الحلم المبتور قصة قصيرة احمد حمزة طمبل[align=justify] بالقرب من موقع البناء يصنع له مأوي بلا سقف... لا يصمد أمام زمجرة الرياح آو غضب الرعد ... تدلف إليه القطط دون استئذان ، وتمد الكلاب الضالة رؤوسها إلي داخله وقتما تشاء . يرقب بقلق مراحل تشكل البناية الضخمة شيئا فشيئا منذ أن كانت عدم إلي ان تصبح ناطحة سحاب . يحفظ عن ظهر قلب ترانيم العمال وهم في وهج العمل ، يحرس لهم أغراضهم ، ويساعدهم علي حمل مواد البناء ، يرسلونه كي يأتي إليهم بالطعام ، ويجلس في مأواه يأكل وحيداً مرددا ترانيم العمال ، ينهر الأطفال كي لا يصيبهم مكروه ، ولا يعير سباب مقاول البناء ادني اهتمام . عندما يكتمل الطابق الأول يسمحون له بالعيش في غرفة بلا أبواب أو نوافذ ، تضاء نهاراً ... بلهيب الشمس وليلاً... بطلة القمر، في الشتاءات القارصة يجمع الحطب في النهار وفي المساء يوقد نارا ، يعد لنفسه كوبا من الشاي ، يتحسس بكفيه النحيفتين إبريق الشاي حتى يشعر بشيء من بالدفء . وفي نهارات الصيف القائظ عندما ينز العرق من جبينه ويلسع الصهد اللافح كل أجزاء جسده الواهن . يفتش عن شيء يضرب به الفراغ الساكن كي يجود عليه ببعض هواء .عندما يذهب العمال ويتركونه وحيداً ، يتجول داخل البناية ، يتحسس الجدران ، يتفحص صلابة درجات السلم ، ويداعب بقدمه النتوءات علي أرضية الغرف ، يلمح ما قد خبأته أيادي العمال من عيوب ، يعرف مكامن الجمال وموطن القوة . أحيانا يغني بصوت عال فتغني معه الغرف الخاوية فيبتسم رغما عن ألامه . يشعر بالجوع ، يفتش عن بقايا طعام كان قد اقتطعه من غذاء اليوم ، يتناول عشاءه ، يغزل من خيوط الأمنيات رداء يلتحف به ليلاً ، فتحلق به الأحلام بعيداً ،ولكن صخب العمال وضجيج الآلات العملاقة يمزق الرداء فيتبدد الحلم ، ويصرخ قبح الواقع من جديد . يأتي صباح ويذهب أخر، ويستيقظ ذات يوم علي صباح وقد كشرت فيه البناية الضخمة عن أنيابها ، ورمته بنظرات اشمئزاز واستهجان ، تلفظه ... وتلقي به في قسوة علي اقرب رصيف. تبتسم للذين يحملون الحقائب المملوءة بأوراق البنكنوت ودفاتر الشيكات التي تستعد صفحاتها الكثيرة لاستقبال ما قد تخطه الأيادي المكتظة من أصفار . يحمل بقايا مأواه ويحوم في الشوارع والميادين يفتش عن بناية أخري ... تستقبله عندما تكون عدماً ... وتلفظه عندما تتزين مداخلها استعدادا لاستقبال أصحاب الوجوه المبتسمة علي الحوائط الرخامية . [/align]
رجاء تصحيح النص
تقليص
X
-
المشاركة الأصلية بواسطة احمد حمزة طمبل مشاهدة المشاركةالحلم المبتور قصة قصيرة احمد حمزة طمبل[align=justify] بالقرب من موقع البناء يصنع له مأوي بلا سقف... لا يصمد أمام زمجرة الرياح آو غضب الرعد ... تدلف إليه القطط دون استئذان ، وتمد الكلاب الضالة رؤوسها إلي داخله وقتما تشاء . يرقب بقلق مراحل تشكل البناية الضخمة شيئا فشيئا منذ أن كانت عدم إلي ان تصبح ناطحة سحاب . يحفظ عن ظهر قلب ترانيم العمال وهم في وهج العمل ، يحرس لهم أغراضهم ، ويساعدهم علي حمل مواد البناء ، يرسلونه كي يأتي إليهم بالطعام ، ويجلس في مأواه يأكل وحيداً مرددا ترانيم العمال ، ينهر الأطفال كي لا يصيبهم مكروه ، ولا يعير سباب مقاول البناء ادني اهتمام . عندما يكتمل الطابق الأول يسمحون له بالعيش في غرفة بلا أبواب أو نوافذ ، تضاء نهاراً ... بلهيب الشمس وليلاً... بطلة القمر، في الشتاءات القارصة يجمع الحطب في النهار وفي المساء يوقد نارا ، يعد لنفسه كوبا من الشاي ، يتحسس بكفيه النحيفتين إبريق الشاي حتى يشعر بشيء من بالدفء . وفي نهارات الصيف القائظ عندما ينز العرق من جبينه ويلسع الصهد اللافح كل أجزاء جسده الواهن . يفتش عن شيء يضرب به الفراغ الساكن كي يجود عليه ببعض هواء .عندما يذهب العمال ويتركونه وحيداً ، يتجول داخل البناية ، يتحسس الجدران ، يتفحص صلابة درجات السلم ، ويداعب بقدمه النتوءات علي أرضية الغرف ، يلمح ما قد خبأته أيادي العمال من عيوب ، يعرف مكامن الجمال وموطن القوة . أحيانا يغني بصوت عال فتغني معه الغرف الخاوية فيبتسم رغما عن ألامه . يشعر بالجوع ، يفتش عن بقايا طعام كان قد اقتطعه من غذاء اليوم ، يتناول عشاءه ، يغزل من خيوط الأمنيات رداء يلتحف به ليلاً ، فتحلق به الأحلام بعيداً ،ولكن صخب العمال وضجيج الآلات العملاقة يمزق الرداء فيتبدد الحلم ، ويصرخ قبح الواقع من جديد . يأتي صباح ويذهب أخر، ويستيقظ ذات يوم علي صباح وقد كشرت فيه البناية الضخمة عن أنيابها ، ورمته بنظرات اشمئزاز واستهجان ، تلفظه ... وتلقي به في قسوة علي اقرب رصيف. تبتسم للذين يحملون الحقائب المملوءة بأوراق البنكنوت ودفاتر الشيكات التي تستعد صفحاتها الكثيرة لاستقبال ما قد تخطه الأيادي المكتظة من أصفار . يحمل بقايا مأواه ويحوم في الشوارع والميادين يفتش عن بناية أخري ... تستقبله عندما تكون عدماً ... وتلفظه عندما تتزين مداخلها استعدادا لاستقبال أصحاب الوجوه المبتسمة علي الحوائط الرخامية . [/align]Undressed you shall be
O, Hadbaah
The worshiping place to all
A pious man and saint
-
-
تدقيق وتعليق
المشاركة الأصلية بواسطة احمد حمزة طمبل مشاهدة المشاركةالحلم المبتور قصة قصيرة احمد حمزة طمبل[align=justify] بالقرب من موقع البناء يصنع له مأموى بلا سقف...
لا يصمد أمام زمجرة الرياح آو غضب الرعد ... تدلف إليه القطط دون استئذان ، وتمد الكلاب الضالة رؤوسها إلي داخله وقتما تشاء . يرقب بقلق مراحل تشكل البناية الضخمة شيئا فشيئا منذ أن كانت عدم ( عدمًا ) إلي ان تصبح ناطحة سحاب . يحفظ عن ظهر قلب ترانيم العمال وهم في وهج العمل ، يحرس لهم أغراضهم ، ويساعدهم علي حمل مواد البناء ، يرسلونه كي يأتي إليهم بالطعام ، ويجلس في مأواه يأكل وحيداً مرددا ترانيم العمال ، ينهر الأطفال كي لا يصيبهم مكروه ، ولا يعير سباب مقاول البناء ادني (أدنى ) اهتمام . عندما يكتمل الطابق الأول يسمحون له بالعيش في غرفة بلا أبواب أو نوافذ ، تضاء نهاراً ... بلهيب الشمس وليلاً... بطلة القمر،
في الشتاءات القارصة يجمع الحطب في النهار وفي المساء يوقد نارا ، يعد لنفسه كوبا من الشاي ، يتحسس بكفيه النحيفتين إبريق الشاي حتى يشعر بشيء من بالدفء . وفي نهارات الصيف القائظ عندما ينز العرق من جبينه ويلسع الصهد اللافح كل أجزاء جسده الواهن . يفتش عن شيء يضرب به الفراغ الساكن كي يجود عليه ببعض هواء .
عندما يذهب العمال ويتركونه وحيداً ، يتجول داخل البناية ، يتحسس الجدران ، يتفحص صلابة درجات السلم ، ويداعب بقدمه النتوءات علي أرضية الغرف ، يلمح ما قد خبأته أيادي العمال من عيوب ، يعرف مكامن الجمال وموطن القوة . أحيانا يغني بصوت عال فتغني معه الغرف الخاوية فيبتسم رغما عن ألامه (آلامه) . يشعر بالجوع ، يفتش عن بقايا طعام كان قد اقتطعه من غذاء اليوم ، يتناول عشاءه ، يغزل من خيوط الأمنيات رداء يلتحف به ليلاً ، فتحلق به الأحلام بعيداً ،ولكن صخب العمال وضجيج الآلات العملاقة يمزق الرداء فيتبدد الحلم ، ويصرخ قبح الواقع من جديد .
يأتي صباح ويذهب أخر (آخر)، ويستيقظ ذات يوم علي صباح وقد كشرت فيه البناية الضخمة عن أنيابها ، ورمته بنظرات اشمئزاز واستهجان ، تلفظه ... وتلقي به في قسوة علي اقرب (أقرب) رصيف. تبتسم للذين يحملون الحقائب المملوءة بأوراق البنكنوت ودفاتر الشيكات التي تستعد صفحاتها الكثيرة لاستقبال ما قد تخطه الأيادي المكتظة من أصفار .
يحمل بقايا مأواه ويحوم في الشوارع والميادين يفتش عن بناية أخري ... تستقبله عندما تكون عدماً ... وتلفظه عندما تتزين مداخلها استعدادا لاستقبال أصحاب الوجوه المبتسمة علي الحوائط الرخامية . [/align]
تعليق : تكثيف مفتوح يعلن عن شقاء وكد في سردية متماسكة الحدث والبناء القصصي بعناصره المعروفة
فالفكرة واضحة ، والبطل يروي تشابك الحدث وتصاعد العقدة في زمان ومكان وسط تقلبات الحياة عليه ، والشخوص الثانوية
من خلائق صغيرة وأشياء في حجم متاعبه تحيط به ، بينما رؤيا الآلات الكبيرة وحقائب البنكنوت تبدد أحلامه البسيطة فيرى نفسه ملفوظا يبحث عن مكان جديد يأويه .
تحياتي للقاص المبدع وأمنية له بالتوفيق ، وسط بعض الأخطاء اللغوية التي لا تخفي جمال قصته
تعليق
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة محمد محمود أحمد مشاهدة المشاركةبالنسبة لي اعتبرها جيدة رغم كونها غير محركة إعرابيا فهي تنقل واقع معاش لا خيالي عكس ما يزركش البعض قصصه بمتاهات لا اول لها ولا أخر ويجعل القاريء يتيه في دوامات غامضة وفي كل حرف يقرأه يضطرب قلبه متمنيا أن يصل ألى بداية خيط من النتيجة ولكنه لا يصلها وبالنسبة لي انا احب الكتابات المفتوحة من هذا النمط .... بوركت
اشكرك استاذ محمد علي اهتمامك بارك الله فيك وان شاء الله سوف استفيد من ملاحظاتك دمت بالف خير
تعليق
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة محمد فهمي يوسف مشاهدة المشاركة=============
تعليق : تكثيف مفتوح يعلن عن شقاء وكد في سردية متماسكة الحدث والبناء القصصي بعناصره المعروفة
فالفكرة واضحة ، والبطل يروي تشابك الحدث وتصاعد العقدة في زمان ومكان وسط تقلبات الحياة عليه ، والشخوص الثانوية
من خلائق صغيرة وأشياء في حجم متاعبه تحيط به ، بينما رؤيا الآلات الكبيرة وحقائب البنكنوت تبدد أحلامه البسيطة فيرى نفسه ملفوظا يبحث عن مكان جديد يأويه .
تحياتي للقاص المبدع وأمنية له بالتوفيق ، وسط بعض الأخطاء اللغوية التي لا تخفي جمال قصته
شرف لي استاذ محمد ان ينال النص اعجابك ملاحظاتك هي من صميم اهتمامي الفترة القادمة وسوف احاول ان اتجنب الهنات في النصوص المقبلة دمت بالف خير واشكرك شكرا جزيلا
تعليق
-
-
سأدلي بدلوي أنا أيضا بعد إذن استاذنا الجليل
محمد فهمي يوسف
قرأت القصة و أعجبت باسلوب القاص و بتصويره للأحداث
فرأيتني أنظر بالفعل للبطل و هو ينام على الارض و يلتحف الليل
و هو يتحسس بقايا أكل ...يشق طريقه نحو الحلم و لكن الحلم لا يأتي
فسرعان ما ينبلج الصباح و ينهض مسرعا لالتقاط أنفاس يومه العصيب
جميل جميل جميل ما قرأت رغم مرارة واقع البطل المعاش
بوركت أستاذ أحمد حمزة طمبل
نراك في إبداعات أخرى إن شاء الله
تعليق
-
-
المشاركة الأصلية بواسطة منيره الفهري مشاهدة المشاركةسأدلي بدلوي أنا أيضا بعد إذن استاذنا الجليل
محمد فهمي يوسف
قرأت القصة و أعجبت باسلوب القاص و بتصويره للأحداث
فرأيتني أنظر بالفعل للبطل و هو ينام على الارض و يلتحف الليل
و هو يتحسس بقايا أكل ...يشق طريقه نحو الحلم و لكن الحلم لا يأتي
فسرعان ما ينبلج الصباح و ينهض مسرعا لالتقاط أنفاس يومه العصيب
جميل جميل جميل ما قرأت رغم مرارة واقع البطل المعاش
بوركت أستاذ أحمد حمزة طمبل
نراك في إبداعات أخرى إن شاء الله
استاذة منيرة اسعدني مرورك الطيب وكلماتك الرائعة اشكرك علي تشجيعك وشرف لي ان ينال النص اعجابك ودمت بالف خيرالتعديل الأخير تم بواسطة احمد حمزة طمبل; الساعة 27-06-2013, 07:53.
تعليق
-
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 67333. الأعضاء 7 والزوار 67326.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 409,257, 10-12-2024 الساعة 06:12.
تعليق