عواصف في موسم هاديء
من تراكم العبرات تنسج الأوشحة السوداء لا لتدفيء حنجرة طالت مدة إجهاشها وشح غديرها وتقرّحت جدرانها بل لتغطي أخاديد من حامض الدموع ولهيب الحصرة
هي لحظات برزخية بين شواهق الفرح ونوازل الألم تمر لتتعس وتكسر وتدمر جبالا رواسي ظننا أنها لن تتزحرح لا بزلزال ولا ببركان فأرمدتها نيران من الشّك بغير برهان
مرّت على أخضر الكلام فقلبته يابسا من فواجع من صمت الذهول
ومرّت على حقول أزهار النرجس الحمراء فأخذت منه عطره وزهو ألوانه إلى الأسود والرمادي ويتّمت فراشاته فتمزّقت أجنحتها وعطّلت دورة شرانقها
عندما ترى أركان ذاك البيت الذي بُنيت من حجارة الاحلام وخرسانة الأماني وهي تنهار تاركة ركاما وهواء ملوثا بالغبار بسبب هو أتفه من أن يكون سبب إنهيار تلوم نفسك على إنصياعها لغضب ثانية أو دقيقة كان في المقدرو تفاديه لو آمن حقّا بمستقبل الأحلام وروعة الأمنيات لكن هيهات هيهات على نفس أحبت نفسها في الأول وتركت ما تبقى من الحب للآخر وروّجت للفُتاة وخدرت العقل بأفيون القات
ماذا تبقّى من تلك الحصيرة ومن تلك الزربية الحمراء التي كانت في يوم من الأيام بساط للتدحرج وإطلاق الضحكات
ماذا تبقّى من أنوار المصباح الزهري الذي كان كبرج السعادة الأبدية لا يتأثر بحركة برح الحوت ولا برج التوت ولا يبكي من لسعات برج العقرب أو هجمات
الأسد
ببساطة تسوّد الأوجه ببساطة تتوهن الأيادي ببساطة تزحف الأرجل ببساطة ينهار كل الجسد دون سابق إنذار دون أدنى مقدّمات
فقط وفقط والف فقط يبقى الحجر الأسود أسودا دائما كنقطة بداية وإليه تعود النهاية
........SALHIK
J’aime ·
تعليق