تويت
قافلة كلام
1
هذا المساء
أدركت كيف يكون الإحتواء
وكيف تعدو عيناكِ خلف نظراتها
إذا عانقها طيفك الآتي من اخضرار قصيدة تنبت بين أصابع القدوم
هذا المساء
أدركت كيف يهرب الحرف من قاموس الإنعدام
ليرق في حبور
ويسبح في بياض دفاتري
هذا المساء
أدركت كيف يخبئ حمام العشق الموج
تحت وريد النشوة
لم يبق بياض كي اكتب عليه وصايا قصائدي
وباطن الكف موبوء
يجري وراء غريزة التأنيث
هذا المساء
سأتهجى في سماء النتف ما تأجل من بواكير طفولة ٍ
أدمنت لغة النحليق
وزينت أجنحتها انتظارات السنين
بالدعاء
هذا المساء
لن أكون وحيدا كعادتي
سأفتح كل أبواب العقل
وسأنصب على شرفة المعاني سنارة لاصطاد وجودك حينما يعبر
سأرتب بعض رغبات انتشائي
وأشعل في حفيف حضوره شموع اللهف
كي تتدلى القصيدة ثملى
وتزهر تاءكِ نرجسا وخزامى
هذا المساء
ستزورني أجفان كل الصبايا
ترمي بنفسجها
وتفك أزرار النوافذ
( تضيء العتمة في نهد .. يؤاخي الشعر والأكوان والمعانى )
يخبئ تحت أثدائه قوافيك
ويعلق آخر وصايا الهرب على أغصان الهواء
2
لأني ولدت في يوم عاصف
فانا أعيش كالمسافر
ابحث في غربة عينيكِ
عن وطن
3
قصيدة أنت
يغفو على حجرها ضدان من ماء ونار
وتغسل في هبَّات صوتي كل مساء صلصال أنوثتها
وعراء النهد يمامة بيضاء
فردت جناحاها على رمانة اللهاث الحرام
وتركت بيارق الاشتهاء تزهو فوق شغافها
إذا جن الظلام
4
مئات السنابل أنت
رتبي ماشئت من دمي على مزاج وريدك
كي تبدأ القصدة بالهديل
5
ناوليني فنجان الصباح بأصابع الشفق
واسكبي صوت حريره على عروق اللهاث
وأطلقي عصافير الشفاه نحو مئذنتي
وفجري ينبوعها العسلي ليسيل
أكسير الحياة
6
قصيدة انت
براعم صدرها حبلى بألقاب العواصف
وهسيس براءتها يسوس مهو ر المساء
ولجام سطور اللهاث يحترف الإغواء
ويقاسم السطور انتظارا بطيئا يدغدغه شبح المخاض
زمليني بشلال شعرك
وحرري قبرات أصابعي
كي تنقر ما ينفرط من رمان المساء
7
زوارق رغبتي جنحت إليك
وأصابع النسيان فكت عن ضفة الوقت أوراق الخريف
فتظاهري ضد الرياح في خطاك
وطالبي الأقمار أن تلقي وصايا النور في أمم النزيف
أشعليني
وتقمصيني مطرا
وكوني بردا وسلاما
وآية من حفيف
8
صدى صوتك اختلاج محبرة أناخت قوافل الاشتهاء
تحت ظلال شفة
ينز منها نبيذ مرهق بأسرار العنب
صدى صوتك
كحديث الريح لكثبان المسافة
كنعاس ضفة نهر يهدهدها حلم الماء
كزنابق سطور تجاهلت حريق الكلام
وراحت ترتل ما يتيسر من لهاثات القصب
9
ياقهوة الصبح على شرفة البحر
حرري نوارس أصابعي في بيدر الصدر المضيء
وارفقي بصغار القبلات التي تجرأت
على التوغل خارج حدود خاصرة النارنج
وسقطت هناك
مغشيا عليها
تطلب الغفران
وتغسل بوضوئها فيك ذنوب الأصابع
10
صدى صوتك يمسح عن جبين دفاتري حزن قصائدها العتيق
يمسك بناصيتها
ويجرها بعيدا عن مدينة الفرح الآتي
ويقول لقابلة القصيدة
عمديني بالشبق الوردي
وعندما يأتي المساء
تجولي في تيه أعماقي
ورممي جسرا تمر عليه قافلة القصائد
وقاسميني فطرة الروح
وقراءة مواسم الآتي
والتحفي بأجفاني
ونامي
تعليق