قراءة في رواية " إنه البحر " للروائي المبدع الأستاذ
صالح با عامر. - 1 -
إنه البحر عنوان مثير لرواية الأستاذ صالح باعامر.
قال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون) الجاثية: . 12 عند قراءتنا لرواية "إنه البحر" نرى أحداث هذه الرواية هي ما عبرّت عنه هذه الأية الكريمة بكل ما تحمله من معنى ، إلا أن في الرواية الموت والحياة. ,والصراع مع البحر من أجل البقاء في طلب الرزق، حيث نرى البحارة على هذا البحر العريض الواسع تحت رحمة الامواج العاتية يبتغون ما تيسر لهم من البحر من فضل الله، وهذا قدرهم في المخاطرة في ركوب هذا البحر طلباً للرزق. وهكذا هو البحر. لابد للإنسان أن يتعايش معه في مسيرة حياته.
عندما بدأتُ قراءة هذه الرواية قراءة عابرة كقراءتي لكثير من الروايات، وجدتُ نفسي أعيش أحداث هذه الرواية بكل خفاياها و تفاصيلها فقد أعادتني لطفولتي عندما كنت معجباً بقراءة رواية روبنسون كروزو للكاتب الإنجليزي العالمي دانيال ديفو. حيث أن القاسم المشترك بينها وبين رواية "إنه البحر" هو البحر إلا أن بطل رواية دانيل ديفو شخصية واحدة وهو روبنسون كروزو، وأبطال رواية " إنه البحر" أكثر من واحد وأكثرهم إثارة ونشاطاً هو شخصية " السحيم".
نرى أن القارئ المثقف الجاد لن يمر قراءة عابرة على رواية " إنه البحر" فهي حسب منظوري المتواضع تخطت الإقليمية لتلامس مستوى الروايات العالمية، حيث أن المتتبع لقراءة القصص العالمية يرى في رواية " إنه البحر" أنها شملت كثيراً من عناصر القصص العالمية بأسلوب ممتع راقٍ تجعل القارئ يعيش مع أحداثها. كنتُ كلما أعدتُ قراءتُي لهذه الرواية شدتني بأسلوبها السهل الممتنع وأحداثها المثيرة أن أعيد قراءتها من جديد وذلك بما يتخللها من حبكات فنية رائعة لايجيدها إلا كاتب مبدع بارع متمكن من فنه.
ومن إبداع مؤلف هذه الرواية أنه عرّف " هذا الكتاب " في غلاف الرواية بهذه الكلمات البسيطة التي تجعل القارئ أن يطلع عليها ليرى ما فيها من أحداث مثيرة. يقول الكاتب :
" جئناك ……
يا اللؤلؤة السمراء
ياحاوية الأعراق والأجناس
والثقافات.
توقنا التأفرق فيك
والتوحد بك بكل ما فيك
يا جزيرة الاخضرار
والشموس والأقمار
جئناك ……
وفي ليلة أطل " جوهر" فصُدم حين رأى ابنته " ممتاز" في أحضان " الغرابي" اشتعل غيظاً ...نتف شعر لحيته الكثة وهم بالنزول ليلقن الاثنين درساً لن ينسيانه، لكنه خشى من ان تلوك الألسن اسمه. "
وهذا كثيراً ما يحدث في مثل هذه الحالات خشية أن تلوكه الألسن كما عبرعنه المؤلف. كذلك نرى المؤلف بدأ روايته بدون مقدمات كما نرى في بعض الروايات العالمية وخاصة روايات الكاتب العالمي فرانزكافكا بوصف دقيق جداً لجوهر الرواية وهي حياة الصيادبن في كيفية اصطياد الأسماك وكيف كان "السحيم " بطل الرواية يعاني هذه الحياة الصعبة في البحر وقلبه معلق بالحسناء، زوجته. وهذه إشارة خفية رائعة من المؤلف قلما نجدها في كثير من الروايات. إن هذه المعاناة لم يعاني منها " السحيم" وحده ، بل الصيادون الذين فارقوا أهليهم وذويهم ومحبيهم معرضين حياتهم للخطر تحت رحمة هذا البحر. يقول الكاتب :
"قوض عوائق اختياراته وخطا … كلما وطئ يم تعمق حلمه. كلما حام حول يؤرة أسماك أرخى عدته، فناوشتها صغائر الأسماك.. على صفحة يمًَّ أعمق. تشكلت لوحة لرماح بحرية تزرق نحو أسماك القرش وتنغرز بعض منها في رؤوسها فيتبادل بعض من أقوياء البحارة سحبها بعسوة حتى الموت، بينما يتولّى عدد آخر شق بطونها بآله حادة تشكل بداخلها أخاديد متوازية فيغمرونها بالملح ويطبقون عليها ….. يفكر السحيم عميقاً ويناجي طيف حسناء … يراقب ما يجري حوله وينظر إلى المدى الأبعد.
يتبع -2-
صالح با عامر. - 1 -
إنه البحر عنوان مثير لرواية الأستاذ صالح باعامر.
قال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون) الجاثية: . 12 عند قراءتنا لرواية "إنه البحر" نرى أحداث هذه الرواية هي ما عبرّت عنه هذه الأية الكريمة بكل ما تحمله من معنى ، إلا أن في الرواية الموت والحياة. ,والصراع مع البحر من أجل البقاء في طلب الرزق، حيث نرى البحارة على هذا البحر العريض الواسع تحت رحمة الامواج العاتية يبتغون ما تيسر لهم من البحر من فضل الله، وهذا قدرهم في المخاطرة في ركوب هذا البحر طلباً للرزق. وهكذا هو البحر. لابد للإنسان أن يتعايش معه في مسيرة حياته.
عندما بدأتُ قراءة هذه الرواية قراءة عابرة كقراءتي لكثير من الروايات، وجدتُ نفسي أعيش أحداث هذه الرواية بكل خفاياها و تفاصيلها فقد أعادتني لطفولتي عندما كنت معجباً بقراءة رواية روبنسون كروزو للكاتب الإنجليزي العالمي دانيال ديفو. حيث أن القاسم المشترك بينها وبين رواية "إنه البحر" هو البحر إلا أن بطل رواية دانيل ديفو شخصية واحدة وهو روبنسون كروزو، وأبطال رواية " إنه البحر" أكثر من واحد وأكثرهم إثارة ونشاطاً هو شخصية " السحيم".
نرى أن القارئ المثقف الجاد لن يمر قراءة عابرة على رواية " إنه البحر" فهي حسب منظوري المتواضع تخطت الإقليمية لتلامس مستوى الروايات العالمية، حيث أن المتتبع لقراءة القصص العالمية يرى في رواية " إنه البحر" أنها شملت كثيراً من عناصر القصص العالمية بأسلوب ممتع راقٍ تجعل القارئ يعيش مع أحداثها. كنتُ كلما أعدتُ قراءتُي لهذه الرواية شدتني بأسلوبها السهل الممتنع وأحداثها المثيرة أن أعيد قراءتها من جديد وذلك بما يتخللها من حبكات فنية رائعة لايجيدها إلا كاتب مبدع بارع متمكن من فنه.
ومن إبداع مؤلف هذه الرواية أنه عرّف " هذا الكتاب " في غلاف الرواية بهذه الكلمات البسيطة التي تجعل القارئ أن يطلع عليها ليرى ما فيها من أحداث مثيرة. يقول الكاتب :
" جئناك ……
يا اللؤلؤة السمراء
ياحاوية الأعراق والأجناس
والثقافات.
توقنا التأفرق فيك
والتوحد بك بكل ما فيك
يا جزيرة الاخضرار
والشموس والأقمار
جئناك ……
وفي ليلة أطل " جوهر" فصُدم حين رأى ابنته " ممتاز" في أحضان " الغرابي" اشتعل غيظاً ...نتف شعر لحيته الكثة وهم بالنزول ليلقن الاثنين درساً لن ينسيانه، لكنه خشى من ان تلوك الألسن اسمه. "
وهذا كثيراً ما يحدث في مثل هذه الحالات خشية أن تلوكه الألسن كما عبرعنه المؤلف. كذلك نرى المؤلف بدأ روايته بدون مقدمات كما نرى في بعض الروايات العالمية وخاصة روايات الكاتب العالمي فرانزكافكا بوصف دقيق جداً لجوهر الرواية وهي حياة الصيادبن في كيفية اصطياد الأسماك وكيف كان "السحيم " بطل الرواية يعاني هذه الحياة الصعبة في البحر وقلبه معلق بالحسناء، زوجته. وهذه إشارة خفية رائعة من المؤلف قلما نجدها في كثير من الروايات. إن هذه المعاناة لم يعاني منها " السحيم" وحده ، بل الصيادون الذين فارقوا أهليهم وذويهم ومحبيهم معرضين حياتهم للخطر تحت رحمة هذا البحر. يقول الكاتب :
"قوض عوائق اختياراته وخطا … كلما وطئ يم تعمق حلمه. كلما حام حول يؤرة أسماك أرخى عدته، فناوشتها صغائر الأسماك.. على صفحة يمًَّ أعمق. تشكلت لوحة لرماح بحرية تزرق نحو أسماك القرش وتنغرز بعض منها في رؤوسها فيتبادل بعض من أقوياء البحارة سحبها بعسوة حتى الموت، بينما يتولّى عدد آخر شق بطونها بآله حادة تشكل بداخلها أخاديد متوازية فيغمرونها بالملح ويطبقون عليها ….. يفكر السحيم عميقاً ويناجي طيف حسناء … يراقب ما يجري حوله وينظر إلى المدى الأبعد.
يتبع -2-
تعليق