أصحاب الأرض / محمد فطومي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد فطومي
    رئيس ملتقى فرعي
    • 05-06-2010
    • 2433

    أصحاب الأرض / محمد فطومي

    أصحاب الأرض




    الازدحام على بوّابة الدّخول، في انتظار أن يُمزّق صاحب الشّارة، ذو الشّاربين الملويّين تذاكرنا من الأعلى، قبل أن يسمح لنا بالتّقدّم، أتاح لي سانحة لألحظ الإشراقة التي تنزّ من وجوه المحظوظين الذين قُبلوا. سيّد المرحلة الأولى الذي ما كنتُ لأصدّق، و أنا أرقب دوري، بأنّ مقابلته ليست هي الغاية من مجيئنا، يفحص الورقة ثمّ يمزّق طرفها، حتما لو غامرتَ بالاستظهار بها في العرض المُقبل، مُتسلّحا بحجّة تلفها في جيبك مثلا، لرفضها، لا لأنّها مُمزّقة بل لأنّ التّاريخ المدوّن عليها قد مضى..صغارا كانت القرعة بيني و بين أختي عبارة عن أنشودة كلماتها مقسومة بيننا. كلمة عندها و كلمة عندي. أنا من يؤدّيها دائما. أضطرّ غالبا لأشطر الكلمة الأخيرة نصفين كي يؤول الرّهان لصالحي. كنتُ إذن أربح دائما. مع ذلك كانت تنال الغرض لأنّها المُدلّلة لدى أبي.. محال أن تخطر لك فكرة مجنونة كتلك و أنت ماثل أمامه. كنّا مُتوتّرين، كما لو أنّنا نعبر الحدود بجوازات مُزوّرة. ثمّ يأتي دور الممرّ الضيّق الطّويل المحفوف على الجانبين بحواجز حديديّة كالتي تنظّم اقتطاع التّذاكر في محطّات القطارات. عندما بلغنا الثّلث الأخير من المسافة راودني إحساس بالحنق، و قرّرتُ أنّ هناك من أَمَرَ بإضافته بدافع ركاكة. على طول الشّريط الحديديّ اضطررنا لمسايرة خطى النّساء المُثقلات بالأطفال و بحكايات الجارات التي حلّت محلّ أجسادهنّ الرّشيقة الغابرة، الدّرب الذي كان علينا المُضيّ فيه بالكاد يتّسع لاثنين متحاذيين، القوائم المتوازية حاصرتنا و حالت دوننا و دون تخطّي أرباب العائلات ذوي البطون البارزة غير المُكرهين على إرجاء الحديث عن الوضع المأزوم للبلاد، غير المُستعدّين البتّة لتعكير نشوة المشي بتأنّ منفرجي السّيقان و هم يرفلون وسط جلابيبهم النّظيفة جدّا، لمجرّد أنّ خلفهم من سيكون حاله أفضل بكثير لو تجاوزهم.

    حين وصلنا، و أمكننا أخيرا أن ننتحي حيّزا في منتصف المدرج الحجريّ قبالة الرّكح تماما. جلتُ ببصري في أرجاء المكان. كانوا بعدُ هناك، ينطّون كحملان من مكان إلى آخر، أعرفهم كما لا يتوه المرء عن صدع في بيته.. أخصّ؛ عن سامة في خدّه. الدّهشة و نفاد الصّبر يطفران من أحداقهم كلّما توقّفوا عن الهرج لحظة خاطفة يرمقون فيها الوافدين بنظرات مضيافة، شاكرة لو أردتُ التّدقيق، كانوا مُفعمين بالحيويّة، مُندفعين بأرواحهم صوب كلّ ما يومض من لون و عطر و ألق على نحو لا يدع مجالا للشكّ أنّهم لم يمرّوا بما مررنا به نحن من عقبات جعلتني أشعر لوهلة بأنّي منذُ وُلدتُ لم أعرف حياة سواها.

    أيُعقل أن يكونوا قد اندسّوا بين أفراد الفرقة دون أن تكون قد كشفتهم كتائب الأمن و الحرس الموزّعين في أرجاء المكان؟
    أيُعقل أن تُخفي سراويلهم القصيرة الرثّة تذاكر ممزّقة من الأعلى؟
    الرّوعة طافحة على صفحة الحفل، هي حجمُها الجنّةًُ على الأرض، نحنُ فيها المنعّمون، هم فيها الولدان المُخلّدون..أيُعقل؟

    حسبك..و ليتوقّف التّهويم الحالم هنا، و إلاّ ضاع المهمّ و تحوّلت ذكرى الحفل برمّتها إلى قصيدة صار صاحبها يحقد على من يُصدّقها لفرط ما كرّرها. الأمر لا يستدعي عناء التقصّي و لا هو يحتمل مدّ مسلك للغرابة، هم في النّهاية أصحاب الأرض و كفى. أصحاب الأرض لا تعوزهم الوسيلة كي يكونوا الأسبق.. لنُصحّح القول إذن: هم دائما هناك.. سطوا ربّما، لكن دون إذن على أيّة حال.. أعمارهم لا تزيد عن الثّانية عشرة. أطوالهم متقاربة، أجسامهم نحيلة. شعر أصهب مغبرّ مرتفع إلى الأعلى كحدّ السكّين. وجوه سلبت منها شمس الشّوارع براءتها، راسمة فوقها على مهل، كما لو أتيح لها ما طلبت من الوقت لتنفرد بهم، ملامح رجال ليسوا على استعداد ليتسامحوا مع أصغر جزئيّة تتعلّق بأقواتهم. عيب الشّمس الوحيد هو أنّها تجزي وقتها باحتكار التوهّج لنفسها.

    المسرح الأثريّ الذي سيحتضن حفل الفنّان العالمي ماتِيولي، الرّابض في آخر نقطة من المدينة الرّومانيّة على هامش المدينة الجديدة، بقسمه المُترهّل يبدو كأحد البيوت المُتصدّعة على سفحه من جهة الوادي. حيّهم الذي لا يأوون إليه إلا للنّوم.

    لاحقا سأعلم أنّهم يتسلّلون إلى المسرح عبر أنفاق تحت السّياج الشّائك العالي السّميك الذي يفصل حيّهم عن المدينة الأثريّة. ذاك أنّ أصحاب الأرض يجدون دائما المنفذ ليعبروا إلى أرضهم.
    لاحقا أيضا سأتذكّر بوضوح أنّهم لم يتبادلوا فيما بينهم كلمة واحدة، عدا الضّحك و العدو في كلّ الاتّجاهات و تسلّق الدّرجات الشّاغرة و اشتباكات قصيرة كانت أحيانا تنشب بينهم فجأة، لتنتهي بسرعة.
    اتّخذ أفراد الفرقة مواقعهم خلف آلاتهم. من أمام البيانو رفع ماتيولي كلتا يديه، فردهما برهة ران فيها الصّمت، ثمّ بحركة حادّة أعطاهم إشارة البدء. انفجرت الموسيقى من كلّ صوب. لدقيقتين لم يكلّمني صديقي الجالس إلى جواري. و الذي قبل على مضض أن يرافقني. في سرّي تمنّيتُ لو تؤدّي الفرقة عرضا يفوق الخيال كي ينزاح عنّي الشّعور بأنّي أسأتُ إليه. كان قبلها قد عبّر لي عن رغبته في الذّهاب إلى أيّ مكان يسكت فيه. مع ذلك وجدتُني أجتهد لأهوّل بيني و بين نفسي حرارة المشهد و أضفي عليه من عندي هالة سحريّة كدخان غير مرئيّ يطوف فوق الحاضرين فيغشاهم إعجابا و دهشة. كيف فعلتُ؟ كنتُ أسحب النّفس و أظلّ كذلك ما استطعتُ، ثمّ أطرد الهواء من أنفي ببطء، مُحاولا الحفاظ على صدري منتفخا.
    ألقيتُ نظرة خاطفة عليه. كان يتصفّح هاتفه الذكيّ. قرّبني إليه حتّى كادت شفتاه تلامس أذني:
    - انظر كم هي جميلة. برأيك ألا تستحقّ المثابرة؟
    بلى هي بحقّ جميلة. بابتسامة عذبة. مُستندة إلى زورق صيد على مقربة من الشّاطىء. يداها ممدودتان إلى الأمام في وضع دعوة احتضان.
    عند أوّل استراحة دنا منّي قائلا:
    - أخبرتك أنّ زوجتي شبه موافقة على مبدأ الزّواج من ثانية. في الفترة الأخيرة عدنا إلى نقطة الصّفر. لم تقل شيئا، لكنّها صارت تُلقي الأشياء من يدها دون حرص على أن تكتم صوتها. الأدهى أنّها لا تُطعمني و لا هي تُحرّر يدي كي أطعم نفسي.. صرتُ أضاجعها بمقابل يا رجل. بالمال. هل تصدّق؟
    الأسبوع الماضي، تعشّينا على ضفاف البوسفور..لمّا عدنا إلى الغرفة نمنا كأيّ لاجئين أمضيا اليوم على الحدود.. هل تفهمني؟
    - أفهمك جيّدا.
    - غير صحيح..أتدري، أحسدك لأنّك وحيد..يداك طليقتان.
    - غير صحيح..يوم أشعر بأنّي وحيد، سأكفّ فورا عن العيش بمفردي.
    بعدها انشغل في كتابة رسائل قصيرة. كنتُ ألمح ابتسامة على محيّاه كلّما نبضت الشّاشة. لبث كذلك لأقلّ من نصف السّاعة ثم اعتذر و انسحب.

    شعّت الأضواء الكاشفة الملوّنة في الفضاء. و تقاطعت بأشكالها المخروطيّة الحاجبة للنّجوم. تحرّر النّجم من بذلته. ألقاها جانبا، فرد يديه. جمع قبضتيه شابكا أصابعه. ثمّ هوى على لوحة البيانو مُعلنا بدأ المقطوعة الموالية. أيدي الصّبايا الحسناوات ترفرف محلّقة كطائرات ورقيّة. مجموعة من الشّباب يتهادون يمنة و يسرة. آخرون في الضفّة الأخرى أشعلوا الشّموع ملوّحين بها بلطف. أعضاء الهيئة المنظّمة يغدون و يروحون بزيّهم الموحّد يلتقطون كلّ شاردة قد تعكّر صفو العرض. في نهاية كلّ مقطوعة كانوا يصفّقون بقوّة مبالغة كما ليسدّوا النّقص الحاصل في الأيدي التي لم تُصفّق، فتيات على حافّة المنصّة يصوّرن نجم السّهرة بألواحهنّ الرقميّة. فوقنا تماما عاشقان مُتعانقان.

    صفّرت الألعاب النّاريّة و لعلعت في السّماء مخلّفة عناقيد فسفوريّة جريئة تليق بالمناسبة.

    بلغت الأغنية أوجها. نزل عازف القيثارة ليلتحق بجمهور المتفرّجين على المدارج. تعقّبه الصّبية تاركين بينهم و بينه مسافة قدّروا أنّها ستُجنّبهم الطّرد بتهمة الشّغب و التّشويش على العائلات المحترمة. كانوا على دراية بأنّ الشّقاء المحبّب مسموح، بشرط أن لا تجرفهم النّشوة و الحماس نحو سلوك عقوبته الصّفع و الحرمان.
    في قلب السّاحة التي تفصل المدارج عن المنصّة شكّلت مجموعة من الشّباب حلقة رقص.اتّسعت رقعتها تدريجيّا بالتحاق ثلّة من السيّاح. تقدّم فتية يرتدون لباسا عصريّا مُرتخيا تتدلّى منه الكثير من الصّفائح و القلادات اللمّاعة، كانوا يعتمرون قبّعات غريبة. المواكبون للموضة أو على الأقلّ المؤهّلون لتصديق المدى الذي من الممكن أن تصل إليه، سيُجيزون بأنّها وقحة كفاية ما يجعلها جديرة بالاحترام و بالصّفة المُستحقّة لرسالة يبعث بها جيلهم إلى الجيل البائد. خارج الحلقة في الرّكن الأقلّ إضاءة حاول أحد الصّبية تقليدهم. حاول و لم ييأس، إلاّ أنّه في الأخير طُرِحَ على ظهره لمّا أراد أن يتشقلب إلى الوراء. صرف النّظر، و اختفى. تبدّدت الحلقة ثمّ سرعان ما انبثق منها قطار بشريّ راح يجوب السّاحة بشكل أفعوانيّ. تجمّع الصّبية عند نقطة تكاد تكون الوحيدة التي لا تُفسد التقاط الصّور من أيّة آلة مهما كانت حقيرة. إن هي إلاّ لحظات حتّى تحوّلوا إلى ناحية مُعتمة حيثُ شكّلوا قاطرة تلفّ حول دعامة حجريّة معزولة.

    نسيتُ ما إذا كان العرض قد انتهى بقفلة وداع ظريفة، غادر على إثرها الجمهور أم لا.. كلّ ما أجزم به منذ علمتُ ما يجدر بي أن أعلمه بشأن الصّبية، هو أنّنا قد تحوّلنا جميعا إلى رسم يدويّ طُُويت على إثره الورقة ثمّ ألقي بها في جوف ما.

    كان على الرّسم قوم اعتادوا أن يتركوا ما يجدر بهم تحصيله لصالح أشياء لا عتب إن هم تركوها. كنتُ عليها، كانت عليها منصّة هامدة. كان عليها أيضا صبية فرحون حدّ الثّمالة، أحدهم ظلّ طوال الحفل مُتشبّثا، تحت ذراعيه و بين أصابعه الرّقيقة بسبع قوارير مياه معدنيّة فارغة، له مع الغد موعد ليبيعها أمام متجر للحليب.



    ****

    محمد فطومي
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد فطومي; الساعة 01-08-2013, 12:31.
    مدوّنة

    فلكُ القصّة القصيرة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    عشت معك هنا
    بين الوصف و التأمل في سافانا غريبة
    و معالم بلا ملامح .. تبدو دهاليز
    و من بينها تتشعب كأفعى لنكون في قلب العرض
    أينا كان منتبها لما يقال و يعرض
    أحسبني هنا بين رحى " ناتالي ساروت " أو ما شابهها
    على قرابة السردية من " كامو " و منها
    و ما استتبع من تجارب محمد المخزنجي .. خاصة في " رشق السكين "
    و الأجواء الغرائبية رغم قرب المشهد من احتمال الذاكرة
    ما بقى هنا إلا أن أسمي بعض الحروف و العلل و ربما المشاهد بأرقام مخددة

    ليكن
    لي عودة لأكون معك أكثر

    كل سنة و انت طيب

    محبتي
    التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 01-08-2013, 15:35.
    sigpic

    تعليق

    • حسن لختام
      أديب وكاتب
      • 26-08-2011
      • 2603

      #3
      حضر القص هنا ولذة القراءة..شكرا لك على هذا الإبداع والإمتاع
      محبتي وتقديري، أستاذي الجميل محمد فطومي

      تعليق

      • محمد فطومي
        رئيس ملتقى فرعي
        • 05-06-2010
        • 2433

        #4
        سمّينا الأشياء و نسبنا الأفعال للحركات، و مُذّاك و نحن نقلّب الأمور عسى أن نسموَ بواقعيّة الواقع نحو إشهار الهزّات الانسانيّة بشتّى ضروبها، لتغدو الحياة قبضة مُكثّفة من معنى محض، لا نكاد نُميّز معها ما يحدث و يُكابَد في أبعد نقطة من الأرض و أخصّها تقليدا عمّا يحدث في مُحيطنا الضيّق.
        الطّريف في الأعمال الأدبيّة أنّ مقارنة العوالم لا تُفيد الاختلاف و لا ترمي البتّة لتركيز الأضداد في ذهن المتلقّي ، بقدر ما ترمي لبسط اليد على ضآلتنا المُشتركة أمام الوجود.

        أخي و أستاذي ربيع، أدبك في قلب ما كنتُ أتحدّث عنه، لذلك نظلّ دائما بحاجة إلى عنايتك.
        شكرا لأنّك قريب.
        محبّتي الكبيرة.
        مدوّنة

        فلكُ القصّة القصيرة

        تعليق

        • محمد فطومي
          رئيس ملتقى فرعي
          • 05-06-2010
          • 2433

          #5
          أخي حسن لختام، حضورك هو الأجمل و الأرقى.
          تحيّة ودّ و محبّة لك.
          مدوّنة

          فلكُ القصّة القصيرة

          تعليق

          • آسيا رحاحليه
            أديب وكاتب
            • 08-09-2009
            • 7182

            #6
            نصوصك أخي محمد أدخلها و أنا على يقين بأنّي سأجد المتعة الكاملة ..
            و فعلا لا يخيب ظني أبدا ..

            لاحقا سأعلم أنّهم يتسلّلون إلى المسرح عبر أنفاق تحت السّياج الشّائك العالي السّميك الذي يفصل حيّهم عن المدينة الأثريّة. ذاك أنّ أصحاب الأرض يجدون دائما المنفذ ليعبروا إلى أرضهم.
            لاحقا أيضا سأتذكّر بوضوح أنّهم لم يتبادلوا فيما بينهم كلمة واحدة، عدا الضّحك و العدو في كلّ الاتّجاهات و تسلّق الدّرجات الشّاغرة و اشتباكات قصيرة كانت أحيانا تنشب بينهم فجأة، لتنتهي بسرعة.

            أعجبني الوصف و راقت لي جدا تقنية " لاحقا ســ "..
            تحياتي لك و إعجابي ..
            و خالص أمنياتي بالتوفيق و السلامة .
            يظن الناس بي خيرا و إنّي
            لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

            تعليق

            • محمد فطومي
              رئيس ملتقى فرعي
              • 05-06-2010
              • 2433

              #7
              أختي آسيا ، تحيّة طيب لك.
              بالمثل أقرأ مداخلاتك بانتباه شديد، لما لمسته لديك من استهداف دقيق لمراكز القوّة و العلّة في النّصوص بطريقة انطباعيّة خام، أكاد أجزم أنّك لا تُغيّرين المفردات معها.
              هذا النوع من القراءة جدير بالاهتمام و الأخذ بعين الاعتبار، لأنّها الأثر الصّرف الذي تركه النصّ، لا الذي يرغب في سماعه.
              أشكرك بحجم ثقتك آسيا و أتمنّى لك أوقاتا سعيدة.
              كلّ المودّة و التقدير.
              مدوّنة

              فلكُ القصّة القصيرة

              تعليق

              • سالم وريوش الحميد
                مستشار أدبي
                • 01-07-2011
                • 1173

                #8
                الأستاذ محمدفطومي
                هنا يتأرجح الجمال والفن والمضمون في بوتقة الإبداع
                قدتشط بنا الأفكارونحن نتابع تلك الملحمة البلاغية ونطوف في عالمين عالم مخيالي
                وعالم واقع معاش الذي وظف بأدوات إبداعية لينتج لنا مثل العطاء الزاخر
                نصا يستحق أني يعاد قرائته مرات ومرات لاستبيان
                ما بين السطور .. لا أعرف لم أصاب بالذهول وربما التبلد عند أول قراءة لي لنصوصك ألكوني
                أبهربتلك الإستعارات اللفضية التي كل منها يحتاج إلى مسبارلفك رموزها وتحليل جملها .. أم لأني
                أغوص في المضمون فتضيع علي الجمالية الكامنة في هيكلية بناءه ..
                ولكن ما أن أعيد القراءة حتى أجد لنفسي عذرا بأن مثل أدبك يحتاج
                إلى أكثرمن رحلة إبحارلاستكشاف مواطن الجمال والمضمون فيه
                لي عودة للنص أيها الصديق وبتحليل أدق
                شكرا على هذا الإمتاع
                على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
                جون كنيدي

                الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

                تعليق

                • حارس الصغير
                  أديب وكاتب
                  • 13-01-2013
                  • 681

                  #9
                  اخي محمد
                  دائما تجبرنا بولع وحب أن نعاود قراءة النص مرة ومرات
                  وفي كل مرة نكتشف الجديد
                  جمالية النص تكمن في الامساك به كوحدة واحدة مع تنقلك عبر الأزمان الثلاثة في نقل واحدة
                  اهتمامك بالشخصيات والوصف المكاني ..
                  جماليات اللغة التي تطفر موسيقي عذبة
                  أما عن أولئك أصحاب الأرض :الصبية الذين جعلتنا نتابعهم بكل شقاوتهم وحركاتهم
                  كنت هنا حاضر لأستلذ وأستفيد
                  دمت للأبداع مشعلا
                  تحيتي وتقديري

                  تعليق

                  • محمد فطومي
                    رئيس ملتقى فرعي
                    • 05-06-2010
                    • 2433

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة سالم وريوش الحميد مشاهدة المشاركة
                    الأستاذ محمدفطومي
                    هنا يتأرجح الجمال والفن والمضمون في بوتقة الإبداع
                    قدتشط بنا الأفكارونحن نتابع تلك الملحمة البلاغية ونطوف في عالمين عالم مخيالي
                    وعالم واقع معاش الذي وظف بأدوات إبداعية لينتج لنا مثل العطاء الزاخر
                    نصا يستحق أني يعاد قرائته مرات ومرات لاستبيان
                    ما بين السطور .. لا أعرف لم أصاب بالذهول وربما التبلد عند أول قراءة لي لنصوصك ألكوني
                    أبهربتلك الإستعارات اللفضية التي كل منها يحتاج إلى مسبارلفك رموزها وتحليل جملها .. أم لأني
                    أغوص في المضمون فتضيع علي الجمالية الكامنة في هيكلية بناءه ..
                    ولكن ما أن أعيد القراءة حتى أجد لنفسي عذرا بأن مثل أدبك يحتاج
                    إلى أكثرمن رحلة إبحارلاستكشاف مواطن الجمال والمضمون فيه
                    لي عودة للنص أيها الصديق وبتحليل أدق
                    شكرا على هذا الإمتاع
                    أستحيل كتلة من القلق و الانتباه الّلذيذ و أنا أطالع مداخلتك أستاذي العزيز سالم الحميد، و ذلك لأمرين:
                    أوّلهما كونك خبير لا أجد له منازعا في ما يتعلّق بإقامة العلاقة بين المنصوص عليه و المسكوت عنه في النّصوص، بين المُوظّف و بين الغاية الدّلاليّة، أي ما يُمكن اختزاله في عبارة منطق النصّ أو مدى انسجام بنيته مع مضمونه. لذلك أجدني وجها لوجه أمام اختبار شبيه بارتداد الصّوت على هيأته الحقيقيّة دون مؤثّرات قد تبعث على الغلط.
                    ثانيهما أنّي أمام قامة أدبيّة ثقيلة الوزن، جعلها طول المراس تدرك مُتطلّبات الإبداع و تمتلك خاصيّة القراءة المزدوجة، فواحدة بعين قارىء يسعى ليُصيب تسليته و إطلالته الفكريّة، و ثانية يُنزّل فيها "حِيل" التّاليف منزلتها النّقديّة المحضة.
                    كلّ ذلك، سيّدي الكريم، يجعلني أحترمك جدّا و أنتبه لما تقوله بتركيز كبير.
                    دمت أخا مُثقّفا مبدعا نتعلّم منه.
                    محبّتي الدّائمة و شكري العميق.
                    مدوّنة

                    فلكُ القصّة القصيرة

                    تعليق

                    • أحمد عيسى
                      أديب وكاتب
                      • 30-05-2008
                      • 1359

                      #11
                      أسلوب مبهر ، سرد سلس وقدرة عجيبة على صوغ الأحداث واللعب بالأساليب ، واللعب بالأزمنة ، ما كان ، وما سيكون .
                      لكن لا أخفيك سراً .. تأثير الصيام يجعلني أقل قدرة على تحليل نصٍ كبير كهذا ..
                      دخلته واستمتعت ولكن عجزت عن التحليل أو كتابة رد مفصل ..
                      كلها أيام ونعود لكامل طاقتنا ... وربما آكل نصك أكلا ههه

                      كل عام وأنت بخير ..
                      ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
                      [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

                      تعليق

                      • البكري المصطفى
                        المصطفى البكري
                        • 30-10-2008
                        • 859

                        #12
                        الأديب المقتدر محمد الفطومي عيدكم مبارك سعيد.
                        لغة نصك القصصي زاخرة بالمعاني التي لاتطفو على السطح ؛ وهذا سر جمالها وسحر إبداعها ؛ وهي في اعتقادي مبنية على قاعدة الإغراب والطرفة أو الإطراب .. هو مذهب فريد في الإبداع قال عنه الجاحظ :" كلما كان الكلام أغرب كان أطرب؛ وكلما كان أطرب كان أمتع" وكان الأصمعي يقول : خير الكلامة ما أعطاك معناه بعد مطاولة أي بعد تأويل...فالتمنع صفة محمودة؛ و أقول لقارئ نصك حركه ليزداد طيبا..
                        تحيتي وتقديري.

                        تعليق

                        • حسن لختام
                          أديب وكاتب
                          • 26-08-2011
                          • 2603

                          #13
                          وبين أصابعه الرقيقة سبع قوارير مياه معدنية..فارغة..جاء العنوان" أصحاب الأرض"..وبدأ النص ب..الإزدحام على بوابة الدخول...النص يقول أشياء كثيرة..بعيدا عن النص المنكتب..
                          محبتي وكامل احترامي

                          تعليق

                          • خديجة راشدي
                            أديبة وفنانة تشكيلية
                            • 06-01-2009
                            • 693

                            #14


                            "أصحاب الأرض "


                            يحمل العنوان كثلة الدلالة السردية،والمغزى الحقيقي
                            المتخفي ما بين السطور
                            فالذكاء السردي لذى الكاتب جعله يترك مساحة لخيال القارئ، لكي تتولد لديه الرغبة في إعادة القراءة بعمق حتى يتمكن من صبر أغوار القصة وبالتالي الوصول إلى ماترمي إليه
                            فمن خلال هذا السرد الرائع نتوصل أن هذه الأرض سياحية تتمتع بمسرح أثري وأظنه مسرح قرطاج
                            وبسبب إبعاد أصحاب الأرض وإقصائهم لم يعد
                            يعنيهم هذا الاحتفال بأي شكل من الأشكال سوى بعض الصبية

                            لا تزيد عن الثّانية عشرة. أطوالهم متقاربة، أجسامهم نحيلة. شعر أصهب مغبرّ مرتفع إلى الأعلى كحدّ السكّين.
                            مازالوا صغارا تغمرهم الطيبة والتسامح،لم يتجرعوا بعد مرارة التهميش،لم يعُوا معنى الإقصاء.
                            أنّهم لم يتبادلوا فيما بينهم كلمة واحدة، عدا الضّحك و العدو في كلّ الاتّجاهات و تسلّق الدّرجات الشّاغرة و اشتباكات قصيرة كانت أحيانا تنشب بينهم فجأة، لتنتهي بسرعة

                            يعانون من والفقر والإقصاء...لا يسمح لهم التصرف بحرية ينتابهم الخوف، يتسللون عبر أنفاق حفرها أهلهم!!!

                            يتسلّلون إلى المسرح عبر أنفاق تحت السّياج الشّائك العالي السّميك الذي يفصل حيّهم عن المدينة الأثريّة.
                            رغم معاناتهم يعملون على إيجاد الحلول التي تناسبهم
                            ليطؤوا كل شبر من أرضهم ولو امتلأ على آخره بالغرباء.
                            فأرضهم هي وجودهم /هويتهم/كيانهم/منبعهم/ /المعنى الحقيقي للحياة................

                            ذاك أنّ أصحاب الأرض يجدون دائما المنفذ ليعبروا إلى أرضهم
                            عند انتهاء الحفل أخِدت الصور....هنا تذكرت محمود درويش ورائعته جواز السفر:
                            وكان جرحي عندهم معرضا
                            لسائح يعشق جمع الصور


                            أنتهت القصة
                            بقوارير مياه معدنية فارغة... هذه غنيمتهم من الحفل
                            إنهم أصحاب الأرض!.
                            و إذاوسّعنا المسألة سنجد أن شعوب الدول العربية أغلبها يعاني التهميش والإقصاء.....والفقر.

                            قصة رائعة بأسلوبها ومغزاها ودلالتها


                            موفق دائما أخي فطومي

                            تعليق

                            • محمد فطومي
                              رئيس ملتقى فرعي
                              • 05-06-2010
                              • 2433

                              #15
                              أخي حارس الصّغير ،
                              أعتذر على التّأخّر في الردّ،
                              أشكر لك قراءتك المتبصّرة.
                              صديقي العزيز أحترم رؤيتك الفنّيّة التي يُعتبر منها الكثير.
                              محبّتي.
                              مدوّنة

                              فلكُ القصّة القصيرة

                              تعليق

                              يعمل...
                              X