الصور

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • توفيق بن حنيش
    أديب وكاتب
    • 14-06-2011
    • 490

    الصور

    الصور
    في آخر لقاء لي به اتفقتا على أن نفترق نهائيّا ...نظرت إليه حدّقت فيه مليّا حدّق في عينيّ أشحت بنظري عن وجهه لم أدر ما فعل أدرت له ظهري وهممت بالذّهاب فأدار لي ظهره وتظاهر بالرغبة في الذّهاب .عَدلْت عن ذلك فعدل هو أيضا .رجعت أحدّق في عينيه الذّابلتين المتعبتين وفي الشيب الذي غزا شعر رأسه ..سألته عن هذه الأخاديد في جبينه وعن ارتخاء عضلات الوجه والعنق ,,,حرّكت يدي وشفتيّ كالمتحدّث سمعته يحدّثتي عن الارتعاشة وهو يحرّك يده وشفتيه كالمتحسّر .استقمت في وقفتي وحدّقت في بؤبؤي عينيه وأحسست أنّه يذوب في أغوار الذّات ...قال لي :أنت طيّب أكثر من اللازم ..أنت خجول ,أنت حييّ ". كنت متعجّبا من قدرته على سبر أبعادي الدّفينة ,..قال لي :"أنت "جدير" بالسخرية .ماذا فعلت بالعشرات من سنيك التي كنت تزعم أنها ثمينة ؟ لا ,لا أنت جدير بالشفقة وحقيق بالرثاء .اجلس ,ها وراءك كرسيّ " قرّبت مني الكرسيّ وكنت مركّزا على الكرسيّ الذي كان وراءه ,جذب الكرسيّ وجلس وجعل يحدّق في فمي فجعلت أفتح فيّ وأنا منشدّ لحالة أسناني التي ما فتئت تطول وتجفو منابتها من اللثة .قلت له هامسا :"أرأيت إلى هذا الصّمت ؟ إنه صمت المقابر .إنّ الصمت مطبق رغم أنّ الأولاد والزوجة كلّهم في الدار ..."
    عدني ألا تسعى إلى الشغب على راحتي ..يكفي ما عشناه مترافقين ,كنت ألتقيك في كلّ صباح لأحيّيك وأصاحبك لدقائق ثمّ أودّعك وأ صطحبك في الشارع وفي العمل وفي لقائي بالآخرين وفي عزلتي وو ومع ذلك كلّه فنحن ندّعي دائما أنّني لا ألتقيك إلاّ لبضع ثوان ...كم نحن كاذبان ...عدني أنّك لن تعود لإثارة تلك المشكلات التي لا حلّ لها .يا هذا اتركني لنفسي بقيّة هذا العمر .
    قهقه حينما قهقهت وقال لي:"ها بدأ العجز ينخر مفاصل كونك .مم خوفك ؟قهقه مرّه أخرى إن كنت صادقا وجريئا ,هيّا افعلها لتؤكّد لنفسك أنّك تحيا ..هيا ...امسح العرق الذي تكاثف على جبينك .وهدّئ من روعك .." وليت مغضبا ,وأعتقد أنّه هو أيضا ولّى مغضبا ,ومسحت العرق من على وجهي السّاخن . ولكنّي استدرت حينما تذكّرت أنه لم يعدني بما طلبته منه .كنت عصبيّا التفتّ اليه ورفعت يدي متوعّدا وكان هو أيضا يرفع في وجهي يده متوعّدا .تطايرت بيننا شظايا الكلمات ...كانت أنصاف كلمات وأرباع وأثمان :هل ؟ دعني .أتذك..؟ كفّ .وافترقنا لسنين طويلة .كنت أقول في نفسي :"لم يحدث شيء طوال هذه المدّة ,مرّت الحياة في هدوء ورتابة سرت في كلّ تلك المدّة ناسيا همومي مؤمنا بقدري (لقد تغيّر كلّ شيء ومحال أن يدوم الحال ...أسير في الطرقات اتفحّص وجوه الناس ,,,بعض تلك الوجوه يذكّرني بصاحبي وبعضها يعيد عليّ تفاصيل التاريخ ...نسيت صاحبي وعلّقت وجهي بالمجهول ...
    كنت عند الطّبيب ..."كلّ التحاليل سليمة إلاّ أنّ صورة الرنين لابدّ منها ففي مثل هذه الحالات لاغنى لنا عن الصّور " ,قال لي الطّبيب :"هل تريد غسل وجهك؟ من هنا ,,,تفضّل "
    ملأت راحتيّ ماء وغسلت وجهي ...رفعت عينيّ ...حدّقت في الوجه الشاحب ...قال لي:"لا بدّمن الصّور ؟..صور الرنين المغنطيسي ؟ لا بدّ من الصّور ..."أشحت بوجهي عنه ...سمعته يقول :"غيّرك الدّهر بعدي "...قهقه ...قهقه مرة ومرّة .صحت فيه :"لعنة الله على الصّور "ثمّ ضربت بجمعي المرآة مرّة ومرّة ومرّة ثمّ اغمي عليّ
    في 30 ماي 2013




  • عبد الرحيم محمود
    عضو الملتقى
    • 19-06-2007
    • 7086

    #2
    كاتبنا الكريم
    ماذا تريد أن تقول ؟؟
    أين الفكرة ، وما هدف النص ؟
    لكل نص هدف تخرج به منه ، الحقيقة أنا دخلت وخرجت خالي الوفاض .
    سامحني ، فلا الأحداث مترابطة ، ولا الأبطال يتحركون ، ولا يوجد ترابط
    منطقي ، ولا تطور سردي ، آسف ولكن أرى أن تضع الفكرة أولا ثم
    تبني عليها الأحداث بواقعية ، لا بلغة لا تقول شيئا / تحيتي .
    نثرت حروفي بياض الورق
    فذاب فؤادي وفيك احترق
    فأنت الحنان وأنت الأمان
    وأنت السعادة فوق الشفق​

    تعليق

    • توفيق بن حنيش
      أديب وكاتب
      • 14-06-2011
      • 490

      #3
      رأي أحترمه رغم تسرّعه ...ننتظر الآخرين لنتأكّد من وجاهة حكمك

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة توفيق بن حنيش مشاهدة المشاركة
        الصور
        في آخر لقاء لي به اتفقتا على أن نفترق نهائيّا ...نظرت إليه حدّقت فيه مليّا حدّق في عينيّ أشحت بنظري عن وجهه لم أدر ما فعل أدرت له ظهري وهممت بالذّهاب فأدار لي ظهره وتظاهر بالرغبة في الذّهاب .عَدلْت عن ذلك فعدل هو أيضا .رجعت أحدّق في عينيه الذّابلتين المتعبتين وفي الشيب الذي غزا شعر رأسه ..سألته عن هذه الأخاديد في جبينه وعن ارتخاء عضلات الوجه والعنق ,,,حرّكت يدي وشفتيّ كالمتحدّث سمعته يحدّثتي عن الارتعاشة وهو يحرّك يده وشفتيه كالمتحسّر .استقمت في وقفتي وحدّقت في بؤبؤي عينيه وأحسست أنّه يذوب في أغوار الذّات ...قال لي :أنت طيّب أكثر من اللازم ..أنت خجول ,أنت حييّ ". كنت متعجّبا من قدرته على سبر أبعادي الدّفينة ,..قال لي :"أنت "جدير" بالسخرية .ماذا فعلت بالعشرات من سنيك التي كنت تزعم أنها ثمينة ؟ لا ,لا أنت جدير بالشفقة وحقيق بالرثاء .اجلس ,ها وراءك كرسيّ " قرّبت مني الكرسيّ وكنت مركّزا على الكرسيّ الذي كان وراءه ,جذب الكرسيّ وجلس وجعل يحدّق في فمي فجعلت أفتح فيّ وأنا منشدّ لحالة أسناني التي ما فتئت تطول وتجفو منابتها من اللثة .قلت له هامسا :"أرأيت إلى هذا الصّمت ؟ إنه صمت المقابر .إنّ الصمت مطبق رغم أنّ الأولاد والزوجة كلّهم في الدار ..."
        عدني ألا تسعى إلى الشغب على راحتي ..يكفي ما عشناه مترافقين ,كنت ألتقيك في كلّ صباح لأحيّيك وأصاحبك لدقائق ثمّ أودّعك وأ صطحبك في الشارع وفي العمل وفي لقائي بالآخرين وفي عزلتي وو ومع ذلك كلّه فنحن ندّعي دائما أنّني لا ألتقيك إلاّ لبضع ثوان ...كم نحن كاذبان ...عدني أنّك لن تعود لإثارة تلك المشكلات التي لا حلّ لها .يا هذا اتركني لنفسي بقيّة هذا العمر .
        قهقه حينما قهقهت وقال لي:"ها بدأ العجز ينخر مفاصل كونك .مم خوفك ؟قهقه مرّه أخرى إن كنت صادقا وجريئا ,هيّا افعلها لتؤكّد لنفسك أنّك تحيا ..هيا ...امسح العرق الذي تكاثف على جبينك .وهدّئ من روعك .." وليت مغضبا ,وأعتقد أنّه هو أيضا ولّى مغضبا ,ومسحت العرق من على وجهي السّاخن . ولكنّي استدرت حينما تذكّرت أنه لم يعدني بما طلبته منه .كنت عصبيّا التفتّ اليه ورفعت يدي متوعّدا وكان هو أيضا يرفع في وجهي يده متوعّدا .تطايرت بيننا شظايا الكلمات ...كانت أنصاف كلمات وأرباع وأثمان :هل ؟ دعني .أتذك..؟ كفّ .وافترقنا لسنين طويلة .كنت أقول في نفسي :"لم يحدث شيء طوال هذه المدّة ,مرّت الحياة في هدوء ورتابة سرت في كلّ تلك المدّة ناسيا همومي مؤمنا بقدري (لقد تغيّر كلّ شيء ومحال أن يدوم الحال ...أسير في الطرقات اتفحّص وجوه الناس ,,,بعض تلك الوجوه يذكّرني بصاحبي وبعضها يعيد عليّ تفاصيل التاريخ ...نسيت صاحبي وعلّقت وجهي بالمجهول ...
        كنت عند الطّبيب ..."كلّ التحاليل سليمة إلاّ أنّ صورة الرنين لابدّ منها ففي مثل هذه الحالات لاغنى لنا عن الصّور " ,قال لي الطّبيب :"هل تريد غسل وجهك؟ من هنا ,,,تفضّل "
        ملأت راحتيّ ماء وغسلت وجهي ...رفعت عينيّ ...حدّقت في الوجه الشاحب ...قال لي:"لا بدّمن الصّور ؟..صور الرنين المغنطيسي ؟ لا بدّ من الصّور ..."أشحت بوجهي عنه ...سمعته يقول :"غيّرك الدّهر بعدي "...قهقه ...قهقه مرة ومرّة .صحت فيه :"لعنة الله على الصّور
        "ثمّ ضربت بجمعي المرآة مرّة ومرّة ومرّة ثمّ اغمي عليّ
        في 30 ماي 2013




        هلا وغلا الصديق حنيش
        يبدو أن صاحبنا ينظر لنفسه أو هكذا تهيأت
        هذا العمر ومرارة الحياة والانكسارات جعلتنا كخيالات مآتة
        رأيت النهاية عند مالونته لك باللون الفاتح ومؤكد رؤيتي لست كلزما بها
        كنت أراه وهو ينظر لأسنانه وتذكرت أسنان جدتي وهي متدلية والحقيقة ضحكت بمرارة لما يفعله العمر بالذين لايستطيعون العناية بأنفسهم جراء فقر الحال وهو أمر بات اليوم أكثر مما سبق
        لكني تسائلت عما جعلك تكتب مثل هذا النص!
        سؤال مازال يضرب جمجمتي وبقوة لأن المشاعر الداخلية والمونولوج تدفعني لهذا السؤال
        ومازال المواطن العربي ميت يمشي على الأرض أو هي رؤيتي لواقعنا
        محبتي وشتائل ورد
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • عبير هلال
          أميرة الرومانسية
          • 23-06-2007
          • 6758

          #5
          نص صراحة رائع ..

          كانت وقفة مع النفس ومحاولة اصلاح الذات

          وتغير روتين الحياة ..

          لكن للأسف الطبع غلب التطبع

          وبقي بطل القصة كما هو

          دمت بابداع
          sigpic

          تعليق

          • توفيق بن حنيش
            أديب وكاتب
            • 14-06-2011
            • 490

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
            هلا وغلا الصديق حنيش
            يبدو أن صاحبنا ينظر لنفسه أو هكذا تهيأت
            هذا العمر ومرارة الحياة والانكسارات جعلتنا كخيالات مآتة
            رأيت النهاية عند مالونته لك باللون الفاتح ومؤكد رؤيتي لست كلزما بها
            كنت أراه وهو ينظر لأسنانه وتذكرت أسنان جدتي وهي متدلية والحقيقة ضحكت بمرارة لما يفعله العمر بالذين لايستطيعون العناية بأنفسهم جراء فقر الحال وهو أمر بات اليوم أكثر مما سبق
            لكني تسائلت عما جعلك تكتب مثل هذا النص!
            سؤال مازال يضرب جمجمتي وبقوة لأن المشاعر الداخلية والمونولوج تدفعني لهذا السؤال
            ومازال المواطن العربي ميت يمشي على الأرض أو هي رؤيتي لواقعنا
            محبتي وشتائل ورد
            شكرا لقراءتك التي نفذت غلى ما كنت أريد البوح به...ما فهمته هو ما قصدته .إنه رعب التقدم في السنّ ورعب التغيّر ورعب الموت.إنه سؤال الوجود يلحّ على الغنسان فيدفعه إلى الحيرة.دمت بخير.

            تعليق

            • توفيق بن حنيش
              أديب وكاتب
              • 14-06-2011
              • 490

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة عبير هلال مشاهدة المشاركة
              نص صراحة رائع ..

              كانت وقفة مع النفس ومحاولة اصلاح الذات

              وتغير روتين الحياة ..

              لكن للأسف الطبع غلب التطبع

              وبقي بطل القصة كما هو

              دمت بابداع
              يسعدني مرورك.نعم هي وقفة مع النّفس نستنطقها فتحرجنا بالجواب فنندم على أنّا حملنا الامر محمل الجدّ.تحياتي .
              التعديل الأخير تم بواسطة توفيق بن حنيش; الساعة 27-01-2018, 12:41.

              تعليق

              • عمار عموري
                أديب ومترجم
                • 17-05-2017
                • 1300

                #8
                نص رائع حقا!!!
                من حيث أنه تمكن بأسلوبه هذا ولغته هذه، من وصف حالة مرضية خاصة لشخص في مرحلة الشيخوخة، وتقديم صورة ناطقة وعامة عن لغة الهذر والمذر الناتجة عن خلل في الدماغ، عند أمثاله المتقدمين في السن.

                أما الفكرة فلا تحتاج إلى إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي -كما طلب الطبيب في نهاية النص، بل هي تكشف للنظرة الأولى وبالعين المجردة، كما نظرة وعين الناقد الكبير أستاذنا الفاضل عبد الرحيم محمود الذي فحص الفكرة بمهنية كبيرة، أقول تكشف وبما لا يدع مجالا للشك أو لأي خطأ طبي، عن حالة العته الشيخوخي عند بطل النص المسكين.

                أطال الله في عمرك، لأنك جعلتنا نعيش معك فعلا، الواقع البئيس لهذه المرحلة المرضية الحرجة من حياة البشر.

                تعليق

                • توفيق بن حنيش
                  أديب وكاتب
                  • 14-06-2011
                  • 490

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة عمار عموري مشاهدة المشاركة
                  نص رائع حقا!!!
                  من حيث أنه تمكن بأسلوبه هذا ولغته هذه، من وصف حالة مرضية خاصة لشخص في مرحلة الشيخوخة، وتقديم صورة ناطقة وعامة عن لغة الهذر والمذر الناتجة عن خلل في الدماغ، عند أمثاله المتقدمين في السن.

                  أما الفكرة فلا تحتاج إلى إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي -كما طلب الطبيب في نهاية النص، بل هي تكشف للنظرة الأولى وبالعين المجردة، كما نظرة وعين الناقد الكبير أستاذنا الفاضل عبد الرحيم محمود الذي فحص الفكرة بمهنية كبيرة، أقول تكشف وبما لا يدع مجالا للشك أو لأي خطأ طبي، عن حالة العته الشيخوخي عند بطل النص المسكين.

                  أطال الله في عمرك، لأنك جعلتنا نعيش معك فعلا، الواقع البئيس لهذه المرحلة المرضية الحرجة من حياة البشر.
                  الأدب ليس وصفا فجّا للواقع ...فأنا مازلت لم أبلغ تلك المرحلة من العمر .الأدب تصور واستباق وإعادة خلق لعوالم ونبش في أعماق المشترك.

                  تعليق

                  • عمار عموري
                    أديب ومترجم
                    • 17-05-2017
                    • 1300

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة توفيق بن حنيش مشاهدة المشاركة
                    الصور
                    في آخر لقاء لي به اتفقتا على أن نفترق نهائيّا ...نظرت إليه حدّقت فيه مليّا حدّق في عينيّ أشحت بنظري عن وجهه لم أدر ما فعل أدرت له ظهري وهممت بالذّهاب فأدار لي ظهره وتظاهر بالرغبة في الذّهاب .عَدلْت عن ذلك فعدل هو أيضا .رجعت أحدّق في عينيه الذّابلتين المتعبتين وفي الشيب الذي غزا شعر رأسه ..سألته عن هذه الأخاديد في جبينه وعن ارتخاء عضلات الوجه والعنق ,,,حرّكت يدي وشفتيّ كالمتحدّث سمعته يحدّثتي عن الارتعاشة وهو يحرّك يده وشفتيه كالمتحسّر .استقمت في وقفتي وحدّقت في بؤبؤي عينيه وأحسست أنّه يذوب في أغوار الذّات ...قال لي :أنت طيّب أكثر من اللازم ..أنت خجول ,أنت حييّ ". كنت متعجّبا من قدرته على سبر أبعادي الدّفينة ,..قال لي :"أنت "جدير" بالسخرية .ماذا فعلت بالعشرات من سنيك التي كنت تزعم أنها ثمينة ؟ لا ,لا أنت جدير بالشفقة وحقيق بالرثاء .اجلس ,ها وراءك كرسيّ " قرّبت مني الكرسيّ وكنت مركّزا على الكرسيّ الذي كان وراءه ,جذب الكرسيّ وجلس وجعل يحدّق في فمي فجعلت أفتح فيّ وأنا منشدّ لحالة أسناني التي ما فتئت تطول وتجفو منابتها من اللثة .قلت له هامسا :"أرأيت إلى هذا الصّمت ؟ إنه صمت المقابر .إنّ الصمت مطبق رغم أنّ الأولاد والزوجة كلّهم في الدار ..."
                    عدني ألا تسعى إلى الشغب على راحتي ..يكفي ما عشناه مترافقين ,كنت ألتقيك في كلّ صباح لأحيّيك وأصاحبك لدقائق ثمّ أودّعك وأ صطحبك في الشارع وفي العمل وفي لقائي بالآخرين وفي عزلتي وو ومع ذلك كلّه فنحن ندّعي دائما أنّني لا ألتقيك إلاّ لبضع ثوان ...كم نحن كاذبان ...عدني أنّك لن تعود لإثارة تلك المشكلات التي لا حلّ لها .يا هذا اتركني لنفسي بقيّة هذا العمر .
                    قهقه حينما قهقهت وقال لي:"ها بدأ العجز ينخر مفاصل كونك .مم خوفك ؟قهقه مرّه أخرى إن كنت صادقا وجريئا ,هيّا افعلها لتؤكّد لنفسك أنّك تحيا ..هيا ...امسح العرق الذي تكاثف على جبينك .وهدّئ من روعك .." وليت مغضبا ,وأعتقد أنّه هو أيضا ولّى مغضبا ,ومسحت العرق من على وجهي السّاخن . ولكنّي استدرت حينما تذكّرت أنه لم يعدني بما طلبته منه .كنت عصبيّا التفتّ اليه ورفعت يدي متوعّدا وكان هو أيضا يرفع في وجهي يده متوعّدا .تطايرت بيننا شظايا الكلمات ...كانت أنصاف كلمات وأرباع وأثمان :هل ؟ دعني .أتذك..؟ كفّ .وافترقنا لسنين طويلة .كنت أقول في نفسي :"لم يحدث شيء طوال هذه المدّة ,مرّت الحياة في هدوء ورتابة سرت في كلّ تلك المدّة ناسيا همومي مؤمنا بقدري (لقد تغيّر كلّ شيء ومحال أن يدوم الحال ...أسير في الطرقات اتفحّص وجوه الناس ,,,بعض تلك الوجوه يذكّرني بصاحبي وبعضها يعيد عليّ تفاصيل التاريخ ...نسيت صاحبي وعلّقت وجهي بالمجهول ...
                    كنت عند الطّبيب ..."كلّ التحاليل سليمة إلاّ أنّ صورة الرنين لابدّ منها ففي مثل هذه الحالات لاغنى لنا عن الصّور " ,قال لي الطّبيب :"هل تريد غسل وجهك؟ من هنا ,,,تفضّل "
                    ملأت راحتيّ ماء وغسلت وجهي ...رفعت عينيّ ...حدّقت في الوجه الشاحب ...قال لي:"لا بدّمن الصّور ؟..صور الرنين المغنطيسي ؟ لا بدّ من الصّور ..."أشحت بوجهي عنه ...سمعته يقول :"غيّرك الدّهر بعدي "...قهقه ...قهقه مرة ومرّة .صحت فيه :"لعنة الله على الصّور "ثمّ ضربت بجمعي المرآة مرّة ومرّة ومرّة ثمّ اغمي عليّ
                    في 30 ماي 2013




                    القصة النفسية، هي تحليل وليس تعقيدا أكثر لحالة مرضية معينة، وتتطلب مفردات سهلة وعبارات مفهومة، حتى يستطيع القارئ فهم سلوكات وانفعالات بطلها.

                    أظن أن في النص فكرة، ولكن هذا التكرار للألفاظ والجمل والعبارات مع ما فيها من ضعف في البناء والمعنى، وما فيها من أخطاء نحوية، ينفر القارئ، ولا يترك أي مجال لتصحيحها ونقدها.

                    النص نصك وهو مفتوح أمامك، فتعهده بالتصحيح، ونحن بعد ذلك، في خدمتك وغيرك، بما يتوفر لنا من جهد ووقت.

                    تعليق

                    • عمار عموري
                      أديب ومترجم
                      • 17-05-2017
                      • 1300

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة توفيق بن حنيش مشاهدة المشاركة
                      الأدب ليس وصفا فجّا للواقع ...فأنا مازلت لم أبلغ تلك المرحلة من العمر .الأدب تصور واستباق وإعادة خلق لعوالم ونبش في أعماق المشترك.
                      استغباء القارئ لا يفيد الكاتب ونصه في شيء.

                      تعليق

                      • توفيق بن حنيش
                        أديب وكاتب
                        • 14-06-2011
                        • 490

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة عمار عموري مشاهدة المشاركة
                        استغباء القارئ لا يفيد الكاتب ونصه في شيء.
                        أنر سبيل القارئ رجاء ...ماذا تقصد بالاستغباء؟؟؟

                        تعليق

                        • عمار عموري
                          أديب ومترجم
                          • 17-05-2017
                          • 1300

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة توفيق بن حنيش مشاهدة المشاركة
                          أنر سبيل القارئ رجاء ...ماذا تقصد بالاستغباء؟؟؟
                          أستاذ توفيق بن حنيش:
                          نحن هنا في قسم يهتم بنقد وتصحيح النصوص وليس للتجاذبات الفارغة التي تبعدنا عن الموضوع أو التي يستغلها البعض لإفساده.
                          عد إلى نصك واشتغل على تصحيحه، أفضل لك وللقارئ.
                          هذا تنبيه أخير لك، من قسم النقد.

                          تعليق

                          • ناريمان الشريف
                            مشرف قسم أدب الفنون
                            • 11-12-2008
                            • 3454

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة توفيق بن حنيش مشاهدة المشاركة
                            الصور
                            في آخر لقاء لي به اتفقتا على أن نفترق نهائيّا ...نظرت إليه حدّقت فيه مليّا حدّق في عينيّ أشحت بنظري عن وجهه لم أدر ما فعل أدرت له ظهري وهممت بالذّهاب فأدار لي ظهره وتظاهر بالرغبة في الذّهاب .عَدلْت عن ذلك فعدل هو أيضا .رجعت أحدّق في عينيه الذّابلتين المتعبتين وفي الشيب الذي غزا شعر رأسه ..سألته عن هذه الأخاديد في جبينه وعن ارتخاء عضلات الوجه والعنق ,,,حرّكت يدي وشفتيّ كالمتحدّث سمعته يحدّثتي عن الارتعاشة وهو يحرّك يده وشفتيه كالمتحسّر .استقمت في وقفتي وحدّقت في بؤبؤي عينيه وأحسست أنّه يذوب في أغوار الذّات ...قال لي :أنت طيّب أكثر من اللازم ..أنت خجول ,
                            أنت حييّ ". كنت متعجّبا من قدرته على سبر أبعادي الدّفينة ,..قال لي :"أنت "جدير" بالسخرية .ماذا فعلت بالعشرات من سنيك التي كنت تزعم أنها ثمينة ؟ لا ,لا أنت جدير بالشفقة وحقيق بالرثاء .اجلس ,ها وراءك كرسيّ " قرّبت مني الكرسيّ وكنت مركّزا على الكرسيّ الذي كان وراءه ,جذب الكرسيّ وجلس وجعل يحدّق في فمي فجعلت أفتح فيّ وأنا منشدّ لحالة أسناني التي ما فتئت تطول وتجفو منابتها من اللثة .قلت له هامسا :"أرأيت إلى هذا الصّمت ؟ إنه صمت المقابر .إنّ الصمت مطبق رغم أنّ الأولاد والزوجة كلّهم في الدار ..."
                            عدني ألا تسعى إلى الشغب على راحتي ..يكفي ما عشناه مترافقين ,كنت ألتقيك في كلّ صباح لأحيّيك وأصاحبك لدقائق ثمّ أودّعك وأ صطحبك في الشارع وفي العمل وفي لقائي بالآخرين وفي عزلتي وو ومع ذلك كلّه فنحن ندّعي دائما أنّني لا ألتقيك إلاّ لبضع ثوان ...كم نحن كاذبان ...عدني أنّك لن تعود لإثارة تلك المشكلات التي لا حلّ لها .يا هذا اتركني لنفسي بقيّة هذا العمر .
                            قهقه حينما قهقهت وقال لي:"ها بدأ العجز ينخر مفاصل كونك .مم خوفك ؟قهقه مرّه أخرى إن كنت صادقا وجريئا ,هيّا افعلها لتؤكّد لنفسك أنّك تحيا ..هيا ...امسح العرق الذي تكاثف على جبينك .وهدّئ من روعك .." وليت مغضبا ,وأعتقد أنّه هو أيضا ولّى مغضبا ,ومسحت العرق من على وجهي السّاخن . ولكنّي استدرت حينما تذكّرت أنه لم يعدني بما طلبته منه .كنت عصبيّا التفتّ اليه ورفعت يدي متوعّدا وكان هو أيضا يرفع في وجهي يده متوعّدا .تطايرت بيننا شظايا الكلمات ...كانت أنصاف كلمات وأرباع وأثمان :هل ؟ دعني .أتذك..؟ كفّ .وافترقنا لسنين طويلة .كنت أقول في نفسي :"لم يحدث شيء طوال هذه المدّة ,مرّت الحياة في هدوء ورتابة سرت في كلّ تلك المدّة ناسيا همومي مؤمنا بقدري (لقد تغيّر كلّ شيء ومحال أن يدوم الحال ...أسير في الطرقات اتفحّص وجوه الناس ,,,بعض تلك الوجوه يذكّرني بصاحبي وبعضها يعيد عليّ تفاصيل التاريخ ...نسيت صاحبي وعلّقت وجهي بالمجهول ...
                            كنت عند الطّبيب ..."كلّ التحاليل سليمة إلاّ أنّ صورة الرنين لابدّ منها ففي مثل هذه الحالات لاغنى لنا عن الصّور " ,قال لي الطّبيب :"هل تريد غسل وجهك؟ من هنا ,,,تفضّل "
                            ملأت راحتيّ ماء وغسلت وجهي ...رفعت عينيّ ...حدّقت في الوجه الشاحب ...قال لي:"لا بدّمن الصّور ؟..صور الرنين المغنطيسي ؟ لا بدّ من الصّور ..."أشحت بوجهي عنه ...سمعته يقول :"غيّرك الدّهر بعدي "...قهقه ...قهقه مرة ومرّة .صحت فيه :"لعنة الله على الصّور "ثمّ ضربت بجمعي المرآة مرّة ومرّة ومرّة ثمّ اغمي عليّ
                            في 30 ماي 2013




                            أكثر إنسان تحادثه ويحادثك .. هي نفسك .. وأظنه أصدق الحوارات التي يمكن أن تدور بين اثنين
                            قرأت هنا حواراً جميلاً مع الذات فيه وصف دقيق لحالة لا بد لكل منا أن يصلها ذات يوم
                            ولكن ..
                            الجمل التي أشرت إليها باللون الأحمر
                            أظنها :
                            أنت حييّ .. تقصد أنت حيّ
                            أفتح فيّ .. تقصد أفتح فمي
                            بوركت
                            sigpic

                            الشـــهد في عنــب الخليــــل


                            الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

                            تعليق

                            • عمار عموري
                              أديب ومترجم
                              • 17-05-2017
                              • 1300

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة ناريمان الشريف مشاهدة المشاركة
                              أكثر إنسان تحادثه ويحادثك .. هي نفسك .. وأظنه أصدق الحوارات التي يمكن أن تدور بين اثنين
                              قرأت هنا حواراً جميلاً مع الذات فيه وصف دقيق لحالة لا بد لكل منا أن يصلها ذات يوم
                              ولكن ..
                              الجمل التي أشرت إليها باللون الأحمر
                              أظنها :
                              أنت حييّ .. تقصد أنت حيّ
                              أفتح فيّ .. تقصد أفتح فمي
                              بوركت
                              سعيد جدا بمرورك الكريم على هذا النص، للتعليق عليه وإثرائه، وتبقى النصوص الأخرى في انتظار التفاتة كريمة منك .
                              فيما يخص الملاحظتين فأظن أن الكلمتين صحيحتان.
                              حيي = خحول؛ فيّ = فيي.

                              كل التقدير والاحترام لك
                              مع تحيتي الجميلة، الأستاذة الفاضلة ناريمان الشريف.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X