مع همس الّليل والملك يرسل جنده
أنكمش على نفسي ..ويحاصرني الخوف..التّرقب

لقد عدت يارمضان ..أكاد اسمع ابواب جهنّم توصد

وأجد قبيل الفجر نسمات الجنّة ..

لقد عدت على أوجه تعرفها ..وطوى الثّرى وجوها ألفناها

اليوم تستهويني سبحتي ..اتوسّد سجاّدتي وأبلّل مصحفي بدموعي

ولست أدري أهي دموع ندم ..توبة ..رجاء أم حنين

وتعود ونعود ندق باب العليّ ..

يارمضان وكما كنت أياّمي الغابرة وجدتني

بل الحزن سار في كبدي وقطّع أحشائي وطواني الألم

يارمضان مازلت هناك في الرّكن المركون ..

أكابر الدّمع ..وأمنّي النّفس بالسّكون أضحك وألعب بعقلها الاّمحدود

مازلت في نفس المكان ..لكن ربّما لن أجدك أو تجدني

فمن حولي نمت شجرة التّوت البرّي وغطّت كينونتي ..

مازلت أرقبها دودة القزّ تنسج من أوراق التّوت حريرا

وأتساءل وأتمنّى أن تكون من نصيبي قطعة لكفني ..