عيون المها
وعينٍ كالْمَها..رَمَتِ السلاما
وأنْشَبَتِ الحبائِلَ والسهاما

رمتْني بالهوى فَأَهَلَّ دمعي
وأشْعَلَتِ الحرائِق والضِّراما

سمعْتُ عنِ العيون الحور يوماً
وعن جانٍ تمسُّ المُسْتهاما

وقالوا:إنها تُحْيِي.....وتُفْني. .
وإنَّ الله قلَّدَها الأناما

وقالوا كالسيوفِ إذا تَعَرَّتْ....
مِنَ الأغمادِ جرَّدَتِ العظاما

فقلْتُ : خرافةٌ حِيْكَتْ قديماً
وكذّبْتُ الحكايةَ والكلاما

وحين رأيتها..كذّبْـتُ نفسي
وأيْقنْتُ الخرافاتِ القدامى......

لها جيْدُ الغزالِ وناظراهُ
ورائحةٌ كرائحةِ الخزامى

لها عينانِ تحْتَرِفانِ قتلي
يحاورُ فيهما النور الظلاما

سواد العين ليلٌ مستديرٌ
وحول الليل فجرٌ قد تسامى

إذا الْتَقَتِ العيونُ أذوبُ عشقاً
وأشكو كالمجانينِ انفصاما

لها "جَسَدٌ" إذا مَشَتِ الهوينى
تلوّى كالغصونِ فما اسْتقاما

يُخَدِّرُني إذا مرّتْ بقربي.......
ويصْعَقُني إذا ابْتَعَدَتْ غراما

لها وجْهٌ تجلّى البدر فيهِ
وأَوْمَأَ للثريّا أنْ تناما

عبيقُ العطرِ تحْسُدُهُ الروابي
ضحوكُ الثغْرِ ينْهمرُ ابْتساما

فسبحان الذي خلق البراري
وسبحان الذي بَعَثَ الغماما

سأخْنُقُها إذا جاءتْ عناقاً
وأقتُلُها جنوناً واحْتِداما

سأصْلُبها على صدري سنيناً
وأعصُرُها نبيذاً أو مُداما

سأُبْكيْها كما أبْكَتْ عيوني
وأُرْهِقُها اقتراباً وانْسِجاما

أخافُ عليكِ يا حسناءُ منّي
ومن شوقي الذي اضْطَرَمَ اضْطِرَاما

أخافُ على شفاهِكِ منْ شفاهي
ومنْ عطشي الذي كَرِهَ الأُواما

أخافُ على طراوةِ مُرْهِقَيْكِ
اللّذَيْنِ سَيُمْسِيانِ لظىً إذا ما......

أخافُ عليكِ منْ أَلَمِ انْتِقامي
وهل يدري المُتَيَّمُ الِانْتِقاما

وهل يَقْوى على الحسناءِ زَنْدٌ
تولَّهَ قلبُ صاحِبِهِ وهاما

أنا في الحبِّ أُسْكِنْتُ الفيافي
وحُمِّلْتُ المواجِعَ والسَّقاما

يحاسِبُني الجميعُ على شرودي
وما ذنْبي إذا ما الشّعرُ حاما؟!

أُلامُ على حماقاتي و وهْمي
وكأْسُ العذْلِ يُسْقِيني السِّماما

ومَنْ عَذَلَ المُحِبَّ فقد تَجنّى
وما عَرَف المشاعرَ والهُياما

الأُوام:حر العطش الفيافي:الصحارى