تأصيل قصيدة النثر /هيثم الريماوي

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • هيثم الريماوي
    مشرف ملتقى النقد الأدبي
    • 17-09-2010
    • 809

    تأصيل قصيدة النثر /هيثم الريماوي

    تأصيل قصيدة النثر*



    لما كان من اتهامات لقصيدة النثر ، وصلت حدّ التغريب وتخريب التراث والتكفير في بعض الأحيان ، كان لا بدّ من النظر في مدى أصولية قصيدة النثر و / أو غرابتها عن البيئة العربية ، وفي مدى انسجام تلك الصيغ التعبيرية – بوصفها شعرا- مع البيئة والعقلية العربية الحديثة ، فكانت هذه المحاولة للنظر في مدى تجذّر تلك الحالة الشعرية / الشاعرية في التراث العربي ومدى إمكانية هضمها حديثا .


    (1) ( الأثر البيئي ، المؤسس الأول )

    كان الأثر الأول والأهم في شكلية الخطاب الإبداعي عند العرب في الجاهلية يتمحور حول بيئة الصحراء ، والنظام القَبَلي وقيمه السائدة في ذلك الوقت (الفروسية ، الاعتزاز بالعشيرة ، الكرم ..الخ ) فكان أهم ما يميز شكلية الخطاب الإبداعي في ذلك الوقت والذي ينسجم مع تلك البيئة :
    - التصوير الخطي
    يستند التصوير – في تلك المرحلة - على المقابلة أو المقارنة (بتعبير أدق ) بين الأشياء ( مشبه ، مشبه به ، أداة تشبيه)
    - الوضوح
    كانت تتجه صياغة الخطابات الإبداعية نحو الوضوح التام والذي ينسجم تماما مع التصوير الخطي ، ( الرجل القوي كالأسد ، وجه الحبيبة كالقمر ، سواد شعر الحبيبة كالليل ....الخ ) فيستند التصوير على علاقة منطقية واضحة بين المشبه والمشبه به فلن تجد مثلا تصويرا يربط بين المطر أو القمح بالكرم أو العطاء...الخ ، وحدة البيت ونبذ التضمين أو امتداد الصورة لأكثر من بيت ، بوصفها فاصل صوتي يحدد انتهاء الفكرة عندها ، الأمر الذي ينسجم مع وضوح وقصر التصوير .
    - الصخب الموسيقي الخارجي
    إن مقطعية الخطابات الإبداعية ، قصر التصوير ، مضافا لها الأهمية الكبرى عند العرب للإلقاء بطريقة مسرحية ، بحيث تبرز مدى قوة الشاعر أمام جمع المتلقين ، كل ذلك أدّى بالضرورة إلى الصخب الموسيقي الخارجي الناتج عن تكرار رتيب – تقريبا – لمجموعة من السواكن والمتحركات ، تفصل بينها القوافي .
    - أغراض الشعر
    وكان من المنطقي جدا في تلك الظروف والمحددات ، أن تصنف مواضع الشعر بشكل حدّي ( مديح ، هجاء ، رثاء ، غزل ، فخر ، وصف ...الخ ) ، الأمر المعزز لوضوح المعنى المراد .
    - منظومة الألفاظ والمعاني
    أدى ذلك كله بالضرورة إلى إبراز قضيتين مهمتين جدا ، الأولى تمحور الألفاظ المستخدمة حول متعلقات البيئة المحلية بفضائها الضيق ( السيف ، الناقة ، الصحراء ، الفرس ، أسماء الأشخاص والعشائر ....الخ ) ، الثانية التقيد دلاليا بالمعنى المعجمي للألفاظ ، وبالتالي نبذ الترميز والألفاظ ذات الفضاء الواسع ، فستجد من النادر استخدام ألفاظ أمثال ( بياض ، حالم ، هواء ، نهايات ...الخ) أو استخدام ألفاظ عامة دون تخصيص ..أمثال ( المرأة ، الحرية ، الفقر ، الاغتراب .....الخ )
    ومما يدل على أن كل ما تم ذكره من صفات لشكلية الخطاب الإبداعي هو نتاج بيئي صرف ، أنه وبعد النقلة النوعية في حياة العرب إثر تحولهم من الوثنية إلى الإسلام لم تتغير صياغة الخطاب الإبداعي وبقيت كما هي ، بل كان هنالك تغير في جوانب أخرى كزوال المقدمة الطلليّة ، وصف الخمر ، وظهور مواضيع لم تكن سابقا كالمدائح النبوية ، الفضيلة والحكمة ...الخ ، ولكن وبعد اتساع رقعة الدولة الإسلامية وانفتاحها على البيئات الأخرى بدأت تتغير شكلية الصياغات الشعرية بشكل واضح كامتداد التصوير وظهور التضمين والتدوير ، وتعدد القوافي والتخلي عنها بشكل كامل - أحيانا - وبدأت بنية الصورة تصبح أكثر انفتاحا على المعنى الواسع ، وبدأت الألفاظ المستعملة تتجه نحو الفضاء الأوسع كالطرب والوجد والفناء ...الخ ، مما أدى إلى تخفيف الصخب الإيقاعي الخارجي بمستويات مختلفة فطفا على السطح الموشحات والزجل وغيرها ، وكان هنالك ظاهرة بالغة الأهمية في العصر العباسي بشكل كبير وهي ذاتية المبدع ، حيث ظهرت خصوصية أسلوب المبدع وتميزه بشكل خاص ، كغموض أبي تمام والمعري ، تفوق الأنا عند المتنبي ، مجون أبي نواس ، ابتكارية التصوير عند أبي صخر الهذلي ، خصوصية العشق عند المتصوفة ..الخ ، ومن ثم في المرحلة التالية بدءً من تفكك الدولة العباسية وبعدها الدولة العثمانية ، بدأت الشخصية العربية تعيش أزمات الاستعمار من جهة من جهة أخرى بدأ التعقد البيئي أكثر تسارعا بعد عصر النهضة والثورة الصناعية في أوروبا ، فكان لابدّ وبطبيعة الحال أن تتغير وبشكل كبير الصياغات الإبداعية الشعرية المعبّرة عن هذه المرحلة وهذه الحالة ، حيث دخلت مفاهيم وألفاظ وتراكيب تصويرية جديدة لم تكن موجودة قلبا ، بل وأكثر من ذلك طال التغيير بنية الخطاب الشعري ككل وليس فقط على مستوى الصورة ، فكانت هنالك دعوات ثورية كثيرة جدا منذ أواخر القرن ما قبل الماضي وعلى مستويات مختلفة تنادي بضرورة تغيير شكلية الخطاب الإبداعي لتواكب البيئة المتغيرة بوتيرة متسارعة وللتعبير عن مدى عمق المأساة العربية في ظل الاستعمار ، منذ شعراء المهجر وصولا إلى قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر والنص الحديث في يومنا هذا .


    (2) التدوين

    يتفق جميع الباحثون تقريبا على أن التدوين كان من أهم المراحل الفارقة في تحول صياغات التعبير الإبداعي ، فبعد أن كان النص الإبداعي يستند على الحفظ والتناقل الشفهي تحول من المسموع إلى المقروء ، من هنا برزت قضايا مهمة جدا منها التخفف من رتابة الشكل الذي كان ضروريا لتسهيل الحفظ ، ظهور الكتابات النثرية والنثرية/ الشاعرية وتداخلها مع الشعرية في كثير من الأحيان ، بل وأكثر من ذلك ظهرت أصوات ولأول مرة في التاريخ العربي تقول بتفوق النثر على الشعر ، كما يروي الدكتور زكي مبارك في كتابه المهم جدا " النثر الفني في القرن الرابع عشر" ، يقول القلقشندي في (صبح الأعشى ) (( إن الشعر وإن كانت له فضيلة تخصه من حيث تفرده باعتدال أقسامه وتوازن أجزائه ، وتساوي قوافيه ......فإن النثر أرفع منه درجة ،وأعلى رتبة ، وأشرف مقاما ، وأحسن نظاما )) ، فبرزت في تلك الحقبة وما تلاها تقنيات شاعرية النثر والتي كان من أهمها الاتجاه نحو عمق المعنى على حساب رتابة الشكل والوضوح فدخل الرمز كمحور مهم في الصياغات الشاعرية النثرية ، كرواية حي بن يقظان لأبن طفيل ، وقصص كليلة و دمنا ...الخ .


    (3) علم العروض

    إن من أهم ما أفرزه ظهور علم العروض ، هو انتقال أساسيات الحكم على الصياغات الشعرية من الذائقة العامة إلى القوانين المحددة عروضيا ،وكان ومازال لذلك الإفراز مفارقة مهمة جدا فحتى لو اتفقت الذائقة مع أحكام العروض – نسيبا – في ذلك الوقت إلا أن الذائقة محكوم عليها بالتغير والتطور والتبدل والتطور أما الأحكام العروضية فمحكوم عليها بالثبات وقد التفت إلى تلك الفارقة وبشكل مبكر جدا الكثير من كبار نقاد ذلك العصر أمثال قدامة بن جعفر وابن سنان الخفاجي والزمخشري والجاحظ وغيرهم ، وعليه بدأت تظهر تلك الإشكالات الناتجة عن تلك المفارقة شيئا فشيئا تبعا للتغير البيئي الذي تبعته الذائقة بعيدا شيئا فشيئا عن أحكام العروض ، بدءً من الخروج عن أحكام التقفية ومن ثم الخروج جزئيا عن النظام التفعيلي الخليلي ، ومن ثمّ الخروج عن عمود الشعر وأخيرا الدعوى للعودة ما قبل العروض وإسناد الحكم للذائقة أولا .



    (4) ( التصوف والإشراق )
    لأن مفصلية الموضوع ليست في صلب التصوف و فلسفة الإشراق وإنما في الصياغات الخطابية الناتجة عنها فلن يتم تناول التصوف بوصفه فكرا إلا بما يخدم سياق الموضوع ، إن فكر التصوف بتشعباته الكثيرة يستند أساسا على أن العلاقة بين الإنسان والذات الإلهية أساسها العشق وإنكار الذات ، فكلما كان الإنسان زاهدا أكثر ومحبا لله أكثر كان أقرب منه ، فيطوف الزاهد صعودا وقربا من الله عبر أحول متعدد من العشق إلى الوجد ..وحتى الفناء ، وخلال رحلة الكشف تلك يرى المتصوفة أنهم يعيشون الحقائق كومضات مكثفة لا يمكن أن تبرز بوضوح على سطوح اللغة ، فكانت النصوص المعبّرة عن تلك التجارب الكشفية نصوص رؤيوية تفوقت على سلطة اللغة عبر التكثيف الهائل والشاعرية العالية ، تحقيقا لمقولة النفّري الشهيرة " إذا اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة " ويرى الكثيرون أن نصوص المتصوفة هي المؤثر الأول والأساس المبدئي الذي تمخضت عنه قصيدة النثر ، نظرا لتأثر الأوساط الغربية بتلك النصوص بوصفها أدبا ، وخصوصا الأوساط الفرنسية ، يُقال إن "رامبو" كان يحمل نسخة من طواسين الحلاج أينما ذهب .

    يمكن الاستنتاج من هذا العرض مبدئيا :
    إن شكلية الشعر اتجهت تبعا للتغيرات البيئية وبشكل طبيعي من الوضوح إلى الترميز والإشارة والغموض ، من التصوير الخطي إلى الرؤيوي المركب ، من الصخب الموسيقي الخارجي الرتيب ، إلى تنويع الإيقاع وتخفيف وتيرة الصخب الخارجي إلى أقصى حد ممكن ، فكانت قصيدة النثر الوليد الطبيعي لتلك التطورات البيئية .


    هيثم
    ________________________________________
    * ملاحظة
    الموضوع ضخم ويحتاج إلى تفصيلات ، واستشهادات وذكر لمصادر ومراجع كثيرة ، وما ذكر هنا ليس سوى نظرة إجمالية مختصرة جدا لتتناسب مع طبيعة المكان ومرونته الحوارية .

    ((احذر من العلم الزائف ، فهو أخطر من الجهل. )) جورج برنارد شو

    بين النظم وأن يكون نثراً شعرة الإيقاع التي لم يلتفت إليها العروض
    بين النثر وان يكون نظماً قصة العلوم طويلة الأمد.

  • سليمى السرايري
    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
    • 08-01-2010
    • 13572

    #2
    أستاذي الناقد هيثم الريماوي

    كنتُ هنا بداية من ( الأثر البيئي ، المؤسس الأول ) إلى غاية
    ( التصوف والإشراق ) واستفدت كثيرا من التحليل الدقيق لكلّ هذه المحاور

    سأعود للمتابعة إن شاء الله مع شكري وامتناني.


    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

    تعليق

    • نجلاء الرسول
      أديب وكاتب
      • 27-02-2009
      • 7272

      #3
      إذا اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة

      تحيتي الكبيرة لك أستاذ هيثم
      ولكل ما تمدنا به من رؤى جميلة تخدم الأدب
      رغم انكار الكثير لهذا الفن لكنه متطور بتطور الحياة السياسية والتاريخية والاجتماعية فحداثة الشعر برأيي مهمة جدا لتواكيب هذه التغيرات التي حدثت وأثرت في اللغة الشعرية وطرقها المعتمدة على توسيع المعنى مكسرة بذلك القوالب المألوفة في الشعر

      تقديري وشكرا لك

      نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


      مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
      أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

      على الجهات التي عضها الملح
      لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
      وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

      شكري بوترعة

      [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
      بصوت المبدعة سليمى السرايري

      تعليق

      • محمد كامل العبيدي
        أديب وكاتب
        • 18-08-2013
        • 88

        #4
        شكرا أستاذي هيثم على هذه المساحة المعرفية

        تعليق

        • أمينة اغتامي
          مشرفة ملتقى صيد الخاطر
          • 03-04-2013
          • 1950

          #5
          شكرا لك أخي الأديب والناقد هيثم الريماوي على هذا البحث المركز الذي أثريت
          به صفحة قصيدة النثر
          تحيتي وتقديري لجهودك سيدي

          تعليق

          • عبد الاله اغتامي
            نسيم غربي
            • 12-05-2013
            • 1191

            #6
            شكرا أستاذ هيثم على الموضوع القيم والأفكار والتوضيحات التي ضمنتها لهذا البحث المفيد . مودتي وكل التقدير...تحياتي...
            sigpic
            طرب الصبا وأطل صبح أجمل*** بصفائه وزها الشباب الأكمل
            متلهفا لقطاف ورد عاطر ***عشق الندى وسقاه ماء سلسل
            عزف الهوى لربيعه فاستسلمت*** لعبيره قطرات طل تهطل
            سعد اليمام بقربه مستلهما ****لنشيده نغمات وجد تهدل

            تعليق

            • فوزي سليم بيترو
              مستشار أدبي
              • 03-06-2009
              • 10949

              #7
              للمشاغبة المشاغبة البريئة فقط
              طالما لم يتم الإتفاق على تعريف محدد للإرهاب آسف للشعر
              فإن المدى مفتوح والفضاء رحب لإستقبال وتلقي المنتج على إنه شعر .
              سوف يتربع أحدهم فوق مقعده المصنوع من البوص والوتريات ويعزف
              وآخر يستعمل المسطرة والفرجار والمنقلة لترويض الحرف .
              وهنا دخل على الخط النثر الذي خرج عن ما سبق من عروض وتفعيلة ...
              فقيل عنه " مقتبس " : (
              أنه أرفع درجة ،وأعلى رتبة ، وأشرف مقاما ، وأحسن نظاما )
              وإلى هنا يسكت فوزي عن الكلام المباح منتظرا مداخلات الزميلات والزملاء .
              أجمل تحية لأخي هيثم الريماوي وللجميع
              فوزي بيترو

              تعليق

              • هيثم الريماوي
                مشرف ملتقى النقد الأدبي
                • 17-09-2010
                • 809

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة
                أستاذي الناقد هيثم الريماوي

                كنتُ هنا بداية من ( الأثر البيئي ، المؤسس الأول ) إلى غاية
                ( التصوف والإشراق ) واستفدت كثيرا من التحليل الدقيق لكلّ هذه المحاور

                سأعود للمتابعة إن شاء الله مع شكري وامتناني.



                الرقية سليمى
                شكري العالي وامتناني ، لاهتمامكم وفضل كلامكم

                تقديري
                هيثم

                ((احذر من العلم الزائف ، فهو أخطر من الجهل. )) جورج برنارد شو

                بين النظم وأن يكون نثراً شعرة الإيقاع التي لم يلتفت إليها العروض
                بين النثر وان يكون نظماً قصة العلوم طويلة الأمد.

                تعليق

                • هيثم الريماوي
                  مشرف ملتقى النقد الأدبي
                  • 17-09-2010
                  • 809

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة نجلاء الرسول مشاهدة المشاركة
                  إذا اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة

                  تحيتي الكبيرة لك أستاذ هيثم
                  ولكل ما تمدنا به من رؤى جميلة تخدم الأدب
                  رغم انكار الكثير لهذا الفن لكنه متطور بتطور الحياة السياسية والتاريخية والاجتماعية فحداثة الشعر برأيي مهمة جدا لتواكيب هذه التغيرات التي حدثت وأثرت في اللغة الشعرية وطرقها المعتمدة على توسيع المعنى مكسرة بذلك القوالب المألوفة في الشعر

                  تقديري وشكرا لك

                  الراقية نجلاء

                  لا بد لنا من الاعتراف بالتطور تلك سنة الحياة التي ليس لها تبديلا

                  تقديري العالي لاهتمامكم فضل كلماتكم وعمقها

                  تقدري وعرفاني
                  هيثم

                  ((احذر من العلم الزائف ، فهو أخطر من الجهل. )) جورج برنارد شو

                  بين النظم وأن يكون نثراً شعرة الإيقاع التي لم يلتفت إليها العروض
                  بين النثر وان يكون نظماً قصة العلوم طويلة الأمد.

                  تعليق

                  • هيثم الريماوي
                    مشرف ملتقى النقد الأدبي
                    • 17-09-2010
                    • 809

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة محمد كامل العبيدي مشاهدة المشاركة
                    شكرا أستاذي هيثم على هذه المساحة المعرفية
                    العزيز القدير محمد كامل العبيدي

                    شكري وكثير امتناني ، لفضلكم وكرمكم

                    محبتي
                    هيثم

                    ((احذر من العلم الزائف ، فهو أخطر من الجهل. )) جورج برنارد شو

                    بين النظم وأن يكون نثراً شعرة الإيقاع التي لم يلتفت إليها العروض
                    بين النثر وان يكون نظماً قصة العلوم طويلة الأمد.

                    تعليق

                    • مهيار الفراتي
                      أديب وكاتب
                      • 20-08-2012
                      • 1764

                      #11
                      الأخ و الصديق الريماوي الجميل
                      جهد مبارك و اضاءات جميلة أشكرك جدا عليها
                      الموضوع كما أسلفت أنت ضخم ولم يزل اشكالية أدبية
                      معك حق جداحول بساطة الشعر قديما و توشيته بمحسنات تُفخِّمه و تبجِّله في خلد السامع المعتمد على الذاكرة الصوتية و هذا ما تفرضه البيئة فالإنسان ابن بيئته يستخدم مفرداتها لصياغة خطابه الابداعي و ليدركها السامع و القارئ له
                      لكن تطور أدوات الحياة و دخول ثقافات أخرى و اكتشاف مساحات في الروح و العقل لم تكن موجودة قبلا
                      دعا الأدباء إلى محاولة كسر النمطية السائدة و الخروج عن المألوف و التقليدي إلى عوالم أكثر دهشة و فتنة
                      و هنا تتجلى لنا بعض الأسباب التي تجعل الأغلب و الأعم لا يتقبل قصيدة النثر أو لا يعدها شعرا و من هذه الأسباب
                      1 - انحطاط المستوى الثقافي عند الكثير إلى سطحية تافهة تناسب هواه أو إلى عملية متصحرة تقتضيها حياته
                      و انخفاض عدد المثقفين و خصوصا في المجتمع العربي الأمر الذي يجعل من قصيدة النثر أحيانا طلسما بالنسبة للإنسان العادي الذي ينفر من هذا الصنف لغموضه
                      و حتى النصف مثقف أو القارئ العادي يهربان منها و السبب هو عدم الرغبة في اجهاد العقل في ما لن يتجلى لهم
                      2 - كما أن دخول العديد من مدعي الأدب و كتابتهم بطريقة الغموض العقيم و الهراء المزخرف بطلسمة مفخمة
                      ساعد على خلق هوة بين القارئ و النص و شوه من جمال النثر
                      القضية أستاذ هيثم ليست في قصيدة النثر بل في متلقيها على القارئ للنثر أن يكون مثقفا و أحيانا مثقفا جدا
                      ليغوص في أعماق النص و يحلله عقليا لتكتمل نشوته الفكرية و تشتعل الدهشة في أغواره
                      و لكي يَميزَ غث النثر من سمينه و سيئه من جيده
                      و أتوقع أنه لكي يعترف الجميع بشرعية النثر و يدركه
                      على الجميع أن يعود إلى القراءة مجددا و محاولة التأسيس لأرضية ثقافية
                      تساعده على قراءة التطور الحضاري الذي لم يكن النثر إلا ترجمة حقيقية له
                      أسوريّا الحبيبة ضيعوك
                      وألقى فيك نطفته الشقاء
                      أسوريّا الحبيبة كم سنبكي
                      عليك و هل سينفعك البكاء
                      إذا هب الحنين على ابن قلب
                      فما لحريق صبوته انطفاء
                      وإن أدمت نصال الوجد روحا
                      فما لجراح غربتها شفاء​

                      تعليق

                      • هيثم الريماوي
                        مشرف ملتقى النقد الأدبي
                        • 17-09-2010
                        • 809

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة أمينة اغتامي مشاهدة المشاركة
                        شكرا لك أخي الأديب والناقد هيثم الريماوي على هذا البحث المركز الذي أثريت
                        به صفحة قصيدة النثر
                        تحيتي وتقديري لجهودك سيدي

                        شكرا لكم القديرة أمينة ، وامتناني لجميلكم وكرمكم

                        تقديري
                        هيثم

                        ((احذر من العلم الزائف ، فهو أخطر من الجهل. )) جورج برنارد شو

                        بين النظم وأن يكون نثراً شعرة الإيقاع التي لم يلتفت إليها العروض
                        بين النثر وان يكون نظماً قصة العلوم طويلة الأمد.

                        تعليق

                        • هيثم الريماوي
                          مشرف ملتقى النقد الأدبي
                          • 17-09-2010
                          • 809

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة عبد الاله اغتامي مشاهدة المشاركة
                          شكرا أستاذ هيثم على الموضوع القيم والأفكار والتوضيحات التي ضمنتها لهذا البحث المفيد . مودتي وكل التقدير...تحياتي...

                          القدير عبد الإله
                          شكري العالي ، وكثير امتناني لفضلكم....

                          محبتي
                          هيثم

                          ((احذر من العلم الزائف ، فهو أخطر من الجهل. )) جورج برنارد شو

                          بين النظم وأن يكون نثراً شعرة الإيقاع التي لم يلتفت إليها العروض
                          بين النثر وان يكون نظماً قصة العلوم طويلة الأمد.

                          تعليق

                          • هيثم الريماوي
                            مشرف ملتقى النقد الأدبي
                            • 17-09-2010
                            • 809

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
                            للمشاغبة المشاغبة البريئة فقط
                            طالما لم يتم الإتفاق على تعريف محدد للإرهاب آسف للشعر
                            فإن المدى مفتوح والفضاء رحب لإستقبال وتلقي المنتج على إنه شعر .
                            سوف يتربع أحدهم فوق مقعده المصنوع من البوص والوتريات ويعزف
                            وآخر يستعمل المسطرة والفرجار والمنقلة لترويض الحرف .
                            وهنا دخل على الخط النثر الذي خرج عن ما سبق من عروض وتفعيلة ...
                            فقيل عنه " مقتبس " : (
                            أنه أرفع درجة ،وأعلى رتبة ، وأشرف مقاما ، وأحسن نظاما )
                            وإلى هنا يسكت فوزي عن الكلام المباح منتظرا مداخلات الزميلات والزملاء .
                            أجمل تحية لأخي هيثم الريماوي وللجميع
                            فوزي بيترو
                            وألف تحية الراقي فوزي بيترو
                            سعيد بلفتاتكم النقية وروحكم الرائعة

                            امتناني صديقي
                            هيثم

                            ((احذر من العلم الزائف ، فهو أخطر من الجهل. )) جورج برنارد شو

                            بين النظم وأن يكون نثراً شعرة الإيقاع التي لم يلتفت إليها العروض
                            بين النثر وان يكون نظماً قصة العلوم طويلة الأمد.

                            تعليق

                            • هيثم الريماوي
                              مشرف ملتقى النقد الأدبي
                              • 17-09-2010
                              • 809

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة مهيار الفراتي مشاهدة المشاركة
                              الأخ و الصديق الريماوي الجميل
                              جهد مبارك و اضاءات جميلة أشكرك جدا عليها
                              الموضوع كما أسلفت أنت ضخم ولم يزل اشكالية أدبية
                              معك حق جداحول بساطة الشعر قديما و توشيته بمحسنات تُفخِّمه و تبجِّله في خلد السامع المعتمد على الذاكرة الصوتية و هذا ما تفرضه البيئة فالإنسان ابن بيئته يستخدم مفرداتها لصياغة خطابه الابداعي و ليدركها السامع و القارئ له
                              لكن تطور أدوات الحياة و دخول ثقافات أخرى و اكتشاف مساحات في الروح و العقل لم تكن موجودة قبلا
                              دعا الأدباء إلى محاولة كسر النمطية السائدة و الخروج عن المألوف و التقليدي إلى عوالم أكثر دهشة و فتنة
                              و هنا تتجلى لنا بعض الأسباب التي تجعل الأغلب و الأعم لا يتقبل قصيدة النثر أو لا يعدها شعرا و من هذه الأسباب
                              1 - انحطاط المستوى الثقافي عند الكثير إلى سطحية تافهة تناسب هواه أو إلى عملية متصحرة تقتضيها حياته
                              و انخفاض عدد المثقفين و خصوصا في المجتمع العربي الأمر الذي يجعل من قصيدة النثر أحيانا طلسما بالنسبة للإنسان العادي الذي ينفر من هذا الصنف لغموضه
                              و حتى النصف مثقف أو القارئ العادي يهربان منها و السبب هو عدم الرغبة في اجهاد العقل في ما لن يتجلى لهم
                              2 - كما أن دخول العديد من مدعي الأدب و كتابتهم بطريقة الغموض العقيم و الهراء المزخرف بطلسمة مفخمة
                              ساعد على خلق هوة بين القارئ و النص و شوه من جمال النثر
                              القضية أستاذ هيثم ليست في قصيدة النثر بل في متلقيها على القارئ للنثر أن يكون مثقفا و أحيانا مثقفا جدا
                              ليغوص في أعماق النص و يحلله عقليا لتكتمل نشوته الفكرية و تشتعل الدهشة في أغواره
                              و لكي يَميزَ غث النثر من سمينه و سيئه من جيده
                              و أتوقع أنه لكي يعترف الجميع بشرعية النثر و يدركه
                              على الجميع أن يعود إلى القراءة مجددا و محاولة التأسيس لأرضية ثقافية
                              تساعده على قراءة التطور الحضاري الذي لم يكن النثر إلا ترجمة حقيقية له
                              الصديقي القدير أخي مهيار

                              شكري العالي لتفصيلكم وعميق نظرتكم

                              اتفق معكم كثيرا يا صديقي ، وأظن هنا أن المشكلة تتمركز حول ضعف النقد او حتى غيابه تقريبا ، مما يفسح المجال لتكاثر ظاهرة الكتابات الركيكة من جهة ، ومن جهة أخرى بقاء فجوة كبيرة بين النص والمتلقي - كما تفضلتم - والتي يقع عاتق ردمها على الناقد بالضرورة ، أظن أن الأزمة الحقيقية هي أزمة نقد تتمظهر في ؛ رداءة النصوص ، وأزمات التلقي.

                              تقديري الكبير لجهدكم
                              هيثم

                              ((احذر من العلم الزائف ، فهو أخطر من الجهل. )) جورج برنارد شو

                              بين النظم وأن يكون نثراً شعرة الإيقاع التي لم يلتفت إليها العروض
                              بين النثر وان يكون نظماً قصة العلوم طويلة الأمد.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X