مرثيـة العمـر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ميداني بن عمر
    شاعر وأديب
    • 27-07-2013
    • 31

    شعر عمودي مرثيـة العمـر

    مرثيـة العمـر

    للرّيح بابٌ وفـــــي العيـنـيــــــن سِـــــردابُ

    "مِيمٌ " يخربش في الألواح…هل بـــــابُ؟؟؟

    " ميمٌ " يفـتــــش عـــــن " فـاءٍ " بِـغـفْـوتـه

    "مـيمٌ " يعانـق في الأوهــام مــــــن غابـوا

    ما رَنَّ هـاتفهم ـ يا قــــلبُ ـ من زمـــــــنٍ

    ولا بــريـدٌ لِبـرْد الكـــفِّ يـنــــــســـــــابُ

    وحدي أُنــــــتـِّفُ ريشَ الـروح فـي ولـــهٍ

    كـي لا تطيرَ وفي العـيــــــــنـيــن أحــبابُ

    طار الـحبيبُ وطار الــــــريش من حلُمـي

    لـمن أغــني ونـــــــعش الحـــــب نـحَّـابُ؟

    وحدي أُشــــيِّع جـــــثــــمانـي على عـجـلٍ

    كـي لا تَـحُـومَ بــــشطّ الــــــــدّمـع أسرابُ

    وحدي فــــــرشتُ عـظامـي للـرياح سُـدى

    وقلت هُـبـّي عـلى مــــــــن بالأنا سابـــــوا

    هُـبي بِصحْن غـريـــبٍ تـاه عــــن يــــــده

    تُصــافح الغــــــــيم و الأهْـــلـون أغـرابُ

    كأن بــــــينـي وبـيـن الـــــــنَّـوم قـــافـلـةٌ

    وبيـن صمتي وصــــــــوتي الآن أحـقـابُ

    وبين نـبضي وأُذْنـي يشْــخُــــــــر الأرق

    وبيـن جَـدِّي و جدّ الــــحزن أنــــــــسـابُ

    " ميمٌ " يُسلِّمُ " فاءَ " الخــــــوف رعشتـه

    " ميمٌ " تُـغَرْبِـــــــله في الكحـل أهـــدابُ

    يـبكي على رُكْـبَة الأمـــــــطـار يُســـنـده

    رَعْدُ الوداع وأطـفال الـــــــهــوى شابــوا

    بـنى عـلى عُنـق الزلزال صَـــــــوْمَــعَـةً

    فأذَّنَ البُـومُ فيها.. استـــوحش الـــــغـابُ

    ونام عُشبٌ على عينيه فــــــانـفــرطــتْ

    في الرّمش ساقـيـةٌ تـجــــــري وعِــنّابُ

    الليل أطـــــولُ مـنـي يا مُســــــهّـــرتـي

    واللـــيل أكـبـرُ من عيـنـــــيـــكِ تَـنْـتَابُ

    ذَوَّبْتُ وجـهي غبارا في رُضـــاب فمي

    مَدَدْتُ كأسي وشـهْد النَّـبع سَـــــــكَّــاب

    كَسرتِ كأسي على شـــــطآن أوردتـي

    يا إِبـْنـَةَ النّاس ربُّ النــــــاس وهَّـابُ !!

    يا ليتنـي هـــــدهـدٌ عُـــــشـي بـمأربها

    أو ليتنـي فـي صراط العـشــــق توَّابُ

    أنا الـمريض بحُـمَّى الــضوء من قمـرٍ

    عَـلا مُحيّـاكِ حِيـنَ اللـــيـل جلبــــــاب

    أنا نحيبٌ على سقْف الكلام وكمْ ….!!

    يَـشِـيبُ حـلْــــقي ولا تُـدْنــــيكِ أعتاب

    الحـزن يكْـبُــــرُ غابـاتٍ و أوديـــــــةً

    في قَفْـر صدري وفأْس الشوق حطّاب

    مزَّقْتُ صاعقـة الـــــرُّؤيـا على مطـرٍ

    أدخـلْتُ رأسي وجِـنُّ الـــــحالِ غلاَّبُ

    ناديتُ أيـنكِ والأكــــفــــــــان حائـمـةٌ

    فوقي وتسكُـبُـني في الغـــــيب أكوابُ

    طبـشورةٌ أنا في كـفِّ الهــــوى أُكِلَتْ

    والدَّهر سُــــبُّـورةٌ والعُـــمر كَـــــتَّاب

    كم دغدغ الموت ظِفري حين أشفق بي

    عَليَّ منـكِ ... وحـــــولي الْتـفَّ أترابُ

    مِيحـِي على نخـلة في الـــــبال نازفـة

    مِنَّـا علـيـنا…وعُرس الـــــرّمل ندَّابُ! !

    غارتْ بُـحيرةُ "سـاوى" قـــبل موعدنا

    وما التقينا …!!؟ وعـين الوقت تغتاب

    حتىَّ الكمنجات جُـــنَّتْ في رَحَى أُذُنـي

    يآ…أين أنتِ ؟؟ وتحت الضِّلعِ مشْهابُ

    ناشـــــدتكِ البحر ليت البحر يسـمعـني

    وليت جرحي على الخلــجان مِـيزا بُ

    لا تُـفْرشي شَــــــعركِ للـريح في دعَـةٍ

    لِلعمر من بعد ما تـمــــــشــيـن أنـيـابُ

    لاتَنْـبُـشي القلب جمرا فــــــوق مِمْـرَدةٍ

    لا تـنْكُشي القبر إذْ يــــــغْـشاك خُطـاب

    لاتـنـفخي الروح نايًـا في جــــــنازتهـا

    يبكي عظامي على ذكــراكِ "زريــابُ "

    كم يركض الشّـجر الحافي على ألَمـي

    إن بـُحْـتُ باسـمكِ للــــــــظلماءِ ينسابُ

    أنا البـعـيدُ الـــــذي يــــمشي على حلُـمٍ

    لــــشاطـئـيْكِ وسـهْــــــو الجـفْن جذَّابُ

    جدَّفْتُ في الغيب حتى استرحمتْ سُفني

    وبـاعدتْ بـينـــــنا في الوصل أسبـابُ

    صوتٌ بمـــــملكة الماء اقـتـفى أثـري

    يا " ميمُ " بحْـرُك نحو " الفاءِ " أتعاب

    كسرتُ عيـنـي على بِـــلَّوْر ســـاحـله

    لا المـاءُ مـاءٌ ولا الأنـــخـابُ أنخـابُ

    تـدُقُّ بـابـا أنــــا ما عــــــدتُ أَنْـزُلُـهُ

    تدق مِـلْء يَدٍ …حتَّى بكى البـاب ..!!!




    ميداني بن عمر - الوادي - الجزائر


    الوادي:12/08/2002


    التعديل الأخير تم بواسطة ميداني بن عمر; الساعة 12-09-2013, 04:34.
  • خالد سرحان الفهد
    شاعر وأديب
    • 23-06-2010
    • 2869

    #2
    هي ليست مرثية العمر...
    هي تنبئُ بشاعر يشق طريقه صعودا
    مودتي والتقدير
    https://www.facebook.com/profile.php?id=100010660022520

    تعليق

    • عبدالهادي القادود
      نائب رئيس ملتقى الديوان
      • 11-11-2014
      • 939

      #3
      الله الله الله

      إنه الشعر حين ينهمر بهذه الصفات والدلالات والصور المبتكرة

      حيث الجرأة الإبداعية حرضت شراع الشعر نحو محطات جديدة مدهشة

      شغلها الشاعر بما نثره من تبر السحر فتجلت القصيدة على ماء البهاء

      كيف لا وقد أرهق شاعرنا وترها البسيط عزفا في سمفونية بهية الأصداء أنيقة الرداء

      تدفقت على صدر الصفحات كنهر من نبيذ

      فتسللت للنفوس دون تكلفة أو مراودة رديئة للمفردة عن نفسها

      حتى قالت في دلال هيت لك

      شاعرنا الجميل ميداني عمر

      بورك العزف

      لا عدمناك

      ولما جاء من جمال

      تثبيت

      تعليق

      • فاطمة الزهراء العلوي
        نورسة حرة
        • 13-06-2009
        • 4206

        #4
        غريب أن نعشق الحزن حين تفتله اللغة المكينة
        وحدها اللغة تظهر مزايا الحزن
        فليدم الشعر نابضا ولينصب البابُ على واجهة الشعر

        سيدي تقديري
        لا خير في هاموشة تقتات على ما تبقى من فاكهة

        تعليق

        يعمل...
        X