف
ما زلنا نحبو في عالم الجمال
هويتنا عشاق المعاني ونبل الحكايا
ورغبتنا الأكيدة إبداع الوصف
دخلنا نبتغي عالما خال من الأحقاد
مبني على الإعراب موقوف عن الصرف
توسمنا في أسماء مرتاديه
شاهق القمم نهايات الأدب
ظناً بأنّا إن جاورنا العلماء
لا بد أن يطالنا عبير مسكهم
ويلحق ثيابنا روائح الريحان
من جنائنهم المليئة بالياسمين الصرف
سيدي ...سيدتي
تعلّمنا من أبائنا
احترام الكبار
تبجيل العلماء
الصمت في حضرة المعلم في الصف
كانت لنا أم "رحمها الله"
تبكي كلما أمامها جلسنا ممسكين بكتاب
أو داعبنا لوحة الأحرف في حواسيبنا
وتقوووول بكل قلب صادق
هنيئاً لكم ورثة نبيكم
بما تعلمتم من إرث الأنبياء
وما تزينتم به من قراءة
بدأت بها
آي ربكم
في أول أمر لحبيبي المصطفى
سيد الثقلين والفريقين
"إقرأ"
كانت هبة الله لخلقه
ما وهبهم مثلها سمة تعلو بهم
عن جهل الجهلاء
وتبعدهم عن غيّ إبليس اللعين
وتجعلهم يحسنون الوقوف في الصف
سيدي ...سيدتي
دعوا لنا متنفس من شوائب الوقت
نلتقي به معكم على حسن الطوية
والرغبة الصادقة بالاستفادة
من علم حُسدتم عليه
فلا تجعلوه نقمة وسيئة
تضيع بها أعمالكم
حين تقفون بين يدي الرحمن
منزل القرآن
وإقرأ إن شئت في سورة "الصف"
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ)
أمنيه نعيم 28.5.13
تعليق