سقاء العافية والإنتصار بذل الحهد والثقة بالموعود

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • هائل الصرمي
    أديب وكاتب
    • 31-05-2011
    • 857

    سقاء العافية والإنتصار بذل الحهد والثقة بالموعود

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن المتأمل لما يجري من تقلبات وأحداث جسام في دول المنطقة :يقف مذهولا! وهي تشتد متزامنة مع امتلاك المجتمع لبعض مقومات نهوضه وقد حمل رواده على عاتقهم مهمة تتويج الشعوب بتاج الحرية .


    فإذا أعاد هذا المتأمل النظر بعين البصيرة وهو يقارن بين سنن التغير : سيرى غير ذلك سيرى أن هذه مقدمة لنصر كبير تتمكن فيه للأمة من قيم الخير والعدل و الحرية تمكينا حقيقيا .
    لقد كان المسلمون قبل معركة بدر يشعرون بالضعف لقلة إمكانياتهم وقوة إمكانيات عدوهم وكانت قبائل العرب تشعر بصدق الإسلام وأنه هو المخلص لها لكنها كانت متهيبة عن الدخول فيه خوفا من بطش قريش وحفاظا على مصالحها الضيقة , فلما وقعت معركة بدر الكبرى , رغم اختلاف موازين القوى بين الفريقين تحقق النصر للمسلمين أصحاب الحق بأقل الخسائر وخسر هنالك المبطلون , لقد تغيرت المعادلة ر فانعكست نتائجها ايجابيا على المسلمين وسلبا على الأعداء , وانطلقت الفئة المسلمة بعد ذلك بين القبائل متحررة من كل ما كانت تخافه وتخشاه في شجاعة واقدام تنشر الخير وتحقق لها بعض ما تصبوا اليه من الهيبة والمنعة ..فدخلت القبائل العربية في دين الله أفوجا , متجاوزة كل أنواع المخاوف والحسابات التي كانت تراعيها ...لكن ذلك أغاض الأعداء وأخاف أهل المصالح.. فزاد الكيد والتآمر على الثلة المؤمنة وتعاضد الجميع من المنافقين واليهود وغيرهم مع قريش وبدأ الإعداد لمعركة تطيح بهذا النصر الذي تحقق وتتجاوزه لتصفيتهم ووئد فكرتهم , هكذا هو طبع التسلط والجبروت وهذه صفاته في كل زمان ومكان.. فجمعوا كل ما لديهم من قوة وحشدوا الحشود : فكانت ( غزوة أحد) هزم فيها المسلمون وفيهم رسول الله (ص ) طاهرها هزيمة وهي في الحقيقة نصرا أضيف إلى سلم التمكين الذي تحقق بعدها . ولولاها ما تحقق ولا تم , حيث استفاد المسلمون منها دروسا كثيرة .فأعادوا تشكيل أنفسهم من جديد.. وتعاقب لهم الانتصار بعد ذلك خلال فترة قصيرة... والتاريخ يعيد نفسه في كل زمان ومكان مهما اختلفت وسائل الصراع بين الحق والباطل فالنتائج واحده لا تبديل لسنن الله:
    ومن هنا يجوز لنا أن نقول: بأن سقوط بعض الطواغيت في عصرنا وانتصار الإرادة الشعبية الحرة في بعض الأقطار بمثابة كسر كل الحواجز التي كانت مستبعدة ...
    ثم تأتي الشدائد لتخبر أهل الحق أن يستبشروا بتعاقب الفرج والانتصار بعدها فما اشتدت أزمة إلا وانفرجت
    لقد أعلن فرعون عزيمة التنكيل بموسى ومن معه وبدأ بملاحقته وتضيق الخناق عليه , فلما كان البحر من أمامه وفرعون وجنوده من خلفه قال أصحاب موسى إنا لمدركون ــ وقد أعيتهم الحيلة أن يجدو منفذا للنجاة . فانبرا ايمان القائد ليقول : (كلا إن معي ربي سيهدن )أي سيجعل لي ولكم فرجا ومخرجا وإن كنت لا أعلم من أين يأتي هذا الفرج لكني على ثقة به ...وسرعان ما أقبل إليه الفرج من حيث لم يتوقع و فوجئ فرعون بهلاكه من حيث لم يحتسب ...
    سنة لكل فئة مؤمنة تصارع الطغيان في أي زمان وأي مكان يأتيها الفرج بعد الشدة من حيث تحتسب أو من حيث لا تحتسب.
    ونحن على ثقة من ذلك وهل يصح إيمان المؤمن إلا بهذه الثقة فلا إيمان لمن لم يثق بوعد الله ونصره. والله غالب على أمره والعاقبة للمتقين..,
    لقد بلغت الشدة في غزوة الأحزاب ذروتها.. قال تعالى مصورا ذلك المشهد: ( اذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا ) صبروا وانتصروا وتحول ميزان القوى بعد هذه الغزوة لصالحهم فقال صلى الله عليه وسلم اليوم نغزوهم ولا يغزونا)..لقد تعاقب التمكين عليهم حتى اكتمل نصابه.


    فيا أهلنا في مصر ويا أهلنا في سوريا ويا أهلنا في كل أرض يذكر فيها اسم الله وفي كل أرض يمتحن شعبها وتصادر حقوقه ويقتل أبناؤه بغير ذنب ولا جريرة !! ثقوا بحسن العاقبة وعاجل النصر فأنتم الأعلون بإذن الله .
    إن الشعوب بصبرها وإصرارها وتضحياتها تدفع ثمنا للنصر وتدفع ثمنا لاسترداد الحقوق وثمنا للكرامة والعزة والحرية والعيش الكريم .
    إن الأمة رغم جراحاتها المتعددة قادرة في وضعها الحالي على أن تحول مجرى التاريخ وقادرة على استعادة الحقوق المسلوبة ..لكنها تريد ذلك بأقل التكاليف لا بأكثرها .. والحكمة طريق العقلاء ..و لكل أجل كتاب فانتظروا إنا منتظرون.
    هائل سعيد الصرمي

  • أمنية نعيم
    عضو أساسي
    • 03-03-2011
    • 5791

    #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبر كاته استاذنا
    قلت فافضت فأجدت وأحسنت
    أضم صوتي لصوتك بالدعاء لكل الأهل في كل البقاع
    أن يجعل الله الفرج عليهم ولهم عاجلاً غيرآجل
    وأن يمدهم بالصبر والثقة التامة بوعده سبحانه
    وأن يهئ لهم أسباب الخلاص مما هم فيه من محن وفتن
    جزيت كل الخير ...جمعة طيبة مباركة
    [SIGPIC][/SIGPIC]

    تعليق

    • أبوقصي الشافعي
      رئيس ملتقى الخاطرة
      • 13-06-2011
      • 34905

      #3
      مقال أدبي جليل
      بفكر راقي و بيان قوي و سامي
      أخي الحبيب / هائل الصرمي
      تشرفنا بهذا المقال الرائع بصيد الخاطر
      و دائما نرحب بك سيدي و بحرفك الكريم
      مودتي و تحية تليق..



      كم روضت لوعدها الربما
      كلما شروقٌ بخدها ارتمى
      كم أحلت المساء لكحلها
      و أقمت بشامتها للبين مأتما
      كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
      و تقاسمنا سوياً ذات العمى



      https://www.facebook.com/mrmfq

      تعليق

      • أمينة اغتامي
        مشرفة ملتقى صيد الخاطر
        • 03-04-2013
        • 1950

        #4
        مقال بليغ بلغة سلسة ،قوية الأثر لمخاطبتها العقول الخاملة
        وتحريكها المشاعر الراكدة ،واستخلاصها العبر من تاريخ
        الأمة الإسلامية المجيدة،وبذلك فالنص فيه الكثير من خصائص
        أدب الرسالة .
        الأديب الراقي هائل الصرمي
        تشرفت بمعرفتك والقراءة لك
        تحيتي وتقديري لقلمك المعطاء سيدي

        تعليق

        • هائل الصرمي
          أديب وكاتب
          • 31-05-2011
          • 857

          #5
          لا حرمني الله منكم
          أشكركم جميعا وجزاكم الله خيرا على مروركم وتعليقاتكم الرائعة
          مودتي وخالص دعائي
          التعديل الأخير تم بواسطة هائل الصرمي; الساعة 23-09-2013, 19:59.

          تعليق

          • ريما الجابر
            نائب ملتقى صيد الخاطر
            • 31-07-2012
            • 4714

            #6
            إني لألمح نصا خطابيا شديد اللهجة
            قوي اللغة ثائر الحروف
            أدمى قلوبنا ما يجري هنا
            ولكن لعلنا نتنبأ خيرا
            والله نسأل أن يتم نعمة الأمن والأمان

            همسة:
            انتصار، إقدام
            ص. لا تختصر الصلاة على النبي
            صلى الله عليه وسلم
            بل لا بد من إتمامها إجلالا له

            تقديري وتحيتي
            http://www.pho2up.net/do.php?imgf=ph...1563311331.jpg

            تعليق

            • هائل الصرمي
              أديب وكاتب
              • 31-05-2011
              • 857

              #7
              شكرا لجمال كلماتك العذبة
              وأقبل ملاحظاتك الرائعة والجميلة
              لك التقدير والإحترام

              تعليق

              يعمل...
              X