مذكّرات مراهقة من زمن آخر ...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • آسيا رحاحليه
    أديب وكاتب
    • 08-09-2009
    • 7182

    مذكّرات مراهقة من زمن آخر ...

    / ذات زمن و أنا في ... الــ 16 من العمر أو ربما الــ 15 ..تاريخ ميلادي باليوم و الشهر أحرقته فرنسا /

    الاثنين 01 جانفي 1979 :
    اليوم الاول من السنة الجديدة ..وصلتني عدّة رسائل من الأصدقاء تحمل التهاني بالعام الجديد .. دائما نفس العبارات ، نفس عبارات 1978 .." كل عام و انت سعيدة " .. " عام سعيد و عمر مديد " ..للأسف كل عام و السعيد سعيد و الشقي شقي .
    فكّرت كثيرا في هذا اليوم ..و كنت أسأل نفسي " ترى .. هل سينقضي هذا العام كما انقضت الأعوام الماضية ؟ "
    فكّرت و لما استعصى عليّ الجواب تركته للاقدار .

    الثلاثاء 02 جانفي 1979 :
    استعددت للوجوع إلى المدرسة ..بعد عطلة الاسبوع التي قضيتها عند ابنة خالي " س " .. لم ألتق بــ " ع " في الصباح .
    في المساء وجدته في انتظاري كالعادة ..لم يتجاوز كلامنا أمورا تافهة .

    الاربعاء 03 جانفي 1979 :
    لست أدري ماذا سأكتب . ليس هناك الجديد عدا العذاب و الألم الغامض الذي أحس به .

    / .... /
    الاثنين 15 جانفي 1979 :
    ماذا أصابني ؟ أشياء كثيرة تصيبني بالملل .البقاء في البيت مللته . الذهاب للثانوية مللته . هذا الروتين يقتلني .أريد لو تتغيّر حياتي قليلا . أريد أن أفاجأ بشي ء, أي شيء يخرجني من هذا الروتين الذي يأكلني قطعة قطعة .
    أحس أني أريد ان أفعل شيئا يغيّر مجرى حياتي . لكن ما هو هذا الشيء . ؟
    لست أدري . ليست لدي أيّة فكرة .
    في العام الماضي كنت فخورة بنفسي لأني كنت أفهم كل شعور أشعر به . أما هذا العام فأنا لا أفهم نفسي .
    نفسي متمرّدة تصر على تعذيبي . لكن ماذا أفعل . إنها نفسي .
    يظن الناس بي خيرا و إنّي
    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي
  • آسيا رحاحليه
    أديب وكاتب
    • 08-09-2009
    • 7182

    #2
    السبت 20 جانفي 1979 :
    ما أجمل هذا اليوم .. لكأنه من أيام الربيع .السماء صافية و الشمس مشرقة لكن لا أثر لهذا في نفسي ..فإنني اشعر أن الحياة مظلمة و انها على سعتها ضيّقة في نظري ..لا يستهويني منظر و لا يرحني شيء إلا إذا خلوت إلى نفسي ..
    و العجيب أني لا أعرف من أمر نفسي شيئا ..أبكي دون أن أعرف السبب و أحزن دون أن أعي سبب حزني ..

    الاثنين 22 جانفي 1979 :
    حضرت اليوم الجمعية العامة للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية ..لفرع ثانويتنا..
    حضر " ط " و " س " و كثير من الأصدقاء ..
    لقد رأيت " م " و ابتسم لي و تحدّثنا ..
    سعيدة جدا اليوم . أريد أن احتضن الناس جميعا و أقبّلهم ..أريد ان أجري و أضحك ..
    أن أعبّر عن فرحتي .

    الاربعاء 24 جانفي 1979 :
    فداك روحي و عمري .. أنت مريض و أنا حيّة أرزق ؟ لا .. مرضك مرضي و عافيتك عافيتي ..
    كيف يهنأ لي عيش أو تدخل السعادة قلبي و أنت أمامي مريض حزين ؟
    كيف أبتسم دون أن تلتقي ابتسامي ابتسامتك ؟
    كيف تنطلق عيناي في البحث عنك و لا تلتقيان بعينيك الساحرتين ؟
    كيف أعيش .
    يظن الناس بي خيرا و إنّي
    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

    تعليق

    • محمود قباجة
      أديب وكاتب
      • 22-07-2013
      • 1308

      #3
      جميل ان نتذكر ايام الطفولة وشقاوتها
      وتذكر فترة المراهقة التي تعتبر من المنعطفات الخطرة في الحياة
      نتذكر مواقف ومواقف كل لها خلجات على النفس
      نتذكر صديق الصبا ونتذكر الطلعات

      تعليق

      • أبوقصي الشافعي
        رئيس ملتقى الخاطرة
        • 13-06-2011
        • 34905

        #4
        مذكرات مراهقة
        نقية بحجم الياسمين
        شهية حد السكينة..
        معك أديبتنا الجليلة آسيا رحاحلية
        نتابع هذا الكم الفريد من الروعة
        تقديري و الياسمين



        كم روضت لوعدها الربما
        كلما شروقٌ بخدها ارتمى
        كم أحلت المساء لكحلها
        و أقمت بشامتها للبين مأتما
        كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
        و تقاسمنا سوياً ذات العمى



        https://www.facebook.com/mrmfq

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #5
          أيام من مفكرة حية
          رزمانة تنبض بالوجع و التأمل ..
          و الرغبة في تحرير ذاتها .. في الوقت الذي تكون الرغبة عند الكثيرين
          العبودية و ليس العكس !
          هنيئا لك بهذه الروح أيتها الطيبة

          تقديري و احترامي
          sigpic

          تعليق

          • أمنية نعيم
            عضو أساسي
            • 03-03-2011
            • 5791

            #6
            ترى هل تتشابه المفكرات فقط في لون الورق
            أم أن لسطوة الحياة طريق معبد؟؟؟
            مذكرات قريبة من القلب أتابع عن قرب
            أديبتنا الرائعة آسيا ...شكراً
            [SIGPIC][/SIGPIC]

            تعليق

            • آسيا رحاحليه
              أديب وكاتب
              • 08-09-2009
              • 7182

              #7
              أخي العزيز أستاذ محمود قباجة .
              سرّني مرورك ..
              أوراق من مفكّرة مراهقة أحببت أن أدوّنها هنا ..
              قد لا يكون فيها شيئا مهما حقا و لكن لا أدري لمَ فكّرت في أن أنقلها هنا
              ربما لكي أراني بوضوح أكثر بعد كل هاته السنين .
              ألف شكر لك . و مودّتي .
              يظن الناس بي خيرا و إنّي
              لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

              تعليق

              • آسيا رحاحليه
                أديب وكاتب
                • 08-09-2009
                • 7182

                #8
                تقديري و امتناني أستاذ قصي ..
                ألف شكر لك و باقة ورد .
                يظن الناس بي خيرا و إنّي
                لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                تعليق

                • آسيا رحاحليه
                  أديب وكاتب
                  • 08-09-2009
                  • 7182

                  #9
                  أستاذ ربيع ..
                  ربيع الكلمة .. ربيع المحبة ..
                  سأدوّنها ..
                  سأقرؤني من جديد ..
                  سأراني من بعيد كما نرى اللوحة
                  ربما كان الامر أوضح ..
                  مودّتي دائما و كل الشكر لك .
                  يظن الناس بي خيرا و إنّي
                  لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                  تعليق

                  • آسيا رحاحليه
                    أديب وكاتب
                    • 08-09-2009
                    • 7182

                    #10
                    مرحبا بك مبدعتنا العزيزة نعيمة ..
                    كوني بالقرب ..
                    ألف شكر .
                    يظن الناس بي خيرا و إنّي
                    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                    تعليق

                    • آسيا رحاحليه
                      أديب وكاتب
                      • 08-09-2009
                      • 7182

                      #11
                      الخميس 25 جانفي 1979:

                      لقد كنت قبل أن ألتقي ب " ع " فتاة وحيدة لا تجد من تحكي له آلامها و لا من يساعدها و لما التقيته أحببته .. نعم أحببته ..حبا حقيقيا لكن هذا الحب بدأ يتحوّل إلى صداقة بريئة.. لقد كنت بحاجة إليه ، إلى ان أضحك معه ، و أمرح و أثير الموج في حياتي الراكدة ،كنت في حاجة لأن أهرب من مشاكل امي و أبي و أن أضحك ..لكن أيامي مع " ع " لم تستمر ضحكا ..وجدت نفسي أعيش حياته بكل ما فيها ..أفرح لأفراحه و أحزن لأحزانه..
                      لم أفكّر أبدا إلا أنه اخي و صديقي الذي ليس لي صديق غيره ..بمجرد أن أراه مبتسما أرمي بكل همومي وراء ظهري و أرسم البسمة على شفتي حتى لا يرى الحزن و الأسى على ملامحي مخافة ان يحزن هو أيضا ..إنني لن ؟أندم أبدا على كل لحظة عشتها معه .. كل لحظة كنت فيها معه .. لأنه لم يخطر ببالي سوى أنني مع أخي و صديقي ..لن اندم أبدا على كل كلمة قلتها له لاني قلتها عن براءة لا عن شيء آخر ..عوّضت فراغ قلبي من حنان الأخوّة به ، ضحّيت بصديقتي " س " من أجله ..ضحّيت بسمعتي و سمحت لألسنة الناس أن تلوكني ..و لم أشأ الابتعاد عنه ..لكنه للأسف أناني ، أناني إلى أقصى حدّ و يريدني له وحده .. و بأنانيّته المجنونة فقدني إلى الأبد ..تمكّنت الغيرة من قلب صديقي و الغيرة داء قلّما يبرأ منه الانسان ..أنا انسانة لها مشاعر و احاسيس و لست مجرد دمية أو لعبة جميلة يريد أن يستحوذ عليها ..
                      للأسف لقد أفسد " ع" كل شيء .. أفسد ما نما بيننا من صداقة ربما لأنه من الفتيان الذين لا يعترفون بالصداقة بين الرجل و المرأة .. إما حب او لاشيء ..كان منظره اليوم و هو يحدّثني كمنظر وحش ..
                      يظن الناس بي خيرا و إنّي
                      لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                      تعليق

                      • آسيا رحاحليه
                        أديب وكاتب
                        • 08-09-2009
                        • 7182

                        #12
                        الاثنين 29 جانفي 1979 :

                        أنا لا أطلب شيئا أكثر من أراه .. أن اتملّى من نظراته ، ابتسامته و سحر حديثه ,,كي أعود فأشعر بأنّ الكون ينفتح امامي و أنّ في الطبيعة جمال يناديني ..
                        مجرّد نظرة من عينيه الآسرتين كفيلة بأن تردّ لي ثقتي بالحياة و الناس و بالحب ..
                        أن تنعش نفسي و تملأ فراغ روحي فأحس ابتهاج الحياة في شدو الطير و حنان النسيم و عطر الورد و زرقة السماء ..
                        إنّ " م" بالنسبة لي كالماء ، كالندى المتقاطر على الزهرة الجميلة ،إذا ما جف أو انقطع ذبلت و تناثرت أوراقها ،إنه الأمل الذي أحيا عليه و له .. / كل هذا ؟؟ هههههه /
                        " م " هو الرجل الذي أتمنى من صميم قلبي أن يجمعني الله به ..أن يتحقّق أملي فأعيش عمري معه ..
                        لكن هل حقّقت الأيام كل المنى ؟
                        يظن الناس بي خيرا و إنّي
                        لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                        تعليق

                        • آسيا رحاحليه
                          أديب وكاتب
                          • 08-09-2009
                          • 7182

                          #13
                          الأربعاء 31 جانفي 1979:
                          الوقت يمر بطيئا ، الدقيقة تلو الأخرى ،و كل دقيقة تجر خيالي إلى آلاف الصور ، كل صورة تريني المستقبل ،بغير وضوح ..
                          إنني لا أجد للحياة معنى بدون الحب ..شيء لا يمكن إنكاره ..قوة جارفة ،لحن عذب ، واد رقراق ،عاصفة هوجاء ، انه الامل الذي نحيا به و عليه ،انه أجمل ما في الوجود ،،و رغم أنّ المادة في عصرنا هذا طغت على كل شيء إلا أن الحب لم يمت ..
                          لأنه سر الحياة .

                          الخميس 08 فيفري 1979 :

                          أتممتُ خمسة عشرة سنة ..
                          ليتني بقيت طفلة و لم أكبر ..
                          طالما تشوّقت لهذا السن .. و عوضا أن أفرح أنا اليوم حزينة ..ليتني متّ قبل أن أولد ..ليتني ما خلقت ..لكن ماذا يفيد التمني و قد قضي الأمر .. / يا الهي من أين لي بكل هذه السوداوية هههه .. / سأستقبل من اليوم عمرا جديدا : عدت يا يوم مولدي ... عدت يت أيها الشقي ./
                          يظن الناس بي خيرا و إنّي
                          لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                          تعليق

                          • آسيا رحاحليه
                            أديب وكاتب
                            • 08-09-2009
                            • 7182

                            #14
                            الاربعاء 14 فيفري 1979 :

                            لم أكتب شيئا على كراسة مذكّراتي منذ أيام ..لا لأنني مللت الكتابة .. فالكتابة هي الشيء الوحيد الذي لن أملّه بل لأني لم أجد ما أكتب .. ليس هناك شيء يستحق الذكر ..مرّت الأيام كبقية الأيام ..في الصباح المدرسة و الحفظ و الامتحانات و أعود للبيت حيث الضجيج و المشاكسات مع الاخوة ..
                            لم يأت ذلك الحدث الذي تمنّيته ..ليغيّر مجرى حياتي ..لم تأت تلك المفاجأة التي طالما انتظرتها ..
                            لم يأت شيء ..
                            " م" حاولت أن أنساه .., و فعلا نسيته طيلة الأيام التي لم أره فيها .. لكن رؤيته أمس أيقظت مشاعري ..
                            سأحاول ان أنساه .. و سأنجح ..
                            لن أدع أبدا سلطان الحب يتغلّب عليّ ..سأهتم أكثر بدراستي حت أحقق الأمل الذي حلمت به منذ صغري ..
                            أمل حياتي .
                            يظن الناس بي خيرا و إنّي
                            لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                            تعليق

                            • آسيا رحاحليه
                              أديب وكاتب
                              • 08-09-2009
                              • 7182

                              #15
                              السبت 17 فيفري 1979 :

                              أكاد اختنق .. أشعر بقلق شديد ..لست أدري ما يحصل معي ..لقد كرهت البيت و المدرسة و كل شيء ..
                              لم أعد أطيق شيئا ..طموح كبير ينتابني ..أريد أن انطلق ..أن أخرج من جو المدينة ، أن أجري وسط الحقول ..أسقط ثم أنهض ..أتنفّس ملء رئتي ..أريد ان اتحرّر ..أن أفكّ قيود التقاليد التي تدمي يدي ..
                              أريد أن أبتعد عن فضول الناس .. أعيش وحيدة مع الطبيعة ..آكل ما أريد لا ما يريد غيري .. ألبس ما يناسبني و يعجبني لا ما يعجب غيري ..أبكي عندما أجد الرغبة في البكاء ..و أضحك عندما يواتيني الضحك ..أريد أن أفتح عينيّ على العالم ..
                              أريد أن أبني مستقبلي بيدي حتى لا أكون مدينة لأحد ..
                              أريد أن أحتفظ بأخلاقي فلا اتملّق و لا أغش أحدا ..
                              أريد أن أواجه الناس بحقيقتهم فأقول للكاذب أنت كاذب و أقول للصادق أنت صادق ..
                              أريد أن ابرهن للناس أن المظهر ليس الا قشرة كقشرة البرتقال قد يكون ما بداخلها حامضا أو مرا ..
                              أريد أن أفعل شيئا عظيما يكون جديرا بأن يدوّنه التاريخ على صفحة من صفحاته ..فما فائدة الإنسان إذا عاش دون أن يترك للأجيال شيئا في سجّل التاريخ ؟
                              ما فائدة انسان عاش و مات دون أن يستفيد و يفيد ؟
                              هل خلق الإنسان ليأكل و ينام فقط ؟
                              أطمح لفعل أشياء كثيرة ..
                              كلها في خيالي ..
                              يظن الناس بي خيرا و إنّي
                              لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                              تعليق

                              يعمل...
                              X