سفر القصيدة

شعر / محمد عبادى
سوهاج




للعاشقين الطيبين مدائن الفردوس
فى زمن التوجع .
للمدى نصف القصيدة
للأحبة آخر الأحزان فى
ميدان قلبى المنكسر
يا مستبدا بالعويل غلى ضفاف المتعبين
دثر مداك ستنحنى الأشعار
بين دموع عينيك القديمة
تستعيد مواكب السطو المقنع
فى ضلوع الأولياء ....
ليت الذى بينى وبينك حين نفقد وجهنا
محض افتراء .
لا الوجه ينكر دمعنا
كلا ولا والأرض القصيدة
تحتوى وجع الدماء.
للطيبين بيادة السفهاء
يا قلبا تقطر فى صدى النيران
يلتحف الرصاصة
حين يغفى حلمه عند انتصاف العمر
كيما يستعيد من الزمان نوافله.

هل يستفيق رصيفه لما تمر سحائب الرحمات
من زمن الطفولة عند جيش القادسية
والخيول البيض تعبر فوق مبتدأ النهار ؟.
يا راحلين إلى ضفاف السيدة :
ما عاد فى الميدان غير الأولياء .
والعابرون إلى ضريح أخى المسافر للحسين
ما عاد فيهم غير نخلة زينب العجفاء
ترويها دماء الطيبين .

اركض برجلك يا فتى الأحزان
ينتفض الضريح .
سيطوف حولك ألف كذابٍ
سراقة لن يعيرك من أكف الرفق
يا هذا الجريح.
مائة من النوق العصافير اجتررن
عيونه الصفراء
للنصر المعتق بالمذابح
بالرياح الصم
بالميدان
بالثوار
بالطين القديم.

من ذا يغنى للرصاصة غير من
شدوا رحال العشق
فى وادى الشهادة أيها المدد الكبيرْ؟.

للعاشقين الطيبين قصيدة لم تكتمل.
هل يسجد القلب الملبى
حين يبصر طلعة الحسناء توهت القلوب
على مدارات التهكم والوعود الافتراء ْ.

الآن أدرك أن ما بينى وبينك
سوف يسقط
سوف يسقط
حين يفضحك النهار.

سقط القناع
سيستفيق العمر .
تسقط عند نافلة التوجع
وانتكاسات الدماء البيض تحت حذائك الغجرى
فى وسط المدار.

اركض برجلك
سوف أركض كى أراك.ْ
لا لن أراك ........
عين الطفولة لا تطيق.
إنى هنا طفل توقف فى مواكب عشقه
ليرى الحسين.ْ
ويرى أخى هذا الغلام الطيب الأحلام
يغفى فوق أحضان الزمن ْ.
الآن ترتاح الدماء
الآن يكشف عن حقيقتنا الوطن.
الآن يكشف عن حقيقتنا الوطن.


محمد على عبادى