عقدة الألقاب العلمية في مجتمعاتنا العربية - محمد الفاضل
جميل أن يسعى الإنسان إلى تطوير قدراته العلمية بخطى حثيثة ليغرف من معين المعرفة الذي لاينضب, بغية توسعة أفاقه, ليكون فردا فاعلا ومؤثرا في مجتمعه بحيث يسهم في رفع درجة الوعي, الأمر الذي يخلق حالة من التنافس المشروع والذي يصب في خدمة المجتمع وجعله أكثر إشراقا.وليس سرا أن هذا يخلق طبقة انتلجنسيا يقع على عاتقها عبء تنوير العقول ودحض الخرافات, وتضميد الجراح, بل وإزالة الغشاوة عن عيون الكثير من العامة والبسطاء, لخلق مجتمع مثالي محصن ضد الدعاية الحكومية الرسمية التي تسعى لتدجين الأفراد, وغسل أدمغتهم في نظمنا الديكتاتورية, مما يسهل تضليلهم وخداعهم.
ولكن أن يتحول هذا الشئ إلى هاجس حقيقي يقض مضاجع الكثيرين منا ويتحول إلى هوس, أمر يحتاج إلى تحليل والغوص في أعماق هذا الداء الذي بدأ يتحول إلى عقدة ترافق الكثيرين في عصرنا الراهن بهدف الحصول على مكانة اجتماعية مرموقة. ومن البداهة أن يكون هذا حق نبيل ومشروع للجميع دون اسثناء, بيد أن الأمر بدأ ينحو منحاً خطيراً , جعل الكثيرين في عملية سباق ولهاث, بغية الحصول على درجة الدكتوراة بأي ثمن بغض النظر عن الوسيلة, ومرد ذلك, المزايا التي تتيح لحاملها أن يتبوأ مكانة علمية مرموقة، وإن وصل الأمر إلى حد التشكيك باعتراف هذه الجامعة أو تلك. وربما تكون الجامعة التي منحت هذا اللقب العلمي, جامعة وهمية لاوجود فعلي لها سوى على مواقع الإنترنت, أو ربما عن طريق المراسلة. وهذا بدوره يطرح عدة تساؤلات عن الهدف الحقيقي لهذا السباق المحموم والتهافت, ومدى مشروعية وأمانة تلك الجامعات التي بدأت تنتشر في الأونة الأخيرة, والتي لايهمها سوى الربح المادي البحت دون مراعاة لأبسط المعايير والأسس العلمية.
يظن البعض أن الحياة ستتوقف إن لم يحصل صاحبها على درجة الدكتوراة, اذ أضحت ملازمة للإبداع والتفوق, بل وحتى التفاخر الاجتماعي الذي لاطائل منه سوى إشباع الغرور لدى ذلك الشخص الذي يصر على مناداته بلقب يادكتور!!! ولايخفى على أحد مالهذه الظاهرة من أثار سلبية على المجتمع, وهذا ينسحب على حامل هذا اللقب عندما لايكون أهلا لهذه الدرجة العلمية فتصبح وبالا عليه, وتتحول من نعمة إلى نقمة.
في إحدى السنوات التحق بالجامعة زميل لنا, كان يحمل درجة الدكتوراة من إحدى الجامعات في بلد اَسيوي. ومع مرور الأيام بدأت الأصوات تتعالى من قبل الطلاب مبدين سخطهم من هذا الدكتور, الذي فشل في مجابهة التحدي الحقيقي في الميدان , وأصبح مثار سخرية وتندر.
ثم تطور الأمر برفض الطلاب الدخول إلى محاضراته وأضحى في وضع لايحسد عليه , وكنا لانجرؤ على مصارحته حرصاً منا على مشاعره. ولكي أضع الأمور في سياقها الصحيح فإني لا أدعو إلى عدم السعي للحصول على درجة الدكتوراة, ولكن أن يتحول الموضوع إلى اَفة اجتماعية, أمر يستلزم الدراسة والبحث لتبيان الاثار السلبية المترتبة عليها, ولكي لانفرغ الشهادة من مضمونها العلمي الحقيقي وقيمتها وتصبح مجرد كرتونة نضعها كواجهة وديكور نختال بها أمام الاخرين مبدين فيها تفوقنا.
عقدة الألقاب العلمية في مجتمعاتنا العربية - محمد الفاضل
جميل أن يسعى الإنسان إلى تطوير قدراته العلمية بخطى حثيثة ليغرف من معين المعرفة الذي لاينضب, بغية توسعة أفاقه, ليكون فردا فاعلا ومؤثرا في مجتمعه بحيث يسهم في رفع درجة الوعي, الأمر الذي يخلق حالة من التنافس المشروع والذي يصب في خدمة المجتمع وجعله أكثر إشراقا.وليس سرا أن هذا يخلق طبقة انتلجنسيا يقع على عاتقها عبء تنوير العقول ودحض الخرافات, وتضميد الجراح, بل وإزالة الغشاوة عن عيون الكثير من العامة والبسطاء, لخلق مجتمع مثالي محصن ضد الدعاية الحكومية الرسمية التي تسعى لتدجين الأفراد, وغسل أدمغتهم في نظمنا الديكتاتورية, مما يسهل تضليلهم وخداعهم.
ولكن أن يتحول هذا الشئ إلى هاجس حقيقي يقض مضاجع الكثيرين منا ويتحول إلى هوس, أمر يحتاج إلى تحليل والغوص في أعماق هذا الداء الذي بدأ يتحول إلى عقدة ترافق الكثيرين في عصرنا الراهن بهدف الحصول على مكانة اجتماعية مرموقة. ومن البداهة أن يكون هذا حق نبيل ومشروع للجميع دون اسثناء, بيد أن الأمر بدأ ينحو منحاً خطيراً , جعل الكثيرين في عملية سباق ولهاث, بغية الحصول على درجة الدكتوراة بأي ثمن بغض النظر عن الوسيلة, ومرد ذلك, المزايا التي تتيح لحاملها أن يتبوأ مكانة علمية مرموقة، وإن وصل الأمر إلى حد التشكيك باعتراف هذه الجامعة أو تلك. وربما تكون الجامعة التي منحت هذا اللقب العلمي, جامعة وهمية لاوجود فعلي لها سوى على مواقع الإنترنت, أو ربما عن طريق المراسلة. وهذا بدوره يطرح عدة تساؤلات عن الهدف الحقيقي لهذا السباق المحموم والتهافت, ومدى مشروعية وأمانة تلك الجامعات التي بدأت تنتشر في الأونة الأخيرة, والتي لايهمها سوى الربح المادي البحت دون مراعاة لأبسط المعايير والأسس العلمية.
يظن البعض أن الحياة ستتوقف إن لم يحصل صاحبها على درجة الدكتوراة, اذ أضحت ملازمة للإبداع والتفوق, بل وحتى التفاخر الاجتماعي الذي لاطائل منه سوى إشباع الغرور لدى ذلك الشخص الذي يصر على مناداته بلقب يادكتور!!! ولايخفى على أحد مالهذه الظاهرة من أثار سلبية على المجتمع, وهذا ينسحب على حامل هذا اللقب عندما لايكون أهلا لهذه الدرجة العلمية فتصبح وبالا عليه, وتتحول من نعمة إلى نقمة.
في إحدى السنوات التحق بالجامعة زميل لنا, كان يحمل درجة الدكتوراة من إحدى الجامعات في بلد اَسيوي. ومع مرور الأيام بدأت الأصوات تتعالى من قبل الطلاب مبدين سخطهم من هذا الدكتور, الذي فشل في مجابهة التحدي الحقيقي في الميدان , وأصبح مثار سخرية وتندر.
ثم تطور الأمر برفض الطلاب الدخول إلى محاضراته وأضحى في وضع لايحسد عليه , وكنا لانجرؤ على مصارحته حرصاً منا على مشاعره. ولكي أضع الأمور في سياقها الصحيح فإني لا أدعو إلى عدم السعي للحصول على درجة الدكتوراة, ولكن أن يتحول الموضوع إلى اَفة اجتماعية, أمر يستلزم الدراسة والبحث لتبيان الاثار السلبية المترتبة عليها, ولكي لانفرغ الشهادة من مضمونها العلمي الحقيقي وقيمتها وتصبح مجرد كرتونة نضعها كواجهة وديكور نختال بها أمام الاخرين مبدين فيها تفوقنا.
عقدة الألقاب العلمية في مجتمعاتنا العربية - محمد الفاضل
تعليق