نقد قصيدة :
ما يمكنني أن أقدمه كنقد ـ وإن كنتُ لا أريد ذلك ـ وطالما كان رجاؤك منا ـ نحن معشر الشعراء ـ هو أن نقدم نقدا بعيدا عن المجاملات ، نقدا بنّاء يفيد الشاعر والمتلقي على حد سواء ، ارتأيت أن أبدي رأي في هذا النص الشعري ، آملا أن أكون عند حسن ظن صاحبه...
1 ـ لو اخترت للقصيدة بحرا آخر غير الذي نسجتها عليه ، فمثل هذه الأحاسيس يلائمها الكامل أو البسيط .
2 ـ حرف الروي عذب ويلائم الجو الشعري العام ، خاصة الرفع ، وهذا يحسب للشاعر وقدرته اللغوية وتحكمه الجيد من قواعد اللغة ، وأعلم أن الرفع أصعب والأصعب أقوى !
3 ـ الصور فيها ما هو قديم مألوف ومتداول (البيت الأول ) ومنها ما هو جديد مبتكر وهو حسن ، كما في جل أبيات القصيدة ، وكمثال ( البيت الثاني ، البيت الخامس...)
4 ـ المعجم اللغوي للشاعر رصين وغني إلا أن ما أعيب عليه بعض الألفاظ الموغلة في القدم والتداول (سيف الهوى ، وأدت طيشي إنه فقد....
5 ـ عبارات أرى أنها لم تخدم الصورة كقولك : اسود فجري بعد مطلعه ؟ لقد اشمأزّت كل جارحة وإلى التنازل زمجر العد؟..
6 ـ الجري خلف القافية جعل شاعرنا يهمل النسج الجيد للأبيات في معانيها ، كما في قوله (فجميع أنات الهـوى اندثـرت والآن شمـس نقا وتى تـبـدو ) ، فاستعمال (تبدو) جاءت مقحمة إقحاما وفيها تكلف ، وفي قوله : (أكلت فؤادي واحتست مثلى وتكاثرت فاستفحـل القيـد) فالفعل استفحل لم ينسجم مع السياق فالقيد يشتدّ ، لأن تكاثرت توحي بمعنى آخر غير الذي أراده الشاعر ؟ كما أكثر الشاعر من أفعال المضارعة ـ كدليل على الاستمرار في المستقبل ـ وكان الأجمل استعمال الماضي للتعبير عن حالته مع مراهقته ، واستعمال المصارع للتعبير عن تخلصه من هذيانه كما جاء ذلك جيدا في البيت الأخير وهو بيت القصيد في نظري : إني وكف الطهر تحملني بيني وبين تهتكي سد
ما غير حب الله يصلحني لا يستوي الهذيان والرشد
7 ـ براعة الاستهلال وجودة الختم ، فالشاعر حريص على تجويد دفتي القصيدة ، وقد نجح صاحبنا في هذا نجاحا كبيرا.
8 ـ لزوم مالا يلزم تكلّف ، والتكلّف خدش جمال القصيدة في جعل كل أشطارها تنتهي بحرف واحد هو نفسه حرف الروي، بقدر ما يدل على
قدرة الشاعر اللغوية (غنى قاموسه اللغوي) بقدر ما يشوه النسيج العام للقصيدة ، ولو ركز الشاعر جهده في تجويد وابتكار الصور أحسن
من تكلفه في القافية وحرف الروي...
9 ـ الشاعر متمكن من لغته ، شاعريته واضحة ، طول نفسه ، حسه المرهف ، ذكاؤه في انتقاء الألفاظ الموحية ، الاقتباس الحسن ،
التشابيه والاستعارات والكنايات جميلة ، الجمل رصينة ، البناء الدرامي (إن صح التعبير) للحالة النفسية المعبّر عنها في القصيدة جاء
منهجيا ، رشاقة جميلة في التطويف بالقارئ من لحظة حسية إلى أخرى ، أصالة الشاعر وتمسكه بالموروث الثقافي العربي الأصيل،
كل هذا يجعل من هذا العمل إبداعا ـ وإن لم يسعفه الحظ ـ في الذهاب بعيدا في المنافسة (أمير الشعراء) .
10 ـ أرجو من شاعرنا في إبداعاته القادمة أن يتحرر قليلا من لغة السيف والخيل والبيداء ، وأن يطوح بنا في بساتين ورياض لغتنا الجميلة
ولكن بروح العصر دون الانسلاخ عن الموروث الثقافي والأدبي العربي الأصيل ، إذ لا يعقل أن نستعمل عبارة الخيل ونحن نمتطي السيارة
والقطار والطائرة والصاروخ؟... وأشكر في الأخير شاعرنا على إتاحة هذه الفرصة لإثراء الأعمال الجديرة بالدراسة والإثراء...
زادك الله من فضله وحفظك من كل سوء..أراك دائما مبدعا متألقا وبألف خير...أخوك الشاعر : محمد الصالح الجزائري..
ما يمكنني أن أقدمه كنقد ـ وإن كنتُ لا أريد ذلك ـ وطالما كان رجاؤك منا ـ نحن معشر الشعراء ـ هو أن نقدم نقدا بعيدا عن المجاملات ، نقدا بنّاء يفيد الشاعر والمتلقي على حد سواء ، ارتأيت أن أبدي رأي في هذا النص الشعري ، آملا أن أكون عند حسن ظن صاحبه...
1 ـ لو اخترت للقصيدة بحرا آخر غير الذي نسجتها عليه ، فمثل هذه الأحاسيس يلائمها الكامل أو البسيط .
2 ـ حرف الروي عذب ويلائم الجو الشعري العام ، خاصة الرفع ، وهذا يحسب للشاعر وقدرته اللغوية وتحكمه الجيد من قواعد اللغة ، وأعلم أن الرفع أصعب والأصعب أقوى !
3 ـ الصور فيها ما هو قديم مألوف ومتداول (البيت الأول ) ومنها ما هو جديد مبتكر وهو حسن ، كما في جل أبيات القصيدة ، وكمثال ( البيت الثاني ، البيت الخامس...)
4 ـ المعجم اللغوي للشاعر رصين وغني إلا أن ما أعيب عليه بعض الألفاظ الموغلة في القدم والتداول (سيف الهوى ، وأدت طيشي إنه فقد....
5 ـ عبارات أرى أنها لم تخدم الصورة كقولك : اسود فجري بعد مطلعه ؟ لقد اشمأزّت كل جارحة وإلى التنازل زمجر العد؟..
6 ـ الجري خلف القافية جعل شاعرنا يهمل النسج الجيد للأبيات في معانيها ، كما في قوله (فجميع أنات الهـوى اندثـرت والآن شمـس نقا وتى تـبـدو ) ، فاستعمال (تبدو) جاءت مقحمة إقحاما وفيها تكلف ، وفي قوله : (أكلت فؤادي واحتست مثلى وتكاثرت فاستفحـل القيـد) فالفعل استفحل لم ينسجم مع السياق فالقيد يشتدّ ، لأن تكاثرت توحي بمعنى آخر غير الذي أراده الشاعر ؟ كما أكثر الشاعر من أفعال المضارعة ـ كدليل على الاستمرار في المستقبل ـ وكان الأجمل استعمال الماضي للتعبير عن حالته مع مراهقته ، واستعمال المصارع للتعبير عن تخلصه من هذيانه كما جاء ذلك جيدا في البيت الأخير وهو بيت القصيد في نظري : إني وكف الطهر تحملني بيني وبين تهتكي سد
ما غير حب الله يصلحني لا يستوي الهذيان والرشد
7 ـ براعة الاستهلال وجودة الختم ، فالشاعر حريص على تجويد دفتي القصيدة ، وقد نجح صاحبنا في هذا نجاحا كبيرا.
8 ـ لزوم مالا يلزم تكلّف ، والتكلّف خدش جمال القصيدة في جعل كل أشطارها تنتهي بحرف واحد هو نفسه حرف الروي، بقدر ما يدل على
قدرة الشاعر اللغوية (غنى قاموسه اللغوي) بقدر ما يشوه النسيج العام للقصيدة ، ولو ركز الشاعر جهده في تجويد وابتكار الصور أحسن
من تكلفه في القافية وحرف الروي...
9 ـ الشاعر متمكن من لغته ، شاعريته واضحة ، طول نفسه ، حسه المرهف ، ذكاؤه في انتقاء الألفاظ الموحية ، الاقتباس الحسن ،
التشابيه والاستعارات والكنايات جميلة ، الجمل رصينة ، البناء الدرامي (إن صح التعبير) للحالة النفسية المعبّر عنها في القصيدة جاء
منهجيا ، رشاقة جميلة في التطويف بالقارئ من لحظة حسية إلى أخرى ، أصالة الشاعر وتمسكه بالموروث الثقافي العربي الأصيل،
كل هذا يجعل من هذا العمل إبداعا ـ وإن لم يسعفه الحظ ـ في الذهاب بعيدا في المنافسة (أمير الشعراء) .
10 ـ أرجو من شاعرنا في إبداعاته القادمة أن يتحرر قليلا من لغة السيف والخيل والبيداء ، وأن يطوح بنا في بساتين ورياض لغتنا الجميلة
ولكن بروح العصر دون الانسلاخ عن الموروث الثقافي والأدبي العربي الأصيل ، إذ لا يعقل أن نستعمل عبارة الخيل ونحن نمتطي السيارة
والقطار والطائرة والصاروخ؟... وأشكر في الأخير شاعرنا على إتاحة هذه الفرصة لإثراء الأعمال الجديرة بالدراسة والإثراء...
زادك الله من فضله وحفظك من كل سوء..أراك دائما مبدعا متألقا وبألف خير...أخوك الشاعر : محمد الصالح الجزائري..
تعليق