تويت
ما أصعب أن نشعر ولا يشعرون ...والأمّر أننا نشعر بأننا نشعر وهم لا يشعرون ..
نبحر بعيدا عنهم ...يتلقفنا الموج ،نشعر بالبرد والخوف ....فنعود أدراجنا فتستقبلنا ظهورهم ...
نشعر بالوحدة بقربهم .. نشعر بالغربة بين أحضانهم ...نختلق لهم الأعذار ونصدّقها
لحظتها ...نشعر أنّه من الأجمل أن نشعر ولا يشعرون ...
تعلمنا أن نحكي لهم قصّة قبل النوم ....تكلمنا طويلا عن شهرزاد وشهريار ...
وقبل نهاية القصّة تمنينا أن يشعروا ولومرّة بما نشعر .......
تعلمنا السهر وهم نيام ....تعلمنا هديل الحمام ...
تعلمنا الشكر وهم غافلون ...تعلمنا الحمد وهم معرضون وأتقننّا الصبر في سكون ,,
وأيقننّا أننا نشعر وهم لا يشعرون ....
تعلمنا توضيب حقائب أسفارهم ...وحين الوداع تمنينا أن يشعروا بما نشعر وأن يشعروا بأننا نعلم أنّهم لا يشعرون ..
وقفنا على ميناء شاطئهم ..ننتظر رجوعهم .....
لكنهم عادوا من طريق غير طريقهم ...فرحنا نتعقّب آثارهم ونتّبع خطاهم ...ونحن نرجو أن يلتفتوا ليرونا ...
ويشعرون بما نشعر...
فما أصعب أن نشعر أنّنا نشعر ولا يشعرون ...
تعلمنا أن نحيك لهم من رموش عينينا لحافا يدّفيهم ومن دمعنا عذبا يرويهم
وكل هذا وهم لا يشعرون ................
تعلمنا أنّ الموت دونهم شهادة .......
وأنّ رضاهم عبادة ...........
و أنّ الوفاء عادة ........
وانّ حبهم زيادة ..............
تعلمنا أن نشعر بفرحتهم قبل أن يشعرون ...
وبحزنهم نحن الأسبقون ................
فما أجمل هذا الشعور ....وما أعظم أن نشعر بما لا يشعرون
لكن سيأتي يوم عناّ يبحثون ....هنا وهناك يسألون ويتساءلون ؟؟؟
أين ....أين هم عناّ لاهون ........سيتساءلون كثيراويجدون الجواب حتما ...
سيجدون أزهارنا.... سيجدون بطاقات معايدة .....وسيجدون يومياتنا ........
وحينها سيذركون أنّنا كنا نشعر ولا يشعرون
كنا نسهر وينامون .......ونكتب ليقرؤوا ما بين السطور ....
وأكيد لحظتها سيبكون الأطلال ...وينثرون التراب..........
لأنهم أخيرا شعروا بما نشعر ..بل قتلهم الشعور بأننا كنا نشعر ولا يشعرون ,,,,,,
فما أصعب شعورهم لحظتها ...........
لأنهم سيشعرون بأنناّ لن نشعر بما يشعرون ..........
تعليق