شنطال او سحر الشرق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بوشتى الجامعي
    أديب وكاتب
    • 09-01-2013
    • 95

    شنطال او سحر الشرق

    تعال شد يدي . الآن أذكر أنك رحلت وغادرت المدينة الباردة وأنت تحمل على الكاهل هشيم الروح ألما ممزوجا بالحلم ووعذابات السنين، كان هذا من بقايا رسالة بعثت بها شنطال بعد اختلال المسافات الراتقة بين توأمي الروح . رحلت وأنا أحمل في تلافيف الذاكرة ابتسامتها في عرض امتلاء الكون.أسترجع الآن... كان البرزخ بين الضفتين ينبجس من الأعين الرمضاء ألما والزمن الميت ينهش حضورا ذابلا .. وكانت الذكريات تحلق في غشاوة الأعين نوارس محمولة علي متن زوبعة مسائية.
    هي الآن تحملني على مطاوعتها والرضوخ لسلطة الحكي ، فأجدني منقادا يغالبني السرد بغوايته منجاة للروح من سيف شهريار فتنطق الكلمات في خرس الشفاه البليدة لأقول لكم سادة الحكي :لم أكن أعرف هل كنت أعبر الشارع أم الشارع كان يعبرني في مساء ذاك اليوم الخريفي ، الذكريات التي تملأ القلب صارت كثيرة ولم أعد أستطيع حصرها، كانت تقف هناك في الجانب الآخر من رصيف الروح ،إبتسمت في إكبار وبادرتني بلثغة لذيذةو قارصة :
    - هندي من مومباي
    -أنا عربي سيدتي من الضفة الأخرى ، قلت ذلك وأنا أغالب حيرتي
    -خيبة أمل ، ظننتك هنديا تحمل في روحك سحر بلاد الحب والجمال
    -لا بأس عليك سيدتي فأنا أحمل سحر الشرق وبهاء صحاريه الممتدة في ربوع القلب المفعم بمرارة الألم والتمزق
    -بلادكم بلاد النفط والحروب، هل تملك بئر نفط؟
    ابتسمت ببلاهة وقلت لها :
    -أنا رجل بسيط ، أبسط مما تتصورين سيدتي ، لا أنفطا استغل ولأ غازا أملك وإنما أعيش على راتب بسيط بعدما فارقت القبيلة واعتزلت حروب داحس والغبراء وتبرأت من كليب ربيعة وأخيه المهلهل
    انتفضت ببريق عينين متسائلتين وبادرتني بسؤال المنتصر
    -لاتقل لي أن ليس لديك حريم ؟
    -لقد ولى زمن الحريم سيدتي ولم يعد في مقدور الشرقي إلا الاكتفاء بواحدة شأنه في ذلك شأن رجالكم .
    نظرت إلي مليا وقالت:
    - حرام أن تلتهمكم ماكينة الحضارة الغربية وتصيركم أرقاما في ذاكرة الزمن.
    قالت بعد ذلك كلاما كثيرا وأنها تحلم أن تكون حرمة في ظلال الشرق وأن تنعم بدفئ صخب الحياة في التآلف بدل الوحدة المميتة في الغرب، أفهمتها بعد عنت الجدال أننا أصبحنا عبيدا في مملكة الزمن الهمجي ، زمن أفقدنا إنسانيتنا وصيرنا علب كبريت على موائد مهترءة في نتانة مواخير الشرق الممتدة بين البحر والبحر.
    أبحر الزورق في متاهة الزمن الغربي ولم أكن أعرف أن شنطال أحدثت فوضى في مملكتي وأحكمت حولها الأسوار وحاولت أن تمنع أي اختراق، كان يجب أن أعيش داخل تلك القلاع الحصينة من دفئ عينيها حتى ألفتها ولم أعد أشعر بالغربة داخل مملكة بنيتها على أسس متينة وأنا الرجل الشرقي الذي فقد شرقيته .
    التعديل الأخير تم بواسطة بوشتى الجامعي; الساعة 10-09-2013, 20:10.
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    لغة جميلة و إحساس راق
    ورؤية رمادية و محبة في ذات الوقت
    أعجبتني كثيرا
    و لكن ربما توقفت عند التناقض التي وقعت فيه الهندية !

    محبتي
    sigpic

    تعليق

    يعمل...
    X