هاشم الرفاعي .. اغتراب وألم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. حسين علي محمد
    عضو أساسي
    • 14-10-2007
    • 867

    هاشم الرفاعي .. اغتراب وألم

    هاشم الرفاعي .. اغتراب وألم
    تأليف: الدكتور محمد علي داود

    عرض: أ.د. حسين علي محمد
    ................................................

    أصدر الدكتور محمد علي داود (1944 ـ 1998م) الأستاذ بجامعتي الأزهر والإمام محمد بن سعود الإسلامية كتاباً مؤخراً بعنوان "هاشم الرفاعي .. اغتراب وألم" في 128 صفحة من القطع المتوسط.
    وهاشم الرفاعي (1935-1959م/1354-1379هـ) شاعر من شعراء الصحوة الإسلامية وقصيدته التي مطلعها:
    أبتاهُ ماذا قدْ يخُطُّ بنـاني .:. والحبلُ والجلاّدُ ينتظراني؟
    معروفة ومحفوظة في الصدور.
    وكذلك قصيدته عن شباب الإسلام التي مطلعها:
    ملكنا هذه الدنيــا قرونا .:. وأخضعَهـا جدودٌ خالدونـا
    ما الذي أورث هذا الشاعر المسلم الشاب السأم والألم فجعله يعيش مغتربا، وهو شاب يُفترض فيه أن يتفجّر بالحياة والرغبة في الإصلاح؟
    لقد نشأ هاشم الرفاعي نشأة دينية أورثته غيرة على الإسلام والوطن، وبعثت في نفسه عوامل النهوض والإصلاح، لذا ظل يجاهد بشعره، ويُدافع عن مبادئ الإسلام، ولم يدّخر وسعاً في سبيل الوصول إلى مراده، وعلى رأس ذلك: نهضة الإسلام، ورفعة الوطن، وتحقيق الحياة الكريمة للشعب، وكم نادى بالإصلاح، وكم قال شعراً، ولكنه أحسَّ أن أحداً لا يستجيب له، وأن أشعاره لا تؤتي ثمارها، وأن الواقع يٌحاصر آماله ويُجهضُها، ومن ثم رأينا أشعار الاغتراب والألم.
    ومن أشعاره الرائعة التي تعبر عن ذلك:
    وحولي من سكون الليـ .:. لِ والأوهـامِ أستـارُ
    وفي رأسي خيــالاتُ .:. تموجُ بهِ وأفكـــارُ
    سجينٌ لي من الظلمــا .:. تِ قضبــانٌ وأسوارُ
    تُعذِّبني أحا سيـــسٌ .:. لها بالقلبِ أظفـــارُ
    تموجُ لديْــهِ آمــالٌ .:. وتذوي منهُ أزهــارُ
    ويحيا حين تبرقُ مــنْ .:.سنــا الأحلامِ أنوارُ
    وبين يديْــهِ مسكوبٌ .:.من الأوهام مــدرارُ
    لهُ لليــأسِ أسبـابُ .:. وللتأميــلِ أعــذارُ
    لقد تناول المؤلف في كتابه الحياة السياسية والاجتماعية في زمن الشاعر، وبين كيف أثرت فيه، ووضح أسباب اغتراب الشاعر، وهي:
    1-التناقض بين المربى (البيئة الخاصة) والواقع.
    2-تناقض ذاته وآماله مع الواقع.
    3-انقلاب المعايير والموازين.
    ثم تناول مضامين الاغتراب عنده، فوضح أنها اغتراب موضوعي، واغتراب بمعنى عدم القدرة والعجز عن التغيير، واغتراب بمعنى تلاشي المعايير واختلال الموازين، واغتراب باعثه ديني أو سياسي. ثم تناول مظاهر الاغتراب في شعر هاشم الرفاعي وقصصه الشعري، وختم الكتاب بنموذجين شعريين للاغتراب عنده.
    إنه كتاب جديد في موضوعه، فلم يتناول واحد من الذين كتبوا عن هاشم الرفاعي من قبل ـ وهم كثير ـ ظاهرة الاغتراب في شعره، وهذه خصيصة في أبحاث الدكتور محمد علي داود؛ فهو يلجأ إلى موضوعات جديدة لم تُطرق من قبل في دراساته لتكون له لذة الاكتشاف والدخول إلى أراض بكر لم تطأها قدم من قبل.
  • روح محمد
    • 20-12-2008
    • 2

    #2
    صداقه نادره

    قلما تجد صديقا وفيا وإذا وجدته وصى به أبنائك حقا انه شئ يدخل البهجه على قلبك حين يودك ويرعاك ليس صديقك بل صديق اباك انا ابنة الدكتور الراحل محمد على داود اتوجه للدكتور حسين محمد الصديق الصدوق بكل الشكر على هذا الاشادة فى حق والدى وفقك الله ورعاك وجعللك ممن قال عنهم الله (صدقوا ماعهدواالله عليه )

    تعليق

    • وفاء الحمري
      أديب وكاتب
      • 09-11-2007
      • 801

      #3
      أروع ما كتب هذا المجاهد بالكلمة شعرا وزجلا ومسرحية عليه رحمة الله والنعم



      شباب الإسلام - لهاشم الرفاعي

      مـلـكـنـا هذه الدنيا قرونا
      وأخـضـعـها جُدودٌ خالدونا
      وسـطّـرنا صحائفَ من ضياءٍ
      فـمـا نسيَ الزمانُ ولا نسينا
      حـمـلـنـاها سيوفاً لامعاتٍ
      غـداةَ الـرَّوعِ تـأبى أنْ تلينا
      إذا خـرجتْ من الأغمادِ iيوماً
      رأيـت الـهـولَ والفتْحَ المبينا
      وكـنَّـا حـيـنَ يأخذنا ولِيٌّ
      بـطـغـيانٍ ندوسُ له الجبينا
      تـفـيـض قلوبُنا بالهدي بأساً
      فـما نغضي عن الظلمِ الجفونا
      ومـا فـتئ الزمانُ يدورُ iiحتى
      مـضـى بـالمجدِ قومٌ iiآخرونا
      وأصبحَ لا يرى في الركب قومي
      وقـد عـاشـوا أئـمته سنينا
      وآلَـمـنـي وآلَـمَ كلّ iiحُرٍّ
      سـؤالُ الـدهرِ أين iiالمسلمونا؟
      تـرى هـل يرجع الماضي فإني
      أذوب لـذلـك الماضي حنينا
      بـنـينا حقبةً في الأرض iiملكاً
      يُـدعِّـمـه شـبابٌ iiطامحونا
      شـبـابٌ ذلّـلوا سبلَ المعالي
      ومـا عرفوا سوى الإسلام iiدينا
      تـعـهَّـدهـم فـأنبتهم نباتاً
      كـريـماً طابَ في الدنيا غصونا
      هـمُ وردوا الحياضَ مباركات
      فـسـالـتْ عندهم ماءً معينا
      إذا شـهدوا الوغى كانواكماةً
      يـدكّـونَ الـمعاقلَ والحصونا
      وإن جـنَّ الـمساءُ فلا تراهم
      مـن الإشـفـاق إلا ساجدينا
      شـبـاب لَـم تـحطّمه الليالي
      ولـم يُـسلِم إلى الخصمِ العرينا
      ولَـم تـشهدهُمُ الأقداحُ يوماً
      وقـد مـلأوا نواديهم مُجونا
      ومـا عـرفوا الأغاني مائعاتٍ
      ولـكـن الـعلا صيغتْ لحونا
      وقـد دانـوا بأعظُمهم نضالاً
      وعـلـمـاً لا بأجرئهم عيونا
      فـيـتّـحـدون أخلاقاً iعِذاباً
      ويـأتـلـفـون مُجتمعاً رزينا
      فـمـا عرف الخلاعةَ في بناتٍ
      ولا عـرف الـتخنّث في بنينا
      ولَـم يـتـشدقوا بقشورِعلْمٍ
      ولَـم يـتـقلّبوا في الملحدينا
      ولَـم يـتـبجّحوا في كل أمرٍ
      خـطـيـر كي يقالَ مثقفونا
      كـذلك أخرج الإسلام قومي
      شـبـابـاً مـخلصاً حرّاً أمينا
      وعـلـمه الكرامة كيف تبنى
      فـيـأبـى أن يُـقيَّد أو يهونا
      دعـونـي مـن أمانٍ كاذباتٍ
      فـلـم أجـد الـمنى إلا ظنونا
      وهـاتـوا لـي من الإيمانِ نوراً
      وقـوّوا بـيـن جـنبيَّ اليقينا
      أمـدُّ يـدي فأنتزع الرواسي
      وأبـنـي الـمجد مؤتلفاً مكينا

      .
      شكرا يا دكتورحسين على هذه الخدمة المتفانية من أجل الأدب الرفيع الرافع الأمة
      جزاك الله خيرا
      أتابعك
      .
      التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الحمري; الساعة 27-12-2008, 18:40.
      كفرت بالسلم والإذعان والوهن
      وذلة ظهرت في السر والعلن
      ووردة أهديت لهم بلا خجل
      وشوكة الهود تسقي السمّ في وطني
      من قصيدة فلسطين الأم
      وفاء الحمري
      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
      مدونة الساخرة​

      تعليق

      • ثروت الخرباوي
        أديب وقانوني
        • 16-05-2007
        • 865

        #4
        كتبت ذات مرة عن ذلك الشاعر الفذ المقال الآتي
        ( عبقريات نبتت في أرض مصر

        الرفاعي شاعر الحرية )

        ( لو أمهل القدر هاشم الرفاعي لصار أمير الشعر والشعراء قاطبة ) كانت تلك هي كلمات عباس العقاد عندما وصله نبأ مصرع الشاعر الشاب هاشم الرفاعي .. لم يكن غريبا أن تخرج هذه الكلمات من قلم العقاد وهو من هو في حق شاعر قضى نحبه وهو مازال غض الإهاب معطر الجلباب ..كان هاشم الرفاعي قبل موته قد بدأ يشق طريقه في دنيا الأدب وعالم الشعر حتى تسنم ذروة الإبداع بلا منازع يبزه من جيله أو من أجيال سبقته .. لله در هذا الشاعر لم أعرف في حياتي قصيدة تتبعها الشعراء وكتبوا على منوالها كقصيدته ( رسالة في ليلة التنفيذ ) فقد أحصى أحد النقاد أكثر من مائتي قصيدة كتبها العشرات من الشعراء بنفس نسق قصيدة الرفاعي السامقة بمعناها ومبناها .. تلك القصيدة التي قال فيها
        أبتاه مـاذا قـد يخط بناني *** والحبل والجلاد منتظران
        هذا الكتاب إليك من زنزانة *** مقرورة صخرية الجدران
        لـم تبق إلا لـيلة أحيا بها *** وأحس أن ظلامها أكفاني
        ستمر ياأبتاه لست أشك في *** هذا وتحمل بعدها جثماني

        ولد هاشم الرفاعي في منتصف مارس من عام 1935 في أنشاص الرمل من محافظة الشرقية حيث ينتهي نسبه إلى الإمام أبي العباس أحمد الرفاعي الذي أسس الطريقة الرفاعية في القرن السادس الهجري .. وفي أنشاص حيث الخمائل والحدائق وعطر الربيع وسحر المكان وروعة الزمان نشأ الصغير هاشم حيث درج في بيت علم وفقه زاخر بأمهات الكتب في الأدب والفقه فجمع بين علوم العقول وعلوم القلوب , وعندما شب عن الطوق استلفت نظره ضريح جده الشيخ مصطفى الرفاعي .. وتناهى إلى سمعه من كبار العائلة فضل هذا الرجل وعلمه ودينه فجعله قدوة له يتنسم عبقها .
        حفظ الصبي القرآن مبكرا في كُتّاب الشيخ محمد عثمان وفيه ومن داخل هذا الكُتّاب انفتح وجدانه وعقله على مجالس العلم ومجالس تلاوة القرآن فشغف بها وأمضى وقته في تتبعها .. وفي طفولته الباكرة ظهر ولهه بالشعر حتى أنه كان يجلس على مصطبة أمام بيته حيث يتجمع حوله أقرانه وهو ينشدهم بعض أبيات فاحت بها قريحته ,, وفي تلك السن المبكرة كان يصطحب أترابه فيذهبون إلى حدائق الملك في أنشاص الخاصة حيث الجداول والظلال والخمائل والاشجار الباسقة .. فإذا قرأت شعره بعد ذلك عرفت على التو أن تلك الطبيعة الساحرة عكست صورها في وجدانه فاتسع أفقه ورحب خياله فكان شعره بعضا من جمال الطبيعة وعبقا من حريتها .
        وبعد أن دخل الصغير المدارس الإبتدائية سرعان ماتحول إلى الدراسة الدينية حيث التحق عام 1947بمعهد الزقازيق الديني .. ومن هذا المعهد كانت أول قصائده المبكرة وهو في السنة الثانية الإبتدائية الأزهرية وكانت عن ( جرح فلسطين ) .
        وفي عام 1956 تخرج الفتى من معهد الزقازيق الديني حيث شكلت فترة الدراسة معالم شخصيته وأثقلت مواهبه حتى فاق في شعره كبار شعراء عصره .. كان هذا هو شاعر الوطن الذي لم يكن بعيدا عن قضايا أمته وعن تلك اللحظة الوطنية المشبوبة.. لحظة تحول نظام حكم من ملكي إلى جمهوري .. لحظة جلاء احتلال عن بلدنا ، ذلك الاحتلال البغيض الذي امتص من شرايين مصر خيراتها حتى كاد النيل أن يتوقف عن جريانه احتجاجا على تسلط الدولة المستعمرة ... (( وي كأنه الآن في يومنا هذا يكاد يتوقف عن جريانه احتجاجا على ظلم حكامنا لنا وتسلطهم وطغيانهم وتبعيتهم للاستعمار الحديث )) .. كان هاشم الرفاعي قبل الثورة قائدا من قواد المظاهرات التي تنادي بالجلاء حتى أنه أصيب في إحدى المظاهرات برصاصة طائشة تركت أثرا في أعلى رأسه ...وطنية كأعلى ما تكون الوطنية.. وطنية حفها إيمان .. وإيمان حاطته وطنية .. هكذا تربى وهكذا نشأ ..
        وبهذه التربية الدينية وتلك المشاعر الوطنية خرجت قصيدته المتفردة رسالة في ليلة التنفيذ .. تلحظ مشاعره الدينية عندما قال

        الليـل من حـولي هدوء قاتل *** والذكريات تمور في وجداني
        ويهـدني ألمي فأنشد راحـتي *** في بضع آيـات مـن القرآن
        قد عشت أومن بالإله ولـم أذق *** إلا أخـيراً لــذة الإيـمـان
        ياله من شاعر تهادى إليه الشعر وكأنما يقدم إليه إقنيما مقدسا من أقانيم الإبداع فتوالت عليه عبقرية بلا انقطاع ، أخرج يراع هاشم الرفاعي المئات من القصائد في كافة المجالات وهو بعد صغير وكتب خمس مسرحيات شعرية منها مسرحيته العبقرية التي طاف فيها حول حياة الشاعر العذري ( عروة بن حزام ) وفي عام 1958 فاز الشاعر الشاب بجائزة المجلس الأعلى للفنون والآداب وأصبح شعره الوطني في تلك الفترة معبرا عن نبض الجماهير التي استشرفت معاني الوحدة والقومية , ولذلك سرعان ماتبناه ورعى موهبته الأديب الكبيـر يوسف السباعي وأنزله منزلته التي يستحقها .
        ومن الغريب أن شاعرنا لم يترك مجالا من مجالات الشعر إلا وكتب فيه حتى أنه طرق مجال الشعر العامي وأصبح عضوا في رابطة الزجالين وقامت مناظرات زجلية طريفة ومبدعة بينه وبين كبير الزجالين بالإسكندرية تناقلتها الصحف وجرى حديثها بين الناس... ولكن هل يبقى الأمر على حاله ؟ وهل تترك شياطين الإنس جداول الشعر تغذي وجدان أمتها .. سيظل الصراع بين الحق والباطل باقيا ما بقيت الدنيا .
        من أسف تمكن الحقد من نفس أحد أقاربه كان يطمع في أن يصل إلى مكانة ما فوجد هاشم يبزه ويسبقه , فأعمل الحسد معاوله حتى قام هذا الأثيم وحمل سكينا أخفاها في طيات ملابسه حيث فاجأ شاعرنا وطعنه غيلة وغدرا فسقط مضرجا في دماءه في يوليو من عام 1959 ولم يكن قد وصل إلى الخامسة والعشرين من عمره بعد .. وكأن دمه خط على الأرض أبياتا من قصيدته تعبر عن حاله
        أنا لست أدري هل ستذكر قصتي *** أم سوف يعروها دجى النسيان
        أو أنني سـأكون فـي تاريخنا *** متــآمرا أو هـادم الأوثــان
        كـل الـذي أدريـه أن تجرعي *** كـأس المذلة ليس في إمكانـي

        ثروت الخرباوي

        تعليق

        • د. حسين علي محمد
          عضو أساسي
          • 14-10-2007
          • 867

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة وفاء الحمري مشاهدة المشاركة
          أروع ما كتب هذا المجاهد بالكلمة شعرا وزجلا ومسرحية عليه رحمة الله والنعم



          شباب الإسلام - لهاشم الرفاعي

          مـلـكـنـا هذه الدنيا قرونا
          وأخـضـعـها جُدودٌ خالدونا
          وسـطّـرنا صحائفَ من ضياءٍ
          فـمـا نسيَ الزمانُ ولا نسينا
          حـمـلـنـاها سيوفاً لامعاتٍ
          غـداةَ الـرَّوعِ تـأبى أنْ تلينا
          إذا خـرجتْ من الأغمادِ iيوماً
          رأيـت الـهـولَ والفتْحَ المبينا
          وكـنَّـا حـيـنَ يأخذنا ولِيٌّ
          بـطـغـيانٍ ندوسُ له الجبينا
          تـفـيـض قلوبُنا بالهدي بأساً
          فـما نغضي عن الظلمِ الجفونا
          ومـا فـتئ الزمانُ يدورُ iiحتى
          مـضـى بـالمجدِ قومٌ iiآخرونا
          وأصبحَ لا يرى في الركب قومي
          وقـد عـاشـوا أئـمته سنينا
          وآلَـمـنـي وآلَـمَ كلّ iiحُرٍّ
          سـؤالُ الـدهرِ أين iiالمسلمونا؟
          تـرى هـل يرجع الماضي فإني
          أذوب لـذلـك الماضي حنينا
          بـنـينا حقبةً في الأرض iiملكاً
          يُـدعِّـمـه شـبابٌ iiطامحونا
          شـبـابٌ ذلّـلوا سبلَ المعالي
          ومـا عرفوا سوى الإسلام iiدينا
          تـعـهَّـدهـم فـأنبتهم نباتاً
          كـريـماً طابَ في الدنيا غصونا
          هـمُ وردوا الحياضَ مباركات
          فـسـالـتْ عندهم ماءً معينا
          إذا شـهدوا الوغى كانواكماةً
          يـدكّـونَ الـمعاقلَ والحصونا
          وإن جـنَّ الـمساءُ فلا تراهم
          مـن الإشـفـاق إلا ساجدينا
          شـبـاب لَـم تـحطّمه الليالي
          ولـم يُـسلِم إلى الخصمِ العرينا
          ولَـم تـشهدهُمُ الأقداحُ يوماً
          وقـد مـلأوا نواديهم مُجونا
          ومـا عـرفوا الأغاني مائعاتٍ
          ولـكـن الـعلا صيغتْ لحونا
          وقـد دانـوا بأعظُمهم نضالاً
          وعـلـمـاً لا بأجرئهم عيونا
          فـيـتّـحـدون أخلاقاً iعِذاباً
          ويـأتـلـفـون مُجتمعاً رزينا
          فـمـا عرف الخلاعةَ في بناتٍ
          ولا عـرف الـتخنّث في بنينا
          ولَـم يـتـشدقوا بقشورِعلْمٍ
          ولَـم يـتـقلّبوا في الملحدينا
          ولَـم يـتـبجّحوا في كل أمرٍ
          خـطـيـر كي يقالَ مثقفونا
          كـذلك أخرج الإسلام قومي
          شـبـابـاً مـخلصاً حرّاً أمينا
          وعـلـمه الكرامة كيف تبنى
          فـيـأبـى أن يُـقيَّد أو يهونا
          دعـونـي مـن أمانٍ كاذباتٍ
          فـلـم أجـد الـمنى إلا ظنونا
          وهـاتـوا لـي من الإيمانِ نوراً
          وقـوّوا بـيـن جـنبيَّ اليقينا
          أمـدُّ يـدي فأنتزع الرواسي
          وأبـنـي الـمجد مؤتلفاً مكينا

          .
          شكرا يا دكتورحسين على هذه الخدمة المتفانية من أجل الأدب الرفيع الرافع الأمة
          جزاك الله خيرا
          أتابعك
          .
          شُكراً للأديبة المبدعة الأسناذة وفاء
          على إضافة هذه القصيدة المتميزة للشاعر هاشم الرفاعي (1935 ـ 1959م)،
          مع تحياتي وشُكري.

          تعليق

          • د. حسين علي محمد
            عضو أساسي
            • 14-10-2007
            • 867

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة ثروت الخرباوي مشاهدة المشاركة
            كتبت ذات مرة عن ذلك الشاعر الفذ المقال الآتي
            ( عبقريات نبتت في أرض مصر

            الرفاعي شاعر الحرية )

            ( لو أمهل القدر هاشم الرفاعي لصار أمير الشعر والشعراء قاطبة ) كانت تلك هي كلمات عباس العقاد عندما وصله نبأ مصرع الشاعر الشاب هاشم الرفاعي .. لم يكن غريبا أن تخرج هذه الكلمات من قلم العقاد وهو من هو في حق شاعر قضى نحبه وهو مازال غض الإهاب معطر الجلباب ..كان هاشم الرفاعي قبل موته قد بدأ يشق طريقه في دنيا الأدب وعالم الشعر حتى تسنم ذروة الإبداع بلا منازع يبزه من جيله أو من أجيال سبقته .. لله در هذا الشاعر لم أعرف في حياتي قصيدة تتبعها الشعراء وكتبوا على منوالها كقصيدته ( رسالة في ليلة التنفيذ ) فقد أحصى أحد النقاد أكثر من مائتي قصيدة كتبها العشرات من الشعراء بنفس نسق قصيدة الرفاعي السامقة بمعناها ومبناها .. تلك القصيدة التي قال فيها
            أبتاه مـاذا قـد يخط بناني *** والحبل والجلاد منتظران
            هذا الكتاب إليك من زنزانة *** مقرورة صخرية الجدران
            لـم تبق إلا لـيلة أحيا بها *** وأحس أن ظلامها أكفاني
            ستمر ياأبتاه لست أشك في *** هذا وتحمل بعدها جثماني

            ولد هاشم الرفاعي في منتصف مارس من عام 1935 في أنشاص الرمل من محافظة الشرقية حيث ينتهي نسبه إلى الإمام أبي العباس أحمد الرفاعي الذي أسس الطريقة الرفاعية في القرن السادس الهجري .. وفي أنشاص حيث الخمائل والحدائق وعطر الربيع وسحر المكان وروعة الزمان نشأ الصغير هاشم حيث درج في بيت علم وفقه زاخر بأمهات الكتب في الأدب والفقه فجمع بين علوم العقول وعلوم القلوب , وعندما شب عن الطوق استلفت نظره ضريح جده الشيخ مصطفى الرفاعي .. وتناهى إلى سمعه من كبار العائلة فضل هذا الرجل وعلمه ودينه فجعله قدوة له يتنسم عبقها .
            حفظ الصبي القرآن مبكرا في كُتّاب الشيخ محمد عثمان وفيه ومن داخل هذا الكُتّاب انفتح وجدانه وعقله على مجالس العلم ومجالس تلاوة القرآن فشغف بها وأمضى وقته في تتبعها .. وفي طفولته الباكرة ظهر ولهه بالشعر حتى أنه كان يجلس على مصطبة أمام بيته حيث يتجمع حوله أقرانه وهو ينشدهم بعض أبيات فاحت بها قريحته ,, وفي تلك السن المبكرة كان يصطحب أترابه فيذهبون إلى حدائق الملك في أنشاص الخاصة حيث الجداول والظلال والخمائل والاشجار الباسقة .. فإذا قرأت شعره بعد ذلك عرفت على التو أن تلك الطبيعة الساحرة عكست صورها في وجدانه فاتسع أفقه ورحب خياله فكان شعره بعضا من جمال الطبيعة وعبقا من حريتها .
            وبعد أن دخل الصغير المدارس الإبتدائية سرعان ماتحول إلى الدراسة الدينية حيث التحق عام 1947بمعهد الزقازيق الديني .. ومن هذا المعهد كانت أول قصائده المبكرة وهو في السنة الثانية الإبتدائية الأزهرية وكانت عن ( جرح فلسطين ) .
            وفي عام 1956 تخرج الفتى من معهد الزقازيق الديني حيث شكلت فترة الدراسة معالم شخصيته وأثقلت مواهبه حتى فاق في شعره كبار شعراء عصره .. كان هذا هو شاعر الوطن الذي لم يكن بعيدا عن قضايا أمته وعن تلك اللحظة الوطنية المشبوبة.. لحظة تحول نظام حكم من ملكي إلى جمهوري .. لحظة جلاء احتلال عن بلدنا ، ذلك الاحتلال البغيض الذي امتص من شرايين مصر خيراتها حتى كاد النيل أن يتوقف عن جريانه احتجاجا على تسلط الدولة المستعمرة ... (( وي كأنه الآن في يومنا هذا يكاد يتوقف عن جريانه احتجاجا على ظلم حكامنا لنا وتسلطهم وطغيانهم وتبعيتهم للاستعمار الحديث )) .. كان هاشم الرفاعي قبل الثورة قائدا من قواد المظاهرات التي تنادي بالجلاء حتى أنه أصيب في إحدى المظاهرات برصاصة طائشة تركت أثرا في أعلى رأسه ...وطنية كأعلى ما تكون الوطنية.. وطنية حفها إيمان .. وإيمان حاطته وطنية .. هكذا تربى وهكذا نشأ ..
            وبهذه التربية الدينية وتلك المشاعر الوطنية خرجت قصيدته المتفردة رسالة في ليلة التنفيذ .. تلحظ مشاعره الدينية عندما قال

            الليـل من حـولي هدوء قاتل *** والذكريات تمور في وجداني
            ويهـدني ألمي فأنشد راحـتي *** في بضع آيـات مـن القرآن
            قد عشت أومن بالإله ولـم أذق *** إلا أخـيراً لــذة الإيـمـان
            ياله من شاعر تهادى إليه الشعر وكأنما يقدم إليه إقنيما مقدسا من أقانيم الإبداع فتوالت عليه عبقرية بلا انقطاع ، أخرج يراع هاشم الرفاعي المئات من القصائد في كافة المجالات وهو بعد صغير وكتب خمس مسرحيات شعرية منها مسرحيته العبقرية التي طاف فيها حول حياة الشاعر العذري ( عروة بن حزام ) وفي عام 1958 فاز الشاعر الشاب بجائزة المجلس الأعلى للفنون والآداب وأصبح شعره الوطني في تلك الفترة معبرا عن نبض الجماهير التي استشرفت معاني الوحدة والقومية , ولذلك سرعان ماتبناه ورعى موهبته الأديب الكبيـر يوسف السباعي وأنزله منزلته التي يستحقها .
            ومن الغريب أن شاعرنا لم يترك مجالا من مجالات الشعر إلا وكتب فيه حتى أنه طرق مجال الشعر العامي وأصبح عضوا في رابطة الزجالين وقامت مناظرات زجلية طريفة ومبدعة بينه وبين كبير الزجالين بالإسكندرية تناقلتها الصحف وجرى حديثها بين الناس... ولكن هل يبقى الأمر على حاله ؟ وهل تترك شياطين الإنس جداول الشعر تغذي وجدان أمتها .. سيظل الصراع بين الحق والباطل باقيا ما بقيت الدنيا .
            من أسف تمكن الحقد من نفس أحد أقاربه كان يطمع في أن يصل إلى مكانة ما فوجد هاشم يبزه ويسبقه , فأعمل الحسد معاوله حتى قام هذا الأثيم وحمل سكينا أخفاها في طيات ملابسه حيث فاجأ شاعرنا وطعنه غيلة وغدرا فسقط مضرجا في دماءه في يوليو من عام 1959 ولم يكن قد وصل إلى الخامسة والعشرين من عمره بعد .. وكأن دمه خط على الأرض أبياتا من قصيدته تعبر عن حاله
            أنا لست أدري هل ستذكر قصتي *** أم سوف يعروها دجى النسيان
            أو أنني سـأكون فـي تاريخنا *** متــآمرا أو هـادم الأوثــان
            كـل الـذي أدريـه أن تجرعي *** كـأس المذلة ليس في إمكانـي

            ثروت الخرباوي
            شُكراً للأستاذ الأديب ثروت الخرباوي
            على إضافة هذه المقالة الجميلة هنا،
            مع تحياتي.

            تعليق

            • د. حسين علي محمد
              عضو أساسي
              • 14-10-2007
              • 867

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة روح محمد مشاهدة المشاركة
              قلما تجد صديقا وفيا وإذا وجدته وصى به أبنائك حقا انه شئ يدخل البهجه على قلبك حين يودك ويرعاك ليس صديقك بل صديق اباك انا ابنة الدكتور الراحل محمد على داود اتوجه للدكتور حسين محمد الصديق الصدوق بكل الشكر على هذا الاشادة فى حق والدى وفقك الله ورعاك وجعللك ممن قال عنهم الله (صدقوا ماعهدواالله عليه )
              شُكراً للأديبة الأستاذة روحية،
              مع تحياتي وموداتي، وسلامي للأسرة الحبيبة جميعاً،
              ورحم الله أباك وغفر لنا وله.

              تعليق

              يعمل...
              X