خاطرة رمضانية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد عبد الرحمان الحفظاوي
    أديب وكاتب
    • 18-10-2011
    • 10

    خاطرة رمضانية



    من حسنات الأمة أن يوجد فيها شباب وكهول وشيوخ، من الذكور والإناث؛ يشرفون على هيآت وجمعيات ومساجد، ليقدموا للجمهور موائد مزينة بأطباق من العلم والقرآن والفن الجميل، فينعم الناس بصلوات للتراويح خلف أئمة يقرأون القرآن بجمالية تنسي المصلين طول القيام،وتسليهم عن تعب الأبدان،عكس بعض المساجد التي لم تجد من يدبر شأنها التدبير اللائق،فتجد الإمام يقرأ هدرمة لاتفهم مايقرأ ويسرع في صلواته،ولقد تأملت تدبير الله لأمر دينه فألفيته يختار خير الناس كرسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم،وأجودهم ترتيلا لآياته كنبي الله داوود، وأحسنهم سمتا ومظهرا كنبي الله يوسف عليه السلام،فعجبت لمن يختار لدين الله قبيح الخلق،والذميم الخلقة، ومنكر الصوت، وفاسد النية،كأنما يريد تنفير الناس من دين الله، عكس مراد الله. يتنافس المحسنون في رمضان وغيره لاستقطاب أفضل القراء للمساجد فيكرمونهم، ومارأيت في المغرب مثل مدينة الدار البيضاء أنموذجا. يحج الناس إلى مساجد معلومة فيها، لالشيء سوى للاستمتاع بقراءة جميلة للقرآن الكريم تجعلهم لايملون من الصلاة،ولاتسيطر عليهم الأفكار فيشردون لهيمنة القرآن على أسماعهم وأرواحهم، خاصة مع استعمال مكبرات الصوت وضبطها بإتقان. لكن في عدد من المساجد لايتم الانتباه إلى دور مكبرات الصوت وأثرها الفني في سمع المتلقي فتجدها رديئة الجودة، وتسخو النفوس الطيبة لأهل القرآن بالمال والإطعام. وتقوم جمعيات المساجد،ومجالس علمية،وقنوات تلفزية وإذاعية، بإعداد برامج ثقافية تشمل محاضرات وندوات علمية، ومسابقات في حفظ وتجويد القرآن الكريم،وأمسيات لقراءات قرآنية وابتهالات روحية،ورصد الجوائز لكل ذلك. ومن الجمعيات الخيرية والإحسانية من تقدم الإفطارات السخية للفقراء والمساكين، وتقديم الأموال والملابس والأغذية للأسر المعوزة، تنطلق الأيادي السخية بالجود مقتفية أثر من كان أجود الناس في رمضان. ويسارع الصائمون إلى بيوت الله للصلاة أو حضور الدروس العلمية أو الأمسيات الدينية،وعند أذان المغرب يقدم الماء البارد للمصلين والحليب والتمر، وحبذا لو ينتبه المحسنون إلى تموين بيوت الله بوسائل التبريد والتمر في هذا الوقت من تعجيل الإفطار ليفوزوا بالسبق في نيل أجرمن فطر صائما. ولكي لا نجعل بيوتنا التي نسكنها في هذه الدنيا قبورا؛ فإنه من الأفضل إعمارها بالصلوات وقراءة القرآن، ولايكون ذلك قاصرا على بيوت الله فقط، فنصلي التهجد في بيوتنا عند السحر وحبذا لو يؤم رب البيت الأهل والأولاد في جو أسري تعبدي جميل، مع الحرص على تأخير السحور ولو بجرعة ماء، وهذا لن يتأتى إلا بالتحكم في وسائل الإعلام والإتصال وعد م تركها مشتغلة 24/24س،أو كل الليل، فإن لليل شغله وراحته وسكنه،ولقد كان النبي الكريم يحيي ليله،ويشد مئزره ويوقظ أهله، خاصة في العشر الأواخر من شهر رمضان. لكن مما قد يفسد ويعكر صفو روحانية الشهر الكريم، ملء المقاهي للعب الورق والنرد(الداما)والشطرنج،والإفراط في استعمال التلفاز وتتبع الأفلام والمسلسلات والبرامج التافهة، والإدمان على الأنترنت،والزيارات المكثفة غير المهمة وغير الضرورية، واجتماع الأسر في السهرات والولائم للضحك والنكت والغيبة والنميمة، بدعوى صلة الرحم،وتناول وجبة العشاء في منتصف الليل ثم الاستسلام للنوم،فيتم تفويت بركة السحور،ويغفل الراقدون عن صلاة التهجد وصلاة الفجر، فيكون هذا من تلبيس إبليس ومن الحرمان الخطيرنسأل الله العافية والسلامة،وانظر في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وكيف كان يعتزل كل شيء إلا ذكر الله وخدمة الدين، وانظركيف كان يعتكف في العشر الأواخر مثلا، وفي السنة التاسعة من الهجرة اعتكف عشرين يوما. ومن المسائل التي يدعو المقام لبيانها، أنه لابأس في أن يتبرد الصائم بالماء أو بوسائل التبريد المخترعة، فقد كان عليه الصلاة والسلام يصب الماء على رأسه عند اشتداد الحر، وقس على ذلك قصد الأماكن الباردة برا؛ كالمناطق الجبلية،أو بحرا؛ كالمناطق الساحلية، فإن طلب اليسر في طاعة الله مشروع. ولقد صليت في ساحة مسجد الحسن الثاني في ليلة من ليالي رمضان بجوار البحر المحيط،ووجدت لبرد هوائه متعة لانظير لها عندنا في المناطق الصحراوية. التي يختار فيها الأهالي الصلاة في أسطح المساجد أو في ساحاتها المجاورة لها لشدة الحرارة، وفي كل خير؛ ففي طقس الصحراء شبه ببيئة شبه الجزيرة العربية التي صام فيها النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعون،وفي البيئة الباردة يسر يعين على الطاعة.
  • أبوقصي الشافعي
    رئيس ملتقى الخاطرة
    • 13-06-2011
    • 34905

    #2
    أهلا بك أستاذي /محمد الحفظاوي
    معنا في صيد الخاطر
    و سبحان من جعل برمضان السكينة و الطمأنينة
    ذكرت يا سيدي بعض خصائص رمضان المبهجة
    الروحانية التي تجعل التقوى تسكن بقلوبنا
    و كذلك بعض المظاهر التي شوهت روحانية الشهر
    في نص هو أقرب للمقال منه للخاطرة
    أكرر ترحيبي بك
    و كل عام و انت بخير
    و تقبل الله طاعاتكم..



    كم روضت لوعدها الربما
    كلما شروقٌ بخدها ارتمى
    كم أحلت المساء لكحلها
    و أقمت بشامتها للبين مأتما
    كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
    و تقاسمنا سوياً ذات العمى



    https://www.facebook.com/mrmfq

    تعليق

    • أمنية نعيم
      عضو أساسي
      • 03-03-2011
      • 5791

      #3
      أهلاً بك استاذ محمد في رحاب الخاطر
      كثير مما قلت عنه في الدارالبيضاء موجود في مدننا الاسلامية
      ولكن بنسب تزيد وتنقص حسب اهتمام وزارات الاوقاف
      بعظمة الاجر في هذا الشهر الكريم ...
      بوركت ومرحبا بك سيدي
      [SIGPIC][/SIGPIC]

      تعليق

      • سميرة رعبوب
        أديب وكاتب
        • 08-08-2012
        • 2749

        #4
        مقال رائع سلط الضوء على أمور متعددة تتعلق بالشهر الفضيل
        وها هو شهر الرحمات شارف على الرحيل فهل يا ترى تلك المساجد التي
        ازدحم فيها المصلين تبقى كما هو الحال في رمضان .. ؟!!
        سررت بالقراءة لك ، وشكرا لك أستاذي الكريم محمد
        وأهلا ومرحبا بك في صيد الخاطر ~
        رَّبِّ
        ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا




        تعليق

        يعمل...
        X