امرأة لا تكل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد الاله اغتامي
    نسيم غربي
    • 12-05-2013
    • 1191

    امرأة لا تكل

    في ظلمة الليل الحالكة، تسحبت بهدوء شديد من الفراش حتى لا تزعج صغيريها . اتجهت إلى غرفة المؤونة وبيدها قنديل زيت يضيء الطريق بنوره الخافت . أوقدت النار، ووضعت عليها آنية ماء سكبته من الجرة ، ثم جلست إلى الرحى تكلمها وهي تطحن بعض حبات القمح ، مرددة لحنا شجيا صاحب جعجعة الآلة العتيقة.
    وما
    إن توقف هديرالطحن ، حتى غلى ماء القدر، فأخذت آنية الطين وأفرغت فيها الطحين لغربلته ، ثم شرعت تعجنه بكلتا يديها ، حتى تعرق جسمها المجهد من شدة العرك. قطعت العجين إلى دوائر، وأخذت تطهو فطائر فاحت منها رائحة شهية ممزوجة بعبق زيت الزيتون ، أعدت لها قهوة مزجت بحليب طازج .
    ارتفع صوت الأذان
    ، فقامت توقظ ولديها في رفق وتسحبهما نحو مائدة الفطور، لينعما بوجبة لن تتكرر قبل رجوعهما من الكتاب في آخر النهار...



    // تحية تقدير ووفاء لنساء القرن الماضي اللائي صنعن مستقبل الأجيال //
    sigpic
    طرب الصبا وأطل صبح أجمل*** بصفائه وزها الشباب الأكمل
    متلهفا لقطاف ورد عاطر ***عشق الندى وسقاه ماء سلسل
    عزف الهوى لربيعه فاستسلمت*** لعبيره قطرات طل تهطل
    سعد اليمام بقربه مستلهما ****لنشيده نغمات وجد تهدل
  • خديجة راشدي
    أديبة وفنانة تشكيلية
    • 06-01-2009
    • 693

    #2
    قص مختزل
    وخفيف من الحشو
    بأسلوب مترع بالصورة التعبيرية

    نعم

    تحية تقدير ووفاء لنساء القرن الماضي اللائي صنعن مستقبل الأجيال
    وكن يتحملن الكثير من العناء
    لكن ما زالت المرأة كما كانت تدود على تماسك بيتها وتضحي بالغالي والنفيس من أجل حماية أبناءها وقد أضيفت الكثير من المسؤوليات على المرأة في وقتنا الحاضر وأصبحت المرأة مسؤوليتها لاتقتصر على
    إطعام الأبناء
    والعناية بهم بل
    كيف تدرسهم وكيف توجههم وتبني شخصيتهم وفكرهم وتكوينهم العلمي والمعرفي والثقافي
    ..........

    تحيتي لجميع الأمهات

    تعليق

    • عبد الاله اغتامي
      نسيم غربي
      • 12-05-2013
      • 1191

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة خديجة راشدي مشاهدة المشاركة
      قص مختزل
      وخفيف من الحشو
      بأسلوب مترع بالصورة التعبيرية

      نعم

      تحية تقدير ووفاء لنساء القرن الماضي اللائي صنعن مستقبل الأجيال
      وكن يتحملن الكثير من العناء
      لكن ما زالت المرأة كما كانت تدود على تماسك بيتها وتضحي بالغالي والنفيس من أجل حماية أبناءها وقد أضيفت الكثير من المسؤوليات على المرأة في وقتنا الحاضر وأصبحت المرأة مسؤوليتها لاتقتصر على
      إطعام الأبناء
      والعناية بهم بل
      كيف تدرسهم وكيف توجههم وتبني شخصيتهم وفكرهم وتكوينهم العلمي والمعرفي والثقافي
      ..........

      تحيتي لجميع الأمهات
      لا أختلف معك في الرأي أستاذة خديجة ، وهذه الأشياء لا يمكن أن تغيب عنا ونحن نعيش في الزمن الرقمي . وبما أنني قلت نساء القرن الماضي ، فالفرق شاسع جدا لا في الإمكانيات ولا في الثقافة ، لكن أثره كان واضحا وجليا رغم كل السلبيات التي عانتها الأجيال السابقة ، ومع ذلك لم تمنع هذه السلبيات من إنجاب وتربية ونبوغ مفكرين وأدباء عرب من القرن الماضي تخرجوا من مدرسة الأم الأولى. أكلوا الرغيف الحافي وتعودوا العيشة البسيطة وتعلموا في الكتاب قبل أن يصبحوا عظماء ومشهورين . فالفضل وكل الفضل سيرجع دائما إلى تلك الأم البسيطة في تربيتها وتعليمها مهما تطورت الحضارة و مهما تغيرت الأزمنة.شكرا على مرورك أختي خديجة وعلى هذه المداخلة الرائعة ...تحياتي...
      sigpic
      طرب الصبا وأطل صبح أجمل*** بصفائه وزها الشباب الأكمل
      متلهفا لقطاف ورد عاطر ***عشق الندى وسقاه ماء سلسل
      عزف الهوى لربيعه فاستسلمت*** لعبيره قطرات طل تهطل
      سعد اليمام بقربه مستلهما ****لنشيده نغمات وجد تهدل

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة عبد الاله اغتامي مشاهدة المشاركة
        في ظلمة الليل الحالكة، تسحبت بهدوء شديد من الفراش حتى لا تزعج صغيريها . اتجهت إلى غرفة المؤونة وبيدها قنديل زيت يضيء الطريق بنوره الخافت . أوقدت النار، ووضعت عليها آنية ماء سكبته من الجرة ، ثم جلست إلى الرحى تكلمها وهي تطحن بعض حبات القمح ، مرددة لحنا شجيا صاحب جعجعة الآلة العتيقة.
        وما
        إن توقف هديرالطحن ، حتى غلى ماء القدر، فأخذت آنية الطين وأفرغت فيها الطحين لغربلته ، ثم شرعت تعجنه بكلتا يديها ، حتى تعرق جسمها المجهد من شدة العرك. قطعت العجين إلى دوائر، وأخذت تطهو فطائر فاحت منها رائحة شهية ممزوجة بعبق زيت الزيتون ، أعدت لها قهوة مزجت بحليب طازج .
        ارتفع صوت الأذان
        ، فقامت توقظ ولديها في رفق وتسحبهما نحو مائدة الفطور، لينعما بوجبة لن تتكرر قبل رجوعهما من الكتاب في آخر النهار...

        // تحية تقدير ووفاء لنساء القرن الماضي اللائي صنعن مستقبل الأجيال //
        لم تكد تنتهي من الجري خلف عقارب الوقت التي قرصتها وهي تستمع لأذان الظهر، فوقفت على باب الدار تنتظر عودة قرة العيون وهم عائدون يتقافزون بمرح الطفولة وجوع استغل نفاذ طاقة الفطور، واستعجال وجبة الغداء.
        .............
        مساء الورد
        هكذا رأيت امهات القرن الماضي وجزء من الحالي
        تبقى الأمهات بكل الدهور وربما اليوم المشاغل أعظم فهي أم وموظفه ومعلمه وطباخه وأيضا زوجه!
        تيحاتي وباقة ورد لك
        بودي أن أقرأ جديدك
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        يعمل...
        X