قد خاب رجائي/لركاد حسن خليل
01/06/2013
كثيرًا ما أجنح عند انفرادي مع نفسي للخيال المستحيل..
لا أدري إن كان ذلك لشعوري بعجزي حينما أظن في قرارة نفسي أني مسؤولٌ عن ما يجري في هذا العالم من ظلم لأبناء جلدتي.. أو لأني أتطلع لمعرفة آخر الطريق الذي وُضِعنا عليه أين سينتهي.. خصوصًا أن كل ما صادفناه في سبيلنا حتى الآن لا يبشِّرُ إلاّ بجحيم.. ومع ذلك فليس من خيار لنا إلاّ السير فيه.. نترنّح كالسكارى أو الممسوسين.. بعيونٍ شاخصةٍ هائمةٍ لا ترى سوى ضباب.
الخلاص والنجاة.. كلمتان تسيطران على ذهني.. دائمًا ما أقعد عن الكلام بحثًا في زوايا دماغي عن كيفية الخلاص والنجاة من ما نحن فيه.. ويحملني الخيال الأمريكي بخطين سميكين تحت الأمريكي لاتخيّل ما لا يتخّيله أمثالنا نحن العرب.
في أحد المسلسلات الأمريكية القديمة.. كنت أحب أن أشاهده كثيرًا كان البطل يلجأ لقطةٍ تأتيه بجريدةٍ الغد التي تسجّل أحداث يومه.. ليجد البطل نفسه أمام كوارث ستقع لا خيار لديه إلاّ أن يسابق الوقت لمنع حصولها.. وكان دائمًا ينجح في ذلك في جوٍّ من المغامرة والإثارة والزهو بقدرته على منع الشّرور والمصائب.. وكم تمنّيت أن يكون لديّ قطة كقطته لأغيّر مجرى الحدث ولأصنع المجد لنا ولشعوبنا المغلوب على أمرها.
فكّرت ذات مرة لو يتحقق لي ما شاهدته في مسلسلٍ أمريكي آخر.. أن أحصل على بوابةٍ.. الدخول منها ينقلك للمستقبل اختصارًا للوقت والقهر والمعاناة التي نكابد. وتملّكتني الفكرة حتى بت أرى هذه البوابة العجيبة من خشب الزان.. وقد نصبت على مرتفعٍ أمامه بقعة أرضٍ كبيرة تتسع للملايين من البشر.. وقد تجمّع الناس من كل حدبٍ وصوبٍ من بلاد العرب كانهم في يوم حجٍّ أو يوم الحشر.. ووقفت أنا على هذه البوابة أُدخل منها الناس جماعات وفرادى حتّى بقيت وحدي.. دخلت لألحق بالناس إلى المستقبل.. وأغلقت بوابتي.. وما أن حطّ الجرف بي ووصلت إلى المستقبل.. وجدت الناس قد انقسموا كما كانوا شيعًا وقبائلَ يتناحرون على اقتسام ما وجدوا في المستقبل كل يدعي أولوية الوصول.. وأفضلية الأصول.. فعدت أدراجي إلى البوابة أرجوها أن تنقلني وحدي إلى الماضي.. وقد خاب رجائي.
تعليق