على جسر العبور...
لا أتذكر ...كم مرة باغثتني زوابع الربيع
باختطاف أشباه لي على الطريق...
تبخروا ذات مكان، غيمة ناصعة البياض
تسابق خطى الريح في يوم مطير...
دفعوا قسطهم من الموت
لتحرير الحياة...
لم ينتظروني
لكنهم حفروا أسماءهم فوق صلصال الأرض
وأخصبوا تربة الذاكرة قبل الرحيل...
كانوا متناثرين على جسر العبور
كحبات قمح جرفها السيل
رأيتهم...
ينبتون في وطن الحلم
أشجار جميز وصفصافا ونخيلا
وحقولا من زعتر وحناء وياسمين
يلملمون شعث الأرض على ضفاف الأنهار والواحات
وعلى أسرة الغيم يستريحون...
على جسر العبور
تهمس الريح:
الأشجار التي تحمل أعشاش العصافير
لن تتعب...
كما غيطان الأرض وتربتها العذراء
ستظل على حالها بهية نقية ولودا
لاتنكر أبناءها الطيبين
ترتق ما بعثرته الزوابع من رميم
ليخضر وجه التراب والحجر من جديد
مهما استباح شمسها البغاة
وأعدموا في خدرها الأشجار والأحلام
فلِمَ نبحث في غياهب الأمس عن الغد
ونحن نحيا في كل الأماكن
أسطورة حب تصنع من الأحلام والرؤى
سفائن فرح نلوذ بحضنها
هروبا من الغرق
ننمو عشبا يتسلق جدران الضوء...
ينهمراخضرارا
فوق حقول اليباس...
..........
أمينة
تعليق