رفقاً بِقلب العروبة أيها المصريون ..!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نجاح عيسى
    أديب وكاتب
    • 08-02-2011
    • 3967

    رفقاً بِقلب العروبة أيها المصريون ..!

    نعم ..رفقاً بمصر ...فهي قلب العروبة كلها أيها المصريّون ..، كونوا على ثقة وتأكدوا أن مصر ليست وطنكم وحدكم ..
    والقاهرة ليست عاصمتكم وحدكم ....وهذا النيل الخالد ..ليس نيلكم وحدكم ..وتراثها وحضارتها ليست تراثكم وحدكم ..
    إنها فخر لكل العرب ..ومنارة لكل العرب ..وتاريخٌ يزهو به كل العرب ..!
    صدقوني ..أن قلوبنا لتنفطر ..ونفوسنا تجزع وهي ترى تلك الجموع المحتشدة في مختلَف الميادين ..كل منها متحفّز
    للآخر ..كل منها يهتف بما يوافق هواه ..ويستفزّ الميدان الآخر ..
    هذا يقول يعيش وذاك يصرخ يسقط ..هذا يقول نحن معك ..وذاك يهتف إرحل ..، وماذا بعد أيها المصريّ الأصيل
    ماذا بعد كل هذا التناقض ..والتصارع والخلافات المستشرية في كل مناحي الحياة ..
    وإلى أين أنتم ذاهبون بمصر ..مصرنا ومصركم ..ألا ترون تلك الهوة السحيقة ..وقد أصبحتم على شفا أطرافها الملتهبة ؟؟
    أما من وسيلة لوأد هذه الفتنة قبل أن تشرئب برؤوسها وتلتهم اليابس والأخضر ..؟؟
    أما من صوت عاقل يستطيع احتواء الخصمين ..والسير بهما نحو تسوية أو رأي يجمع هذا على ذاك ..ولو بالحد الأدنى ؟؟
    نحن هنا لسنا بِصدد اتهام هذا والدفاع عن الآخر ..فقد فات الآوان كما يبدو من المعطيات اليومية ..
    صدقوني بنتا نخشى من انطلاق أول رصاصة ..في ذلك الصراع ..فهي التي ستكون الشرارة لهذا الجحيم الذي
    نسأل الله أن يجنب مصر الوقع فيه ..
    ما أشد حلكة القادم ..حين نتخيل هذا المشهد ..وما أشد ضياعنا ..لو اشتعلت مصر ..فمَن لنا وللعرب جمعاء إن غرقت
    مصر ..على من سنراهن في رأب صدعنا ..وفي نُصرة مسيرتنا ..وفي الأخذ بيدنا ..
    وعلى من ننادي ونستصرخ حين يُحيق المكر السيء بقدسنا وأقصانا ...ومقدساتنا ..
    كانت مصر هي المنارة الوحيدة الباقية في ظلام هذا البحر المترامي الأطراف ، بعد ان أطفأت الريح الهوجاء
    من حولنا كل المنارات ..
    فلو وقف شيخ الأقصى ذات يوم ..أو ذات أزمة حقيقية ..ونادى ..يا عرب ..أينكم أيها العرب ..القدس في خطر
    والأقصى في خطر ..ومقدساتنا في خطر ..ترابنا رحل ..وزيتوننا انتحر ..فمن تُرى سيلبي ندائه ..
    ومن سيسمع صوته ..ولكل منكم شأن يُغنيه
    ..
    اليوم لا سوريا ..ولا المغرب العربي ..ولا مصر ..ولا الخليج الذي يلهو في ملاعب الجولف العالمية ..ويُسابق
    في ماراثون ناطحات السحاب ..الأكثر نطحاً ..واستقبال نجوم الفن العالمي والعربيّ في الفنادق الفاخرة ..والأشد
    بذخاً ورفاهية ..بأسعارها الفلكيّة ..
    إلى جانب أنه لم يعُد سراً صداقة بعض دول الخليج العلنية لإسرائيل ..
    ايها المصري العزيز..رفقاً بمصر فهي قلب العروبة النابض ..مهما عصفت بها الرياح ..ومهما أرهقتها المكائد
    والتجاذبات ..وهي الشقيقة الكبرى التي لا تشيخ ..وهي الكتف التي يستند عليها كل ضعيف ..
    فلا تُضيعوها ..ولا تجرحوها ..ولا تحرقوها بأيديكم ..نتوسلُ إليكم ..
    هذه كلماتٌ ارتجلتها للتّو ..وأنا أمام شاشة التلفاز ..أشاهد هذه الجموع بل هذه الملايين ..وهي تلوّح بأعلام مصر ..
    والصورة قد انشطرت إلى نصفين كما المشهد العام في مصر ..على يمين الشاشة ميدان رابعة العدوية ..وعلى
    يسارها ميدان التحرير ..الذي انطلقت منه شرارة الثورة ..في 25 يناير .((لكن )) شتّان ما بين الأمس واليوم ..
    فبالأمس كان يملؤنا الفرح والتفاؤل والأمل بخلاص مصر من نظام ظالم فاسد ..وبإشراقة شمس الحرية على ربوع مصر ..
    أما اليوم فيملؤنا الفزع ...والتّرقُّب ..والخوف على هذه المنارة من الإنطفاء بين أذرع العواصف الهوجاء ...
    وأرجو المعذرة ..إن جاءت كلماتي ركيكة أو أسلوبي هشاً ضعيفاً ..أو تفكيري ساذجاً سطحياً ..فهذا المُصاب الجلَل الذي
    يتهدّد مصرنا الحبيبة ..لا يسمح بانتقاء الألفاظ ..او تنميق الكلام ...بل يترك القلب ينبض ،والقلم يكتب ما يُمليه عليه القلب
    بكل تلقائية وعفوية ..!
    حفظ الله مصرنا من كل معتدِ أثيم ..ومن كل غدارٍ لئيم ..وجنّب أهلها الفتن ..وانعم عليها بالأمن والأمان ..إنه على كل شيء قدير .
  • روينا عاصم
    أديب وكاتب
    • 07-07-2012
    • 240

    #2
    استاذة نجاح عيسى.. لا أدرى لماذا يتشح مقالك بالسواد ونحن فى فرح بالغ ونسمع العالم أنشودة وطنية مجيدة.. فليس عندنا إنقسام سيدتى .. فميادين 27 محافظة وفى القاهرة فقط تحريراتحادية قصرالقبة وأيضا قصر الحرس الجمهورى كل هذا الحشد فى مقابلة ميدان رابعة العدوية فأين الإنقسام ؟؟ ملايين تخرج فى مقابل بضعة الالاف يساندهم الإرهابين !!! ومصر شعبا وجيشا وشرطة ومؤسسات تساند بعضها البعض سلميا.. لو كنتِ تحبى مصر حقا افرحى لها وساندى جيشها الذى أذل عدوك ونصر العرب والعروبة .. افرحى بمصر سيدتى فمصر تبتر عضو أفسد عليها الحياة فى الداخل والخارج ... افرحى سيدتى وادعى لمصر بأن يحميها من الغدر واللئم والخسة من الكثيرين ... همسة صغيرة اتركى مشاهدة قناة الجزيرة وشاهدى قنواتنا المصرية تقديرى لكِ

    تعليق

    • نجاح عيسى
      أديب وكاتب
      • 08-02-2011
      • 3967

      #3
      مساء الخير استاذة روينا ..
      اظنك رأيت يا سيدتي أنني ختمتُ مقالتي بالدعاء لمصر ..قبل أن تدعيني لفعل ذلك ..
      ثانياً ..وهو الأهم ..نحن كفرنا بالجزيرة منذ وقت طويل يا عزيزتي ، وقاطعناها ..
      ونحن ضد قطر ..وضد سياستها التخريبية في الوطن العربيّ ..فلا تقلقي ..نحن في فلسطين
      نمتلك البصيرة التي لا يمتلكها الكثير من العرب ..
      وضد جهاد الإرهابيين الذين عاثوا خراباً في سوريا بادعاء الثورية ..والحرص على حرية
      الشعب السوري ..
      وأما عن مقالي ..فلا أظن انني كتبتُ فيه كلمة فيها انحيازاً لأي طرف من الأطراف ..
      كنت أتكلم بكل حيادية ..كمواطنة فلسطينية تربّت وتتلمذت ..على حب مصر بل على عشقها ..
      فلماذا تُشكّكي في هذا الحب وهذا الحرص على سلامة مصر..
      وإن كنتِ حضرتك رأيت ن مقالييتشح بالسواد ..فلإني كتبته قبل ان تنجلي الرؤية ..وتتوضّح الأمور ..
      وقبل بيان جيشكم بساعات ..ثم يا سيدتي أنا لا يهمني مَن يحكم مصر ..ومن يصعد غلى سدّة الحكم
      أو مَن ينزل عنها ..المهم عندي هو أرى مصر مستقرة ..آمنة ..سالمة ..
      فلا أنا اخونجية ..ولا أنا مباركيّة ..ولا أنا فلولية ..ولستُ ممن يحبوا التّعصب ولا الإنحياز ..
      ولست احمل فكر تكفيري ..ولستُ من المتحمّسين لللثورة السورية ..
      ولكن بصراحة..أصبتُ ببعض الإمتعاض الآن وأنا أرى هذا البرادعي ..على الشاشة ..
      فهل ننتظر احمد شفيق بعد قليل..كي يطلع علينا عبر الشاشات ..يقول أنه يُهنأ بهذه
      الإنطلاقة الجديدة لثورة 25 يناير ..!!!!!
      وكي تطمئني ..احب أن أُصارحك أنني كنتُ اتمنى أن يفوز بالإنتخابات المصرية
      الأخيرة ( حمدين الصباحي ) أو ( أحمد زويل ) ..لا شفيق أو البرادعي ...ولا مرسي كمان ...!!!!
      تحياتي وتقديري

      تعليق

      • معاذ حسن
        أديب وكاتب
        • 22-05-2013
        • 63

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة نجاح عيسى مشاهدة المشاركة
        نعم ..رفقاً بمصر ...فهي قلب العروبة كلها أيها المصريّون ..، كونوا على ثقة وتأكدوا أن مصر ليست وطنكم وحدكم ..والقاهرة ليست عاصمتكم وحدكم ....وهذا النيل الخالد ..ليس نيلكم وحدكم ..وتراثها وحضارتها ليست تراثكم وحدكم ..إنها فخر لكل العرب ..ومنارة لكل العرب ..وتاريخٌ يزهو به كل العرب ..!صدقوني ..أن قلوبنا لتنفطر ..ونفوسنا تجزع وهي ترى تلك الجموع المحتشدة في مختلَف الميادين ..كل منها متحفّز للآخر ..كل منها يهتف بما يوافق هواه ..ويستفزّ الميدان الآخر ..هذا يقول يعيش وذاك يصرخ يسقط ..هذا يقول نحن معك ..وذاك يهتف إرحل ..، وماذا بعد أيها المصريّ الأصيل ماذا بعد كل هذا التناقض ..والتصارع والخلافات المستشرية في كل مناحي الحياة ..وإلى أين أنتم ذاهبون بمصر ..مصرنا ومصركم ..ألا ترون تلك الهوة السحيقة ..وقد أصبحتم على شفا أطرافها الملتهبة ؟؟أما من وسيلة لوأد هذه الفتنة قبل أن تشرئب برؤوسها وتلتهم اليابس والأخضر ..؟؟أما من صوت عاقل يستطيع احتواء الخصمين ..والسير بهما نحو تسوية أو رأي يجمع هذا على ذاك ..ولو بالحد الأدنى ؟؟نحن هنا لسنا بِصدد اتهام هذا والدفاع عن الآخر ..فقد فات الآوان كما يبدو من المعطيات اليومية ..صدقوني بنتا نخشى من انطلاق أول رصاصة ..في ذلك الصراع ..فهي التي ستكون الشرارة لهذا الجحيم الذي نسأل الله أن يجنب مصر الوقع فيه ..ما أشد حلكة القادم ..حين نتخيل هذا المشهد ..وما أشد ضياعنا ..لو اشتعلت مصر ..فمَن لنا وللعرب جمعاء إن غرقت مصر ..على من سنراهن في رأب صدعنا ..وفي نُصرة مسيرتنا ..وفي الأخذ بيدنا ..وعلى من ننادي ونستصرخ حين يُحيق المكر السيء بقدسنا وأقصانا ...ومقدساتنا ..كانت مصر هي المنارة الوحيدة الباقية في ظلام هذا البحر المترامي الأطراف ، بعد ان أطفأت الريح الهوجاء من حولنا كل المنارات ..فلو وقف شيخ الأقصى ذات يوم ..أو ذات أزمة حقيقية ..ونادى ..يا عرب ..أينكم أيها العرب ..القدس في خطر والأقصى في خطر ..ومقدساتنا في خطر ..ترابنا رحل ..وزيتوننا انتحر ..فمن تُرى سيلبي ندائه ..ومن سيسمع صوته ..ولكل منكم شأن يُغنيه ..اليوم لا سوريا ..ولا المغرب العربي ..ولا مصر ..ولا الخليج الذي يلهو في ملاعب الجولف العالمية ..ويُسابق في ماراثون ناطحات السحاب ..الأكثر نطحاً ..واستقبال نجوم الفن العالمي والعربيّ في الفنادق الفاخرة ..والأشد بذخاً ورفاهية ..بأسعارها الفلكيّة ..إلى جانب أنه لم يعُد سراً صداقة بعض دول الخليج العلنية لإسرائيل ..ايها المصري العزيز..رفقاً بمصر فهي قلب العروبة النابض ..مهما عصفت بها الرياح ..ومهما أرهقتها المكائد والتجاذبات ..وهي الشقيقة الكبرى التي لا تشيخ ..وهي الكتف التي يستند عليها كل ضعيف ..فلا تُضيعوها ..ولا تجرحوها ..ولا تحرقوها بأيديكم ..نتوسلُ إليكم ..هذه كلماتٌ ارتجلتها للتّو ..وأنا أمام شاشة التلفاز ..أشاهد هذه الجموع بل هذه الملايين ..وهي تلوّح بأعلام مصر ..والصورة قد انشطرت إلى نصفين كما المشهد العام في مصر ..على يمين الشاشة ميدان رابعة العدوية ..وعلى يسارها ميدان التحرير ..الذي انطلقت منه شرارة الثورة ..في 25 يناير .((لكن )) شتّان ما بين الأمس واليوم ..فبالأمس كان يملؤنا الفرح والتفاؤل والأمل بخلاص مصر من نظام ظالم فاسد ..وبإشراقة شمس الحرية على ربوع مصر ..أما اليوم فيملؤنا الفزع ...والتّرقُّب ..والخوف على هذه المنارة من الإنطفاء بين أذرع العواصف الهوجاء ...وأرجو المعذرة ..إن جاءت كلماتي ركيكة أو أسلوبي هشاً ضعيفاً ..أو تفكيري ساذجاً سطحياً ..فهذا المُصاب الجلَل الذي يتهدّد مصرنا الحبيبة ..لا يسمح بانتقاء الألفاظ ..او تنميق الكلام ...بل يترك القلب ينبض ،والقلم يكتب ما يُمليه عليه القلب بكل تلقائية وعفوية ..!حفظ الله مصرنا من كل معتدِ أثيم ..ومن كل غدارٍ لئيم ..وجنّب أهلها الفتن ..وانعم عليها بالأمن والأمان ..إنه على كل شيء قدير .
        لا أنكر أني وأنا أقرأ ما كتبته الأديبة الأستاذة نجاح عيسى تحت عنوان "رفقاً بِقلب العروبة أيها المصريون ..!" أصابتني رعشة حزن شفيف لعل مصدره صدق الكاتبة بأحاسيسها ومشاعرها الوطنية والقومية النبيلة التي ذكرتني بنفس المشاعر والحماس القومي العروبي الصادق لجيلي الشاب في النصف الثاني من القرن العشرين.نعم فالأستاذة نجاح تشاهد الحدث المصري وتراقبه بحيادية تامة .. لكن ليست الحيادية الباردة أبدا .. بل الحيادية الدامعة العينين والتي تترقب بحذر تلك النتائج المأساوية الأليمة المفترض لأنها سوف تحدث في الشارع المصري .. وها قد بدأت مقدماتها فعلا .. فأخر الأخبار صباح اليوم السبت 6 – 7 – 2013 تقول ب 25 قتيلا بين مدني وعسكري ورجل أمن سقطوا طيلة نهار وليل أمس الجمعة .. والرقم مرشح للتزايد هذا اليوم حسب مصادر أغلب المراسلين الإعلاميين .. بسبب إصرار مناصري الرئيس المخلوع "محمد مرسي" على التظاهر غير السلمي – خصوصا في سيناء ومطار العريش ومحيط الحرس الجمهوري في القاهرة - لإعادة ما يعتبرونه شرعية الرئيس إلى الرئاسة. مع أن قيادة الجيش كفلت حق التظاهر السلمي للجميع موالين ومعارضين شرط عدم الاعتداء أو استخدام السلاح.نعود إلى ما كتبته أديبتنا الراقية الأستاذة نجاح لأتضامن معها في نبض مشاعرها الوطنية والقومية الجريحة هذه الأيام وتخوفها من تفاعلات ما سيحدث في مصر في الأيام القادمة .. وأقدر جرحها الأول والكبير كفلسطينية .. بل جرحنا جميعا كعرب .. وهو القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني البغيض .. وغياب أي دور عربي فاعل اليوم بخصوص القدس وحقوق الفلسطينيين المغتصبة والضائعة منذ أكثر من نصف قرن من الزمن.كما أقدر عاليا نواياها الطيبة والصادقة تجاه الشعب المصري في محنته هذه.لكن مع ذلك أحب أن أقول للكاتبة القديرة الأستاذة نجاح عيسى أن حركة التاريخ لا تعبأ بالنوايا الطيبة للأفراد .. هكذا هي دروس التاريخ دائما .. فلنقرأها ونتمعن في أحداثها .. وأقصد بالتاريخ .. التاريخ البشري وليس تاريخ منطقة محددة من العالم .. فالتاريخ له قوانينه وأدواته التي تصنعها حركات الشعوب دائما .. والعنف غالبا ما يكون هو الولاّدة أو قابلة التاريخ. كما أن للتاريخ مكره الخاص .. إذا كانت الشعوب سلبية أوعلى الهامش من حركته وحركة الزمن فيه. فما يحدث في مصر اليوم .. وفي سوريا .. وفي اليمن .. وتونس .. والسودان قريبا . كما سوف يعم المنطقة العربية قريبا سببه بل جذره الرئيس هو غياب أو تغييب الشعوب العربية أفرادا وجماعات طيلة قرون من الزمن عن ساحة الفعل السياسي داخليا أو خارجيا مما أدى إلى زيادة العصبيات القبلية والدينية والإثنية العرقية في قاع المجتمعات العربية على أساس الولاء القبلي الضيق فقط الأمر الذي استثمرته كل أشكال الحكم التي توالت على منطقتنا العربية منذ أيام الخلافة العباسية وحتى اليوم ..ولعل ذلك كان من أحد الأسباب القوية جدا في ضياع فلسطين أواخر النصف الأول من القرن العشرين .. حيث كانت الشعوب العربية في غفلة عن حركة التاريخ ومجتمعاتها تترنح من بقايا استعمار أوروبي ظالم ومن أنظمة حكم وطنية وليدة لا تستطيع البقاء دون الاعتماد على إرث الولاءات القبلية القديمة وبمساعدة حكومات الغرب الاستعمارية نفسهااليوم فقط ومنذ أواخر عام 2010 في تونس ومن ثم امتداد ذلك إلى الكثير من الدول العربية بدأت هذه المعادلة القروسطية في العلاقة بين الحاكم والشعب المحكوم في عالمنا العربي الإسلامي والمسيطرة منذ قرون بالتخلخل والسقوط .. فهل يمكن أن يتم ذلك بدون تضحيات وإراقة دماْء؟.سؤال لن تكون الإجابة عليه برسم الإرادات الفردية .. أو برسم النوايا الطيبة .. فقط .. بل برسم لحظة التاريخ الراهنة بكل تعقيداتها وتشابكاتها وتوازن مصالح القوى الفاعلة على الأرض سواء في الداخل أم في الخارج, كما برسم أشكال التدخل التي تعلنها هذه الشعوب التي بدأت تستيقظ من جديد كما استيقظت شعوب أوروبا أواخر القرن الثامن عشر وطيلة القرن التاسع عشر ضد أنظمة ملكية تستند إلى في حكمها المطلق على ولائها للكنيسة والحق الإلهي المقدس في الحكم .. وكانت تلك الشعوب قد دفعت ضرائب أليمة ومكلفة حتى انتصرت نهائيا وحققت ما حققت بعد ذلك.مع ذلك فمن جهتي أضم صوتي إلى صوت الأستاذة نجاح عيسى وأقول "رفقا بقلب العروبة فعلا أيها المصريون" فمصر منذ أواخر القرن التاسع عشر كانت - وما تزال - هي مركز الثقل الحقيقي في المنطقة العربية عموما وما يحدث فيها مؤشر كبير على ما سيحدث في جوارها ولو بعد حين .. راجعوا تاريخ العالم العربي طيلة القرن العشرين لتتأكدوا من ذلك.وأخيرا تمنى من كل قلبي وجوارحي .. كما يتمنى الجميع أن تهدأ العاصفة في مصر بأقل الخسائر الممكنة.وألف شكر للأديبة والكاتبة القديرة الأستاذة نجاح عيسى على ما كتبت في مقالها والذي تتضمن مشاعر وطنية وقومية صادقة .. وحس إنساني رهيف حقا.
        التعديل الأخير تم بواسطة معاذ حسن; الساعة 06-07-2013, 08:27.

        تعليق

        • معاذ حسن
          أديب وكاتب
          • 22-05-2013
          • 63

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة نجاح عيسى مشاهدة المشاركة
          نعم ..رفقاً بمصر ...فهي قلب العروبة كلها أيها المصريّون ..، كونوا على ثقة وتأكدوا أن مصر ليست وطنكم وحدكم ..
          والقاهرة ليست عاصمتكم وحدكم ....وهذا النيل الخالد ..ليس نيلكم وحدكم ..وتراثها وحضارتها ليست تراثكم وحدكم ..
          إنها فخر لكل العرب ..ومنارة لكل العرب ..وتاريخٌ يزهو به كل العرب ..!
          صدقوني ..أن قلوبنا لتنفطر ..ونفوسنا تجزع وهي ترى تلك الجموع المحتشدة في مختلَف الميادين ..كل منها متحفّز
          للآخر ..كل منها يهتف بما يوافق هواه ..ويستفزّ الميدان الآخر ..
          هذا يقول يعيش وذاك يصرخ يسقط ..هذا يقول نحن معك ..وذاك يهتف إرحل ..، وماذا بعد أيها المصريّ الأصيل
          ماذا بعد كل هذا التناقض ..والتصارع والخلافات المستشرية في كل مناحي الحياة ..
          وإلى أين أنتم ذاهبون بمصر ..مصرنا ومصركم ..ألا ترون تلك الهوة السحيقة ..وقد أصبحتم على شفا أطرافها الملتهبة ؟؟
          أما من وسيلة لوأد هذه الفتنة قبل أن تشرئب برؤوسها وتلتهم اليابس والأخضر ..؟؟
          أما من صوت عاقل يستطيع احتواء الخصمين ..والسير بهما نحو تسوية أو رأي يجمع هذا على ذاك ..ولو بالحد الأدنى ؟؟
          نحن هنا لسنا بِصدد اتهام هذا والدفاع عن الآخر ..فقد فات الآوان كما يبدو من المعطيات اليومية ..
          صدقوني بنتا نخشى من انطلاق أول رصاصة ..في ذلك الصراع ..فهي التي ستكون الشرارة لهذا الجحيم الذي
          نسأل الله أن يجنب مصر الوقع فيه ..
          ما أشد حلكة القادم ..حين نتخيل هذا المشهد ..وما أشد ضياعنا ..لو اشتعلت مصر ..فمَن لنا وللعرب جمعاء إن غرقت
          مصر ..على من سنراهن في رأب صدعنا ..وفي نُصرة مسيرتنا ..وفي الأخذ بيدنا ..
          وعلى من ننادي ونستصرخ حين يُحيق المكر السيء بقدسنا وأقصانا ...ومقدساتنا ..
          كانت مصر هي المنارة الوحيدة الباقية في ظلام هذا البحر المترامي الأطراف ، بعد ان أطفأت الريح الهوجاء
          من حولنا كل المنارات ..
          فلو وقف شيخ الأقصى ذات يوم ..أو ذات أزمة حقيقية ..ونادى ..يا عرب ..أينكم أيها العرب ..القدس في خطر
          والأقصى في خطر ..ومقدساتنا في خطر ..ترابنا رحل ..وزيتوننا انتحر ..فمن تُرى سيلبي ندائه ..
          ومن سيسمع صوته ..ولكل منكم شأن يُغنيه
          ..
          اليوم لا سوريا ..ولا المغرب العربي ..ولا مصر ..ولا الخليج الذي يلهو في ملاعب الجولف العالمية ..ويُسابق
          في ماراثون ناطحات السحاب ..الأكثر نطحاً ..واستقبال نجوم الفن العالمي والعربيّ في الفنادق الفاخرة ..والأشد
          بذخاً ورفاهية ..بأسعارها الفلكيّة ..
          إلى جانب أنه لم يعُد سراً صداقة بعض دول الخليج العلنية لإسرائيل ..
          ايها المصري العزيز..رفقاً بمصر فهي قلب العروبة النابض ..مهما عصفت بها الرياح ..ومهما أرهقتها المكائد
          والتجاذبات ..وهي الشقيقة الكبرى التي لا تشيخ ..وهي الكتف التي يستند عليها كل ضعيف ..
          فلا تُضيعوها ..ولا تجرحوها ..ولا تحرقوها بأيديكم ..نتوسلُ إليكم ..
          هذه كلماتٌ ارتجلتها للتّو ..وأنا أمام شاشة التلفاز ..أشاهد هذه الجموع بل هذه الملايين ..وهي تلوّح بأعلام مصر ..
          والصورة قد انشطرت إلى نصفين كما المشهد العام في مصر ..على يمين الشاشة ميدان رابعة العدوية ..وعلى
          يسارها ميدان التحرير ..الذي انطلقت منه شرارة الثورة ..في 25 يناير .((لكن )) شتّان ما بين الأمس واليوم ..
          فبالأمس كان يملؤنا الفرح والتفاؤل والأمل بخلاص مصر من نظام ظالم فاسد ..وبإشراقة شمس الحرية على ربوع مصر ..
          أما اليوم فيملؤنا الفزع ...والتّرقُّب ..والخوف على هذه المنارة من الإنطفاء بين أذرع العواصف الهوجاء ...
          وأرجو المعذرة ..إن جاءت كلماتي ركيكة أو أسلوبي هشاً ضعيفاً ..أو تفكيري ساذجاً سطحياً ..فهذا المُصاب الجلَل الذي
          يتهدّد مصرنا الحبيبة ..لا يسمح بانتقاء الألفاظ ..او تنميق الكلام ...بل يترك القلب ينبض ،والقلم يكتب ما يُمليه عليه القلب
          بكل تلقائية وعفوية ..!
          حفظ الله مصرنا من كل معتدِ أثيم ..ومن كل غدارٍ لئيم ..وجنّب أهلها الفتن ..وانعم عليها بالأمن والأمان ..إنه على كل شيء قدير .
          لا أنكر أني وأنا أقرأ ما كتبته الأديبة الأستاذة نجاح عيسى تحت عنوان "رفقاً بِقلب العروبة أيها المصريون ..!" أصابتني رعشة حزن شفيف لعل مصدره صدق الكاتبة بأحاسيسها ومشاعرها الوطنية والقومية النبيلة التي ذكرتني بنفس المشاعر والحماس القومي العروبي الصادق لجيلي الشاب في النصف الثاني من القرن العشرين.
          نعم فالأستاذة نجاح تشاهد الحدث المصري وتراقبه بحيادية تامة .. لكن ليست الحيادية الباردة أبدا .. بل الحيادية الدامعة العينين والتي تترقب بحذر تلك النتائج المأساوية الأليمة المفترض لأنها سوف تحدث في الشارع المصري .. وها قد بدأت مقدماتها فعلا .. فأخر الأخبار صباح اليوم السبت 6 – 7 – 2013 تقول ب 25 قتيلا بين مدني وعسكري ورجل أمن سقطوا طيلة نهار وليل أمس الجمعة .. والرقم مرشح للتزايد هذا اليوم حسب مصادر أغلب المراسلين الإعلاميين .. بسبب إصرار مناصري الرئيس المخلوع "محمد مرسي" على التظاهر غير السلمي – خصوصا في سيناء ومطار العريش ومحيط الحرس الجمهوري في القاهرة - لإعادة ما يعتبرونه شرعية الرئيس إلى الرئاسة. مع أن قيادة الجيش كفلت حق التظاهر السلمي للجميع موالين ومعارضين شرط عدم الاعتداء أو استخدام السلاح.
          نعود إلى ما كتبته أديبتنا الراقية الأستاذة نجاح لأتضامن معها في نبض مشاعرها الوطنية والقومية الجريحة هذه الأيام وتخوفها من تفاعلات ما سيحدث في مصر في الأيام القادمة .. وأقدر جرحها الأول والكبير كفلسطينية .. بل جرحنا جميعا كعرب .. وهو القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني البغيض .. وغياب أي دور عربي فاعل اليوم بخصوص القدس وحقوق الفلسطينيين المغتصبة والضائعة منذ أكثر من نصف قرن من الزمن.
          كما أقدر عاليا نواياها الطيبة والصادقة تجاه الشعب المصري في محنته هذه.
          لكن مع ذلك أحب أن أقول للكاتبة القديرة الأستاذة نجاح عيسى أن حركة التاريخ لا تعبأ بالنوايا الطيبة للأفراد .. هكذا هي دروس التاريخ دائما .. فلنقرأها ونتمعن في أحداثها .. وأقصد بالتاريخ .. التاريخ البشري وليس تاريخ منطقة محددة من العالم .. فالتاريخ له قوانينه وأدواته التي تصنعها حركات الشعوب دائما .. والعنف غالبا ما يكون هو الولاّدة أو قابلة التاريخ. كما أن للتاريخ مكره الخاص .. إذا كانت الشعوب سلبية أو على الهامش من حركته وحركة الزمن فيه.
          فما يحدث في مصر اليوم .. وفي سوريا .. وفي اليمن .. وتونس .. والسودان قريبا . كما سوف يعم المنطقة العربية قريبا, سببه بل جذره الرئيس هو غياب أو تغييب الشعوب العربية أفرادا وجماعات طيلة قرون من الزمن عن ساحة الفعل السياسي داخليا أو خارجيا مما أدى إلى زيادة العصبيات القبلية والدينية والإثنية العرقية في قاع المجتمعات العربية على أساس الولاء القبلي الضيق فقط الأمر الذي استثمرته كل أشكال الحكم التي توالت على منطقتنا العربية منذ أيام الخلافة العباسية وحتى اليوم ..
          ولعل ذلك كان من أحد الأسباب القوية جدا في ضياع فلسطين أواخر النصف الأول من القرن العشرين .. حيث كانت الشعوب العربية في غفلة عن حركة التاريخ ومجتمعاتها تترنح من بقايا استعمار أوروبي ظالم ومن أنظمة حكم وطنية وليدة لا تستطيع البقاء دون الاعتماد على إرث الولاءات القبلية القديمة وبمساعدة حكومات الغرب الاستعمارية نفسها
          اليوم فقط ومنذ أواخر عام 2010 في تونس ومن ثم امتداد ذلك إلى الكثير من الدول العربية بدأت هذه المعادلة القروسطية في العلاقة بين الحاكم والشعب المحكوم في عالمنا العربي الإسلامي والمسيطرة منذ قرون بالتخلخل والسقوط .. فهل يمكن أن يتم ذلك بدون تضحيات وإراقة دماْء؟.
          سؤال لن تكون الإجابة عليه برسم الإرادات الفردية .. أو برسم النوايا الطيبة .. فقط .. بل برسم لحظة التاريخ الراهنة بكل تعقيداتها وتشابكاتها وتوازن مصالح القوى الفاعلة على الأرض سواء في الداخل أم في الخارج, كما برسم أشكال التدخل التي تعلنها هذه الشعوب التي بدأت تستيقظ من جديد كما استيقظت شعوب أوروبا أواخر القرن الثامن عشر وطيلة القرن التاسع عشر ضد أنظمة ملكية تستند إلى في حكمها المطلق على ولائها للكنيسة والحق الإلهي المقدس في الحكم .. وكانت تلك الشعوب قد دفعت ضرائب أليمة ومكلفة حتى انتصرت نهائيا وحققت ما حققت بعد ذلك.
          مع ذلك فمن جهتي أضم صوتي إلى صوت الأستاذة نجاح عيسى وأقول "رفقا بقلب العروبة فعلا أيها المصريون" فمصر منذ أواخر القرن التاسع عشر كانت وما تزال هي مركز الثقل والتوازن الحقيقي في المنطقة العربية عموما وما يحدث فيها مؤشر كبير على ما سيحدث في جوارها ولو بعد حين .. راجعوا تاريخ العالم العربي طيلة القرن العشرين لتتأكدوا من ذلك.
          وأخيرا أتمنى من كل قلبي وجوارحي .. كما يتمنى الجميع أن تهدأ العاصفة في مصر بأقل الخسائر الممكنة.
          وألف شكر للأديبة والكاتبة القديرة الأستاذة نجاح عيسى على ما كتبت في مقالها والذي تتضمن مشاعر وطنية وقومية صادقة .. وحس إنساني رهيف حقا.
          التعديل الأخير تم بواسطة معاذ حسن; الساعة 06-07-2013, 08:33.

          تعليق

          يعمل...
          X