
لقد عاهدت نفسي يوماً ، و ما زلت على عهدي .
ما زلت على عهدي ألَّا أغير الطريق اللاحب الذي أوقفتني على أوله و يدي في يدك ، و أشرت إليَّ أن أكمله ، يومها حضنتني بحب ... ثم غبت .
سرت فيه ، اعترضتني أشواك كثيرة ، و لقيت عنتاً و قسوة ، لكنَّ عينيك كانتا تبرقان لي من بعيد ، كانتا وحدهما ما يعينني على المسير .
كثير ممن أظهروا لك الود في حياتك قلبوا لنا ظهر المجن في متوفاك ، حسبونا أكلة رأس و تكالبوا علينا ، أولئك الذين وهبتهم عمرك ، كانوا أشد الناس قسوة علينا في غيابك .
لكنني تابعت ، كانت وصاياك الأخيرة دليلي الوحيد ، دميت قدماي ، اهترأت أضلاعي ، لكنَّ إيماني برب العزة الذي لقنتني إياه يوماً ، و علمتني أن يكون ولائي الأول و الأخير ، كان وحده ما يسليني .
و اليوم .. صدِّقني .. بعد أن اشتممت رائحة الوصول ، و بعد أن بلغت المبلغ الذي طالما حلمتُ و حلمتَ به أقول :
ثق يا أبتِ ، أنني ما زلت على عهدنا ، و على ذاك الطريق .
تعليق