لا شك أبدا في أن كلماتك صادقة ومعبرة .. وموقفك نبيل للغاية .. أديبتنا القديرة الأستاذة نجاح عيسى.
فنحن في سوريا منذ عامين ونيف غادَرَتْنا كلمات المعايدة الصادقة .. والتهنئة القلبية .. حيث تشير الإحصائيات التقديرية إلى أكثر من مائة ألف قتيل .. وأكثر من 20000 الف مفقود وسجين .. وتهديم كامل لأكثر من مليون ونصف مليون بناء .. وتشريد للملايين خارج مدنهم ومناطقهم .. منهم من شًرّدَ داخل سوريا ومنهم من هو موجود في مخيمات الدول المجاورة .. عدا عن تدمير أو تخريب .. ونهب لأغلب منشآت البنى التحتية للاقتصاد الوطني ... عدا عن التصفيات الجماعية بمجازر جماعية على خلفية عرقية وطائفية ؟!!!!!.
ولم تشفع لا شهور رمضان التي مرت وتمر سنويا .. ولا مناسبات الأعياد الدينية أن توقف سيل هذه الكوارث الدائمة في بلادنا.
مع أن كل الأطراف المتقاتلة سواء من قبل النظام وحلفاؤه أو من قبل المعارضة أو المنظمات الجهادية التكفيرية الأصولية المشبوهة في وجودها وشعاراتها .. كلها تتحدث باسم الله ورسوله الكريم .. وتحت يافطة الإسلام العريضة؟!!!!.
كل ما أتمناه من صميم قلبي أن لا تصل الحال في مصر اليوم إلى أدنى الحدود الدنيا مما نحن عليه الأن في سوريا .. وكلّي أمل أن تتوقف هذه الصدامات الدموية في الشارع حالا وفورا.
لكن ويا للأسف هاهم جماعة الإخوان المسلمين .. المسئولين مسؤولية مباشرة وواضحة عما يحدث .. بالإضافة إلى رعونة بعض القوى الأمنية في التعامل .. يدعون من جديد إلى استثمار وتطبيق فكرة الجهاد لتصعيد الإعتصامات والتظاهرات في الشوارع والساحات خلال شهر رمضان وهم يعرفون تماما أنهم بذلك لا يواجهون قوى الجيش والأمن فقط .. بل يريدون التصدي للملايين الأخرى من الشعب المصري الذين لن يقبلوا أبدا ومهما كان الثمن بعودة الرئيس المخلوع محمد مرسي إلى الرئاسة .. لأنهم لا يريدون "أخونة" الدولة والمجتمع كما كان يرسم لها ويخطط محمد مرسي.
ألم تسمعي وتشاهدي كيف كان متظاهري الإخوان ليلة أمس يلقون من شرفات الطوابق العليا لبعض المواطنين المعارضين للرئيس المخلوع .. الذين أمسكوا بهم.
فلماذا كل هذا التصعيد إذا كان بيان الجيش لم يمنع حقهم بالتظاهر السلمي .. ولم يمنع حقهم في الدخول في ممارسة سياسية كاملة عند بدء انتخابات رئاسية جديدة .. ولم يحتكر العملية السياسية لصالح جهة دون أخرى.
أنه غباء تفكيرهم السياسي الإسلاموي الضيق الذي لا يريد التصالح مع منطق الزمن الحديث أبدا .. فقط وفقط وفقط.
مرة أخرى أحيي موقفك الإنساني والعروبي النبيل والصادق والطيب.
لكن ومرة أخرى أيضا ... أحب أن أقول لكِ أن التاريخ لا يسير بالنوايا الطيبة فقط.
وكل رمضان وأنت وأسرتك .. وبلداننا وشعوبنا العربية .. بألف خير

ما يجري في مجتمعاتنا العربية
وما يبقر أحشاء أجنّة الفرحة نشتاقها
ثمرة مرّة طرح تربية قبيحة لا تحترم رأي
ولا فكر الآخر--فالدكتاتور ضاق به المنزل
غزا المجتمع-----وإنا لله وإنا اليه راجعون
فلتسقط ثقافة الدم المراق على بسط الخلاف
حسبنا الله ونعم الوكيل على كل ظالم
وكل عام ونحن صابرون يا ضحايا الظالمين
عسى أن تصبحوا بخير
والله غالب على أمره


أوّاه يا وطني الحزين-يا وطني القتيل-عذراً للزهور
عذراً للآملين