لعنة الصمت والحجر
على مشارف المدينة
يزفزف هيكل الدمار
ريحا سوداء
تلاحق أطيافا ...
مفجوعة الأحلام
تلتف بمواسم الربيع
بشره...تلتهم أشرعة الهواء
هي المدينة الحجرية
غجرية...
انفصلت عن جثة الموت
تحرك طواحين الليل...
ترقصُ حافية القدمين
فوق أبراج النار
تفك أزارالنهار تحت قرص شمس
يخاتل الكسوف...
لتباشر جَلده فوق رصيف محاصر
بشظايا النحاس
والهواء المصادر
من عيون شوارع مطفأة
تخنقها جنائزية الأجراس
لتطفوالجريمة
فوق زرقة الجماجم
وأكاليل الجراح...
ويسقط الضوء قتيلا
عن قامة المدينة...
والقرى حقول يباسِِ
يسكنُ ظلَّها السراب
يَزُفُّ في عرس الغارات
حجارةََ من لهيب زعاف...
.............
لقد قامروا بما تبقى من حلم
فخسروا قرمزية القمر
وأغنيات العشب والبرتقال
وقصائد غيمات زخرفتها كتائب المطر...
فهل من رجة...تخلخل الطوق عن أعناق النخيلِ؟
تشيع إلى قرانا المغلقة هديل الغمام؟
لافسحة للعشق ترشف كآبة الأفق
بعد رحيل الحلم عن مدائن الحجر...
بعد افتراس الدخان ضلوع الأطفال ....
والقبرات....
على امتداد جسد وطن عار من الحب
إلا من جثامين بلا أكفان
تأكل بعضها ...قمارا
على موائد الصمت والخراب....
...................
كل الأنظار مشرعة
صوب مدائن صماء
تقيم محارق للشمس
وعرصات الأحلام
تنتشي بنهم...
العمى ...وعسر الفهم
كان الجسرضبابا كثيفا
وعيون ميدوزا ...
ترقب فلول النازحين
إلى الضفة الأخرى من حقول الموت
أطفال بلا وجوه
تكابد الجوع والحجر
تحتسي آخر جرعة
من احتمال البقاء
على لائحة الإنتظار...
لا أمل في الأحياء
كلهم ميتون ...متحجرون
حتى الزمن الهارب
من بربرية الزوابع
تحجر فوق شرفات العبث
ميدوزا مرت من هنا
عبر كيمياء الأساطير
فأصابت لعنة الحجر
أجنحة اليمام ...وأغصان الزيتون
وتحت شمس الليل
أطفال يتبخرون مع آخر شهقة هواء...
يسيلون مع السحاب مطرا
يخصب رحم التراب...
قد تحبل الأرض وتنجب سنابل كرامة
ومعاول...تمزق أنسجة الصخر
تطفو ...فوق ركام الفجيعة
زوبعة غضب
تسترد من فك التنين...
وجه الشمس المستباح...
..................... أمينة اغتامي
تعليق