خـَفـَقَ الوَريدُ
خفـَقَ الوريد فشعّ نور بياني
و همى مدادي ففكّ طوقَ لساني
يتسـلّق الحزن العنيد قصيدتي
و يظـلّ يملأ شهقتي و مكاني
يا حرفيَ المنكوب لست مخيـّرا
بين الصّدى و قداسة الرّهـبان
لست ملاكا أو نبيّا في الورى
أو زهرة نطقت بقلب جِنــان
ما أنت إلاّ صوت حقّ قد علا
منك القصيدة قد سمت بعنانِ
ما أنت إلاّ خنجر متوثّب
يُدمـي الأكفّ بقطع كلّ بنانِ
يا حرفيَ المسلول غرّد عاليا
و اقطع بحدّك نبض كلّ جبان
ما الشّـعر ؟ ما نبض القصيدِ و سرّه ؟
إن لم يكن وحيا بكلّ زمان
زَبــَد البِـحار و إن تدفّـق مدُّه
يذوي ، يذوب على لمى الشّطــآن
الشــّعر إبحار بـغـير زوارق
الشّعـر أنفاس و لحن حـَنانِ
الشـّعر جرح نازف متعطّـش
للدّمع ، للأنــغـام ، للأحــزان
يـا أيّـها الشعراءُ لولا نبضكم
ما عجّ صدر أو همى ببيـان
كلّ الجراح و إن تقادم سنّـها
تبقى سطورا عمرها بزمان
و الزهر لو شحّ الرحيق بقلبه
يبقى جميل الوجه في الأفــنان .
الشاعر - شكري مسعي / تونس .
تعليق