بستانيُّ البحر ...... بستاني الغيم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نجلاء الرسول
    أديب وكاتب
    • 27-02-2009
    • 7272

    بستانيُّ البحر ...... بستاني الغيم

    بستانيُّ البحر .... بستاني الغيم


    سيأتي يوم
    ويخطفك الرعب
    فلم لا تنتهي من نفسك سريعا
    وتهدي البشرية ابتسامة الطفل البريء
    وتهدي امرأة قبلتك الحارقة
    عند نافذة مات قط عليها
    أو عند مرآة
    تغطي وجهك المعدني برغوة باردة
    ليس في الحب إلا فقاعة واحدة تنفجر في الفراغ
    وليس في العين إلا رؤية ممجدة
    لسماء تقف خلف طابور الحرب

    أما أنت
    أما جدارك
    أما جنونك
    بقعة طافية

    المك الكبير الذي تحمله في صدرك
    لن يزول بقتلي
    كما هذه الأرض لن تزول بفناء أطفالها
    وتلك السماء لن تزول برصاصة

    أما نحن
    لوحة رسمتها المياة
    أما الحروف ذئاب
    أما المشانق نائمة
    أما الوداع بحر
    أما أنا أنت
    أما أنا أنت
    ليس هناك قاتل مأجور يخلصني من حبك

    أن تقف بوجه عاصفة
    هو أن تقف بوجه ذاتك
    أن تضم غضبك
    وتقبل احتراقك
    أن ترقص في ملهى
    وتفض بكارة الكأس
    ثم تموت كما تريد
    عملة بوجهين في يد الفقر
    لن تشبعه يوما
    إنما تزيد تسوله

    سنبقى
    رغم ذلك

    سنبقى
    طيبين

    كمسلسل كوميدي
    يخرق بضحكته
    قلب دمية مستسلمة

    العروق التي أرسمها
    ستسير قريبا
    والفرح الذي كتب على لافتة
    سينجو

    سنكون
    طيبين

    كحملة إعلانية
    لمرطب شفاه تغرغر بالحب

    ونموت كسلحفة محنطة
    أو كبجعة منقوشة على باب مهجور


    أحيانا
    كنت أقفز
    كجندب صغير
    لكن قدمي العارية
    حين قبّلت الأرض غاصت قليلا
    وتذكرت أن لا سلالة
    للهاربين

    العمر الذي أفهم بعضه
    سكب زيتا حارا
    وترك لليل رائحة الشواء

    أفهم العشق
    كما أفهم جنون الرصاصة
    وأجهل جداري الكبير
    الذي يلين كسمكة
    كلما داعبتُ لحظاتي القاتلة

    في كل مرة
    أدور وأسقط

    في كل مرة
    أرفع يدي
    لألمس ملاك الغيم

    أمد ظلي
    على أرصفة الحرب
    أحاول أن أزهق النشوة قليلا

    في كل مرة
    أعتق حبل طائرتي
    وأحمل حقائبي التي أسرها البكاء

    لم نعد كما كنا

    وتلك الأرض التي ضجرت
    وأهدت الموج أطرافها
    لتزيح قسطا من الحزن
    لم تعد كما كانت

    ليس هناك شجرة تذكرنا بالحب
    ليس هناك رصاصة تهدأ في الكف
    ليس هناك أحد


    أتوهم أحيانا
    حين أثيرك
    تدخن سيجارتك على تلك الأريكة المقابلة للأرض
    لكنها لم تكن يوما
    تلك الأريكة أوتلك السيجارة

    كما أعلم أن الرصيف الذي يموت فيه الحب
    يسقط الأطفال فيه كريشة بيضاء

    وهذا العازف الوحيد تحت وسادتي
    من منحني جائزة في الحلم الأبدي
    الذي رسم بابا في الريح
    وأعطى الغيم عذوبة أرواحنا
    لتنام الحرب في جواري

    هو لم يسكب موسيقاه إلا على الحزن
    لتهدأ النافذة من ضجيج الرصاص
    ويغمض المعنى عينه قليلا
    بعد قبلة الأرض الأخيرة

    .
    .
    نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


    مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
    أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

    على الجهات التي عضها الملح
    لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
    وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

    شكري بوترعة

    [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
    بصوت المبدعة سليمى السرايري
  • أمينة اغتامي
    مشرفة ملتقى صيد الخاطر
    • 03-04-2013
    • 1950

    #2
    كما أعلم أن الرصيف الذي يموت فيه الحب
    يسقط الأطفال فيه كريشة بيضاء

    هو كذلك أيتها الشاعرة الرائعة نجلاء الرسول
    يسقط الأطفال ويتناثرون كريشة بيضاء في مهب عواصف
    الرصاص والدمار...شكل جديد من الحب يتباهى به قراصنة الأحلام
    استوقفني هذا النص الشامخ بعمقه ورصانته ،ورؤاه الفنية الناضجة
    وجماليته التي تستحق التقدير والإعجاب.
    لست ناقدة لكن، لي الشرف أن أكون أول من تقرأ هذا البهاء وتعلق عليه
    كل المحبة والتقدير لك سيدتي

    تعليق

    • صهيب خليل العوضات
      أديب وكاتب
      • 21-11-2012
      • 1424

      #3
      أفهم العشق
      كما أفهم جنون الرصاصة
      وأجهل جداري الكبير
      الذي يلين كسمكة
      كلما داعبتُ لحظاتي القاتلة



      لله درك أستاذتنا ما أجملك
      صور رائعة وابتكارات لغوية قوية
      سُررت بالقراءة لك من جديد شاعرتنا نجلاء الرسول

      لك الاحترام و التقدير

      كأخر جندي في ساحة المعركة أحارب هذا الحزن وحدي،

      تعليق

      • عبد الاله اغتامي
        نسيم غربي
        • 12-05-2013
        • 1191

        #4
        العشق والرصاص كلاهما يقتل وكلاهما مصاب بالجنون ، فهي ورطة أم حظ سيء أن نقع ضحية عشق قاتل نستسلم له كطفل بريء عند ساعات ضعفنا ؟ هكذا قراءتي أستاذة نجلاء لنصك الجميل والوارف . شكرا على الإبداع والإمتاع .أرجو أن تتقبلي مروري المتواضع ...تحياتي...
        التعديل الأخير تم بواسطة عبد الاله اغتامي; الساعة 27-08-2013, 18:36.
        sigpic
        طرب الصبا وأطل صبح أجمل*** بصفائه وزها الشباب الأكمل
        متلهفا لقطاف ورد عاطر ***عشق الندى وسقاه ماء سلسل
        عزف الهوى لربيعه فاستسلمت*** لعبيره قطرات طل تهطل
        سعد اليمام بقربه مستلهما ****لنشيده نغمات وجد تهدل

        تعليق

        • فوزي سليم بيترو
          مستشار أدبي
          • 03-06-2009
          • 10949

          #5
          نص سياسي بامتياز
          لم يُكتب من فراغ
          من ضجيج الرصاص
          ابتسامة طفل بريء
          قاتل مأجور
          عملة بوجهين
          وهذا الرصيف الذي يموت فيه الحب
          ويسقط
          الأطفال فيه كريشة بيضاء

          كل هذا يا أخت نجلاء الرسول وأكثر
          سكب موسيقاه ومعناه على حزني
          فكيف أنام وكل هذا الشوك فوق وسادتي ؟

          كنت رائعة هنا وصادقة
          أجمل تحية
          فوزي بيترو

          تعليق

          • ابو النور محمد
            أديب وكاتب
            • 12-01-2010
            • 155

            #6
            لمداد حرفكِ شعاع نور يبدد ظلمة المداد
            "ثمة فجر جميل يوما ما سيولد من أعماق العتمة"
            ونحن في إنتظاره ، ولن نقطع الأمل اعتدنا على الماسي..
            الحزن مهما بلغ منا لن يوقف الحياة ولا تقدمنا نحو فضاءات المستقبل الجميل

            إن كان ثمة جمال ، وفرح هو الدعوة والاصرار على هزيمة الحزن
            "حتى يتمكن الندى من التربع على الورد ...

            احترامي لك ولحرفك الجميل البليغ

            [align=center]
            mohammad. y . h
            [/align]

            تعليق

            • آمال محمد
              رئيس ملتقى قصيدة النثر
              • 19-08-2011
              • 4507

              #7
              .
              .



              رائعة ...حقيقة رائعة
              أرى فيها القصيدة النموذج
              القصيدة التي تضع يدها على الغيم حالمة بجذر راسخ

              ألذ ما فيها ذلك الغموض المتوازن الذي يعطيني الصورة كاملة كفاية حتى أحقق القراءة مع النتيجة. لا شك ان تلك جمالية ترفع قيمة الصورة الشعرية وتؤديها بمقدرة عالية


              أثبتها

              وأعود

              تعليق

              • ربيع عقب الباب
                مستشار أدبي
                طائر النورس
                • 29-07-2008
                • 25792

                #8
                أهي الأراجيح
                التي نطلقها
                كأنما نعيد للريح بهجتها
                للحظات بعض ما ضاق بها
                أم الوهم الذي يتكاثر في خلايانا ؟
                و لم كان الملح الآن
                له طعم القبلة المشتهاة ؟
                لتكن صخرتي ..
                لتكن شعلتي التي اغتصبتها على عين الآلهة
                و ليكن هذا الألم
                جريمتي أمام أصفاد القدر
                ليس على الرخ سوى
                تمزيق الحشا
                لن يجرؤ
                على النيل منك
                فأنتِ الآن في الزفير و الشهيق
                على سرو الريح
                في كيماء العين !

                لم بكيت هنا أستاذتي
                لم كان نشيجي مؤلما
                و السفر مع حديثك بكل هذا الشجن ؟
                شكرا لك
                كنت مبدعة
                sigpic

                تعليق

                • خديجة راشدي
                  أديبة وفنانة تشكيلية
                  • 06-01-2009
                  • 693

                  #9
                  أحسست أن القصيدة تنساب هادئة رزينة
                  بجماليتها الشعرية
                  وبلاغة الكلم
                  والتعبيرالراقي
                  شكراعزيزتي نجلاء
                  على هذه العذوبة
                  وهذا الألق
                  لك محبتي
                  أيتهاالبهية

                  تعليق

                  • رشا السيد احمد
                    فنانة تشكيلية
                    مشرف
                    • 28-09-2010
                    • 3917

                    #10


                    كنت تخطين المجاز
                    من نقيضين على طرفي الوجود
                    ينثران حقائق تتلفع بشفافية لا يراها إلا قلب من خيوط الشمس
                    يخط أراجيج الحلم على ذرا الكون
                    رغم طرطقة الساعة بالهذيان القاتل لتطالع الوجود بعين لا ترضى
                    الرمد له

                    وجه الإبداع صديقتي نجلاء
                    كنت رااائعة كوجه بحر حكيم في ليلة قمراء

                    .


                    https://www.facebook.com/mjed.alhadad

                    للوطن
                    لقنديل الروح ...
                    ستظلُ صوفية فرشاتي
                    ترسمُ أسرارَ وجهِكَ بألوانِ الأرجوان
                    بلمساتِ الشَّفقِ المسافرِ في أديم السَّماء .

                    تعليق

                    • مهيار الفراتي
                      أديب وكاتب
                      • 20-08-2012
                      • 1764

                      #11
                      الله عليك الأخت و الصديقة الرائعة نجلاء
                      هكذا يكون الشعر بحق
                      احتمالات لا محدودة على حافتي الغياب و الحلم
                      رحلة في الوجد بخطى من بكاء
                      ابتكار و تنويع على المستوى البصري
                      يتجلى في لملمة الصور و صهرها في لوحة واحدة
                      لكن كم هي حزينة و تضج فقدا و أسى حروفك يا صديقة
                      كم حملتها من فيض شعوري يهصر قلوبنا و يدمي أرواحنا
                      رائعة أنت حين يخطك الشعر
                      شكرا لك و دمت بألف خير
                      أسوريّا الحبيبة ضيعوك
                      وألقى فيك نطفته الشقاء
                      أسوريّا الحبيبة كم سنبكي
                      عليك و هل سينفعك البكاء
                      إذا هب الحنين على ابن قلب
                      فما لحريق صبوته انطفاء
                      وإن أدمت نصال الوجد روحا
                      فما لجراح غربتها شفاء​

                      تعليق

                      • محمود قباجة
                        أديب وكاتب
                        • 22-07-2013
                        • 1308

                        #12
                        فلم لا تنتهي من نفسك سريعا
                        وتهدي البشرية ابتسامة الطفل البريء
                        وتهدي امرأة قبلتك الحارقة
                        عند نافذة مات قط عليها

                        والفرح الذي كتب على لافتة
                        سينجو


                        القديرة نجلاء
                        نص جميل ينطق واقع
                        يحتاج بصيص نور
                        سلمت يداك ودمت سليلة الحرف
                        حرف ينحت الكلمات
                        فينفجر بركان عذب

                        هي الحياة لا تخلو من غدر أحبتنا
                        حبذا يغادروا الحياة
                        نفرش دربهم بالحناء
                        لنعيد الروح لفاقد أمل

                        ننتظر ........
                        ابتسامة ........
                        تعيد لطفل رمق




                        التعديل الأخير تم بواسطة محمود قباجة; الساعة 30-08-2013, 17:26.

                        تعليق

                        • مالكة حبرشيد
                          رئيس ملتقى فرعي
                          • 28-03-2011
                          • 4544

                          #13
                          هو لم يسكب موسيقاه إلا على الحزن
                          لتهدأ النافذة من ضجيج الرصاص
                          ويغمض المعنى عينه قليلا
                          بعد قبلة الأرض الأخيرة


                          نص رسم الواقع بحبر الوجع
                          بعين تجيد رصد التفاصيل الدقيقة
                          اعتقال الدمعة قبل ان تنثرها الريح
                          غبارا في المدى

                          جميل ما نثرت هنا استاذة نجلاء
                          فيه ترجمة لدواخلنا واحزاننا المكتومة
                          دمت مبدعة كما انت

                          تعليق

                          • محمد مثقال الخضور
                            مشرف
                            مستشار قصيدة النثر
                            • 24-08-2010
                            • 5517

                            #14
                            يـتَّـقد الشعرُ فيك
                            يعرف كيف يكتبك
                            خبير هو بهمساتك الدافئات
                            وجائع . . لما فيك من علوّ

                            رائعة هذه الملحمة
                            جميلة وهي تحمي السماء من الطلقة الشاردة
                            وعيون الأطفال من غياب الأعياد

                            يتباهى بك الشعر سيدتي

                            تعليق

                            • رجب عيسى
                              مشرف
                              • 02-10-2011
                              • 1904

                              #15
                              تقام في اللغة أبجديات لحروفنا التي نعرف
                              لكنها لا تنام على لوحة واحدة
                              هنا تناولت الشاعرة نجلاء الرسول الأحرف البسيطة لترسم سماء خاصة بها
                              سماء لا يمتلك أفقها غيرها
                              تعرف كيف تطوع العبارة وكيف تلون النفس بالانتماء للنشوة
                              ثم لم يغب عن القصيدة المطر الداخلي للموسيقا وهي وحدها من يمتلك ريشة العزف وآلة العزف
                              بالمختصر كان نصا من طين \فخار\صار تراثا رغم حداثته
                              كل التقدير لنص أبجدي

                              تعليق

                              يعمل...
                              X