تاريخ المسرح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عفت بركات
    عضو الملتقى
    • 09-04-2008
    • 205

    تاريخ المسرح

    د.جميل حمداوي عمرو

    1- تعريف المسرح:

    المسرح أو الفن الدرامي تأليف أدبي مكتوب بالنثر أو الشعر بطريقة حوارية، وهو موجه للقراءة أو العرض. ويستعين المسرح الدرامي بمجموعة من العناصر الأساسية أثناء العرض مثل: الكتابة والإخراج والتأويل والديكور والملابس. وتشتق كلمة دراما من الفعل والصراع والتوتر. وقد يكون المسرح في تاريخه القديم ناتجا عن الرقص والغناء.

    2- المسرح الإغريقي:

    لقد ظهر المسرح لأول مرة في اليونان وذلك في القرن السادس قبل الميلاد، ويعد كتاب أرسطو( فن الشعر) أول كتاب نظري ونقدي لشعرية المسرح وقواعده الكلاسيكية. وقد نشأ المسرح التراجيدي حسب أرسطو من فن الديثرامب الذي يمجد آلهة ديونيزوس بالأناشيد والتاريخ. وحسب الأسطورة يعد ثيسبيس أول ممثل بلور الفن الدرامي متقمصا دورا أساسيا في القصة الديثرامبية وذلك في القرن السادس قبل الميلاد، وكان مرنما كلما أنشد منولوجا ردت عليه الجوقة بما يناسب ذلك. وكانت هذه المحاولة البداية الفعلية للآخرين لتطوير المسرح نحو جنس أدبي مستقل.
    ولم تعرف التراجيديا اليونانية أوجها إلا في القرن الخامس قبل الميلاد، إذ ظهر أكثر من ألف نص تراجيدي، ولم يبق سوى واحد وثلاثين نصا فقط. و قد كتب هذه النصوص الدرامية كل من أسخيلوس وسوفكلوس ويوربيديس.وتتفق هذه التراجيديات في بناء صارم يتمثل في الصياغة الشعرية، وتقسيم المتن إلى فصول، وتناوب الحوار بين الشخصيات( أكثر من ثلاث شخصيات)، والجوقة التي تردد الأناشيد الشعرية، والقصص المأخوذة من الأساطير القديمة أو التاريخ القديم حيث يستوحي منها الشعراء الدراميون بكل حرية أسئلتهم السياسية والفلسفية.
    وتقام المسرحيات في أثينا إبان حفلات ديونيسوس: إله الخصب والنماء. وقد اعتاد اليونانيون أن يقيموا للآلهة حفلين: حفل في الشتاء بعد جني العنب وعصر الخمور؛ فتكثر لذلك الأفراح وتعقد حفلات الرقص وتنشد الأغاني ومن هنا نشأت الكوميديات. وفي فصل الربيع، حيث تكون الكروم قد جفت وعبست الطبيعة وتجهمت بأحزانها مما أفرز فن التراجيديا. وكانت تجرى مسابقات مسرحية لاختيار أجود النصوص الدرامية لتمثيلها بهذه المناسبة الديونيسوسية ذات الوظيفتين: الدينية والفنية. و لابد أن تفوز بهذه المسابقة ثلاثة نصوص تمثل وتعرض أمام المشاهدين، ومن شروطها أن تكون هجائية تسخر من الآلهات وتنتقدها.
    وشهدت الكوميديا تطورا كبيرا منذ منتصف القرن الخامس قبل الميلاد. ومن أهم الكوميديين نجد أريستوفانوس بمسرحيته الرائعة( الضفادع)، وكانت الكوميديا تنتقد الشخصيات العامة وتسخر من الآلهات بطريقة كاريكاتورية ساخرة. وقد حلت الكوميديا محل التراجيديا في القرن الرابع قبل الميلاد.
    وانتشرت الثقافة الهيلينية في أصقاع العالم بفضل غزوات الإسكندر الأكبر، وذاع صيت المسرح اليوناني بكل أنواعه وقضاياه وأبنيته الفنية.
    وإذا تأملنا معمارية المسرح اليوناني وجدنا العروض المسرحية تقدم في الهواء الطلق في فضاء مسرحي دائري محاط بمقاعد متدرجة من الأسفل إلى الأعلى على سفح الهضبة في شكل نصف دائرة( المدرج)، ويحضره ما بين 15000و20000 من المشاهدين الذين كانوا يدخلون المسرح مجانا؛ لأن المسرح من أهم المقاطعات العمومية التي كانت تشرف عليها الدولة- المدينة ووسيلة للتوعية والتهذيب الديني والتطهير الأخلاقي.
    و يمثل على خشبتها المنبسطة ممثلون يلبسون ثيابا عادية مخصصة لكل دور درامي مناسب، كما كانوا يضعون على وجوههم أقنعة نشخص أدوارا خاصة، وكان الممثلون محترمين ولهم مكانة سامية في المجتمع اليوناني. ويمتزج في النص المعروض:الدراما الحركية والغناء والرقص والشعر؛ مما يقرب العرض من الأوبرا أكثر مما يقربه من المسرح الحديث.



    3- المسرح الروماني:

    لم يتطور المسرح الروماني إلا في القرن الثالث قبل الميلاد.وقد ارتبط هذا المسرح بالحفلات الدينية التي كانت كثيرة، كما كان للمسرح وظيفة الترفيه و التسلية مع انعقاد الحفلات الدنيوية. وتعد الكوميديا الشكل الشعبي المعروف في الرومان القديمة منذ القرن الثاني قبل الميلاد، وقد ازدهرت مع بلوتوس وتيرينس المتأثرين بالكوميديا الإغريقية الجديدة.
    ومن التراجيديات المعروفة في الرومان نجد مسرحيات سينيك إبان القرن الأول قبل الميلاد وتراجيديات سالون التي سارت على غرار التراجيديات الإغريقية. بيد أن المسرح الروماني سينقرض مع ظهر الكنيسة المسيحية وسقوط الإمبراطورية الرومانية، فاختفى بذلك المسرح الكلاسيكي: اليوناني والروماني من الثقافة الغربية لمدة خمسة قرون.

    4- مسرح العصور الوسطى:

    وعلى الرغم من ذلك، فلقد ظهر المسرح في العصور الوسطى في أحضان الطقوس الدينية ضمن فضاء الكنيسة المسيحية الكاثوليكية. وكانت النصوص الدرامية تقام بالمناسبات الدينية والفلكلورية والوثنية: (dimanche des Rameaux )
    وفي هذه الفترة استثمرت القصص الإنجيلية وأحداثها الطقوسية والقداسية في توليد العروض المسرحية التي تجسد الصراع بين ما هو دنيوي وأخروي، وصراع مريم والمسيح ضد الأهواء والشياطين. واستعان الممثلون بفنون حركية وملابس درامية خاصة، وكان هذا بداية جنينية للإخراج المسرحي. وإذا كان المسرح الروماني قد ارتبط بفضاء معمارية الإمبراطورية اليونانية فإن المسرح في العصور الوسطى ارتبط بفضاء درامي ديني طقوسي لا يخرج عن فضاء الكنيسة أو الكاتدرائية الإنجيلية أو الفضاءات الدينية ذات الديكور الديني الإنجيلي المعروف التي تجسد ثنائية الجنة والجحيم والأهواء وخطاب المعجزات والمقدسات الدينية.
    ومن النصوص التي تعود إلى تلك الفترة نص مجهول أنجلو نورماندي بعنوان( لعبة آدم) يتضمن 942 بيتا شعريا وإرشادات مسرحية غنية وواضحة مكتوبة باللاتينية.
    ويلاحظ أن في هذه الفترة يمكن الحديث عن أنواع ثلاثة من المسرح الوسيطي:

    أ- المسرح المقدس( الديني)؛
    ب- المسرح المدنس( مسرح دنيوي هازل)؛
    ج- المسرح الأخلاقي الذي تشرب من تعاليم الإنجيل وقيمه التهذيبية.


    5- المسرح في عصر النهضة أو المسرح الكلاسيكي الجديد( المدرسة الكلاسيكية):

    في عصر النهضة، أثرت ثورة الإصلاح الديني البروتستانتي بقيادة مارتن لوثر على المسرح، فأخرجه من طابعه المقدس إلى طابع هزلي دنيوي مدنس.وقد انطلق المسرح الكلاسيكي في عصر النهضة من شعرية المسرح الإغريقي والمسرح الروماني؛ ذلك ببعثه وإحيائه من جديد قصد تطويره والسير به نحو آفاق جديدة.

    أ- المسرح الإيطالي:

    ظهر شكل مسرحي جديد بإيطاليا في القرن الخامس عشر الميلادي، وقد سار على المنوال الروماني مستفيدا من نظريات أرسطو في فن الشعر مستبعدا كل ما كان قبل ذلك من مسرحيات دينية وفلكلورية ودرامية، وأصبح البحث الدرامي بحثا جماليا وبلاغيا خالصا.وكانت لاتقام المسرحيات إلا في إطار حفلات المجالس والجمعيات المسرحية. ومن أهم النصوص في تلك الفترة مسرحية مكيافلي Machiavel بعنوان( ماندراﭽور Mandragore)، وهي مسرحية هزلية وقحة فظة.
    ومن أهم مبادىء مسرح عصر النهضة الكلاسيكي:احترام مبدأ المحاكاة الحرفية للواقع ورفض الوهم و اللاواقع والتركيز على المثال الأخلاقي والصرامة الجمالية والفصل الدقيق بين الأجناس ( التراجيديا/ الكوميديا)، وينبغي أن تظهر الشخصيات باعتبارها نماذج إنسانية لا كأفراد أحياء واقعيين، والالتزام بالوحدات الأرسطية الثلاث كوحدة الحدث ( حدث درامي واحد)، ووحدة الزمن( حدث يقع في 24 ساعة)، ووحدة المكان
    ( تجري الأحداث المعالجة في مكان درامي واحد)؛ لأن عدم الالتزام بهذه القواعد الثلاث يتنافى مع المبدأ الذي أرساه أرسطو ( المحاكاة)، والاعتماد على العقل، والتأثير على الجمهور واستجلاب مواقفه وردوده الانفعالية.
    ومن التجديدات المسرحية التي عرفها المسرح الإيطالي أن العروض كانت تقدم في فضاءات ركحية مبنية: في القاعات أو ساحات القصور أو تتخذ شكلا مستطيلا مع الارتباط بمعمارية الهندسة المسرحية الرومانية. ومع اكتشاف المنظور، سمح للتصور السينوغرافي بخلق الإيهام بالواقعية الدرامية، وتم تنويع الديكور، وإثراء الفصول الدرامية الخمسة بمشاهد وعروض مجازية استعارية دخيلة تتخلل هذه الفصول.وقد وضع فاصل معماري(غطاء)لفصل قاعة الجمهور عن خشبة التمويه الفني.
    وإلى جانب هذا المسرح، ظهر فن جديد يعتمد على الغناء والترنيم وهو فن الأوبرا الذي خصصت له مبان فاخرة وفخمة تردادها الطبقة الأرستقراطية التي تأتي لا لسماع العروض الغنائية بل لكي ترى.
    صارت الأوبرا فنا شعبيا منتشرا في إيطاليا منذ 1600م ، و ظهرت الكوميديا الشعبية المرتجلة( كوميديا دي لارتي dell’arte)، وكان لها جمهور واسع فيما بعد. وقد بلغت أوجها بين 1550و1650.
    ب- المسرح الفرنسي:

    تنطلق النصوص المسرحية الفرنسية الكلاسيكية من عدة مبادىء أرسطية تتمثل في:
    • تقليد الطبيعة أو تقديم صور فنية منظمة وجيدة عن الطبيعة؛
    • احترام العقل والابتعاد قدر الإمكان عن الوهم والخيال؛
    • الوظيفة الأخلاقية المبنية على الإرشاد وتعليم الناس القيم الأخلاقية وتغيير المجتمع عبر نشر الفضيلة ودرء الرذيلة؛
    • احترام مبدأ المحاكاة؛
    • مراقبة اللياقة والأدب؛
    • الالتزام بالوحدات الثلاث.
    ولم يظهر المسرح الكلاسيكي في فرنسا إلا في1630م مع تراجيديات
    راسين Racine وكورناي Corneille. وكانت مبادىء المسرح اليوناني تحترم بشدة، وعندما حاول كورناي في مسرحيته ( Le Cid السيد) انتهاك قاعدة المحاكاة لم تجزها الأكاديمية الفرنسية على الرغم من نجاحها.وكانت المسرحيات الكلاسيكية الفرنسية تعتمد على الأساطير وتمثل البنية الدرامية الموروثة واستعمال الإيقاع الكلاسيكي الجديد.
    وإلى جانب التراجيديين راسين وكورناي كان هناك المسرحي الكبير موليير Molièreالذي أنتج هزليات مضحكة متأثرا بالكوميديا الشعبية الإيطالية وكوميديات القيم. وكان موليير أكبر ممثل كوميدي في عصره، يدير شركة مسرحية تحولت بعد موته بقرار لويس 14 إلى الكوميديا الفرنسية التي تعد اليوم أقدم مسرح وطني في العالم.

    ج- المسرح الإنجليزي:

    تطور المسرح الإنجليزي في عهد إليزابيت الأولى في أواخر القرن السادس عشر حيث أبقى تقاليد المسرح الشعبي في العصور الوسطى. ومع التطور السياسي والاقتصادي وتطور اللغة، ساهم الهواة الدراميون أمثال توماس كايد THOMAS KYDوكريستوفر مارلو Christopher Marlowe في نهضة المسرح الملحمي الذي بلغ نضجه وازدهاره مع وليام شكسبير.
    وقد اعتمد شكسبير في بناء مسرحياته على سنيك وبلوتوس والكوميديا المرتجلة، ومزج بين التراجيديا والكوميديا، كما مزج بين المشهد والرقص والغناء. وكانت عقده الدرامية ممتدة في الفضاء الزمكاني.وكان يستقرىء التاريخ بدل الأسطورة.وكانت الكوميديات الإنجليزية رعوية تستعمل عناصر سحرية وغير عقلية. وظهر رواد دراميون بعد شكسبير مثل بن جنسون Ben Jonson. وبعد وفاة الملكة اتخذ المسرح شكلا مظلما وقحا خاصة مسرحيات جونسون.
    وفي 1642، تم إغلاق المسارح وتدميرها وتخريبها بسبب الحرب الأهلية وقرار البرلمان الذي انساق وراء ضرورة الغلق تحت ضغط المتزمتين الصارمين.واستمر الوضع حتى 1660. وبعد عودة الاستقرار أصبح المسرح موجها إلى نخبة محدودة، وارتكن الفن الدرامي إلى محاكاة النصوص الفرنسية والإيطالية، ولأول مرة تعطى للمرأة أدوار تشخيصية مناسبة منذ العصر الوسيط. ومن أهم كتاب المرحلة نجد وليام كونجريف William Congreve.

    د- المسرح الإسباني:

    عرف المسرح الإسباني في عصر النهضة نفس التطور الذي شهده المسرح الإنجليزي في عهد إليزابيت الأولى بالخصوص في منتصف القرن17م مع لوبي دي فيكا Lope de Vega وبيدرو كالديرون Pedro Calderon. وكان هذا المسرح مقترنا بالتقاليد الإسبانية القائمة على الأفكار المثالية المرتبطة بالشرف والحق الإلهي المقدس، وكان الجمهور المثقف هو الذي يقبل على هذا النوع من المسرح، لكن هذا المسرح لن يعرف التطور الذي عرفه المسرح في فرنسا وانجلترا بل سرعان ما انطفأت شعلته يسبب هزيمة إسبانيا في معركة أرمادا ومحاكم التفتيش والتوجه الديني الصارم.

    هــ- المسرح في القرن18م:

    في بداية القرن 18 م، قليل من الكتاب الدراميين في فرنسا يستوجبون الاحترام باستثناء جان فرنسوا رينيارد Jean – François Regnard وألان روني لوساج Alain René Lesage. وقد أعطى مسرح الشارع وساحات الأعياد شكلا مسرحيا جديدا هو المسرح الشعبي. وكان المسرح في هذا القرن كأنه كتب للممثلين حيث تكتب النصوص حسب أذواقهم ورغباتهم؛ ولكن ضمن القواعد الكلاسيكية. واشتهرت نصوص رائعة في هذه الفترة مثل روميو وجولييت والملك لير. وقد ساهم بعض النقاد مع عصر الأنوار في تطوير المسرح مثل فولتير وديدرو والآنسة كليرون Mlle Clairon وليسينج Lessingفي ألمانيا. وقد كانت توضيحاتهم النقدية والإصلاحية علامات مضيئة لفن الإخراج المسرحي.

    • 6 المدرسة الرومانسية:

    ظهرت المدرسة الرومانسية في القرن التاسع عشر الميلادي مع مجموعة من الرواد الكبار أمثال فيكتور هيجوV . Hugo وألسكندر دوما Alexandre Dumas (هنري الثالث ومجلسه) ، وألفرد دو موسيه Alfred de Musset( لورينزاصيو Lorenzaccio، لا نتلاعب بالحب، ليلة البندقية، تقلبات ماريانا، فانتازيو..)، وألفرد دوفينيه Alfred de Vigny وجوته Goethe صاحب مسرحية( فاوست) وشيلرSchiller...
    ومن مرتكزات الرومانسية في المجال الدرامي:

    أ- حرية الإبداع؛
    ب- تكسير الوحدات الثلاث؛
    ج- الخلط بين الأجناس الأدبية وتوحيدها في بوتقة واحدة كالمزج بين التراجيدي والكوميدي، والجمع بين الشخصيات النبيلة والدنيئة، وبين الضحك والبكاء؛
    د- الجمع بين الرفيع والوضيع؛
    هــ- محاكاة الطبيعة.

    وتعد مقدمة كرومويل Cromwell (1829) البداية الفعلية لتأسيس المسرح الرومانسي الثائر على المسرح الكلاسكي المرتبط بقواعد أرسطو وتعاليم المسرح الروماني.
    وينطلق هذا المذهب الرومانسي من فلسفة جان جاك روسو الداعية إلى العودة إلى الطبيعة والثورة على مجتمع المدنية والفساد. كما نجد هذا المذهب يدافع كثيرا على فن الفرد والشخصية وتشخيص الذات والإيمان بالعاطفة بدل العقل، لذا تحضر لديهم صور روحانية مجردة تسمو بالإنسان. ودراميا، استوحى آراء شكسبير الدرامية في الثورة على الوحدات الثلاث المعروفة، وتنويع النغمات والخلط بين الأجناس.
    وقد انطلقت الرومانسية في ألمانيا مع جوته صاحب( فاوست) الذي اشترى منه الشيطان روحه مقابل سيطرته على العالم وتملك القوة. وتعد هرناني Hernani (1830)لفكتور هيجو نموذجا رومانسيا يوضح لنا رؤية هوجو تجاه المذهب الكلاسيكي. ففي هذه المسرحية نجد عقدتين: سياسية وعاطفية، وتقع في عدة مواقع وأمكنة: تارة في ساراغوس، وتارة في جبال أراغون، وتارة أخرى في إيكس لا شابيل Aix- la Chapelle أي بين إسبانيا وفرنسا، وتمتد الرواية كذلك عبر شهور عدة، والمحاكاة مهملة فعلا في هذه المسرحية التي تعلن بداية المسرح الرومانسي.وهذا ينطبق أيضا على مسرحيته روي بلاسRuy Blas( 1838)؛ بيد أن مسرحيته بورﭽراف Les Burgraves (1843) تشكل نهاية المرحلة الرومانسية.

    7- المدرسة الطبيعية:

    تستند هذه المدرسة التي ظهرت مع إميل زولا سنة1880 إلى العلوم البيولوجية والفلسفة التجريبية وأعمال داروين وكلود برنار وتين. ويقرن زولا الأدب بالملاحظة والتجريب؛ وذلك بدراسة الشخصية في إطارها المكاني والزماني باستعمال التجربة وتكرارها قصد ملاحظة السلوك الإنساني الذي يخضع لما هو فردي واجتماعي قصد الوصول إلى الحقيقة والمعرفة الصادقة في فهم الشخصية وتفسيرها. أي أن الفن الطبيعي هو الذي ينقل لنا الأحداث كما تقع في الطبيعة ودراسة آلياتها مع التحكم فيها من خلال تغيير العوامل المكانية والظرفية دون إبعاد قوانين الطبيعة. وكل هذا من أجل معرفة الإنسان معرفة علمية بسلوكه الفردي والاجتماعي ودراسة أهوائه ونوازعه.
    وقد بنيت الدراما الطبيعية على الاستقراء السيكولوجي والملاحظة الموضوعية لإيجاد حلول علاجية لشخصيات مرضية كأن المسرح علاج وشفاء تطهيري للأفراد والجماعات. وأصبح المسرح يبحث عن العلاج لكل الأدواء والجروح الاجتماعية. وكانت المسرحيات تقدم الحياة في ثوبها الطبيعي ولكن بطريقة فنية. وكانت كل العناصر الدرامية في المسرح الطبيعي تسعى إلى تطوير فعالية رسم القيم والأخلاق كما نجد في نصوص هنري بيك Henry Becque.
    ومع المدرسة الطبيعية، ظهر المخرج بالمفهوم المعاصر. أما قبل ذلك، فكانت العملية الإخراجية يتكلف بها الكاتب أو الممثل الرئيسي حيث يقرأ النص ثم يوجه الممثلين أو الديكوري ويطبع لمجموعة العرض أسلوبا منسجما مرتجلا. ولقد فرض تعدد الاختصاصات والبحث عن الواقعية الحقيقية وتطفل الكتاب على المسرح إيجاد مخرج متخصص في المسرح. ويعد دوق جورج الثاني Duc George بساكس مينشن Saxe- Meiningen بألمانيا الذي كان يسير مسرحه بمينشن أول مخرج حقيقي إذ كان يعتمد أسلوبا سلطويا وكان له تاثير على عدة أجيال. وفي فرنسا، يعتبر أندري أنطوان André Antoine أول مخرج مسرحي الذي أخرج للمسرح الحر عدة مسرحيات طبيعية وكان يوجه ممثليه إلى تدقيق التفاصيل والسير بهم نحو تقليد وفي للحياة.
    وقد ساهمت الواقعية السيكولوجية في تطوير المسرح ودراسة الشخصية دراسة سيكواجتماعية ولاسيما الشخصيات المعقدة والمركبة مع النرويجي هنريك إبسن Henrik Ibsen والسويدي أوغوست شتريندبرغ August Strindberg اللذين يعدان المؤسسين الحقيقيين للمسرح المعاصر. وفي روسيا، ازدهر المسرح الواقعي في القرن 18م مع أوطروفسكي Ostrovski وجوجول Gogol؛ بيد أن الواقعية ستهيمن على المسرح الروسي مع نهاية القرن التاسع عشر الميلادي حيث سنجد مجموعة من الطبيعيين أمثال:ليوتولوستوي وماكسيم كوركي وأنطوان تشيكوف وكذلك قسطنطين ستانيسلافسكي الذي أنشأ مسرح الفن بموسكو، وطور طريقة في التمثيل تعتمد على الاقتصاد في الإكسسوارات والتمسك بالواقعية الحقيقية في إظهار العواطف الحقيقية لدى الممثلين كما قدم مسرحيات طبيعية، ولا ننسى كذلك تشيكوف الذي حقق نجاحا كبيرا.




    8- المدرسة الرمزية:

    ظهرت الرمزية بعد هزيمة حرب1870 و مع الثورة ضد القيم البورجوازية المادية والتأثر برؤية الموسيقي الألماني ريشارد فاجنرRichard Wagner.
    و يرى فاجنرأن الكاتب الموسيقي الدرامي عليه أن يرسم عالما مثاليا، وأن يخلق أساطير على غرار المسرح القديم، وأن يثير العالم الروحي الداخلي للشخصيات المرصودة، وألا يتم التركيز فقط على المظهر الخارجي. وكانت لهذه الآراء أثر كبير في الأوساط المثقفة في فرنسا سنة 1880؛ مما ساهم في إفراز تيار أدبي رمزي يدعو إلى اللامسرح الذي يعتمد على الروحانيات وتداعي اللاشعور واستعمال الصور الرمزية والإيحاءات الحدسية الانزياحية مع توظيف إيقاع بطيء واستقراء ما هو مضمر في النفس الإنسانية والتمرد على الواقع والجنوح نحو اللاعقلانية. ونستحضر بالخصوص نصوصا ما بين1890/1900 لموريس ماتيرلنك Maurice Maeterlinck أو بول كلوديل Paul Claudel ونصوص تشيكوف وإبسن أو ستريندبرغ. وقد ساهمت أفكار الرمزيين في بلورة نظريات السويسري أدولف آبياAdolph Appia والمخرج البريطاني إدوارد غوردون كرايج Edward Gordon Craig الذين ثارا ضد واقعية الديكورات الملونة مقترحين عناصر موحية ومجردة مع استعمال لعبة الإضاءة لخلق الانطباعات بدل الإيهام بالواقع.وفي 1896، قام المخرج الرمزي لونيي بو بتركيب مسرحية ألفريد جاري Alfred Jarry (أبو ملكا Ubu Roi) وهي مسرحية مهيجة وشاذة.

    9- المدرسة الانطباعية:

    نشطت الحركة الانطباعية بألمانيا في سنوات1910 -1920 مصورة المظاهر القصوى والغريبة للروح الإنسانية خالقة عالما من الكوابيس المزعجة. ومن الناحية السينوغرافية، تتميز التعبيرية بالانزياح والشذوذ والمبالغة في الأشكال واستعمال الظلال والأضواء بشكل إيحائي. ومن النماذج التمثيلية لهذه التعبيرية نجد جورج قيصر Georg Kaiser وإرنست طولر Ernst Toller. وقد طبق أوجيل أونيل Eugene O’Neill هذه الطريقة منذ سنة 1930 في الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة في( الإمبراطور جون) و( الغريب الفاصل) قصد توظيف سيكولوجية الشخصيات بشكل أفضل.

    10- المدرســــــة الدادية:

    لم تظهر الدادية إلا كرد فعل على ويلات الحرب العالمية الأولى التي دمرت الإنسان الأوربي، و كرد فعل أيضا على العقل الغربي الذي استلب الإنسان الأوربي وجعلته بدون إرادة وحرية، ولم يجد له حلولا شفائية لمشاكله الروحية؛ لذا التجأت هذه المدرسة إلى التغني باللاعقلانية والثورة على الواقع الموبوء بالحروب والدمار والخراب. ويعد الأديب الروماني تسارا أحد المبلورين لهذا المذهب سنة 1917م بعد أن اجتمع بمجموعة من الفنانين والأدباء بزيوريخ بسويسرا ناقمين على العقل الواعي والحروب الطائشة التي أرجعت العالم إلى عهد الطفولة( كلمة دادا كلمة طفولية تقولها الأمهات للأطفال عند تعليمهن المشي لهم) قصد إظهار موقفهم بكل صراحة من هذه الحرب الطاحنة. وشكل هؤلاء المنعزلون عن الحرب الغاشمة حركة الدادية.

    11- المدرسة السريالية:

    تبلورت هذه المدرسة كرد فعل على التيار الواقعي والطبيعي، وامتحت تصورها من سيكولوجية فرويد ومن اللاشعور والعقل الباطن واستلهام الذاكرة والأحلام. وظهرت هذه الحركة في سنة 1919 ونضجت في العشرينيات. ومن مبادئها التسلح باللاوعي واللاعقلانية وأن الحقيقة هي التي يعبر عنها العقل الباطن والأحلام و ذلك بالتحرر من سيطرة العقل والوعي والمنطق. وقد أعطيت الأهمية الكبرى للنفس الإنسانية واستنطاق اللاوعي؛ لذلك تعتبر الفن نابعا من الفوضى والهذيان على غرار التحليل السيكولوجي القائم على تداعي المعاني تداعيا حرا بدون رقابة أو محاسبة عقلية واعية من قبل الأنا الأعلى. ومن المنظرين لهذا المذهب الأدبي أندريه بريتون André Breton الكاتب الفرنسي الكبير، ومن رواده أيضا لويس أراغون Louis Aragon وفيليب صوبولت Philippe Soupault وفي مجال الدراما نجد كيوم أبولينير( أثداء تيريزيا)، وروجر فيطراك Roger Vitrac( فيكتور أو أولاد السلطة)، ونجد كذلك جان كوكتو يكتب مسرحية بعنوان( الآباء المفزعون) تسير في الاتجاه السريالي الثائر على الواقع الموجود.

    12- المدرسة المستقبلية:

    المستقبلية أو المستقبليون عبارة عن مدرسة فنية وجمالية وأدبية إيطالية انطلقت في باريس في سنة 1909 على يد مارينيطي Marinetti الذي كان يمجد الحركة والمستقبل والتقنية والحداثة. وقد استفادت الفنون بهذه الحركة من بينها المسرح والتشكيل الذي برع فيه كل من بالا Ballaوبوكشيوني Boccioni وسيفيريني . Severini. وفي روسيا، هي حركة أبية ظهرت ما قبل الحرب مع موياكوفسكي MAIAKOVSKI.

    13- مسرح التغريب:

    ظهر مسرح التغريب مع المنظر الألماني بريشت BRECHTكرد فعل على المسرح الواقعي. ويرى بريشت أن الفن الدرامي وسيلة لتحويل المجتمع ووسيلة سياسية قادرة على تحريك الجمهور والسير به في السياق الاجتماعي.وبهذا المنطق، كتب بريشت نصوصا ملحمية ( عكس النصوص السردية) التي تستدعي مشاركة الجمهور المتفرج لتقديم أحكامه العقلية على العروض المسرحية عن طريق عملية التغريب.وكان يعتمد بريشت صاحب المسرح الملحمي السياسي على المسرح الفقير الذي يخلو من الديكورات المترفة، ويستند كذلك إلى عارض سينوغرافي شفاف مع التقريب بين المشاهد القصيرة ومزجها بتدخلات خارجية. ومن أعمال بريشت نجدأوبرا كاتسوQUAT’SOUS) المعروضة سنة 1928 و(الأم الشجاعة وأطفالها ) المكتوبة في سنة 1941.


    14- مسرح أنطونين آرطو:

    ساهم الكاتب الفرنسي والدرامي أنطونين آرطو Antonin Artaud في كتابه "المسرح ومضاعفه" Le Théâtre et son doubleفي تجديد المسرح الغربي. وحسب آرطو، المجتمع مريض ويستلزم الشفاء العاجل؛ ولكن ليس بواسطة السيكولوجيا، بل بواسطة مسرح روحاني. والمسرح الصافي عنده هو مسرح يهدم الأشكال القديمة ويبرز حياة منبعثة. كما يعتمد آرطو على الاستفادة من المسرح الشرقي والموروثات البدائية وتجديد اللسان المسرحي مع تدشين « مسرح القسوة" Théâtre de cruauté مع زعزعة المتفرجين وإعادة رسم الحدود الفاصلة بينهم وبين المتفرجين مع تصغير أو إزالة الخطاب وتعويضه بالأصوات والحركات. ويتبين لنا أن آرطو يدعو إلى مسرح عالمي متعدد الأشكال الثقافية. ولكن ما يلاحظ على آرطو الغموض الفكري والتصوري لأن ليس هناك نموذج درامي يشخص أفكاره الهامة سوى تجربته السيئة الحظ في سنة 1935Les Cenci "لي سينسي"التي أثارت عدة تأويلات وإطالات نقاشية متنوعة غالبا ما كانت متناقضة.



    15- مسرح ما بعد الحرب:

    بعد الحرب، أحس الفنانون بضرورة إقامة مسرح مدني وشعبي وملتزم ومندمج بكل طاقاته القصوى في أحضان الحياة والمدينة.ويمكن أن نعتبر مابين 1947 و1967 سنوات خصبة في تاريخ مسرح القرن العشرين إذ انتعش المسرح الشعبي والمسرح الملتزم ومسرح اللامعقول.
    وفي 1947، نشأ مهرجان أفينيون Avignon بفرنسا يديره جان فيلارJean Vilar محاطا بمجموعة من كبار الممثلين مثل: Alain Cuny, Gérard Philipe, Silvia Monfort, Maria Casarès, Philipe Noiret, Jeanne Moreau وآخرين. وكل هؤلاء انصهروا في بوتقة حركة إصلاح الفن الدرامي نحو لا تركيز مسرحي.
    وإذا كان فيلار يسعى إلى تأسيس مسرح شعبي فإن هناك من كان يخوض في قضايا الالتزام لاسيما المذهب الوجودي مثل: Jean – Paul Sartre, Albert Camus, George Bernanos, Jean Genet, Aimé Césaire.
    وفي بريطانيا، نجد مسرحية سلام الأحد(1956) ل John Osborne اتخذت مثل رمز للشباب الغاضب لسنوات الخمسينيات. وفي الولايات المتحدة الأمريكية، اشتهر المسرح الحياتي الذي أنشأه كل من:Julian Beck, Judith Malina القائم على قواعد فنية درامية جديدة قصد تأسيس قطب المعارضة و صالة للاثقافة.
    وفي ألمانيا، كتب مجموعة من الكتاب عروضا درامية وثائقية متأثرين في ذلك ب Brechtمركزين على قضايا سياسية وأخلاقية واجتماعية تتعلق بالفرد. وهنا نستحضر حالة القسيس(1963) ل Rolf Hochhuth الذي يحاكم فيه الكاتب الصمت المسؤول للبابا Pie 12 إبان الحرب العالمية الثانية.

    • 16 مسرح اللامــــــــعقول:

    يعد مسرح اللامعقول من أهم الحركات المسرحية الطليعية في القرن العشرين. وقد تأثرت الحركة بالفلسفة اللاعقلانية وأدب الغرابة والسريالية والدادية ووجودية سارتر. ومن رواد هذا الاتجاه المسرحي صمويل بيكيتBeckett، ويونيسكو Ionesco وأرابال Arrabal وأداموف Adamov. وقد عرف مسرح اللامعقول أوجه مع سنوات الخمسين وبقي تأثيره حتى سنوات السبعين. وينبني هذا المسرح على الغرابة والشذوذ واللامنطق وانعدام الترابط السببي حتى في اللغة واستعمال لغة الصمت واللاتواصل والحركات السيميائية الموحية. إنه مسرح يعبر عن لا معقولية هذه الحياة، ويفتقد العقد التقليدية وتنعدم فيه الحلول كما هو الحال بالنسبة لمسرحية بكيت في (انتظار غودو) ناهيك عن غموض أفكار هذا المسرح وإيغاله في التجريد الرمزي وتكسير الوحدات الأرسطية والعبث بها كما نجد ذلك في (الحبل المتهدل) لأرابال و(الكراسي) ليونسكو ومسرحية (الغرفة). وقد ينعدم الحوار في هذه العروض الدرامية اللامعقولة إذ لا تتكلم الشخصيات إلا بحوار غامض أو متقطع أو بكلمة أو بكلمتين أو يكون كلاما مبهما بل نجد شخصيات صماء وخرساء مثل مسرحية( النادل الأخرس).
    ومن الذين تأثروا بهؤلاء الدراميين نجد Edward Albee الأمريكي الذي قدم عروضا لا منطقية وغير مفهومة على غرار كتاب مسرح اللامعقول الأوربي. كما يشبهه في ذلك Harold Pinter في مسرحية (العودة) سنة 1964.

    17- المــــسرح الجديد:

    لقد ساهمت أفكار أنطونين أرطود في ظهور المسرح الجديد في سنوات العقد السادس من القرن العشرين الذي جسده مسرح مختبر Wroclaw للبولوني Jerzy Grotowski، وكذلك ورشة مسرح القساوة ل Peter Brook، وكذلك أيضا مسرح الشمس ل Ariane Mnouchkine والمسرح المفتوح ل Joseph Chaikin.
    ويرتكز هذا المسرح الجديد على العمل الإبداعي الجماعي للممثلين بدلا من الارتكاز على النص، وتحضر المشاهد الدرامية بعد أشهر عدة من العمل مع التركيز على الحركات والإشارات والأصوات واللغة غير المسننة وعلى فضاء غير عادي ولا طبيعي. ومن النماذج التمثيلية لهذا النوع من المسرح نذكر Marat Sade ل Peter Weiss..

    18- المسرح المعاصر:

    إذا كانت الطبيعية قد تم تجاوزها بعد الحرب العالمية الأولى فإن الشكل الواقعي استمر يهيمن على المسرح المؤسساتي. لكن هذه الواقعية ليست سيكولوجية بل إعادة بناء واقعية للحقيقة الاجتماعية.ومن النماذج الممثلة لها في الولايات المتحدة الأمريكية نذكر Arthur Miller , Tennessee Williams, Eugene O’Neill.
    وقد تطور المسرح الأمريكي في سنوات الخمسين بفضل أستوديو الممثلين الذي أنشأه كل من Elia Kazan, Lee Strasberg. وكون هذا الأستوديو مجموعة من الممثلين الأمريكيين المشهورين مثل: James Dean, Marlon Brando, Marilyn Monroe, Paul Newman, Elizabeth Taylor. وقد اعتمد ستراسبرغ في منهجيته الدرامية على نظريات ستلانيسلافسكي Stanislavski، وأعطى الأولوية للإحساس والبحث عن لعبة حية عصبية وطبيعية. وسمحت هذه التقنية في العمل للممثل لكي يتحرر من سيطرة النص والمخرج وأن يرتجل كلامه، وأصبح هذا الارتجال اليوم مرحلة مهمة في العمل المسرحي.
    وإلى جانب هذا المسرح، ظهرت مسارح جانبية في الولايات المتحدة الأمريكية كمسرح الشارع وورشات المسرح الطليعي الذي مثله فنانون مهمشون اكتفوا بالمسرح الفقير، وقدموا عروضهم في المقاهي والكنائس والملاعب.
    وفي أوربا وأمريكا، بدأ الاهتمام بالإخراج المسرحي خاصة مع سنوات العقد السبعيني وذلك بتطوير السينوغرافيا وإعادة قراءة النصوص الكلاسيكية على ضوء قراءات درامية جديدة أدبية وسياسية واجتماعية ودراماتورجية.

    خاتمــــــــــــــــة:

    من الصعب معرفة المسرح أو ممارسة طقوسه وعروضه التمثيلية أو كتابة النصوص والنظريات إذا لم يستوعب الإنسان الفعل المسرحي وتاريخه وتاريخ حركاته الأدبية والفنية ومدارسه عبر تسلسله الزمني قصد معرفة الثوابت والمتغيرات والسياق الإيديولوجي والاجتماعي والظروف التي أفرزت تلك المدارس وساهمت في خلق مبادئها ومرتكزاتها الدلالية والفنية والجمالية.
    [email]e.barakat7@hotmail.com[/email][frame="14 98"] **** محبتي ****[email]e_barakat23@hotmail.com[/email][url]http://www.almolltaqa.com/vb/blog.php?b=567[/url][/frame]
  • غازية منصور الغجري
    عضو الملتقى
    • 21-06-2008
    • 371

    #2
    أما تسيس المسرح فهي لعبة بدأها الإغريق تأصلت بالعشرينيات

    عندما يجري الحديث عن المسرح السياسي فإن اسئلة عديدة تتبدى امامنا حول علاقة المسرح بالسياسة. ومدى الارتباط القائم بين العمل المسرحي والايديولوجية السياسية. وفي هذا السياق تكاد الاراء تجمع على استحالة الفصل بين المسرح والسياسة. بمعنى استحالة الفصل بين هذا الاتجاه الابداعي وارتباطه بأهداف التغيير الجذري في المجتمع والمفاهيم السائدة والارتقاء بما هو قائم وفاسد نحو عوالم جديدة. ولكن هل يعني ارتباط المسرح بضرورات التغيير هذه كافيا, لنقول ان المسرح سياسيا بالضرورة او ان السياسة ظلت وعلى مر تاريخ المسرح سمة ملازمة له؟


    من المؤكد ان المسرح ومنذ عصوره القديمة نشأ كظاهرة دينية اولا ثم كظاهرة فنية وادبية, الا انه وفي جميع اشكاله لم ينفصل عن المجتمع بقضاياه المختلفة ولم يتوان عن كونه اداة للتوجيه الثقافي والاجتماعي او ليكون منبرا للدعوات السياسية والافكار الايديولوجية, علاقة المسرح بالتغيير والمجتمع علاقة محورية واساسية الا ان اوجه هذه العلاقة لم تتضح وتظهر بصورتها الجلية على مستوى الدراسات التاريخية والنقدية الا منذ عشرينيات القرن المنصرم, حيث ساهمت المتغيرات والاحداث السياسية العالمية في ظهور العديد من البحوث والنظريات حول امكانية دراسة المجتمع من خلال المسرح ودراسة المسرح عبر القضايا الثقافية والتحولات الاجتماعية والاقتصادية القائمة, وحتى السابقة وضمن هذا الاطار يمكننا ان نورد قول المسرحي الالماني الكبير ارنست توللر في عام 1927 باعتبار ان الساحة المسرحية الالمانية كانت الارضية الخصبة لولادة تيار المسرح السياسي كنظرية ثقافية متكاملة حيث قال في احدى المظاهرات (المسرح في جوهره هو الصراع, هو ان نغير الواقع تغييرا جذريا او لا نكون).


    تلك الدراسات وماجاء بعدها اجمعت على ان ظاهرة المسرح السياسي لم تتبلور صورتها الحقيقية الا على يد مجموعة من المخرجين المعاصرين من ابرزهم وأهمهم المخرج الالماني ايدوين بيسكاتور الذي وجد مبكرا ان الاهتمام بالشكل الفني للعرض المسرحي ساهم في طمس الرسالة السياسية للعمل المسرحي, وكان لبروز هذا الاتجاه عدة اسباب اهمها الهزيمة التي تعرضت لها المانيا في عام 1919 والتي ادت الى اهتزاز القيم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومن ثم ثورة 1919 الاشتراكية التي فشلت واعدم زعماؤها, ليعم السخط العارم على الرأسمالية والفوضى الاقتصادية التي اطاحت باحلام الملايين, وتزامنت هذه الاحداث مع الازمة الاقتصادية الكبيرة التي ضربت المجتمع الامريكي وادت الى انهيار ذلك الحلم الجميل بالعالم الجديد مطلع العشرينيات.


    ولكن قبل الدخول الى هذه المرحلة والدور الذي لعبه بيسكاتور في تبلور وانتشار فكرة المسرح السياسي لابد لنا من وقفة نؤكد فيها ان العنصر السياسي في العمل المسرحي تعود جذوره الى الدراما الاغريقية القديمة او التراجيديات التي ربط الناقد جورج لوكاتشي بينها وبين التحويلات الجذرية في تاريخ الجنس البشري, او كما يشير هيجل (ان الصراع الذي ينشأ في انتيجون سوفوكليس يمثل ذلك الصدام السياسي الذي نشأ بين تلك القوى الاجتماعية والتي ادت بدورها الى تحطيم الاشكال البدائية للمجتمع وظهور المدينة الاغريقية) لتجيء بعد ذلك الاعمال والتجارب المسرحية في العهد الاليزابيثي ومسرحيات وليم شكسبير.


    الا ان هذا الامر لم يربط البعد السياسي الايديولوجي بالعمل المسرحي, ويمكننا القول ان جميع المظاهر السابقة تعتبر بمثابة المقدمات العامة لولادة وتبلور المسرح السياسي على يد بيسكاتور الذي طالت اعماله ونظرياته جذور المسرح العالمي, عائدا الى الارث المسرحي مقدما اياه بأبعاده السياسية, ليثبت بصورة لا شك فيها عمق الفكرة السياسية في المسرح حتى ولو كانت بصورة غير مباشرة او مقصودة, كما فعل مع مسرحية روميو وجولييت والملك لير التي احدثت صدمة حقيقية في اسلوبية الطرح والتناول.


    المقدمات العامة


    فما بعد الاحداث السياسية السابقة التي هزت كل من المانيا وامريكا ويمكننا تعميمها على العالم كان من الطبيعي وسط هذا المناخ المشحون والمليء بالتناقضات الا يكون المسرح بصورته الراهنة قادرا على التعبير عن اثار هذا الواقع وانعكاساته ذات الاوجه المتعددة, لترافق هذه المرحلة ظهور تيارين اساسيين الاول هو المسرح التعبيري الذي اتبع في سبيل تحقيق اهدافه في توعية الجماهير سياسيا اي الاساليب العاطفية التي تترجم افكار واحلام الشخصيات وانعكاسات الواقع الخارجي عليها, اتجهت عوالمه نحو التجريدية, والجمالية في التعاطي مع الادوات الفنية المرافقة من ديكور واضاءة وموسيقى وغيرها, وقد قال برتولد بريخت عن هذا الاتجاه المسرحي الذي عايش بداياته (ان التعبيرية اغنت وسائل المسرح كثيرا, وجاءت بحصيلة ابداعية, لكنها كشفت عن عجزها التام في تفسير العالم كموضوع نشاط انساني, ودمرت القيمة التعليمية للمسرح) الا ان هذا التيار المسرحي والاسباب متعددة لسنا بصددها الان, لم يستمر سوى فترة قصيرة بين (1918 و 1925).


    اما التيار الثاني والذي تزعمه ايروينا بيسكاتور تبنى الرسالة السياسية قبل الرسالة الفنية, واعتمد على الطرح الموضوعي المباشر للتأثير على الجماهير وجذبها الى المعركة ضد الرأسمالية الطبقية, ولم يكن تعاطيها مع مضامينها مجرد طرح افكار بل عملية استفزازية وتحريضية. ولهذه الحالة مآخذ عديدة, ماذا فعل بيسكاتور؟ وما هي ابرز المحطات التي عاشها المسرح السياسي معه؟ اسئلة عديدة نقدم حولها بعض الاضاءات.


    ولد بيسكاتور في المانيا عام 1893 ودرس في جامعة ميونخ لينتقل فيما بعد الى الخدمة العسكرية ابان الحرب العالمية الاولى لمدة عامين, ليعمل بعد ذلك ممثلا ومخرجا الى ان انشأ المسرح البروليتاري عام 1920, وفي عام 1936 سافر الى الاتحاد السوفييتي ليغادره الى فرنسا عام 1938 حيث عمل مديرا لمركز الاعمال الدرامية وتتلمذ على يديه العشرات من المخرجين الفرنسيين البارزين امثال تينيسي وليامز, ومارلون براندو الذي اتجه فيما بعد الى السينما ومنذ عام 1951 عاد بيسكاتور الى برلين الغربية حين عين مديرا فنيا للمسرح الشعبي الحر لينجز فيه العشرات من الاعمال البارزة قبل وفاته في عام 1966, وعبر هذه السنوات الطويلة والترحال المستمر ساهم هذا المخرج في ارساء جملة من القواعد واستكمال نظرية متكاملة عن المسرح والسياسة والعلاقة فيما بينهما.


    الفن والسياسة


    منذ البداية وجد بيسكاتور ان المسرح السياسي ليس اختراعا شخصيا ولا اعادة لتجميع الجماهير وانما تمتد جذوره في عمق التاريخ معتبرا ان الوضع الثقافي للمجتمع البرجوازي قد تأثر بالقوى التي كانت قائمة في اتجاهين اساسين الادب والبروليتاريا ومع التقائهما ظهر المفهوم الجيد وهو المذهب الطبيعي ومسرح الشعب.


    انطلقت علاقة بيسكاتور مع البحث عن عوالم مغايرة في المسرح منذ عام 1919 حيث وجد ان الفن في حد ذاته لم يعد كافيا لارضائه, ومن جانب اخر راح يبحث عن نظرية تلاقي بين الفن والواقع, ليجد ان الثورة هي السبيل الامثل, الامر الذي جعل تأثيره بالثورة الروسية كبيرا, ومنذ عام 1919 انغمس في عالم السياسة بصورة تامة, لدرجة اعتقد فيه معاصروه انه تخلى عن المسرح ليلتحق بالعمل السياسي, غير انه كان يسعى للخروج بنظرية متكاملة بين الفن والسياسة, وكانت البداية منذ عام 1920 عندما اسس مسرح الطبقة الكادحة. وكانت هذه الخطوة الاولى له في سياق كسر الحاجز بين الشارع والمسرح والاعتماد على الممثلين الهواة وتخفيض اسعار البطاقات وان ترتبط مضامين هذه المسرحيات بالاحداث السياسية القائمة والتعاطي مع الطبقات الكادحة في عقر دارها.


    بحيث تعرض الاعمال المسرحية في المعامل والمصانع باسلوب شعبي يتقاطع فيها العمل مع المتلقي مباشرة ويتم تداول القضايا المطروحة بصورة سجالية بحيث يصل التأثير والتأثر الى اقصى درجة ممكنة, ورغم الفتور الذي قوبلت به هذه الخطوة على المستوى النقدي البرجوازي, حقق هذا المسرح نجاحا ملموسا ولم يستطع ان يحافظ على وجوده لأكثر من عام واحد عندما تم اغلاقه في عام 1921 ليبدأ بيسكاتور تجربته الجديدة مع مسرح الشعب الذي خاض عبره معركة حقيقية مع الرقابة وقدرة المجتمع والقوى السياسية على التقاطع مع افكاره واتجاهاته الفنية, لأنه سعى الى تحطيم الاساليب المسرحية التقليدية, والقيود الدرامية التي كان يفرضها عادة المؤلفين المسرحيين بما ان هذا المسرح رغم توقفه في عام 1927 لعب دورا بارزا في استحداث مجموعة من القيم الفنية الجديدة وخاصة بروز ما يسمى فيما بعد بالمسرح الملحمي.


    وعبر هذا المسرح عاد بيسكاتور الى اجراء تحليلاته المسرحية للعديد من الاعمال الكلاسيكية واعادة طرحها بما يؤكد نظرته السياسية الى العمل المسرحي ومن ابرز هذه الاعمال جاءت مسرحية شكسبير روميو وجولييت التي تجاهل فيها المخرج قصة الحب الاساسية ليتناول الاوضاع السياسية التي كانت قائمة آنذاك والتي كانت تستخدم عادة كخلفية للقصة الاساسية في العمل.


    نحو مسرح خاص


    منذ عام 1927 وجد بيسكاتور ان ارتباطه بالمسارح العامة والحكومية لم يعد قادرا على استيعاب وتقبل اجتهاداته في طرح الاعمال المسرحية ولذلك اتجه الى البحث عن مسرح خاص به, الا ان ظروفه المالية اجلت هذا المشروع لعدة سنوات الى ان استطاع الحصول على التمويل والمقر الذي كان وسط برلين, وانطلاقا من هذا المسرح ظهرت اعمال بيسكاتور التي اثارت الكثير من الجدل والصدامية مع الرقابة بالرغم من تصريحاته الدائمة بأن مسرحه


    لايرتبط ولا يلتزم بأي حزب سياسي, وانه لا يسعى الى التبشير بين صفوف الطبقات الكادحة, انه فقط يقدم تجاربه ورؤاه الخاصة المستقلة لفن المسرح, الا ان الاعمال التي قدمها استطاعت ان تبرز ذلك التفتت الشديد الذي تعيشه الطبقات البرجوازية و خاصة بعد ان اتجه الى نشر كتاباته التنظيرية الى جانب تجاربه المعملية التي فتحت امام العالم اسئلة جديدة في المسرح, اسئلة متعلقة بوظيفة الانسان في الحياة وعلاقته بالعالم وموقفه من الطبيعة والقدر, وهي اسئلة كانت مغيبة عن المجتمع الغربي والرأسمالي بصورة عامة, ومن الخطوات الاولى التي قام بها بيسكاتور في مسرحه الجديد انشاء مكتب مستقل للتأليف المسرحي بحثا عن ذلك التناغم والعمل الجماعي, لتأدية الغرض من العمل المسرحي.


    ومن هذا المسرح الخاص بدأ بيسكاتور مرحلة دقيقة جدا في تاريخه المسرحي حيث جاءت مسرحيته الشهيرة (هكذا الحياة) لمؤلفها ارنست توللر وتتمحور حول استحضار احد الرجال الثوريين بعد ان مضى ثماني سنوات في احدى المصحات العقلية, وتتم عملية اعادة استجوابه حول رؤيته للثورة والعمل النضالي وجاءت هذه المسرحية لتتوافق مع ما قاله بيسكاتور (لا نستطيع اعتبار مهمتنا قد اكتملت اذا نتجنا نسخة غير نقدية للمجتمع معتقدين ان المسرح هو مجرد مرآة للعصر, كذلك فان مهمتنا ليست ان نغطي عدم التناسق الموجود في المجتمع بحجاب اللباقة, كما انه لا يمكننا تصوير الانسان ككائن يتسامى بعظمته في عصر ينطوى على عوامل تؤدي الى تشويه هذا الانسان, ان المهمة الحقيقية للمسرح هي ان يتخذ من الحقيقة نقطة انطلاق ليبدأ بعدها في تضخيم الفوضى الاجتماعية).


    الصراعات العالمية على خشبة المسرح


    لم تقتصر رؤية بيسكاتور للمسرح السياسي على رصد الابعاد السياسية التقليدية بل كان لابد من ان يصبح المسرح اختصارا لما يحدث في العالم من صراعات دولية فالسياسة لا تقتصر على ذلك الوجع المحلي وفلسفة المسرح السياسي الحقيقية تكمن في القدرة على فهم العالم وانعكاسات الاحداث الدولية على اي انسان موجود في اي مكان على سطح الكرة الارضية, وفي هذه المرحلة برزت مسرحية (ازدهار) التي تناول فيها موقف الاتحاد السوفييتي في صراعه السياسي والاقتصادي على اسواق النفط, ويعتبر هذا الاتجاه الموضوعي نقطة ريادية حقيقية, ولعلها المرة الاولى في مسيرة المسرح العالمي المعاصر التي يدخل المسرح الى طرق مثل هذه المواضيع, وقد اثارت عروض هذه المسرحية سجالات واسعة على المستوى الجماهيري والنقدي, وكانت ردود الفعل متناقضة حتى ان الجهات الحكومية والرقابية انذاك وقفت حائرة في رفض او السماح لهذا العرض ان يستمر على خشبات المسارح وقد تعرضت هذه المسرحية لهجمة واسعة النطاق من صحف اليمين التي اتهمت العمل بأنه يدمر كل ما بناه المسرح على مر تاريخه من قيم فنية وابداعية وثقافية.


    ومن الاصداء التي رافقت هذه المسرحية تولدت لدى بيسكاتور فكرة مسرح الاستديو الذي افتتحه في عام 1928 وفتح ابوابه للجميع, بحيث يصبح هذا الاستوديو معملا فكريا مسرحيا لتشريح الاحداث السياسية واعادة تناولها بما يتوافق مع الرغبة الملحة في التعبير وفضح ما يحدث في الوسط السياسي العالمي ويمكننا القول ان مسرح الاستوديو هذا انتج نخبة من الاعمال المسرحية الرائدة كمسرحية تاجر برلين التي عالجت مسألة التضخمات المالية العالمية ومن ثم مسرحية (نساء في محنة) الا ان الامر الذي راح يشغل بيسكاتور فيما بعد وخاصة بعد انتشار المسرح السياسي عالميا, ما هي الصيغ المسرحية الجديدة التي لابد من التقاطع معها بحيث يحافظ هذا المسرح على مكانته الاجتماعية.


    ومن هذا المنطلق بدأ بيسكاتور في رحلة طويلة الامد في الاتحاد السوفييتي واوروبا بحثا عن صيغ مسرحية جديدة ووجد نفسه منهمكا في المسرح الحديث الذي قدم ما يزيد على اربعين مسرحية في عام 1965 وصل بيسكاتور الى ذروته المسرحية والتنظيرية وكانت انظار العالم متجهة صوبه كواحد من اهم العقول المسرحية في العالم رغم وجود شخصيات بارزة اخرى من اهمهم برتولد. بريخت. غير ان القدر لم يمنحه المزيد من الوقت ليتابع مشواره المسرحي حيث توفي في مارس 1966 وكان انذاك في صدد اعادة هيكلية جديدة لمسرح الشعب.


    بصورة عامة لاتزال افكار هذا الرجل تشغل بال العشرات من المخرجين والمنظرين في المجال المسرحي, ويمكننا القول ان علاقة المسرح بالسياسة لاتزال حتى يومنا مصدرا للعديد من السجالات والتنظيرات, ونهاية نقول انها مجرد اطلالة عامة على شخصية مسرحية لاتزال بصماتها بارزة ومستمرة حتى يومنا هذا.



    هامش: عالم الفكر ـ العدد الرابع 1982 المسرح السياسي ـ ارفين باكتور
    كتب: حازم سليمان
    بين الفكر والأدب ثمة حلقة مفقودة ،معاً سنبحث عنها ::emot0:
    [URL]http://www.crhat.com/vb/index.php[/URL]

    وتذكروا أن هدفنا دائما أن نلتقي لنرتقي
    [URL]http://all2chat.com/login.php?room=5635[/URL]

    تعليق

    • عفت بركات
      عضو الملتقى
      • 09-04-2008
      • 205

      #3
      المبدعة غازية
      شكرا لك جهدك معنا
      وهذا المقال القيم
      محبتي
      [email]e.barakat7@hotmail.com[/email][frame="14 98"] **** محبتي ****[email]e_barakat23@hotmail.com[/email][url]http://www.almolltaqa.com/vb/blog.php?b=567[/url][/frame]

      تعليق

      • يحيى الحباشنة
        أديب وكاتب
        • 18-11-2007
        • 1061

        #4
        الأخت عفت بركات تحية طيبة وبعد
        شدتني هذه الدراسة المستقيضة عن تاريخ المسرح .
        بوركت ايتها المخرجة المبدعة ..
        ودام قلمك وحرفك
        كل التقدير والاحترام
        شيئان في الدنيا
        يستحقان الدموع ، والنزاعات الكبيرة :
        وطن حنون
        وامرأة رائعة
        أما بقية المنازاعات الأخرى ،
        فهي من إختصاص الديكة
        (رسول حمزاتوف)
        استراحة عشرة دقائق مع هذا الرابط المهم جدا.. جدا !!!!!
        http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...d=1#post264869
        ولنا عودة حتى ذلك الحين استودعكم الله




        http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...149#post249149

        تعليق

        • يحيى الحباشنة
          أديب وكاتب
          • 18-11-2007
          • 1061

          #5
          الأخت المبدعة غازية الغجري
          تحية عطرة وبعد ..
          اسعدني ما قرأت في ردك .. وأعتبرة دراسة شبه مكتملة عن المسرح
          أتمنى أن يكتب هذا باسهاب وعلى حلقات لنستفيد من خبراتكما الأكاديمية في هذا المجال والتفاعل للنهوض معا بهذا القسم الجميل وما نأمله من الزملاء .
          دمت اخيتي ودام قلمك
          شيئان في الدنيا
          يستحقان الدموع ، والنزاعات الكبيرة :
          وطن حنون
          وامرأة رائعة
          أما بقية المنازاعات الأخرى ،
          فهي من إختصاص الديكة
          (رسول حمزاتوف)
          استراحة عشرة دقائق مع هذا الرابط المهم جدا.. جدا !!!!!
          http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...d=1#post264869
          ولنا عودة حتى ذلك الحين استودعكم الله




          http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...149#post249149

          تعليق

          • يسري راغب
            أديب وكاتب
            • 22-07-2008
            • 6247

            #6
            الاديبه القديره
            الاستاذه غازيه الموقره
            احترامي
            وموضوع اكثر من ممتاز
            ياخذنا من حيث الزمان والمضمون الى مسرح العباقره الكبار
            من المسرح الاغريقي الى المسرح الروماني الى مسرح العصور الوسطي وانتهاء بالمسرح الحديث
            يحتاج منا الى قراءه متعمقه واعيه بالتوصيف والتصنيف
            من حيث التمايز في الشكل والمضمون من عصر الى اخر
            كل الموده وكل التقدير
            ودمت سالمه منعمه غانمه مكرمه

            تعليق

            • يحيى الحباشنة
              أديب وكاتب
              • 18-11-2007
              • 1061

              #7
              [frame="11 98"]الأخت عفت بركات تحية طيبة وبعد
              شدتني هذه الدراسة المستفيضة عن تاريخ المسرح .
              بوركت أيتها المخرجة المبدعة ..
              ودام قلمك وحرفك
              كل التقدير والاحترام[/frame]
              شيئان في الدنيا
              يستحقان الدموع ، والنزاعات الكبيرة :
              وطن حنون
              وامرأة رائعة
              أما بقية المنازاعات الأخرى ،
              فهي من إختصاص الديكة
              (رسول حمزاتوف)
              استراحة عشرة دقائق مع هذا الرابط المهم جدا.. جدا !!!!!
              http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...d=1#post264869
              ولنا عودة حتى ذلك الحين استودعكم الله




              http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...149#post249149

              تعليق

              • عفت بركات
                عضو الملتقى
                • 09-04-2008
                • 205

                #8
                [rainbow]القدير : يحيى حباشنة
                شكرا لك مرورك على هذا المقال
                وشكرا لك اعجابك به
                تحياتي لك [/rainbow]


                ،،،،،
                [email]e.barakat7@hotmail.com[/email][frame="14 98"] **** محبتي ****[email]e_barakat23@hotmail.com[/email][url]http://www.almolltaqa.com/vb/blog.php?b=567[/url][/frame]

                تعليق

                • يحيى الحباشنة
                  أديب وكاتب
                  • 18-11-2007
                  • 1061

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة عفت بركات مشاهدة المشاركة
                  [rainbow]القدير : يحيى حباشنة
                  شكرا لك مرورك على هذا المقال
                  وشكرا لك اعجابك به
                  تحياتي لك [/rainbow]


                  ،،،،،
                  [frame="11 98"]
                  الرائعة القديرة عفت بركات

                  اشتقنا والله لنشاطك وتواجدك ، والقسم مظلم بسبب غيابك والذي أرجو أن يكون المانع خيرا !!

                  نحن بحاجة ماسة إلى جهود ،مخرجة مبدعة بحجمك .. وأتمنى الوقوف إلى جانبي ، لتنشيط القسم وتحريك المواضيع
                  لكِ كل الورد ،وأتمنى أن نرى تواجدك .
                  مع أجمل وأرق التحيات [/frame]
                  شيئان في الدنيا
                  يستحقان الدموع ، والنزاعات الكبيرة :
                  وطن حنون
                  وامرأة رائعة
                  أما بقية المنازاعات الأخرى ،
                  فهي من إختصاص الديكة
                  (رسول حمزاتوف)
                  استراحة عشرة دقائق مع هذا الرابط المهم جدا.. جدا !!!!!
                  http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...d=1#post264869
                  ولنا عودة حتى ذلك الحين استودعكم الله




                  http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...149#post249149

                  تعليق

                  يعمل...
                  X