هذا النص للراحل مؤمن عبده من النصوص التي تبحث داخل الانسان وتفجر ما بداخله من أسئلة
======================
صوت عود في العمق يقترب
بقعة إضاءة خافتة على مغني يتغني بالمواويل
بنت جميلة ترتدي البياض وتتطاير ملابسها بملائكية تأتي من العمق
طفلان يزحفان معا أحدهما يبتسم والآخر على وجهه حزن واضح .
سيدة عجوز تدير طاحونة قديمة تصدر صريرا مزعجا
فتي يطير قصاصات ورق ويلملمها ثم يطيرها ويلملمها
فتى آخر في مقدمة المسرح يقرأ كتابا ويهتز أماما وخلفا
تراتيل وابتهالات تتداخل مع صوت العود ... ثم أجراس وترانيم تتصاعد الأصوات وتطغى على بعضها .
بقعة ضوء تسقط في المنتصف يجري إليها الجميع بنشاط ماعدا العجوز . . ،
تتشابك الأيدي .. صمت ..وجوه بلا انفعالات تهتز الأيدي ببطء
معا : (ببطء) حادي بادي..حادي بادي..حادي بادي سيدي محمد
البغدادي ..شالوا وحطوا وكله علادي ( تتجه العيون إلى من
جاءت إليه الإشارة . . صوت العود يعلو ..يعود الجميع لأماكنهم )
العجوز : سيدي البغدادي . . كان عيل عجوز . . عنده سنين كتير . .
قاعد جنب الحيط ومتداري في ضله
صاحب الورق : ماكنتش أعرف إن حياتيعبارة عن قصاقيص ورق..كنت
فاكرإني أعرف أفرفط عمري . . وألمه . . المشكلة إني بعد ما
فرفطته ماعرفتش ألمه
الزاحفان : هوة فيه إيه ؟ مفيش حد عارف يولدني . . أنا صعب للدرجة
دي .. يا أمي . . أنا مخنوق
القارئ : لم أكن أدريأن الحياة صعبة إلى هذا الحد. . لم يكن هناك معنى
لكل تصادماتي مع القدر . . كان علىّ أن أعرف فقط كيف
أعيش اللحظة وكيف أخاف من الآخر .
الجميلة : ساعة واحدة عشتها مع البغدادي ..حط راسه على سدري خدته
في حضني . .ونام ..قبل ما ينام كان بيعيط . . بس من غير
صوت.. بس حسيت بالنهنهة .. ودموعهبلت فستانيالأبيض
ووصلت لقلبي . . جرت الدم فيه . .حسيت ساعتها إني أنا
كمان عايز أعيط . .بس ماعرفتش ( صوت العود يعلو والمغني
يدندن موالا حزينا . .صرير الطاحونة المزعج . . )
إظلام بطئ . .
=============================
الضاحك : من أول ما اتكونت واتحطت فيّ الروح ونا بضحك . . مش
عارف ليه ..؟ على الأقل وفي أحلك الظروف..مبتسم ، اتخلقت
جوايا السعادة اللي مش عارف أصلها..واترسمت على وشي
الضحكة ..كنت اسمع أمي وهي واقفة قدام مرايتها بتغني. .كنت
أندهلها..يا أمي..اديني المرايةأبص لوشي وأعرف سرضحكتي
..ماكنتش تسمعني..اسكت ..بس ماازعلش..أو يمكن أزعل
..بس ما ابكيش .. أفضل مبتسم ..
الباكي : نص الدنيا الحزن..كلمة كنت أسمعها دايما من أمي ..مش
عارف كانت بتقولها لمين..يمكن لنفسها وهي بتبص في المراية
مش عارف..بس سكنت فيّ من يوم ما اتحطت فيّ الروح.. أنا
حزين ..الله..بافرح بالحزن..يجيني أبكيله .. ولوبعد
عني..أبكيله..دموعي هي الحاجة الوحيدة اللي مصاحباني في
رحلتي.. الرحلة اللي لسة ما ابتدتش..جوة الرحم .
الضاحك : أمي كانت عارفة إني باضحك..عشان كده كل ما أرفس وأضربها
في بطنها.. تضحك.. تطبطب علىّ ..باحس بإديها الحنينّة
..تفرح بيّ كل ما تحس إني باكبر..تغنيلي غنا ما أسمعش غيره
.. أضحك زيادة..أكركر من كتر الضحك.زاتقلب.. ورجلي
ترفس..تضحك هى كمان .
الباكي : عيني عليك يا بني..جملتها..باسمعها كل يوم وكأنها صعبان
عليها إني أتولد وحاطلع للدنيا..هى كانت زعلانةليه إني حاتولد
أنا حا بقى حمل عليها في حياتي.. ماأنا حمل ونا جوة بطنها..هى
ليه زعلانة..؟ليه باحس بالحزن في دمها اللي بيجري جوايا
إنت بتعيطي ليه؟!!
( صمت..صوت العود يعلو.. وصرير الطاحونة )
العجوز : فاكراه ..لما قعد جنبي وفضّى همومه
صاحب الورق : (بجوار العجوز) ..من يوم وعيت على نفسي ونا مش فاكر
اسمي إيه
العجوز : سيدي
صاحب الورق : البغدادي..مانا عارف..بس هوة ده معني الإسم؟اسم الواحد
مش اللي بيناديه بيه الناس..اسم الإنسان اللي بيشوفه في
نفسه.أول مرة أمي ندهت علىّ رديت عليها..قلت نعم
..ضحكت وحضنتني وباستني من أورتي وطلعت سدرها
ورضعتني..هىّ دي المكافأة اللي أنا خدتها .. لما
كبرت..وكانت أمي تنده علىّ..ماكنتش أرد ساعتها كانت تطلع
العصاية وتضربني..وتقولي..اسمك البغدادي
القارئ : هذا هو اسمك..احفظه جيدا حتى يناديك الناس به وحتى تسمع
نداءهم وتجيبه..من منا لا يعرف اسمه..من منّا ليس له اسم
في الدنيا..؟ إن لم يكن لك اسم ماذا يقول لك الناس؟
ماذا يقول عنك الناس؟!!..بغدادي..بغدادي..أتسمع..بغدادي
بغدادي..أتحفظ؟ بغدادي..بغدادي..بغدادي..
العجوز : حادي
القارئ : بغدادي
العجوز : بادي
القارئ : بغدادي
العجوز : سيدي
القارئ : بغدادي
العجوز : شالوا
القارئ : بغدادي
العجوز : وحطوا
القارئ : بغدادي
العجوز : وكله
القارئ : بغدادي
العجوز : على دي
القارئ : بغدادي ..بغدادي ..بغدادي
معا : ( وتتداخل الأصوات
حادي ..بغدادي ..بادي.. بغدادي ..سيدي .. بغدادي.. شالوا
بغدادي..وحطوا..بغدادي..وكله..بغدادي..على دي..بغدادي
( تتصاعد الأصوات حتى تصمت فجأة..
صوت العود يتصاعد..ترقص الفتاة الجميلة بنعومة ويتطايرفستانها
الجميلة : (في أثناء رقصها) حفظ اسمه
( زغرودة..دقائق هاون..لحن جميل..
غناء : حلقاتك..برجالاتك..حلقة دهب ..في وداناتك
( يستمر الغناء بنعومة . .)
الباكي : بيغنوا لمولود
الضاحك : هو احنا اتولدنا..؟
الباكي : لأ..لسة
الضاحك : أمال بيغنوا لمين؟
الباكي : لأى حد بيتولد ... ( يبكي )
الضاحك : (ضاحكا بقوة) انت بتعيط ليه ؟
الباكي : وانت بتضحك ليه ؟
( يستمر الغناء مع ضحكات الضاحك وبكاء الباكي المسموع)
غناء : حلقاتك.. برجالاتك..حلقة دهب ..في وداناتك..
( تتداخل الأصوات في عشوائية..بقعة ضوء تسقط في المنتصف يجري
عليها الجميع بنشاطط..تتشابك أيديهم..تبقى العجوز مكانها تدير الطاحونة)
معا : حادي..بادي..سيدي محمد البغدادي..شالوا وحطوا
وكله على دي..
( تتجه العيون إلى من جاءت إليه الإشارة.. يذهب الجميع لأماكنهم ..)
الجميلة : كنت ماشية جنب الحيط..خايفة..مش عارفة من إيه..يمكن م
الضلمة..أو من هوهوة كلاب عايزة تعضني..مش فاكرة..بس
اللي فاكراة اني كنت خايفة..ضهري كان بيحك في الطوب وادية
بتلمسه ومش حاسة بيه..وضلي كان طويل..ومش عارفة جاى
منين..لا الشمس طالعة..ولافيه شعاع نور جاى من أى حتة..
ساعتها..خبطت فيه..بصتله ونا باصرخ..ضحك في وشي..
هديت..مدلي إديه..خدتها..شدني..قعدت جنبه وما اتكلمش
( تجلس هادئة ساكنة..يعلو صوت العود..وصرير الطاحونة..)
صاحب الأوراق : كانت بتخاف م الكلاب و م الضلمة.:.ونا خفت منها..فاكر إني
أول ما بصيت في وشها ارتحت..زي ما هى ارتاحت..كنت
ساعتها جاى من مشوار طويل مش عارف كان فين..بس كنت
تعبان ومحتاج اني ارتاح..ولقيت الراحة في عنيها..ابقي كداب
لو قلت ماحبتهاش..
العجوز : عجوز ماله صاحب غير همه..كان عارف ان الهم عمره ما
يتصاحب بس الهم كان جني..لبس روحه..وعاش فيها..سكن
قلبه واترحرح جواه..وهوة كان مبسوط بالهم وراضي بيه..
كان راضي بالعفريت اللي عايش بيه.. عجوز ومش فاهم.
صاحب الأوراق : ( وقد جلس بجوار الجميلة)
البغدادي..ده اسمي..بيقولوا كده..ونا مش راضي عن اسمي
ولا راضي عن نفسي..عايش عشان أعيش..تفتكري احنا
اتخلقنا في الدنيا عشان نعيش وبس..لأ..مااظنش..أكيد احنا
اتخلقنا عشان نعمل حاجة تانية..ولازم نعرفها..أنا مش
عارفها..وانت لو عارفاها قوليلي..لا..ما اظنش انت كمان
تعرفيها أصلك بتخافي م الليل والكلاب..واللي يخاف م الليل ما
ينامش واللي يخاف م الكلاب مايعرفش يعيش في الدنيا..
أمي كانت دايما تقولي كده .
القارئ : للقلب وريدان..وريد للفرح ووريد للحزن.. وله شريانان..
شريان للقوة وشريان للغضب.. ابحث عن قوتك أمام من يبحث
عن ضعفك..وابحث عن فرحك في طيات الحزن..
( يعلو صرير الطاحونة )
الضاحك : (يقهقه) أول مرة أضحك استغربت..لمست بصوابعي ملامح
وشي..حطيتها على شفايفي..وحسيت بدقات قلبي اللي بتجري
بسرعة..سألت نفسي يعني إيه؟..ليه..ماعرفتش أجاوب.
ساعتها ضحكت على نفسي..وماعرفتس أبطل ضحك.
صاحب الأوراق:بصيت للسما مطرت..بصيت للصحرا اخضرت..قعدت اتنطط
وكل مارجلي تدب في حتة..تطرح زرع ..والمية تغرق الرمل
ويصبح طين..ارمي نفسي عليه وابلبط..اتزحلق..وبؤي جايب
من هنا لهنا..وعنية وسع كده..وصوتي كان بيوصللل للسما..
ولقيت عصافير جاية من كل حتة تصوصو..وحمام بيدور
حوالين الزرع..وبيض بيفقس يطلع كتاكيت..وفراخ تبيض
وترقد..ونهر يشق الأرض..ياخدني..يغسلني..وساعتها سمعت
حاجات بتنادي ..
( يعلو صرير الطاحونة ..)
العجوز : سيدي . . سيدي..سيدي ..
صاحب الأوراق : أنا ليه سيدها؟.!! هه؟ ..ليه..
الباكي : أول مرة بكيت فرحت..الدموع نقطت على جلدي..رطبته..خدت دمعة على طر ف صبعي ودقتها ..اترعشت لما لقيتها مالحة خدت دمعة تانية..مسحت بيها على أورتي..لقيتها تاهت في وسط العرق..بكيت زيادة..وبقيت أفرح بالدموع..كان غريب ان الحزن والفرح يتقابلوا جوايا في وقت واحد..
صاحب الأوراق : النهر خدني على صحرا تانية..ونشف..بصيت للسما ما مطرتش. نطيت على الأرض ماطرحتش..هو ايه اللي حصل؟ هو نص الدنيا خير والنص التاني شر..قعدت اضرب الأرض برجلي مفيش فايدة..بصيت جنبي..لقيت كتكوت صغير كان النهر جابه معايا..كان بينبش الرمل بمنقاره عشان يدور على حب.. ساعدته وقعدت انبش بادية..واحفر..وهو يبصلي وحاسس في عنيه بالموع..وكل ما ابصله ألاقي نفسي باحفر زيادة ..أحفر
..أحفر..وليل ييجي وليل يروحونا لسة باحفر.. الكتكوت بيموت .. والحفرة بتكبر.. الكتكوت.. مات..بكيت..خدته في حضني ونزلت بيه الحفرة الكبيرة..مالقتليهاش أرار.. فضلت نازل.. نازل..كل ما انزل أحس بالبرد..جسمي يرتعش..حاموت..الضلمة بتزيد..ونا بارتعش والكتكوت ميت..وورا الضلمة شفتها..من غير ملامح ..أمي كانت هناك في اديها دف.. بتدق ..دوم.. تك.. دوم..وتقولي جواك عفريت..الجني لابسك.. دوم.. تك.. دوم.. حرروه يا أسياد..دوم .؟.تك..دوم..حرروا سيدي من أسياده.. دوم.. تك.. دوم..ودوم..تك..دوم..
( يعلو صوت دف بعيد بدقات الزار مع صرير الطاحونة ويتزايد
صوت الزار ويدور صاحب الأوراق مع الإضاءات الملونة الخافتة
في شكل جنوني.. يظل المشهد يتصاعد يتصاعد حتى يسقط
صاحب الأوراق على صدر الجميلة تحتضنه بقوة..
الجميلة : حط راسه على سدري..خدته في حضني ونام..قبل ما ينام كان
بيعيط بس من غير صوت..بس حسيت بالنهنهة..ودموعه بلت
فستانها الأبيض ووصلت لقلبي..جرّت الدم فىّ..حسيت ساعتها
اني انا كمان عايزة أعيط..بس ما عرفتش..هوه..هوه..ننة
هوه.. هوه..هوه..ننة هوه..
( صوت العود..والمغني يدندن موالا حزينا..صرير الطاحونة
المزعج..بقعة ضوء تسقط في المنتصف يجري الجميع اليها
في نشاط وتتشابك أيديهم ..
القارئ : هناك أشياء تملؤني عفة وأخرى تملؤني ضلال..أسير وراء
الأولى فلا أهتدي..وأسير وراء الأخرى فأزيد إيمانا بأن هناك من
خلقني لأني في تلك اللحظة أشعر بالذنب..
( يصمت.. يترك كتابه ويتوقف عن إهتزازه )
كان فيه حاجة غلط في أمي..هى هى نفس الحاجة اللي فيّ..
انها دايما كانت بتحب تموت..عمركوا شفتوا حد بيحب
يموت..أنا شفت أمي..شفت نفسي..باتعامل مع الموت على إنه
الحقيقة الوحيدة في الحياة.. مع إن فيه حقايق تانية كتير ممكن
نشوفها بعنينا..
( يعلو صوت الطاحونة المزعج )
العجوز : الموت حق
القارئ : والعقل حق..كان ممكن أفكر في ألف حاجة شفتها في الدنيا
ولا فكرتش أدور على معنى الضحكة..ومعنى الدمعة..على
سرالحزن وسر الفرح..أسأل عن أصل الحلم اللي باحلمه..
أجاوب عن السؤال اللي دايما بيدور في دماغي..أنا ليه موجود
في الدنيا ؟
العجوز : الموت حق
القارئ : والحب حق..كان ممكن ألاقي شكل للحب..ملمس..ملامح..
أدور عن اللي جوايا ساعة ماحبيت..بس ساعتها مافكرتش غير في آخر الحب..الموت .
العجوز : الموت حق
القارئ : والحياة حق..ماناعايش..حى..رزقي بالاقيه في إيدي..تطرحه
الأرض أوتبعته السما ..مانا لازم عيش..لازم أحس بالحياة..من
حقي أحس بالحياة..والكتكوت اللي مات في ايدي..كانمن حقه
يحس بالحياة..
العجوز : الموت حق
القارئ : عرفت..وعيت عالدنيا ونا عارف ان الموت حق..وكل كلمة
بتقولها أمي حق..وبيقولها الناس حق..اسمي حق..اليوم حق..
العمرحق..الغير حق..الآخر حق..كل الأشياء حق.. وكلها
آخرها الموت..( يقترب من العجوز..)
الباكي : أنا عارف ان الميلاد جاى..بس امتي؟.. عارف ان اللحظة اللي
حاتولد فيها..حابكي..بس امتي؟..
الضاحك : هو ليه كل اللي بيتولد بيعيط..قلقان من الدنيا..أنا لما أتولد
حاضحك..حاضحك ضحك..بس امتي ؟..
( العجوز تردد جملا للعديد صاحب الأوراق يجمع الأوراق وينثرها.. يعلو صوت العود مع غناء عديد حزين.. )
القارئ : لم أكن أدري أن الحياة صعبة إلى هذذا الحد..لم يكن هناك
معنى لكل تصادمتي مع القدر..كان علىّّ أن أعرف فقط كيف
أعيش اللحظة.. وكيف أخاف من الآخر ..
( ينام هادئا بجوار الطاحونة.. مع ازدياد صوت العديد..)
الزاحفان : ( في معاناة) هو فيه إيه؟..مافيش حد عارف يولدني..أنا
صعب للدرجة دي..يا أمي.. أنا مخنوق..
( يعلو صوت العود والعديد والصرير.. )
الجميلة : أنا عايزة اعيط..بس مش عارفة..مش عارفة..
( يعلو صوت العود والعديد والصرير.. )
يسقط بقعة الضوء في المنتصف..يجري عليها الجميع في
نشاط..وتبقى العجوز تدير الطاحونة..)
معا : حادي بادي ..حادي بادي
سيدي محمد البغدادي..شالوا وحطوا ..وكله على دي..
( الأيادي لا تشير إلى شيء بل هى في حركة آلية
معا : حادي بادي ..حادي بادي
سيدي محمد البغدادي..شالوا وحطوا ..وكله على دي..
العجوز : سيدي البغدادي..كان عيل عجوز ..عنده سنين كتير ..بس
يمكن.. يمكن ..ماتولدش
( تظل تدير الطاحونة ..يعلو صوت العود والغناء ولا زال
الآخرون في حركتهم الآلية ..
معا : حادي بادي ..حادي بادي
سيدي محمد البغدادي..
شالوا وحطوا ..وكله على دي..
إظلام تدريجي بطئ مع غناء حزين..
======================
صوت عود في العمق يقترب
بقعة إضاءة خافتة على مغني يتغني بالمواويل
بنت جميلة ترتدي البياض وتتطاير ملابسها بملائكية تأتي من العمق
طفلان يزحفان معا أحدهما يبتسم والآخر على وجهه حزن واضح .
سيدة عجوز تدير طاحونة قديمة تصدر صريرا مزعجا
فتي يطير قصاصات ورق ويلملمها ثم يطيرها ويلملمها
فتى آخر في مقدمة المسرح يقرأ كتابا ويهتز أماما وخلفا
تراتيل وابتهالات تتداخل مع صوت العود ... ثم أجراس وترانيم تتصاعد الأصوات وتطغى على بعضها .
بقعة ضوء تسقط في المنتصف يجري إليها الجميع بنشاط ماعدا العجوز . . ،
تتشابك الأيدي .. صمت ..وجوه بلا انفعالات تهتز الأيدي ببطء
معا : (ببطء) حادي بادي..حادي بادي..حادي بادي سيدي محمد
البغدادي ..شالوا وحطوا وكله علادي ( تتجه العيون إلى من
جاءت إليه الإشارة . . صوت العود يعلو ..يعود الجميع لأماكنهم )
العجوز : سيدي البغدادي . . كان عيل عجوز . . عنده سنين كتير . .
قاعد جنب الحيط ومتداري في ضله
صاحب الورق : ماكنتش أعرف إن حياتيعبارة عن قصاقيص ورق..كنت
فاكرإني أعرف أفرفط عمري . . وألمه . . المشكلة إني بعد ما
فرفطته ماعرفتش ألمه
الزاحفان : هوة فيه إيه ؟ مفيش حد عارف يولدني . . أنا صعب للدرجة
دي .. يا أمي . . أنا مخنوق
القارئ : لم أكن أدريأن الحياة صعبة إلى هذا الحد. . لم يكن هناك معنى
لكل تصادماتي مع القدر . . كان علىّ أن أعرف فقط كيف
أعيش اللحظة وكيف أخاف من الآخر .
الجميلة : ساعة واحدة عشتها مع البغدادي ..حط راسه على سدري خدته
في حضني . .ونام ..قبل ما ينام كان بيعيط . . بس من غير
صوت.. بس حسيت بالنهنهة .. ودموعهبلت فستانيالأبيض
ووصلت لقلبي . . جرت الدم فيه . .حسيت ساعتها إني أنا
كمان عايز أعيط . .بس ماعرفتش ( صوت العود يعلو والمغني
يدندن موالا حزينا . .صرير الطاحونة المزعج . . )
إظلام بطئ . .
=============================
الضاحك : من أول ما اتكونت واتحطت فيّ الروح ونا بضحك . . مش
عارف ليه ..؟ على الأقل وفي أحلك الظروف..مبتسم ، اتخلقت
جوايا السعادة اللي مش عارف أصلها..واترسمت على وشي
الضحكة ..كنت اسمع أمي وهي واقفة قدام مرايتها بتغني. .كنت
أندهلها..يا أمي..اديني المرايةأبص لوشي وأعرف سرضحكتي
..ماكنتش تسمعني..اسكت ..بس ماازعلش..أو يمكن أزعل
..بس ما ابكيش .. أفضل مبتسم ..
الباكي : نص الدنيا الحزن..كلمة كنت أسمعها دايما من أمي ..مش
عارف كانت بتقولها لمين..يمكن لنفسها وهي بتبص في المراية
مش عارف..بس سكنت فيّ من يوم ما اتحطت فيّ الروح.. أنا
حزين ..الله..بافرح بالحزن..يجيني أبكيله .. ولوبعد
عني..أبكيله..دموعي هي الحاجة الوحيدة اللي مصاحباني في
رحلتي.. الرحلة اللي لسة ما ابتدتش..جوة الرحم .
الضاحك : أمي كانت عارفة إني باضحك..عشان كده كل ما أرفس وأضربها
في بطنها.. تضحك.. تطبطب علىّ ..باحس بإديها الحنينّة
..تفرح بيّ كل ما تحس إني باكبر..تغنيلي غنا ما أسمعش غيره
.. أضحك زيادة..أكركر من كتر الضحك.زاتقلب.. ورجلي
ترفس..تضحك هى كمان .
الباكي : عيني عليك يا بني..جملتها..باسمعها كل يوم وكأنها صعبان
عليها إني أتولد وحاطلع للدنيا..هى كانت زعلانةليه إني حاتولد
أنا حا بقى حمل عليها في حياتي.. ماأنا حمل ونا جوة بطنها..هى
ليه زعلانة..؟ليه باحس بالحزن في دمها اللي بيجري جوايا
إنت بتعيطي ليه؟!!
( صمت..صوت العود يعلو.. وصرير الطاحونة )
العجوز : فاكراه ..لما قعد جنبي وفضّى همومه
صاحب الورق : (بجوار العجوز) ..من يوم وعيت على نفسي ونا مش فاكر
اسمي إيه
العجوز : سيدي
صاحب الورق : البغدادي..مانا عارف..بس هوة ده معني الإسم؟اسم الواحد
مش اللي بيناديه بيه الناس..اسم الإنسان اللي بيشوفه في
نفسه.أول مرة أمي ندهت علىّ رديت عليها..قلت نعم
..ضحكت وحضنتني وباستني من أورتي وطلعت سدرها
ورضعتني..هىّ دي المكافأة اللي أنا خدتها .. لما
كبرت..وكانت أمي تنده علىّ..ماكنتش أرد ساعتها كانت تطلع
العصاية وتضربني..وتقولي..اسمك البغدادي
القارئ : هذا هو اسمك..احفظه جيدا حتى يناديك الناس به وحتى تسمع
نداءهم وتجيبه..من منا لا يعرف اسمه..من منّا ليس له اسم
في الدنيا..؟ إن لم يكن لك اسم ماذا يقول لك الناس؟
ماذا يقول عنك الناس؟!!..بغدادي..بغدادي..أتسمع..بغدادي
بغدادي..أتحفظ؟ بغدادي..بغدادي..بغدادي..
العجوز : حادي
القارئ : بغدادي
العجوز : بادي
القارئ : بغدادي
العجوز : سيدي
القارئ : بغدادي
العجوز : شالوا
القارئ : بغدادي
العجوز : وحطوا
القارئ : بغدادي
العجوز : وكله
القارئ : بغدادي
العجوز : على دي
القارئ : بغدادي ..بغدادي ..بغدادي
معا : ( وتتداخل الأصوات
حادي ..بغدادي ..بادي.. بغدادي ..سيدي .. بغدادي.. شالوا
بغدادي..وحطوا..بغدادي..وكله..بغدادي..على دي..بغدادي
( تتصاعد الأصوات حتى تصمت فجأة..
صوت العود يتصاعد..ترقص الفتاة الجميلة بنعومة ويتطايرفستانها
الجميلة : (في أثناء رقصها) حفظ اسمه
( زغرودة..دقائق هاون..لحن جميل..
غناء : حلقاتك..برجالاتك..حلقة دهب ..في وداناتك
( يستمر الغناء بنعومة . .)
الباكي : بيغنوا لمولود
الضاحك : هو احنا اتولدنا..؟
الباكي : لأ..لسة
الضاحك : أمال بيغنوا لمين؟
الباكي : لأى حد بيتولد ... ( يبكي )
الضاحك : (ضاحكا بقوة) انت بتعيط ليه ؟
الباكي : وانت بتضحك ليه ؟
( يستمر الغناء مع ضحكات الضاحك وبكاء الباكي المسموع)
غناء : حلقاتك.. برجالاتك..حلقة دهب ..في وداناتك..
( تتداخل الأصوات في عشوائية..بقعة ضوء تسقط في المنتصف يجري
عليها الجميع بنشاطط..تتشابك أيديهم..تبقى العجوز مكانها تدير الطاحونة)
معا : حادي..بادي..سيدي محمد البغدادي..شالوا وحطوا
وكله على دي..
( تتجه العيون إلى من جاءت إليه الإشارة.. يذهب الجميع لأماكنهم ..)
الجميلة : كنت ماشية جنب الحيط..خايفة..مش عارفة من إيه..يمكن م
الضلمة..أو من هوهوة كلاب عايزة تعضني..مش فاكرة..بس
اللي فاكراة اني كنت خايفة..ضهري كان بيحك في الطوب وادية
بتلمسه ومش حاسة بيه..وضلي كان طويل..ومش عارفة جاى
منين..لا الشمس طالعة..ولافيه شعاع نور جاى من أى حتة..
ساعتها..خبطت فيه..بصتله ونا باصرخ..ضحك في وشي..
هديت..مدلي إديه..خدتها..شدني..قعدت جنبه وما اتكلمش
( تجلس هادئة ساكنة..يعلو صوت العود..وصرير الطاحونة..)
صاحب الأوراق : كانت بتخاف م الكلاب و م الضلمة.:.ونا خفت منها..فاكر إني
أول ما بصيت في وشها ارتحت..زي ما هى ارتاحت..كنت
ساعتها جاى من مشوار طويل مش عارف كان فين..بس كنت
تعبان ومحتاج اني ارتاح..ولقيت الراحة في عنيها..ابقي كداب
لو قلت ماحبتهاش..
العجوز : عجوز ماله صاحب غير همه..كان عارف ان الهم عمره ما
يتصاحب بس الهم كان جني..لبس روحه..وعاش فيها..سكن
قلبه واترحرح جواه..وهوة كان مبسوط بالهم وراضي بيه..
كان راضي بالعفريت اللي عايش بيه.. عجوز ومش فاهم.
صاحب الأوراق : ( وقد جلس بجوار الجميلة)
البغدادي..ده اسمي..بيقولوا كده..ونا مش راضي عن اسمي
ولا راضي عن نفسي..عايش عشان أعيش..تفتكري احنا
اتخلقنا في الدنيا عشان نعيش وبس..لأ..مااظنش..أكيد احنا
اتخلقنا عشان نعمل حاجة تانية..ولازم نعرفها..أنا مش
عارفها..وانت لو عارفاها قوليلي..لا..ما اظنش انت كمان
تعرفيها أصلك بتخافي م الليل والكلاب..واللي يخاف م الليل ما
ينامش واللي يخاف م الكلاب مايعرفش يعيش في الدنيا..
أمي كانت دايما تقولي كده .
القارئ : للقلب وريدان..وريد للفرح ووريد للحزن.. وله شريانان..
شريان للقوة وشريان للغضب.. ابحث عن قوتك أمام من يبحث
عن ضعفك..وابحث عن فرحك في طيات الحزن..
( يعلو صرير الطاحونة )
الضاحك : (يقهقه) أول مرة أضحك استغربت..لمست بصوابعي ملامح
وشي..حطيتها على شفايفي..وحسيت بدقات قلبي اللي بتجري
بسرعة..سألت نفسي يعني إيه؟..ليه..ماعرفتش أجاوب.
ساعتها ضحكت على نفسي..وماعرفتس أبطل ضحك.
صاحب الأوراق:بصيت للسما مطرت..بصيت للصحرا اخضرت..قعدت اتنطط
وكل مارجلي تدب في حتة..تطرح زرع ..والمية تغرق الرمل
ويصبح طين..ارمي نفسي عليه وابلبط..اتزحلق..وبؤي جايب
من هنا لهنا..وعنية وسع كده..وصوتي كان بيوصللل للسما..
ولقيت عصافير جاية من كل حتة تصوصو..وحمام بيدور
حوالين الزرع..وبيض بيفقس يطلع كتاكيت..وفراخ تبيض
وترقد..ونهر يشق الأرض..ياخدني..يغسلني..وساعتها سمعت
حاجات بتنادي ..
( يعلو صرير الطاحونة ..)
العجوز : سيدي . . سيدي..سيدي ..
صاحب الأوراق : أنا ليه سيدها؟.!! هه؟ ..ليه..
الباكي : أول مرة بكيت فرحت..الدموع نقطت على جلدي..رطبته..خدت دمعة على طر ف صبعي ودقتها ..اترعشت لما لقيتها مالحة خدت دمعة تانية..مسحت بيها على أورتي..لقيتها تاهت في وسط العرق..بكيت زيادة..وبقيت أفرح بالدموع..كان غريب ان الحزن والفرح يتقابلوا جوايا في وقت واحد..
صاحب الأوراق : النهر خدني على صحرا تانية..ونشف..بصيت للسما ما مطرتش. نطيت على الأرض ماطرحتش..هو ايه اللي حصل؟ هو نص الدنيا خير والنص التاني شر..قعدت اضرب الأرض برجلي مفيش فايدة..بصيت جنبي..لقيت كتكوت صغير كان النهر جابه معايا..كان بينبش الرمل بمنقاره عشان يدور على حب.. ساعدته وقعدت انبش بادية..واحفر..وهو يبصلي وحاسس في عنيه بالموع..وكل ما ابصله ألاقي نفسي باحفر زيادة ..أحفر
..أحفر..وليل ييجي وليل يروحونا لسة باحفر.. الكتكوت بيموت .. والحفرة بتكبر.. الكتكوت.. مات..بكيت..خدته في حضني ونزلت بيه الحفرة الكبيرة..مالقتليهاش أرار.. فضلت نازل.. نازل..كل ما انزل أحس بالبرد..جسمي يرتعش..حاموت..الضلمة بتزيد..ونا بارتعش والكتكوت ميت..وورا الضلمة شفتها..من غير ملامح ..أمي كانت هناك في اديها دف.. بتدق ..دوم.. تك.. دوم..وتقولي جواك عفريت..الجني لابسك.. دوم.. تك.. دوم.. حرروه يا أسياد..دوم .؟.تك..دوم..حرروا سيدي من أسياده.. دوم.. تك.. دوم..ودوم..تك..دوم..
( يعلو صوت دف بعيد بدقات الزار مع صرير الطاحونة ويتزايد
صوت الزار ويدور صاحب الأوراق مع الإضاءات الملونة الخافتة
في شكل جنوني.. يظل المشهد يتصاعد يتصاعد حتى يسقط
صاحب الأوراق على صدر الجميلة تحتضنه بقوة..
الجميلة : حط راسه على سدري..خدته في حضني ونام..قبل ما ينام كان
بيعيط بس من غير صوت..بس حسيت بالنهنهة..ودموعه بلت
فستانها الأبيض ووصلت لقلبي..جرّت الدم فىّ..حسيت ساعتها
اني انا كمان عايزة أعيط..بس ما عرفتش..هوه..هوه..ننة
هوه.. هوه..هوه..ننة هوه..
( صوت العود..والمغني يدندن موالا حزينا..صرير الطاحونة
المزعج..بقعة ضوء تسقط في المنتصف يجري الجميع اليها
في نشاط وتتشابك أيديهم ..
القارئ : هناك أشياء تملؤني عفة وأخرى تملؤني ضلال..أسير وراء
الأولى فلا أهتدي..وأسير وراء الأخرى فأزيد إيمانا بأن هناك من
خلقني لأني في تلك اللحظة أشعر بالذنب..
( يصمت.. يترك كتابه ويتوقف عن إهتزازه )
كان فيه حاجة غلط في أمي..هى هى نفس الحاجة اللي فيّ..
انها دايما كانت بتحب تموت..عمركوا شفتوا حد بيحب
يموت..أنا شفت أمي..شفت نفسي..باتعامل مع الموت على إنه
الحقيقة الوحيدة في الحياة.. مع إن فيه حقايق تانية كتير ممكن
نشوفها بعنينا..
( يعلو صوت الطاحونة المزعج )
العجوز : الموت حق
القارئ : والعقل حق..كان ممكن أفكر في ألف حاجة شفتها في الدنيا
ولا فكرتش أدور على معنى الضحكة..ومعنى الدمعة..على
سرالحزن وسر الفرح..أسأل عن أصل الحلم اللي باحلمه..
أجاوب عن السؤال اللي دايما بيدور في دماغي..أنا ليه موجود
في الدنيا ؟
العجوز : الموت حق
القارئ : والحب حق..كان ممكن ألاقي شكل للحب..ملمس..ملامح..
أدور عن اللي جوايا ساعة ماحبيت..بس ساعتها مافكرتش غير في آخر الحب..الموت .
العجوز : الموت حق
القارئ : والحياة حق..ماناعايش..حى..رزقي بالاقيه في إيدي..تطرحه
الأرض أوتبعته السما ..مانا لازم عيش..لازم أحس بالحياة..من
حقي أحس بالحياة..والكتكوت اللي مات في ايدي..كانمن حقه
يحس بالحياة..
العجوز : الموت حق
القارئ : عرفت..وعيت عالدنيا ونا عارف ان الموت حق..وكل كلمة
بتقولها أمي حق..وبيقولها الناس حق..اسمي حق..اليوم حق..
العمرحق..الغير حق..الآخر حق..كل الأشياء حق.. وكلها
آخرها الموت..( يقترب من العجوز..)
الباكي : أنا عارف ان الميلاد جاى..بس امتي؟.. عارف ان اللحظة اللي
حاتولد فيها..حابكي..بس امتي؟..
الضاحك : هو ليه كل اللي بيتولد بيعيط..قلقان من الدنيا..أنا لما أتولد
حاضحك..حاضحك ضحك..بس امتي ؟..
( العجوز تردد جملا للعديد صاحب الأوراق يجمع الأوراق وينثرها.. يعلو صوت العود مع غناء عديد حزين.. )
القارئ : لم أكن أدري أن الحياة صعبة إلى هذذا الحد..لم يكن هناك
معنى لكل تصادمتي مع القدر..كان علىّّ أن أعرف فقط كيف
أعيش اللحظة.. وكيف أخاف من الآخر ..
( ينام هادئا بجوار الطاحونة.. مع ازدياد صوت العديد..)
الزاحفان : ( في معاناة) هو فيه إيه؟..مافيش حد عارف يولدني..أنا
صعب للدرجة دي..يا أمي.. أنا مخنوق..
( يعلو صوت العود والعديد والصرير.. )
الجميلة : أنا عايزة اعيط..بس مش عارفة..مش عارفة..
( يعلو صوت العود والعديد والصرير.. )
يسقط بقعة الضوء في المنتصف..يجري عليها الجميع في
نشاط..وتبقى العجوز تدير الطاحونة..)
معا : حادي بادي ..حادي بادي
سيدي محمد البغدادي..شالوا وحطوا ..وكله على دي..
( الأيادي لا تشير إلى شيء بل هى في حركة آلية
معا : حادي بادي ..حادي بادي
سيدي محمد البغدادي..شالوا وحطوا ..وكله على دي..
العجوز : سيدي البغدادي..كان عيل عجوز ..عنده سنين كتير ..بس
يمكن.. يمكن ..ماتولدش
( تظل تدير الطاحونة ..يعلو صوت العود والغناء ولا زال
الآخرون في حركتهم الآلية ..
معا : حادي بادي ..حادي بادي
سيدي محمد البغدادي..
شالوا وحطوا ..وكله على دي..
إظلام تدريجي بطئ مع غناء حزين..