كانت بيني وبين أخي الأديب الشاعر علي بن عبد الله الزبيدي يرحمه الله مراسلات أدبية و شعرية كثيرة عبر الهاتف الجوال وقد احتفظت ببعضها لدي بينما فقد بعضها للأسف الشديد..ومن تلك المراسلات:
عَزْمُنَا ذات يوم على زيارته وكان ذلك قبل ثمانية أعوام وهو في بداية مرضه وكنت برفقة كل من الشعراء الشريف عبدالله آل جازان وموسى معافى وفلاح العتيبي ويوسف القرشي وتوجهنا إليه في المظيلف ولم نخبره إلا في منتصف الطريق حتى لا نثقل عليه إلا أنه - قدرا- كان متجها في نفس الوقت إلى المستشفى بجدة ..فأرسل إلينا بهذه الأبيات :
أتاني بشيرُ الرَّكْبِ من قبلِ ضعنه *** فأسعدني بالواصلين بشـــــيرُ
فَبِتُّ أُمَنِّي النفسَ لولا مُصابهــــــا *** وموعدها المشفى لَكِدْتُ أطيرُ
وإني ليحدوني تَجَــــــــدُّدُ وَعْدِكُمْ *** ولي أمــلٌ دونَ الخميسِ كبيرُ
أتاني بشيرُ الرَّكْبِ من قبلِ ضعنه *** فأسعدني بالواصلين بشـــــيرُ
فَبِتُّ أُمَنِّي النفسَ لولا مُصابهــــــا *** وموعدها المشفى لَكِدْتُ أطيرُ
وإني ليحدوني تَجَــــــــدُّدُ وَعْدِكُمْ *** ولي أمــلٌ دونَ الخميسِ كبيرُ
فكتبتُ إليه :
لنا أملٌ في الوصلِ لولا غدوكم *** وقد تلتقي الأشــــواقُ وهي تطيرُ
وإنا على الميعادِ إن شاء ربُنا *** برغمِ صروفِ الدهر سوفَ نسيرُ
لنا أملٌ في الوصلِ لولا غدوكم *** وقد تلتقي الأشــــواقُ وهي تطيرُ
وإنا على الميعادِ إن شاء ربُنا *** برغمِ صروفِ الدهر سوفَ نسيرُ
ثم قمنا بزيارته بعد أسبوع من الموعد السابق فأقام لنا استقبالا واحتفالا كبيرين.. دعا إليه أعيان المنطقة ووجهاءها وانتهى بمأدبة غداء عظيمة ..وبعد عودتنا بعث إلينا بهذه الأبيات:
كيفَ كانتْ رحلةُ العودةِ واســــلمْ لِمُحِبِّكْ
واعْفُ عن تقصيرِهِ إذْ كان مفتونا بقربك
لو أطاعته كنوزُالأرضِ ألقاهـــا بدربك
واعْفُ عن تقصيرِهِ إذْ كان مفتونا بقربك
لو أطاعته كنوزُالأرضِ ألقاهـــا بدربك
فأرسلت إليه:
لا تسلْ عنْ رحلةٍ هانتْ من البدءِ لصحبِك
وكرامٍ دارُهُم للضــــــــيفِ موقوفٌ وربِك
أكرمُ الخلقِ نفوســــا..أطيبُ الناسِ كقلبك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تسلْ عنْ رحلةٍ هانتْ من البدءِ لصحبِك
وكرامٍ دارُهُم للضــــــــيفِ موقوفٌ وربِك
أكرمُ الخلقِ نفوســــا..أطيبُ الناسِ كقلبك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكنت قد بعثتُ إليه بتهنئة بالعيد ـ وكان قد فقد أرقام هاتفه الجوال ـ فأرسل إلي برسالة نصية يقول فيها :
وصلتني رسالتك دون اسم فهل تكرمت بإرساله .
فبعثت إليه بهذه الأبيات:
سأبعثُ دونَ ذكرِالإسم شعرا *** يَدُلُّك َإنْ قرأْتَ على المُسَمَّى
وظَنِّي أنْ مثلك ليــــسَ يَخْفَى *** عليه مُقَرَّبًا قدْ صــــارَ رقما
فرد عليَّ يقول:
(إنك لأنت العرافي)
تهانيكَ لي عيدٌ وإنْ لمْ يكنْ عيدُ *** وردي عليها بعد قولك ترديدُ
ولمْ أرَ شيئا كالدعــــــاءِ مكافئا *** وما هذه إلا لعهدي تجديـــــدُ
ـــــــــــــــ
وصلتني رسالتك دون اسم فهل تكرمت بإرساله .
فبعثت إليه بهذه الأبيات:
سأبعثُ دونَ ذكرِالإسم شعرا *** يَدُلُّك َإنْ قرأْتَ على المُسَمَّى
وظَنِّي أنْ مثلك ليــــسَ يَخْفَى *** عليه مُقَرَّبًا قدْ صــــارَ رقما
فرد عليَّ يقول:
(إنك لأنت العرافي)
تهانيكَ لي عيدٌ وإنْ لمْ يكنْ عيدُ *** وردي عليها بعد قولك ترديدُ
ولمْ أرَ شيئا كالدعــــــاءِ مكافئا *** وما هذه إلا لعهدي تجديـــــدُ
ـــــــــــــــ
وحدث بيننا غياب طويل بعد زواجي الثاني فأرسلت إليه :
ما حـــــــــال ُأحبابِ الفؤادِ فإنني *** في بُعدهم وَلِهُ الرُّؤَى مُشتــــــــاقُ
قدْ كنتُ بالأمسِ القريبِ سميرَهُم *** واليومَ لا أُنْسٌ ولا إشــــــــــــراقُ
ما حـــــــــال ُأحبابِ الفؤادِ فإنني *** في بُعدهم وَلِهُ الرُّؤَى مُشتــــــــاقُ
قدْ كنتُ بالأمسِ القريبِ سميرَهُم *** واليومَ لا أُنْسٌ ولا إشــــــــــــراقُ
فأرسل إلي:
الله يعلمُ ما نسِيتُكَ فالهــــوى *** غَضٌ وكأسُ الشــوقِ بعدُ دِهَاقُ
لكن ظننتك قدْ شُغِلتَ بغيرنا *** وثناكَ من ذاتِ الحجــــالِ وِثاقُ
قدْ دَبَّ فيَّ الداءُ إلا موضعا *** حَرَمًا , ففيهِ مدى الزمان رفاقُ
الله يعلمُ ما نسِيتُكَ فالهــــوى *** غَضٌ وكأسُ الشــوقِ بعدُ دِهَاقُ
لكن ظننتك قدْ شُغِلتَ بغيرنا *** وثناكَ من ذاتِ الحجــــالِ وِثاقُ
قدْ دَبَّ فيَّ الداءُ إلا موضعا *** حَرَمًا , ففيهِ مدى الزمان رفاقُ
ــــــــــــــــــــــــــ
وأرسل إلي ذات ليلة بهذه الأبيات ـ وهي من عجائب الأقدار ـ حيث كنت في طريق الليث متوجها للقنفذة لزيارة أختي الكبرى وفي نيتي المرور به وزيارته في المظيلف وكنت قد اقتربت منها ..فقال في أبياته :
صبرا على مُرَّالفراقِ جميـلا *** وتحيةً لكَ بُكرة وأصـــــــــــيلا
إن المشوقَ إذا اشتكى أشواقَه *** جعل َالنسيمَ إلى الحبيبِ رسولا
أما أنا فأقولُ شوقــــــا ليتني *** كنتُ اتخذتُ مع الرسولِ سبيلا
فأرسلت إليه :
جاءَتْ قصيدتُّكَ الحميمةُ فجــــأةً *** فكأنماأهدتْ إليَّ سبيـــــلا
أنا بينَ أكناف المظيلف والهوى *** نحوَ الأحبةِ قادني محمـولا
لمْ يُبْقِ شوقــــــا في الفؤادِ يُكِنُّهُ *** إلا يُرَتِّلُ ذِكْرُكُمْ ترتيـــــــلا
جاءَتْ قصيدتُّكَ الحميمةُ فجــــأةً *** فكأنماأهدتْ إليَّ سبيـــــلا
أنا بينَ أكناف المظيلف والهوى *** نحوَ الأحبةِ قادني محمـولا
لمْ يُبْقِ شوقــــــا في الفؤادِ يُكِنُّهُ *** إلا يُرَتِّلُ ذِكْرُكُمْ ترتيـــــــلا
ــــــــــــــــــــــــ
وبعث إلي أيام الربيع يدعونا لزيارته والتمتع بربيع المظيلف :
في حلةٍ خضراءَ قَلَّ نَظِيرُها *** بَرَزَتْ تُرَاقِبُ وعدَكمْ وتُســــائِلُ
ما ذا تقولُ لها فمهما ازَّيَّنَتْ *** للغائبِ المأمولِ خــــــابَ الآملُ
ما ذا تقولُ لها فمهما ازَّيَّنَتْ *** للغائبِ المأمولِ خــــــابَ الآملُ
فأرسلت إليه:
يا مَنْ عنِ الخل ِّالمُحِبِّ تُسَائِلُ *** ولهـــــــــا عتابٌ للتبرمِ واصلُ
هلا كففتِ عن المـــلام؟ فإنني *** للقربِ تواقٌ وقلبي واصـــــــلُ
يا مَنْ عنِ الخل ِّالمُحِبِّ تُسَائِلُ *** ولهـــــــــا عتابٌ للتبرمِ واصلُ
هلا كففتِ عن المـــلام؟ فإنني *** للقربِ تواقٌ وقلبي واصـــــــلُ
ـــــــــــــ
وأرسل إلي تهنئة بمناسبة عيد الأضحى عام 1428
هذه غرةُ الزمـــــــانِ وعندي *** قبلَ أنْ يكثرُ الزحام تحيةْ
هي عجلى إليك قبل التهـــاني *** فاقبلوها فإنهـــــــا عُلويةْ
هذه غرةُ الزمـــــــانِ وعندي *** قبلَ أنْ يكثرُ الزحام تحيةْ
هي عجلى إليك قبل التهـــاني *** فاقبلوها فإنهـــــــا عُلويةْ
فأرسلت إليه:
وصلتني مع النســـــــيم ولمَّا *** ينتشي الوردُ غضةً ونديةْ
هي أزكى من الزهور عبيرا *** ونقاءً لأنهــــــــا " عَلَوِيَّةْ"
وصلتني مع النســـــــيم ولمَّا *** ينتشي الوردُ غضةً ونديةْ
هي أزكى من الزهور عبيرا *** ونقاءً لأنهــــــــا " عَلَوِيَّةْ"
وقبل عام تم تحويله إلى مدينة الملك فهد الطبية بمكة المكرمة فأرسل إليَّ :
أبا حـــــــــازمٍ شاقني صوتُكمْ *** وأنْ يســـــــتقرَّ بكَ المجلسُ
مضى الشهرُ والشهرُلا نلتقي *** وغابَ اجتمـاعٌ هو المؤنسُ
وها أنا صرت قريب الديــــارِ *** حبيســـــــا وحولَكُمُ المحبسُ
مضى الشهرُ والشهرُلا نلتقي *** وغابَ اجتمـاعٌ هو المؤنسُ
وها أنا صرت قريب الديــــارِ *** حبيســـــــا وحولَكُمُ المحبسُ
فأرسلت إليه قبل المرور به:
أهنئ نفسي "عليَّ" الوفاءِ *** بقربٍ تتــــــوقُ لهُ الأنفسُ
ويأنس قلبي إذا نلتــــــقي *** لنرويَ بالوصـــلِ ما يَيْبَسُ
نزلتم فكنتم بوسط القلوبِ *** ومن حولِكُمْ أضلعٌ تحرسُ
ويأنس قلبي إذا نلتــــــقي *** لنرويَ بالوصـــلِ ما يَيْبَسُ
نزلتم فكنتم بوسط القلوبِ *** ومن حولِكُمْ أضلعٌ تحرسُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقبل أيام من وفاته رحمه الله بعث إلينا عبر مجموعة الواتساب الخاصة بنا "شعراء الجزيرة"برسالة كأنه يودعنا بها فكتب فيها:
" انتبهتُ في هذه الساعة المتأخرة وكأنَّ هاتفا يدعوني إلى كلمة للصديقين اللذين يختلفانِ إلى منومي ويرعياني رعاية الوالد ..إلى الشريف حقا وأبي حازم وإليك أنت يا ذا الكنيتين ومن يجاريك؟! وإلى موجهنا أبي إبراهيم وإلى أخي الخديدي وبقية الكوكبة...فانعقد لساني ..وَكَلَّتْ من الداءِ يدي."
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقبل أيام من وفاته رحمه الله بعث إلينا عبر مجموعة الواتساب الخاصة بنا "شعراء الجزيرة"برسالة كأنه يودعنا بها فكتب فيها:
" انتبهتُ في هذه الساعة المتأخرة وكأنَّ هاتفا يدعوني إلى كلمة للصديقين اللذين يختلفانِ إلى منومي ويرعياني رعاية الوالد ..إلى الشريف حقا وأبي حازم وإليك أنت يا ذا الكنيتين ومن يجاريك؟! وإلى موجهنا أبي إبراهيم وإلى أخي الخديدي وبقية الكوكبة...فانعقد لساني ..وَكَلَّتْ من الداءِ يدي."
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رحمك الله أباعبدالله فقد كنت علما من أعلام الأدب العربي وأخا برا كريما سنذكره ما حيينا ..
غفر الله لك و أسكنك الله فسيح جناته إنه سميع مجيب.
غفر الله لك و أسكنك الله فسيح جناته إنه سميع مجيب.
تعليق