مرّ نسوة ببضع رجال لا عطر لهم أو نفحات
ويمر الرجال بامرأة حسناءَ وشبهِ حسناء
والعطر وراءها كسيل النزوات
ويكأن الأحوال تبدّلت رغما عن طرقات
إذ لا ذنب لتلك الطرقات بل تبّا للمسافات
إنْ بغت امرأة على رجل يوصدْ دون أعوان
وإن ما أحسن لها نيةً بوغت بشكوات
والشكوات لها من يهوّلها إما ظلما وإما النفاق
هذا ويقولون إنّهن لطيفات حساسات
بيد أنّ اللطيف لا يجهل اللطفاء ولا يزجر يدا اعتادت الحسنات
أيّ إحساس من أحاسيس واستصدارات؟
أفٍ لكِ يا امرأة الحاضر أما غرّك نسوة الأحقاب؟
كيف تصوّرين الصدق كذبا ولم تناصرين الأدعياء؟
ليس قول الرجال منفعة إن لم يفِ رجل بما قال
إن جاءكِ بأبهى لسان له منكِ الولاء
وإن وضعكِ في غير ما أنتِ فيه أتى منكِ الانتكاس
هذا وأراكِ سلعة لبعض أقوال
كلهم قالوا والكلّ يقول ولا يكون إلا أمر الله
وحين الميعاد أين ما قال؟ وريثما تنضج الاعتقادات
وأكثر من هذا وأشدّ من ذاك ثمّ أنّك قِبلة النظرات
جمالكِ ساحر فتّان وعيناكِ واحتان نضرتان؟
وشفتاكِ قاهرتان ومفاتنكِ بازدحام!
لها ساقان جذابتان وإن ما مشت زُلزل مكان
إنّه لكأس الاحتقان فلم تشربينه؟
ألا تتعظين بمن سبقنكِ وهوين بالحسرات
قد قيل المرأة كقطعة زجاج
وهل يعود الزجاج زجاجا بعد فتاتات؟
تعليق