في حضْرَة البَحْر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد الزهراوي أبو نوفل
    عضو الملتقى
    • 09-04-2013
    • 92

    في حضْرَة البَحْر

    في
    حضْرَة البَحر

    يَجيءُ
    من كُلِّ
    صَوْبٍ..
    شَريداً
    مِثْل ذِئْب.
    اَلْقرَنْفُلُ
    والرّياحينُ
    فـي عَيْنَيْه..
    أُسَمّيهِ مَنْفى.
    وبحْثاً عَنْ
    نَسْمَةٍ..
    يَرى ما أراه.
    ها الصّباحُ
    يَلوحُ..
    كَحَقْلِ حِنْطَةٍ.
    بِأُلْفَةٍ يُلَوِّحُ لـي
    فـي موْكِبِ عُرْسٍ
    بِيَدِهِ الْمَعْروقَةِ.
    مرْحى أيُّها
    المسْتَحيلُ..
    يَلوحُ أضْواءً
    فـي الْمَرافِئ لِيأخُذَ
    بِأيْدينا وَيُغنّي.
    يَنْحَني
    لِلْمارّينَ ثَمَراً.
    ها الْمُدْلِجُ
    الْمُكابِرُ مَوْصوفٌ
    بِالصّبرِ الْمُرّ.
    هذا الحُضورُ لَهُ فـي
    كُلِّ كّفٍّ حَجَر.
    وحِرْتُ فـي معانيه
    إذ يَزْدَحِمُ
    الْفَضاءُ بِهِ.
    فـي كُلِّ رِحابِ
    الْكَيْنونَةِ لَهُ
    حُضنُ
    امْرأةٍ شاسِعة
    فـي كُلّ سماءٍ
    فَوْقَنا وفـي أرْضٍ
    تحْتَنا يَمْشي
    مَحْفوفاً بِالزُّرْقَة فـي
    فِتْيَةٍ عَشِقوا
    وَرَتْلٍ مِنَ النّوارِسِ.
    ها هُوَ
    هُنا إبْريقُ
    شايٍ يَنْشُجُ
    وَنَهْرٌ يَصْطَخِبُ.
    أيا يوسُفُ
    يا صاحِبَ الْجُبّ
    أنا هُنا..
    يا غَيْمَ الْحُزْن.
    هذا السّهْلُ
    الْمُكلّلُ بِالْحِبْرِ
    والْحُبِّ والشّجَر..
    لَهُ امْتِدادُ البَحر.
    يُحَمْحِمُ
    فـي الأحْصِنَةِ
    ويَطيرُ معَ الطّيْر .
    هُوَ زَمانٌ أيْضاً
    بِخَصْرِها
    وجَدائِلِها
    يَلْهَجُ..
    فَيُسَميها وَيَهْتاج.
    آهٍ أشْرِعَتي..
    هذا الْغامِضُ
    الْمارِقُ..
    عِشْقُهُ أوْسَعُ
    مـا يَكونُ :
    فـي كُلِّ
    مَكانٍ لَهُ صَدىً
    حَتّى فـي
    قُرى الْمَفازاتِ
    هُوَ الذي قدْ
    رَسَمْتُ لِبِلادي !
    فَوُقوفاً
    لِلْعُشْب !
    وُقوفاً
    لِهذا النّشيدِ..
    لِلْوَصْلِ العَرَبـِيِّ
    وَلِحالِجِ أحْلامِنا
    فـي الظُّلْمَةِ.
    أدْرِكْنا يابحْراً ..
    نشْتَهيهِ ونحْلمُ به.
    مَن يدُلُّهُ عليْنا
    ويَدُسُّ فـي جيْبِهَ
    عَناوينَ جُروحي؟
    تعالَ يا النّهار ُفـي
    خَرائِطِ اللّيْل.
    لِلْغَضَبِ فـي
    دَمِنا تاريخٌ
    وَسُيوفٌ وَصَواهل.
    ها البَحْر الآخَر..
    هذا الذي يُعانِدُ
    فـي اللُّجِّ الرّمْلَ
    والبَحْرَ وَقَراصِنَةَ
    السّاحِلِ الغَرْبِـيّ..
    لُصوصَ الدّاخِل وَما
    وَراءَ النّهر.
    اُنْظُروا هو نهاري
    يُشْرِقُ وَنَغيب.
    يَنْعَصِرُ كالْغَيْمِ
    مِثْل وَجَعِ
    أُمّي لَدى الْوِلادَةِ.
    فَهذا البحْرُ هُوَ..
    ولا أحَد غيْرُهُ عَلى
    الطّريق التُّرابـي..
    بحْرٌ يولَدُ مِن قهْرِ
    شَعْبٍ أو بلد ؟

    م . الزهراوي
    أ . ن

    التعديل الأخير تم بواسطة محمد الزهراوي أبو نوفل; الساعة 16-06-2013, 07:58.
  • نجلاء الرسول
    أديب وكاتب
    • 27-02-2009
    • 7272

    #2
    نص مبارك
    يستحق التثبيت أستاذي الزهراوي
    كنت تصور الروح كمشاهد من جنان خلف أسوار الحياة

    تقديري لحرفك الجميل جدا

    يثبت
    نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


    مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
    أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

    على الجهات التي عضها الملح
    لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
    وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

    شكري بوترعة

    [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
    بصوت المبدعة سليمى السرايري

    تعليق

    • محمد مثقال الخضور
      مشرف
      مستشار قصيدة النثر
      • 24-08-2010
      • 5517

      #3
      نص عميق جميل رصين متماسك
      موغل في عالم النفس المتعبة
      رائع

      اشكرك سيدي الفاضل
      على هذا الجمال

      تعليق

      • صادق حمزة منذر
        الأخطل الأخير
        مدير لجنة التنظيم والإدارة
        • 12-11-2009
        • 2944

        #4
        توقيع الرهبة في الوقوف أمام البحر كما هو معتاد لم يحدث هنا
        وإنما حدث ما يمكن أن نسميه انعكاسا أو إسقاطا أو توقيعا لصفات
        البحر على نفس اعتنقت الهيجان والهدوء المموّه لثورة قادمة كسلاح استراتيجي ..
        وإن تبنّي النفس لصفات سلوكية تقتدي بالبحر قد يكون نوع من الشجاعة والأنفة
        ولكن في ميدان الإبداع يعد ذلك اختراقا لحواجز المعقول وانطلاقا
        إلى اللازم والملحّ والضروري ..
        هذه حالة اغتنام فرصة للحلم بصوت عالي وربما للكتابة بصوت النفس

        تحيتي وتقديري لك





        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #5
          يالبحرك .. بحرنا الموغل ف بلاغة الريح
          و اللغة
          و العمر الذي ينتظر على مسافة مقرفصة
          أمام نصبه التذكاري
          و يالروعة روحك حين تتجلى ببهجة الخصب
          و تتحمم بها !

          جميل أستاذي

          محبتي
          sigpic

          تعليق

          • أبوقصي الشافعي
            رئيس ملتقى الخاطرة
            • 13-06-2011
            • 34905

            #6
            حقا كان النص بحرا
            عميق .. كريم ..غاضب
            لله درك أديبنا القدير / محمد الزهراوي
            لا شكر يفي هذا البهاء
            كن بخير سيدي



            كم روضت لوعدها الربما
            كلما شروقٌ بخدها ارتمى
            كم أحلت المساء لكحلها
            و أقمت بشامتها للبين مأتما
            كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
            و تقاسمنا سوياً ذات العمى



            https://www.facebook.com/mrmfq

            تعليق

            • مهيار الفراتي
              أديب وكاتب
              • 20-08-2012
              • 1764

              #7
              نص نثري وارف الجمال
              الجمع بين الأضداد و خلع كل هذه المتناقضات على البحر
              و تشخيصه تارة و تشيئه أخرة ما كان إلا حالة تماه بين الشاعر و البحر في لحظة شعرية
              استطاع الأول اقتناصها بحرفية و عفوية
              الشاعر الجميل محمد الزهراوي
              كم كنت بحرا هنا
              شكرا لك و دمت بألف خير
              أسوريّا الحبيبة ضيعوك
              وألقى فيك نطفته الشقاء
              أسوريّا الحبيبة كم سنبكي
              عليك و هل سينفعك البكاء
              إذا هب الحنين على ابن قلب
              فما لحريق صبوته انطفاء
              وإن أدمت نصال الوجد روحا
              فما لجراح غربتها شفاء​

              تعليق

              • محمد الزهراوي أبو نوفل
                عضو الملتقى
                • 09-04-2013
                • 92

                #8
                نص مبارك
                يستحق التثبيت أستاذي الزهراوي
                كنت تصور الروح كمشاهد من جنان خلف أسوار الحياة

                تقديري لحرفك الجميل جدا
                ................
                شُكْراً لِدوام حضورك
                الدّال العَميق العميق أيّتُها
                الأرْكيدة النّقيّة..
                وأتباها بين أهْل المنْتدى
                ومُحِبِّيه بِتطْويبِكِ قصيدي
                ومنْحه هذا التّثْبيت ..
                إنّه شرَف عظيم لي

                عالي التقدير
                وكل الودّ

                تعليق

                • محمد الزهراوي أبو نوفل
                  عضو الملتقى
                  • 09-04-2013
                  • 92

                  #9
                  نص عميق جميل رصين متماسك
                  موغل في عالم النفس المتعبة
                  رائع

                  اشكرك سيدي الفاضل
                  على هذا الجمال
                  ......................
                  أ . الجميل..
                  يسرّني حضورُك الأروع
                  مع ألَقِك الباذخ وعمْق
                  قِراءتِكَ ونقاء أدبِك
                  الجمّ بِكَلِماتِك
                  العذْبَة السّاحِرة

                  تحاياي وخالِص
                  الحُب





                  تعليق

                  • محمد الزهراوي أبو نوفل
                    عضو الملتقى
                    • 09-04-2013
                    • 92

                    #10
                    توقيع الرهبة في الوقوف أمام البحر كما هو معتاد لم يحدث هنا
                    وإنما حدث ما يمكن أن نسميه انعكاسا أو إسقاطا أو توقيعا لصفات
                    البحر على نفس اعتنقت الهيجان والهدوء المموّه لثورة قادمة كسلاح استراتيجي ..
                    وإن تبنّي النفس لصفات سلوكية تقتدي بالبحر قد يكون نوع من الشجاعة والأنفة
                    ولكن في ميدان الإبداع يعد ذلك اختراقا لحواجز المعقول وانطلاقا
                    إلى اللازم والملحّ والضروري ..
                    هذه حالة اغتنام فرصة للحلم بصوت عالي وربما للكتابة بصوت النفس

                    تحيتي وتقديري لك
                    ....................
                    لِحضورك أستاذي كل الجمال
                    ولِقراءتك التي طاولَت السماء
                    التقْديركلّه..
                    حضورُك الفجْر أطلّ
                    بعْد غِياب والمطر
                    هما يُعانِق رَحِم الأرض
                    بعْد جفاف..
                    قلَمي عاجِزأن يَفِي
                    حقّ قلَمِك

                    تحِياتي وكلّ
                    محبّتي




                    تعليق

                    • محمد الزهراوي أبو نوفل
                      عضو الملتقى
                      • 09-04-2013
                      • 92

                      #11
                      حقا كان النص بحرا
                      عميق .. كريم ..غاضب
                      لله درك أديبنا القدير / محمد الزهراوي
                      لا شكر يفي هذا البهاء
                      كن بخير سيدي
                      ............

                      وحروفك القليلَة الكثيرَة
                      العميقة المعنى ــ أخي قُصّيْ..
                      تُضاهي كوْناً كاملاً.
                      جميل مرورك
                      الزين وباذِخٌ عِطْرُك
                      الذي ما انْفكّ
                      يفوح هُنا

                      عالي التّقدير
                      والمَحبّة



                      تعليق

                      • محمد الزهراوي أبو نوفل
                        عضو الملتقى
                        • 09-04-2013
                        • 92

                        #12
                        نص نثري وارف الجمال
                        الجمع بين الأضداد و خلع كل هذه المتناقضات على البحر
                        و تشخيصه تارة و تشيئه أخرة ما كان إلا حالة تماه بين الشاعر و البحر في لحظة شعرية
                        استطاع الأول اقتناصها بحرفية و عفوية
                        الشاعر الجميل محمد الزهراوي
                        كم كنت بحرا هنا
                        شكرا لك و دمت بألف خير
                        .............
                        أ . مهْيار..
                        قِراءتُك
                        بعيدة المدى
                        بِمساحة هذا البحر
                        ومُسْتوى الأولمب..
                        لك هُنا بهاء الحياة
                        وروْعة الرّبيع..
                        يدلّ على هذا ما
                        خلّفْت عِنْدي وفي
                        النّص مِن أثَر للجمال
                        وعبير لا ينْفذ

                        تقْديري
                        ومحبّتي



                        تعليق

                        يعمل...
                        X