حب يحييه صمت القنابل 3

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سالم وريوش الحميد
    مستشار أدبي
    • 01-07-2011
    • 1173

    حب يحييه صمت القنابل 3

    حب يحييه صمت القنابل 3


    ليست ككل القرى قرية سلامة،
    يمتد تاريخها وامتداد عمر الإنسان، لم تكن وادعة، منذ فجر التاريخ هي حبلى بالأحداث ولادة لبنات الدهر، غادرها الفرح منذ أن اختبأت تحت جنحها جحافل الظلام.. لازال يكتنفها الغموض، لازالت تقتات آلامها، وتتجرع غصص أحزانها، أحلامها أحلام طفل صغير، تضطجع على أرائك عيونه الوسنى المدنفة ألوان الوعود، نهرها المكدود يسير وئيدا منذ آلاف السنين يلفه الصمت الرهيب، يأبى أن يحكي قصص أهلها الذين ما انفكوا يحملون عبء من تعاقبوا على أرضها تباعا، جحافل المارينز سطرت حكايات للتاريخ تؤكد أنهم ما مروا من هنا إلا ليساوموا النهار ألا يعود من جديد، فما أن يولد بصيص من ضوء، حتى يجهز عليه الديجور المتربص هناك خلف الحدود.
    غُسلا للميت والحي أيها النهر التليد أما آن لوريقة عشقك أن تينع على تلك الضفاف وتزدان بورود المحبة، قد تنزه الأرض من أدرانها بسيرك البطيء، لكنك ارتضيت ألا تفعل شيئا وتكتفي بهدير ارتطامك بالصخر حاملا ما تقدر عليه من الغثاء، كل يوم يستجد ذلك التدفق اللانهائي تسير طوع التيار ليس لك إرادة،
    أما آن لك أن تثور كبركان ، تتقيأ خمودك، وتلقي بحممك ترجم بها أجساد تيممت بالخنوع المهين ..
    سلامة تنظر إلى الغادين والرائحين من ارتفاع وهي تمتطي حرف صخرة كبيرة بعد أن أكلها القعود، لا تغادرها إلا ودلج الليل يغشي المكان تهبط منها، حيث أكواخهم الجاثمة على جنبات معابر الطريق،
    دونما اهتمام سلامة تنثر شعرها المجنون متوسدة ذراع الصبر والأماني، لازالت تشطب أيام عمرها تباعا .. بعد أن ابتلعتها أفاعي الغدر ولاكوا عرضها في كوى البيوت المهجورة من الأمان ..
    تتذكر محسن بعينيه الواسعتين التي رأت فيهما شغف العشق يربو لكنه خبا ما إن توسد التراب ، تتحنط أمام قبره كتمثال رخامي شوهته تلك الأسمال.. لاشيء يحمل نسيمات أمل موءود غير أضغاث أحلام، قد تخبرها بأن أسباب الحياة ستدب يوما في جسد أطبق عليه الثرى، ( ألا تحيى العظام وهي رميم ..؟ )
    تأبى أن تفارقه لعله يعود روحا، أو جسدا يعيد إليها ألق الحياة
    - أحبك
    كم تمنت أن تقولها له، أو تسمعها منه.
    تلك الرموس منسية إلا رمسه يربو على نجد من النجود، يرقد جسده آمنا، كراحل منذ ألاف السنين،
    (حمل سره معه، لا أحد يعرف عنه شيئا، عاش غريبا ومات غريبا )... هكذا قالوا عندما كانوا يمضغون سيرته التي بقت لغزا عصيا على الجميع، "عيناي بالدمع لا تجود ،كصخرة جلمود ، يا ويح قلبي "
    لا تحصي؛ كم من الساعات مضت وهي تجلس قبالة قبره، تشعل أعواد البخور حيث تذبل الزهور، ويجف ماء الورد حين يهرق على التراب، وتهفو القلوب إلى
    محطات العمر التي تختنق بالمسافرين،
    الكل يريد الرحيل بلا مؤاب، الخوف نذر أحزان يومية صارعادة تبتز مخاوف القلوب، قد يكون رحيل بلا مقدمات ، يودع بعويل النائحات،
    وصراخ الثكالى،
    القرية تنزف شبابها كل يوم تقدمهم قرابين للنهر الذي اصطبغ بلون النجيع، شاخت قبل الأوان تلك القرية التي
    لم يعد فيها من حديث غير أولئك الراحلين بصمت
    وكرامات صاحب هذا القبر.. وتلك النبتة الغريبة التي راحت تنمو وكأنها لا تريد التوقف، ليس لها مثيل بين نباتات القرية.. بأوراقها العريضة وأفنانها التي تمتد إلى البعيد.. نبتت فجأة دون إرادة من أحد، رأوا فيها شيئا غريبا أستحسنه البعض واستقبحه آخرون ، راحت تلف القبر. وكأنها تريد احتضانه، .بعد الزوال تلقي بفيئها عليه، وينام الناس على هموم تستجد كل صباح ..
    أثير لغطا هنا وهناك، قلة من أبناء القرية راحوا يثيرون زوابع من الشكوك حول القبر وسلامة وتلك النبتة التي راحت أفنانها تمتد كأيادي اخطبوط، نزلت عليهم كلعنة.. منذ أن داست أرض القرية أقدام غريبة وهي تنمو بلا توقف، البعض الآخر قال أنها بركة من السماء حطت علينا.. تخاصموا في الرأي، تسفه أفكار بعضهم بعضا. الكل حمل سلاحه للدفاع عن معتقده ولنصرة ما ذهب إليه. طائرات ( الأباتشي ) تحلق تترقب كل حركة مريبةـ تناور في طيرانها أزيزها يلقي ظلال الرعب على الهاربين من الموت. سلامه تحرس قبر حبيبها من طوارق الليل وهوام النهار
    - سلامة أما آن لك العودة إلى البيت، قد حان الفطور ..
    -محسن يريد ني إلى جنبه أخشى أن أفارقه فيرحل.. يريدني أن أفطر معه.
    - محسن مات يا ابنتي،
    صرخت بأعلى صوتها .. صرخة تقشعر لها الأبدان:
    (( لا لم يمت محسن هو حي يرزق ، بالأمس كان معي هنا يناغيني وأناغيه. ))
    أبو سلامة يطيل السجود.. أمها تعد أطباق السحور مع صوت قرع الطبل والصفيح وصوت المسحراتي
    (سحور ، سحور.. )
    رائحة الطعام تثير الرغبة بالنفوس، طرقات واهنة على الباب، سلامة تجلس عند العتبة تثير شفقة من ينظر إليها، أهلها جزعوا هذا المآل ..
    - أدخلي يا سلامة ...قالت أمها وفي عينيها انكسار.
    نظر أبوها إليها وفي عينيه تلجلج للدموع، قام أخوها من مكانه أحاطها بذراعه.. حاول أن يعينها على اجتياز عتبة الدار، ساهمة غارقة في صمت يلفها كما القبور..
    دخلت وهي تنظر إلى البيت كأنها لأول مرة تراه تطوف بنظراتها بين أرجائه، كادت أن تسقط لولا أن أبيها أحتضنها، راح يمست شعرها الأشعث، ويمسح وجهها مما علق به من غبار،
    - كلي يا ابنتي ..
    قالت أمها.. وهي تبكي..( آه كم ازرى الزمان بك )
    أقعدتها في الطشت راحت تغسل جسد أهيف أبض، تمشط شعرها الأسود،
    - لا ريب في ذلك ، أنا راحلة يا أمي،
    ظلت أمها فاغرة فمها وكأنها صعقت، أضافت سلامة، غير مدركة لما تقول:
    -رحيلا لا تجوع الأجساد فيه ولا تعطش...
    لطمت أمها خدها.. صرخت بصوت مكتوم.. ضربت على رأسها بيديها.
    - لا .. لا تقولي هذا يا ابنتي. ( ثم استطردت ) يا ويلي .. ماذا أقول ..؟ يا وجعي، كل يوم لي بك فجيعة ليتك متي قبل أن ألدك..
    هي غائبة عن الوجود، لم تشعر بما يحيط بها، ولا بنواح أمها وعويلها، ولا دعاء أبيها وتهدج صوته في الصلاة،
    أمسك الناس عن الطعام لكنهم لم يمسكوا عن الكلام.. تجمعوا في فناء الدار
    (لنقتلع تلك النبتة ونهدم قبر هذا الشيطان الرجيم.. )
    حملوا الفؤوس والمساحي والبنادق تأبطوا الشر، وأقسموا أن يقتلوا من يقف لردهم عما أجمعوا عليه.. هموا بالمسير،
    انهمار الضوء على الأرض أضاء لهم العتمة التي توسدت الأرض.. نباح الكلاب يمتزج ولغطهم، وهم يلوذون تحت أشجار العوسج التي امتلأت بها الطري .. خوفا من الطائرات التي راحت تحلق على ارتفاعات متفرقة.. تلقي بأضوائها الفسفورية،
    خرجت القرية عن بكرة أبيها.. وقف رجال يحملون بنادقهم للدفاع عن تلك النبتة وعن ذاك القبر وفي عيونهم اصرار على تنفيذ ما في كنانتهم. شحذت أسنة الحراب والكلام أصبح سجالا بين الأضداد والكل متهيبا من الآخر، اعتلج القوم، واتفقوا على ألا يتفقوا، إنها حرب لا محال، كبرت الجوامع
    ( حيَ على الجهاد )
    سلامة تخترق الجموع ، تنظر إلى تلك الوجوه المتغضنة:
    - ما بالكم يا أهلنا .. علام تتحاربون؟
    صرخ رجل فيهم..
    سلامة تجثو على القبر.. تنوح تبكي تربة حبيبها .
    فجأة بهت الجميع. رشقات من رشاش وانطلاق أقراص من النار راحت تحيط بالمكان، تتعالى صرخات من مجهول، تنهمر القنابل تباعا.. أصوات الانفجارات تهز القرية، الشوارع خلت بعد أن أحرقت الأرض، كل اختبأ وراء متراسه.. الطائرات ترجم الناس بحمم من نار،
    انطلق الرصاص من فوهات البنادق بشكل أفقي يقاطع بعضه البعض.. القرية تودع قتلاها..
    الشجرة تنمو وتنمو امتدت سيقانها لتصل كل البيوت، صارت شبحا يخاف منه الجميع. سلامة تقع عند قارعة الطريق.. الشجرة تمتد نحوها بعد أن حجب ظلها شعاع الشمس، تتحلق حولها تضيق عليها الخناق، أخوها ينظر إليها من بعيد متهيب من الأقدام على فعل قد يعرضه للموت:
    - سلامة حاولي أن تهربي، خلصي نفسك.
    سلامة في حالة ذهول شاردة الذهن، يمسك بفأسه يتحدى كل الخوف الذي بداخله يخترق السيقان المتشعبة، يضرب تلك الأغصان فتند منها صرخة أشبه بنعيب غراب، وينز منها سائل أخضر مزرق، يسيح لتنبعث رائحة زنخه كريهة تزكم الأنوف...
    أبوها يصرخ بأعلى صوته يجاهد في قطع تلك الأغصان الزاحفة وهو يهم للوصول إليها.
    يخرج الناس تباعا من كوى بيوتهم بحذر، خطاهم ثقيلة ثقل الخوف الذي جثم على قلوبهم، يحملون الفؤوس لينقذوا سلامة من براثن تلك النبتة... التي ضيقت عليها الخناق..
    ولكن.. !

    مع تحياتي
    سالم وريوش الحميد
    على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
    جون كنيدي

    الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

  • سليمى السرايري
    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
    • 08-01-2010
    • 13572

    #2
    القصة مزج جميل جدا بين سلامة القرية وسلامة الصبيّة
    وكلاهما يعانق الأحزان.
    أعجبني الوصف العميق للمناظر والأحداث وذكّرني هذا الوصف الدقيق،
    بالأديب الفرنسي الكبير: برناندين دي سانت بيير

    في قصّة بول وفرجيني التي ترجمها المنفلوطي إلى العربيّة تحت عنوان الفضيلة.
    كما أعجبني جدا جدا هذا الخيال الخصب وتوضيف شجرة كرمز لقتل الجمال والحياة حين تمتدّ أغصانها وتخنق من يقع في طريقها.. بينما الشجرة التي نبتت على قبر بول وفرجيني ، كانت فروعها تتعانق وتتشابك في غاية الجمال والروعة.
    لا أعرف مدى الوجع الذي يشعر به الكاتب وهو ابن أرض ذاقت الموت وتعطّرت قبورها وثناياها بالدماء والدمار في آن ٍ....
    جليّا هنا المعاناة،،، وصارخ الوجع حدّ الأنين.....
    وسلامة النائمة على أرض تزغرد للرحلين ، وسلامة الصبيّة العاشقة التي مازالت تبكي حبيبها، ذلك التشابه الغريب... كلاهما يحتلّها نبض الموت....

    شكرا لك الأديب الناقد على هذه القصّة المصوّرة بعناية فائقة....

    تقديري ولك سلامة في هذه الصورة :









    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

    تعليق

    • حسن لختام
      أديب وكاتب
      • 26-08-2011
      • 2603

      #3
      "البعض الآخر قال إنها بركة من السماء...تخاصموا في الرأي، تسفه أفكار بعضهم البعض..الكل حمل سلاحه للدفاع عن معتقده ولنصرة ماذهب إليه أو (مذهبه).."
      هنا قلب الحدث، وهنا القصة بكل معانيها ومدلولاتها،وعوالمها الغريبة التي التفت كنبتة على عقول الناس
      أسلوب سردي ممتع ومشوّق وغني بالأفكار، أمسكني من رقبتي حتى آخر كلمة من النص
      محبتي وكل التقدير، أيها المبدع القدير سالم وريوش

      تعليق

      • سالم وريوش الحميد
        مستشار أدبي
        • 01-07-2011
        • 1173

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة
        القصة مزج جميل جدا بين سلامة القرية وسلامة الصبيّة
        وكلاهما يعانق الأحزان.
        أعجبني الوصف العميق للمناظر والأحداث وذكّرني هذا الوصف الدقيق،
        بالأديب الفرنسي الكبير: برناندين دي سانت بيير

        في قصّة بول وفرجيني التي ترجمها المنفلوطي إلى العربيّة تحت عنوان الفضيلة.
        كما أعجبني جدا جدا هذا الخيال الخصب وتوضيف شجرة كرمز لقتل الجمال والحياة حين تمتدّ أغصانها وتخنق من يقع في طريقها.. بينما الشجرة التي نبتت على قبر بول وفرجيني ، كانت فروعها تتعانق وتتشابك في غاية الجمال والروعة.
        لا أعرف مدى الوجع الذي يشعر به الكاتب وهو ابن أرض ذاقت الموت وتعطّرت قبورها وثناياها بالدماء والدمار في آن ٍ....
        جليّا هنا المعاناة،،، وصارخ الوجع حدّ الأنين.....
        وسلامة النائمة على أرض تزغرد للرحلين ، وسلامة الصبيّة العاشقة التي مازالت تبكي حبيبها، ذلك التشابه الغريب... كلاهما يحتلّها نبض الموت....

        شكرا لك الأديب الناقد على هذه القصّة المصوّرة بعناية فائقة....

        تقديري ولك سلامة في هذه الصورة :









        الأستاذة سليمى
        تحياتي لك
        لن أعقب على ماكتبت ، أخاف أن أخدش هذا الجمال الذي سطرته أناملك الراقية
        أنها شهادة كبيرة لي ستكون موضع فخر واعتزاز من أديبة وفنانة تعشق الجمال ..وتنثر الجمان للجميع ...
        شكرا لك
        أيتها الغالية ....
        على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
        جون كنيدي

        الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

        تعليق

        • ريما ريماوي
          عضو الملتقى
          • 07-05-2011
          • 8501

          #5
          أهلا الاستاذ سالم وريوش وإنجازك الجديد ..

          بحق النص من أجمل النصوص التي تسنت لي قراءتها مؤخرا،

          هو يحمل رؤية نقدية ممزوجة بالرمزية..لما يجري في أوطاننا
          وخصوصا العراق، الذي تتقاذفه الأحزاب والطائفية وتعبث بأمنه
          واستقراره...

          فانشغل الناس ضد بعضهم بعضا، وتركوا العنان لهواجسهم
          السوداء وغذوها بخوفهم وبجهلهم، على حساب الوطن ليصبح
          الضحية، أعتقد سلاّمة هنا تمثل العراق الجريح.. !
          وتحول الناس عن أعدائهم وقصف طائراتهم إلى محاربة بعضهم
          بعضا..

          وتلك الشجرة التي نمت والتفت ليست مباركة بل هي أخطبوط و
          سرطان خبيث ينتشر ويتوسع ويلتف كي يخنق الوطن ويشوهه..
          هي الفتنة بأبشع صورها.. وعمل أهل القرية خيرا بمقاومتها...

          أتمنى أن يعود العراق سامقا سالما أكثر من ذي قبل.. يحضرني
          هنا قول فولتير:
          من يجعلك تؤمن بالسخافات و الخرافات يستطيع أن يجبرك على
          ارتكاب الفظائع ...

          ويجب أن ننتبه إلى ما يفعلوه وهدفهم زرع الخوف فينا، حسبما
          ورد على لسان مصطفى محمود:
          الحرب العصرية هي أن تجعل خصمك يقتل نفسه بنفسه، بدلا ًمن
          أن تكلف نفسك بمشقة قتله.

          شكرا لك الأستاذ سالم على قص يحمل فكرك الثاقب والعبرة...
          كن بخير وصحة وعافية...
          احترامي وتقديري.

          تحيتي.


          أنين ناي
          يبث الحنين لأصله
          غصن مورّق صغير.

          تعليق

          • سالم وريوش الحميد
            مستشار أدبي
            • 01-07-2011
            • 1173

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة حسن لختام مشاهدة المشاركة
            "البعض الآخر قال إنها بركة من السماء...تخاصموا في الرأي، تسفه أفكار بعضهم البعض..الكل حمل سلاحه للدفاع عن معتقده ولنصرة ماذهب إليه أو (مذهبه).."
            هنا قلب الحدث، وهنا القصة بكل معانيها ومدلولاتها،وعوالمها الغريبة التي التفت كنبتة على عقول الناس
            أسلوب سردي ممتع ومشوّق وغني بالأفكار، أمسكني من رقبتي حتى آخر كلمة من النص
            محبتي وكل التقدير، أيها المبدع القدير سالم وريوش
            استاذي حسن لختام
            نعم هو ذا بعض مما أردت أن أصل إليه فالفتنة يمكن أن تنشأ من لاشيء
            وقد تمتد تلك الفتنة لتشمل الكل وننسى عدونا الحقيقي الذي راح يراقب
            بطائراته عن كثب كل حركة وبدلا من مقاتلة العدو راحت الرصاصات تقاطع بعضها
            بشكل أفقي ... هكذا عشنا الفتنة وهكذا تعاملنا معها ... فيما تظل القوى المعنية بالتغير (النهر) يقودها التيار
            ويكاد ألايكون لها تأثير .
            سرني أن النص نال اعجابكم
            شكرا لك مع تقديري واحترامي الكبير..
            على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
            جون كنيدي

            الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

            تعليق

            • حسن لختام
              أديب وكاتب
              • 26-08-2011
              • 2603

              #7
              نص قوي، يستحق أن يُرفع
              محبتي وكل التقدير، أيها الجميل

              تعليق

              • عائده محمد نادر
                عضو الملتقى
                • 18-10-2008
                • 12843

                #8
                سلامه ياوطن ما هزتك ريح
                سالم وريوش الحميد
                كنت هنا وأبصم بعشرة أصابعي أني ماتركت حرفا يفوتني وأنا أرى الحدث بأم عيني وكأنه يجري مثلما نعرفه اللحظة.
                نص يغص بكل أكوام أوجاعنا ومصائبنا
                وهؤلاء الذين يغيبون ولايعودون
                وتلك الشجرة
                وذاك القبر وسلامة
                أحببت النص كله
                أحببت سلامة
                أحببت محسن الذي كان دلالة
                رائع زميلي رائع
                الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                تعليق

                • ربيع عقب الباب
                  مستشار أدبي
                  طائر النورس
                  • 29-07-2008
                  • 25792

                  #9
                  مساء جميل
                  كنت هنا ..و كثير حب
                  و بعض قلق لم يسعفني بتكملة القراءة
                  سوف أحجز لي مكانا هنا بين النظارة
                  على عودة لأتعلم

                  محبتي
                  sigpic

                  تعليق

                  • سالم وريوش الحميد
                    مستشار أدبي
                    • 01-07-2011
                    • 1173

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
                    أهلا الاستاذ سالم وريوش وإنجازك الجديد ..

                    بحق النص من أجمل النصوص التي تسنت لي قراءتها مؤخرا،

                    هو يحمل رؤية نقدية ممزوجة بالرمزية..لما يجري في أوطاننا
                    وخصوصا العراق، الذي تتقاذفه الأحزاب والطائفية وتعبث بأمنه
                    واستقراره...

                    فانشغل الناس ضد بعضهم بعضا، وتركوا العنان لهواجسهم
                    السوداء وغذوها بخوفهم وبجهلهم، على حساب الوطن ليصبح
                    الضحية، أعتقد سلاّمة هنا تمثل العراق الجريح.. !
                    وتحول الناس عن أعدائهم وقصف طائراتهم إلى محاربة بعضهم
                    بعضا..

                    وتلك الشجرة التي نمت والتفت ليست مباركة بل هي أخطبوط و
                    سرطان خبيث ينتشر ويتوسع ويلتف كي يخنق الوطن ويشوهه..
                    هي الفتنة بأبشع صورها.. وعمل أهل القرية خيرا بمقاومتها...

                    أتمنى أن يعود العراق سامقا سالما أكثر من ذي قبل.. يحضرني
                    هنا قول فولتير:
                    من يجعلك تؤمن بالسخافات و الخرافات يستطيع أن يجبرك على
                    ارتكاب الفظائع ...

                    ويجب أن ننتبه إلى ما يفعلوه وهدفهم زرع الخوف فينا، حسبما
                    ورد على لسان مصطفى محمود:
                    الحرب العصرية هي أن تجعل خصمك يقتل نفسه بنفسه، بدلا ًمن
                    أن تكلف نفسك بمشقة قتله.

                    شكرا لك الأستاذ سالم على قص يحمل فكرك الثاقب والعبرة...
                    كن بخير وصحة وعافية...
                    احترامي وتقديري.

                    تحيتي.

                    شكرا لك أيتها الأستاذة الصديقة والأخت ...
                    . ريما ريماوي
                    شكرا لك على كل ماسطره قلمك من إطراء ورؤيا عميقة حول نصي
                    والذي أضاف للنص ولي كثيرا
                    فهذا التحليل العميق قرب قصدية رموزه التي كنت قد ضمنتها به ، فذكرت
                    أن الشجرة هيالفتنة النائمة والتي راحت تعصف بكل الوطن العربي من خليجه لمحيطه
                    وما أفرزه الواقع الجديد من تداعيات بدت تتبلور جزيئياته الصغيره ..لتصبح إشكاليات كبيره
                    وكل يرى في أنه هو الصح .. ويصبح الشخص مصيره موكول برأيه ..وذكرتي أني مثلت سلامة
                    بالعراق الجريح .. الذي راح ينزف شبابه .. نعم وبلا مجاملة أنا قصدت ذلك ..و صورت أن مايمربه
                    من ظروف تجعله يعيش حالة من الذهول والخوف من المجهول ...
                    ارى النص يرتقي بتحليلاتك
                    ويبقى للنص رموزأخرى لا أريد كشفها ,,, شكرا
                    لمداخلتك ..كل التقديروالأعتزاز بك
                    على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
                    جون كنيدي

                    الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

                    تعليق

                    • ربيع عقب الباب
                      مستشار أدبي
                      طائر النورس
                      • 29-07-2008
                      • 25792

                      #11
                      كنت هنا بين براثن أسطورة
                      و لغة تتهادى على رقعة فسيحة تمتد من البحر إلي البحر
                      و تحشد معالم لتلك الروح التي غابت
                      و كبلتها تلك العشبة اللوليبة الحقيرة
                      بينما سلامة في ضميرها تنزف الوقت و الأحبة
                      حتى و إن اعتورها الوهن و أصابها الكيد
                      و اعدت ماليس تحمل من رواح لن يكون لها

                      كنت رائع في رسم المشهد
                      قويا في نثر الظلال على متن الرقعة
                      جميلا في تكوين سلامة التي عنت الكثير في هذه الأسطورة

                      أيكتب لهم النجاح في القضاء على العشبة ( الشجرة ) التي تعني الموت
                      و كل ما يمت له بصلة ؟!

                      أتمنى ذلك .. بل أسعى و نسعى إليه

                      شكرا لك أيها المبدع الجميل

                      همسة : لا بد من المراجعة و التدقيق

                      محبتي
                      sigpic

                      تعليق

                      • سالم وريوش الحميد
                        مستشار أدبي
                        • 01-07-2011
                        • 1173

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة حسن لختام مشاهدة المشاركة
                        نص قوي، يستحق أن يُرفع
                        محبتي وكل التقدير، أيها الجميل
                        شكرا لك أستاذ حسن لختام
                        هذا وسام لي أشرف به من أديب كبير يستحق كل التقدير والأحترام
                        تحياتي وامتناني لك....
                        على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
                        جون كنيدي

                        الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

                        تعليق

                        • سالم وريوش الحميد
                          مستشار أدبي
                          • 01-07-2011
                          • 1173

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                          مساء جميل
                          كنت هنا ..و كثير حب
                          و بعض قلق لم يسعفني بتكملة القراءة
                          سوف أحجز لي مكانا هنا بين النظارة
                          على عودة لأتعلم

                          محبتي
                          الأستاذ ربيع عقب الباب ...
                          وهل تعلو العين على الحاجب ياأستاذنا .
                          . أنت من علمتنا
                          كيف نكتب .. أنت من جعلتنا نلج هذا اليم بدراية
                          البحار المتمكن .
                          . أنت من أعطيتنا الأذن بالإبحار الآمن من تقلبات النو
                          نعم فدوما أنت الأستاذ ونحن التلاميذ
                          مروركم أفرحني ...
                          على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
                          جون كنيدي

                          الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

                          تعليق

                          يعمل...
                          X