لفتاة مازالت في دمشق
ومازلت احبهما
ومازلت احبهما
عندما تهتز شجرة الكينا هناك قرب ساحة العباسيين بدمشق
في الحديقة تلك
وعلى ذاك المقعد الذي مازال ينتظر مجيئك
وتجيئين
أنت الآن بمقدورك زيارته..لأنه بات وحيدا اكثر مما كان يظن
أما أنا
فصار طريقي اليه..مليئا بالقناصة
مليئا بالشهداء
مليئا بلصوص الفرح
وما عاد بمقدوري المجيء
لذا
وعندما تصلين تحت شجرة الكينا تلك
وتمسحين بمنديلك خشبة ذاك المقعد من روث عصفور كان حيا قبل قليل
أو غبار صباح كان نشيطا قبل قليل
أو ورقة عنب تركها صبي يعبث بأرجله بالعجلات الصغيرة ويتزحلق بالقرب منك
قبل قليل
عندما تصلين هناك يا حبيبتي
ولا تجدين ورقتي اليومية
ولا تجدين سجائري
ولا تجدين شحرورا كان يجيئني لأجلك
ارجعي الى البيت
ارجعي واحذري العسكري اللص
والقناص القاتل
والرئيس الخائن
والشرطي المرتشي
وسائق التكسي المخبر
واحذري ايضا
ممرضة تحقن الجرحى بحقن الموت
احذري ان يوقفك حاجز يدعي انه يحميك...ثم لايقدر احد أن يعرف اين صرت وماالذي حدث لك..
وبعد أن يجروا الاتصالات ..ويبحثوا عن كلاب تنهش بجيوب أبيك وقلب أمك واخوتك..من اجل أن يعرفوا الى أي معتقل ساقوك..
ومن أجل أن يبيع أبوك البيت لاحدهم بثمن بخس ثم يتبين إنه كذاب ولا يعرف أين أنت ومن ذا الذي أعتقلك ولا الى أي فرع أمن ساقوك..
سيكون كل شيء قد صار خرابا..وكل الامال قد صارت أحزانا
لذلك يا محبوبتي
أدعوك أن لاتخرجي من البيت
لاتذهبي الى تلك الحديقة
لاتنتظريني تحت أغصان شجرة الكينا في العباسيين
ولا بين شجر الصبار والشوك ونباتات الحب في حديقة الجاحظ
واحذري أن تمشي الى قصر العظم ..
ولا تغادري بيتك الذي استأجره ابوك بعد ان هجمت على بيتكم ذاك خناير عش الورور..وضباع حي تشرين..وكلاب الغدر في عشوائيات دمشق
يا محبوبتي
لاتمسحي بعد الان بمنديلك ذاك المقعد..دعيه شاحبا متسخا
الى أن يموت هؤلاء القتلة..
ويغرب الظلام
ونجيء معا ..ونحن نتذكر
كم شهيدا دفنا
وكم اغنية للمعتقلين ألفنا
وكم قمرا رسمنا على سماء دمشق
حتى يسقط الخائن..ويصعد فجر العاشقين.
مع ذلك فأنا أتمشى الان بالقرب من قلبي..وأرى أنه مازال يحبكما..
مازال ينتظركما..مازال يعد الورد لكما
أنت ..ودمشق.
في الحديقة تلك
وعلى ذاك المقعد الذي مازال ينتظر مجيئك
وتجيئين
أنت الآن بمقدورك زيارته..لأنه بات وحيدا اكثر مما كان يظن
أما أنا
فصار طريقي اليه..مليئا بالقناصة
مليئا بالشهداء
مليئا بلصوص الفرح
وما عاد بمقدوري المجيء
لذا
وعندما تصلين تحت شجرة الكينا تلك
وتمسحين بمنديلك خشبة ذاك المقعد من روث عصفور كان حيا قبل قليل
أو غبار صباح كان نشيطا قبل قليل
أو ورقة عنب تركها صبي يعبث بأرجله بالعجلات الصغيرة ويتزحلق بالقرب منك
قبل قليل
عندما تصلين هناك يا حبيبتي
ولا تجدين ورقتي اليومية
ولا تجدين سجائري
ولا تجدين شحرورا كان يجيئني لأجلك
ارجعي الى البيت
ارجعي واحذري العسكري اللص
والقناص القاتل
والرئيس الخائن
والشرطي المرتشي
وسائق التكسي المخبر
واحذري ايضا
ممرضة تحقن الجرحى بحقن الموت
احذري ان يوقفك حاجز يدعي انه يحميك...ثم لايقدر احد أن يعرف اين صرت وماالذي حدث لك..
وبعد أن يجروا الاتصالات ..ويبحثوا عن كلاب تنهش بجيوب أبيك وقلب أمك واخوتك..من اجل أن يعرفوا الى أي معتقل ساقوك..
ومن أجل أن يبيع أبوك البيت لاحدهم بثمن بخس ثم يتبين إنه كذاب ولا يعرف أين أنت ومن ذا الذي أعتقلك ولا الى أي فرع أمن ساقوك..
سيكون كل شيء قد صار خرابا..وكل الامال قد صارت أحزانا
لذلك يا محبوبتي
أدعوك أن لاتخرجي من البيت
لاتذهبي الى تلك الحديقة
لاتنتظريني تحت أغصان شجرة الكينا في العباسيين
ولا بين شجر الصبار والشوك ونباتات الحب في حديقة الجاحظ
واحذري أن تمشي الى قصر العظم ..
ولا تغادري بيتك الذي استأجره ابوك بعد ان هجمت على بيتكم ذاك خناير عش الورور..وضباع حي تشرين..وكلاب الغدر في عشوائيات دمشق
يا محبوبتي
لاتمسحي بعد الان بمنديلك ذاك المقعد..دعيه شاحبا متسخا
الى أن يموت هؤلاء القتلة..
ويغرب الظلام
ونجيء معا ..ونحن نتذكر
كم شهيدا دفنا
وكم اغنية للمعتقلين ألفنا
وكم قمرا رسمنا على سماء دمشق
حتى يسقط الخائن..ويصعد فجر العاشقين.
مع ذلك فأنا أتمشى الان بالقرب من قلبي..وأرى أنه مازال يحبكما..
مازال ينتظركما..مازال يعد الورد لكما
أنت ..ودمشق.
تعليق