[align=center]
( وكان البحر .. محطتنا الاخيرة ...)
بقلم الاديبة السورية
الرائعة : أوفيليا
أحببت الربيع دوماً وعشقت الأخضر …..وتهت في سندسه ……وألقه....
ورسمت لنفسي حدودا في أديمه …..ولم أحلّق خارج عوالمه ......
إلى أن جئت أنت ….وبلمسة حانية منك رفعت رأسي للأفق…..
فعرّفتني بالأزرق ….بالمدى ….بالفضاء الرحب......
بك أنتَ...... وبكل ما يخصك ….
فإن غبتَ عني أيها الأزرق …غاب الأمل في أفقي ……..
فتخطيت حدود الأخضر والمرج والسهل …….والمنحدر....
رافقْتني في مداك……ياقوتتي الزرقاء كنت…..
أسكنْتني فيها …..وأخذْتني في رحلة سحرية …..
قطفتُ المدى …..وحلّقت في مدياته....و رحابه...…..
فكنتُ نجمة في صحارى الكلام…..
وكم كنتُ سعيدة ألِقة ……فقلتَ لي : ….لم ننته ِ بعد …..
فكان البحر محطتنا الأخيرة …………….
لم أكن أعرفه …..لم أكن أعرف عنه إلا الخوف منه ……
والغموض الذي يكتنفه…….
إلى من علّمني معنى الأزرق …..
إلى من جعلني أعشق الغامض الكحليَ بكل مافيه من :
مدّ وجزر وسكون وهيجان وعمق وحنوَ ورقة …..
فكنت ُ مرّة حورية أو جنيّة وأخرى محارة وربما موجة أو حتى لؤلؤة ………
وكم من مرة تركتني وحيدة أصارع موجه وأكتشف كنهه ….
وكنت َ تقف بعيدا …..ترقبني ……
وكم مراراً أغرقتني وانتشلتني …..
وأخذتني إلى الشاطىء …..وارتحلت عني ….
كنت تتزنّر الغياب أبدا ً…..ومن دون وداع …..
وتتركني تائهة أبحث عنك…..في خضمّ الموج…..
ولطالما اعتليت ُ الموجات …..ولطالما هدهدني هديرها ….
ونمت على كتفها حالمة ….مستسلمة لندائها في صدري …..
ومعك َ …..كنت ُ أحار من أنا ……
سنونوة ….أقحوانة …..غيمة واعدة …..سنبلة …..
شجرة صنوبر لا يكسر اخضرارها صفرة ….
وردة برية …..وحوريتك كنت ُ أنا …..
وكل هذا كنت وأكثر ….فما أحلاني بك أنا ….
وذات انتظار …..أتيت …..وقلتَ لي :
يا زهرة زرعتها على رمل الشاطىء …..تعالي ………
وكنت ُ على قارب من غير شراع…….. معك ……
أصابني الخوف …..وتمنّعت قليلا ً …..فأجبتني :
حوريتي ….انتزعتُ شراعي ….فالريح ستكسره لا محالة……
لا تخافي واستعدّي لليال آتية …..
نلامس بها الوهم بأصابعنا الراعشة ……
فقد عشقتَ التحدي ….ـــ وربما كنت ُ أنا لديك مجرّد تحدّي ـــ …..
تهدهدني …..تسحرني بمدّك …..
وتزمجر ….وتنسحب عني في جزرك …..
وأنا التي رضيت بك بكل تقمصاتك وطقوسك….
لكم تجرّعت غيابك ….وتحمّلت ُ انسحابك….
ولكم عذّبني حضورك ….لأنني كنت أعلم …
أنه لن يكون بعد وجودك إلا غيابك…..
يا أيها الغامض الكحليّ ….
لست أدري لماذا عشقت ُ غموضك….
يا أيها الأزرق العميق …..
أنا لا ألام إن عشقت مدّك…
فوالله ….لو أشعلتُ لك َ العشرة شموعاً…..
وأنرتُ لك َالليل بدورا ً….
وكرّست ُ النجوم حرّاساً لدربك…..
وذللت ُ الشموس مدافئاً لبردك…..
وسخّرت الغيوم ظلالاً لحرّك …..
قد أفيك َ حقك …..
أحبك في كل حالاتك وتحولاتك ……
فتعال إليَ جسداً…….طيف جسد……
خيالاً ……..أو سرابا ً……….
أوفيليا............mermaid[/align]
( وكان البحر .. محطتنا الاخيرة ...)
بقلم الاديبة السورية
الرائعة : أوفيليا
أحببت الربيع دوماً وعشقت الأخضر …..وتهت في سندسه ……وألقه....
ورسمت لنفسي حدودا في أديمه …..ولم أحلّق خارج عوالمه ......
إلى أن جئت أنت ….وبلمسة حانية منك رفعت رأسي للأفق…..
فعرّفتني بالأزرق ….بالمدى ….بالفضاء الرحب......
بك أنتَ...... وبكل ما يخصك ….
فإن غبتَ عني أيها الأزرق …غاب الأمل في أفقي ……..
فتخطيت حدود الأخضر والمرج والسهل …….والمنحدر....
رافقْتني في مداك……ياقوتتي الزرقاء كنت…..
أسكنْتني فيها …..وأخذْتني في رحلة سحرية …..
قطفتُ المدى …..وحلّقت في مدياته....و رحابه...…..
فكنتُ نجمة في صحارى الكلام…..
وكم كنتُ سعيدة ألِقة ……فقلتَ لي : ….لم ننته ِ بعد …..
فكان البحر محطتنا الأخيرة …………….
لم أكن أعرفه …..لم أكن أعرف عنه إلا الخوف منه ……
والغموض الذي يكتنفه…….
إلى من علّمني معنى الأزرق …..
إلى من جعلني أعشق الغامض الكحليَ بكل مافيه من :
مدّ وجزر وسكون وهيجان وعمق وحنوَ ورقة …..
فكنت ُ مرّة حورية أو جنيّة وأخرى محارة وربما موجة أو حتى لؤلؤة ………
وكم من مرة تركتني وحيدة أصارع موجه وأكتشف كنهه ….
وكنت َ تقف بعيدا …..ترقبني ……
وكم مراراً أغرقتني وانتشلتني …..
وأخذتني إلى الشاطىء …..وارتحلت عني ….
كنت تتزنّر الغياب أبدا ً…..ومن دون وداع …..
وتتركني تائهة أبحث عنك…..في خضمّ الموج…..
ولطالما اعتليت ُ الموجات …..ولطالما هدهدني هديرها ….
ونمت على كتفها حالمة ….مستسلمة لندائها في صدري …..
ومعك َ …..كنت ُ أحار من أنا ……
سنونوة ….أقحوانة …..غيمة واعدة …..سنبلة …..
شجرة صنوبر لا يكسر اخضرارها صفرة ….
وردة برية …..وحوريتك كنت ُ أنا …..
وكل هذا كنت وأكثر ….فما أحلاني بك أنا ….
وذات انتظار …..أتيت …..وقلتَ لي :
يا زهرة زرعتها على رمل الشاطىء …..تعالي ………
وكنت ُ على قارب من غير شراع…….. معك ……
أصابني الخوف …..وتمنّعت قليلا ً …..فأجبتني :
حوريتي ….انتزعتُ شراعي ….فالريح ستكسره لا محالة……
لا تخافي واستعدّي لليال آتية …..
نلامس بها الوهم بأصابعنا الراعشة ……
فقد عشقتَ التحدي ….ـــ وربما كنت ُ أنا لديك مجرّد تحدّي ـــ …..
تهدهدني …..تسحرني بمدّك …..
وتزمجر ….وتنسحب عني في جزرك …..
وأنا التي رضيت بك بكل تقمصاتك وطقوسك….
لكم تجرّعت غيابك ….وتحمّلت ُ انسحابك….
ولكم عذّبني حضورك ….لأنني كنت أعلم …
أنه لن يكون بعد وجودك إلا غيابك…..
يا أيها الغامض الكحليّ ….
لست أدري لماذا عشقت ُ غموضك….
يا أيها الأزرق العميق …..
أنا لا ألام إن عشقت مدّك…
فوالله ….لو أشعلتُ لك َ العشرة شموعاً…..
وأنرتُ لك َالليل بدورا ً….
وكرّست ُ النجوم حرّاساً لدربك…..
وذللت ُ الشموس مدافئاً لبردك…..
وسخّرت الغيوم ظلالاً لحرّك …..
قد أفيك َ حقك …..
أحبك في كل حالاتك وتحولاتك ……
فتعال إليَ جسداً…….طيف جسد……
خيالاً ……..أو سرابا ً……….
أوفيليا............mermaid[/align]
تعليق