حكايات من بلادي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد الفاضل
    أديب وكاتب
    • 21-12-2011
    • 208

    حكايات من بلادي

    حكايات من بلادي – محمد الفاضل

    في تلك القرية الحالمة التي بدت وكأنها خرجت من كتب الأساطير حيث يسمر أبناؤها الطيبون كطيبة أرضهم تحت سماء ليلكية ، عالياً كان القمر في كبد السماء ينظر مبتسماً ، وهم يتناقلون حكايات العشق ومواسم الحصاد ، والأطفال يطاردون الفراشات الملونة بألوان قوس قزح , وينشرون الحبور وسط بيادر القمح وهي تتمايل بغنج بصفرتها الذهبية مثل حسناء تزهو بضفائرها بدلال. نسمات عليلة تهب فتتراقص السنابل على ألحان الطبيعة الخلابة ، لايكسر إيقاعها سوى حفيف أوراق الجوز والكون يحبس أنفاسه.
    اعتاد خالد أن يسند ظهره إلى شجرة جوز عملاقة في فناء دارهم التي تقبع خلف رابية خضراء ، كانت خيوط الشمس تتسلل على استحياء عبر الأوراق فينعكس الضوء على قسمات وجهه الذي يطفح بحمرة مشربة.

    ومن حوله كان أبناؤه الثلاثة يضفون جواً من المرح وهم يبحثون بنشوة عارمة بين الحشائش عن بيوض طائر الحجل. وقف الوالد بقامته الشامخة كجبال قاسيون والألم يعتصر قلبه وهو يرقب مشهد زوجته وهي مسجاة على الأرض جثة هامدة وبقربها يرقد فلذات كبده والدماء تغطي أجسادهم الغضة . في تلك اللحظة توقف الكون عن الدوران وأصبح كل شئ بلا معنى ، الحياة والموت سيان.
    ألقى عليهم نظرة وداع أخيرة وهويحمد الله على هذا البلاء الذي ألم بأسرته ، رفع رأسه إلى السماء وبدأ يتمتم بعبارات مبهمة وقد شل المشهد تفكيره ! كيف يمكن لتلك الوحوش الاَدمية أن تقتل بدم بارد عوائل بأكملها وتستبيح قريتهم الوادعة التي تغفو تحت ضوء القمر؟ سؤال دار في خلده وبدا وكأنه يهذي من فرط حزنه ، وهو يشيع بنظره أحبته تنقلهم سيارة الموتى إلى مثواهم الأخير.

    حكايات من بلادي – محمد الفاضل
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد الفاضل; الساعة 20-07-2013, 13:10.
    sigpic

    روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟
  • فاطمة الضويحي
    أديب وكاتب
    • 15-12-2011
    • 456

    #2
    واقع مرير أدمى الكبود
    وأنزف الدمع دما بلا حدود
    نلتمس الفرج من الودود
    أطيب الدعوات وشكرا .
    ذكريات عبرت مثل الرؤى : ربما أفلح من قد ذكرى
    ياسماء الوحي قد طال المدى: بلغ السيل الزبى وانحدرى

    تعليق

    • حسن لختام
      أديب وكاتب
      • 26-08-2011
      • 2603

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة محمد الفاضل مشاهدة المشاركة
      حكايات من بلادي – محمد الفاضل

      في تلك القرية الحالمة التي بدت وكأنها خرجت من كتب الأساطير حيث يسمر أبناؤها الطيبون كطيبة أرضهم تحت سماء ليلكية ، عالياً كان القمر في كبد السماء ينظر مبتسماً ، وهم يتناقلون حكايات العشق ومواسم الحصاد ، والأطفال يطاردون الفراشات الملونة بألوان قوس قزح , وينشرون الحبور وسط بيادر القمح وهي تتمايل بغنج بصفرتها الذهبية مثل حسناء تزهو بضفائرها بدلال. نسمات عليلة تهب فتتراقص السنابل على ألحان الطبيعة الخلابة ، لايكسر إيقاعها سوى حفيف أوراق الجوز والكون يحبس أنفاسه.
      اعتاد خالد أن يسند ظهره إلى شجرة جوز عملاقة في فناء دارهم التي تقبع خلف رابية خضراء ، كانت خيوط الشمس تتسلل على استحياء عبر الأوراق فينعكس الضوء على قسمات وجهه الذي يطفح بحمرة مشربة.

      ومن حوله كان أبناؤه الثلاثة يضفون جواً من المرح وهم يبحثون بنشوة عارمة بين الحشائش عن بيوض طائر الحجل. وقف الوالد بقامته الشامخة كجبال قاسيون والألم يعتصر قلبه وهو يرقب مشهد زوجته وهي مسجاة على الأرض جثة هامدة وبقربها يرقد فلذات كبده والدماء تغطي أجسادهم الغضة . في تلك اللحظة توقف الكون عن الدوران وأصبح كل شئ بلا معنى ، الحياة والموت سيان.
      ألقى عليهم نظرة وداع أخيرة وهويحمد الله على هذا البلاء الذي ألم بأسرته ، رفع رأسه إلى السماء وبدأ يتمتم بعبارات مبهمة وقد شل المشهد تفكيره ! كيف يمكن لتلك الوحوش الاَدمية أن تقتل بدم بارد عوائل بأكملها وتستبيح قريتهم الوادعة التي تغفو تحت ضوء القمر؟ سؤال دار في خلده وبدا وكأنه يهذي من فرط حزنه ، وهو يشيع بنظره أحبته تنقلهم سيارة الموتى إلى مثواهم الأخير.

      حكايات من بلادي – محمد الفاضل
      قص ممتع وشيّق، وصف دقيق ورائع،و لغة متينة وقوية وسلسلة
      استمتعت بهذا الإبداع الراقي..اشكرك، أخي المبدع الأنيق محمد فاضل
      محبتي وتقديري، أيها الجميل

      تعليق

      • ريما ريماوي
        عضو الملتقى
        • 07-05-2011
        • 8501

        #4
        عشت مع بطلنا، وأحسست المعاناة..
        قص وحبك متين...

        شكرا لك، عوفيت، اتمنى من الله
        أن يحل السلام في كل بقعة من
        أوطاننا العربية، ويرد كيد من
        ينوي بها شرا إلى نحورهم...

        تحيتي وتقديري.


        أنين ناي
        يبث الحنين لأصله
        غصن مورّق صغير.

        تعليق

        • محمد الفاضل
          أديب وكاتب
          • 21-12-2011
          • 208

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة فاطمة الضويحي مشاهدة المشاركة
          واقع مرير أدمى الكبود
          وأنزف الدمع دما بلا حدود
          نلتمس الفرج من الودود
          أطيب الدعوات وشكرا .
          يسعدني حضورك سيدتي وكل عام وأنت بخير
          مع أجمل الأمنيات
          sigpic

          روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟

          تعليق

          • محمد الفاضل
            أديب وكاتب
            • 21-12-2011
            • 208

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة حسن لختام مشاهدة المشاركة
            قص ممتع وشيّق، وصف دقيق ورائع،و لغة متينة وقوية وسلسلة
            استمتعت بهذا الإبداع الراقي..اشكرك، أخي المبدع الأنيق محمد فاضل
            محبتي وتقديري، أيها الجميل
            الأجمل هو حضوركم العطر الذي زين القصة
            مع خالص الشكر وكل عام وأنتم بخير
            sigpic

            روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟

            تعليق

            • محمد الفاضل
              أديب وكاتب
              • 21-12-2011
              • 208

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
              عشت مع بطلنا، وأحسست المعاناة..
              قص وحبك متين...

              شكرا لك، عوفيت، اتمنى من الله
              أن يحل السلام في كل بقعة من
              أوطاننا العربية، ويرد كيد من
              ينوي بها شرا إلى نحورهم...

              تحيتي وتقديري.
              كل الشكر والتقدير على حضوركم الجميل ومشاعركم النبيلة
              كل عام وأنتم بخير
              sigpic

              روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟

              تعليق

              • ربيع عقب الباب
                مستشار أدبي
                طائر النورس
                • 29-07-2008
                • 25792

                #8
                كان يجب أن تستمر في لحنك
                و أن تسمعني أصوات الأطفال
                و الأم
                كان يجب ألا تقطع الحديث لتحفر في الأعماق
                لا أن تقلب الألوان
                و تنهي العمل
                لم فعلت أستاذي .. لم ؟
                من هنا انقطعت القصة .. من هنا ضيقت على الحلقة و كانت رقبتي خارجها
                والألم يعتصر قلبه وهو يرقب مشهد زوجته وهي مسجاة على الأرض جثة هامدة وبقربها يرقد فلذات كبده والدماء تغطي أجسادهم الغضة . في تلك اللحظة توقف الكون عن الدوران وأصبح كل شئ بلا معنى ، الحياة والموت سيان.
                ألقى عليهم نظرة وداع أخيرة وهويحمد الله على هذا البلاء الذي ألم بأسرته ، رفع رأسه إلى السماء وبدأ يتمتم بعبارات مبهمة وقد شل المشهد تفكيره ! كيف يمكن لتلك الوحوش الاَدمية أن تقتل بدم بارد عوائل بأكملها وتستبيح قريتهم الوادعة التي تغفو تحت ضوء القمر؟ سؤال دار في خلده وبدا وكأنه يهذي من فرط حزنه ، وهو يشيع بنظره أحبته تنقلهم سيارة الموتى إلى مثواهم الأخير.


                محبتي أستاذي


                التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 02-08-2013, 18:05.
                sigpic

                تعليق

                • محمد الفاضل
                  أديب وكاتب
                  • 21-12-2011
                  • 208

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                  كان يجب أن تستمر في لحنك
                  و أن تسمعني أصوات الأطفال
                  و الأم
                  كان يجب ألا تقطع الحديث لتحفر في الأعماق
                  لا أن تقلب الألوان
                  و تنهي العمل
                  لم فعلت أستاذي .. لم ؟
                  من هنا انقطعت القصة .. من هنا ضيقت على الحلقة و كانت رقبتي خارجها
                  والألم يعتصر قلبه وهو يرقب مشهد زوجته وهي مسجاة على الأرض جثة هامدة وبقربها يرقد فلذات كبده والدماء تغطي أجسادهم الغضة . في تلك اللحظة توقف الكون عن الدوران وأصبح كل شئ بلا معنى ، الحياة والموت سيان.
                  ألقى عليهم نظرة وداع أخيرة وهويحمد الله على هذا البلاء الذي ألم بأسرته ، رفع رأسه إلى السماء وبدأ يتمتم بعبارات مبهمة وقد شل المشهد تفكيره ! كيف يمكن لتلك الوحوش الاَدمية أن تقتل بدم بارد عوائل بأكملها وتستبيح قريتهم الوادعة التي تغفو تحت ضوء القمر؟ سؤال دار في خلده وبدا وكأنه يهذي من فرط حزنه ، وهو يشيع بنظره أحبته تنقلهم سيارة الموتى إلى مثواهم الأخير.


                  محبتي أستاذي


                  الأستاذ القدير ربيع
                  أسعدني حضورك الجميل كثيراً أخي العزيز
                  تقبل خالص شكري وتقديري
                  باقات ورد وياسمين لقلبك
                  sigpic

                  روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟

                  تعليق

                  يعمل...
                  X