تويت
1- أقبلَ الرَّبيعُ ذاتَ حِينٍ، فبَحَث النَّاسُ عن الثِّمارِ التي افتقدوها فلمْ يَجِدُوا شَيْئًا..اكتفوا بالقول أنّ الأشْجَارَ لم تُزْهِرْ هذَا العام، ربما أصابتها جائحة، أو تعرَّضت لعواصف الصَّقيع، راحوا ينشدُون السَّنَابِلَ في الْحُقولِ لكنّهم وجدوا سِيقان الزَّرع جفَّ ماؤها والتوت سيقانها، فضمرت السنابل وانثنت وصارت بدُون بُذور، ويحزنك أن ترى الأوراق وهيَّ تصفر وتذبل. 2-استقرؤُوا النَّجم، وفتحوا للمشردين منافذ، وللطغاة منابر، وللغلبة مخيمات، تململوا واحتاروا وتذكّروا أن أوراقَ الأشْجَارِ انْتَحَرَتْ ذَاتَ خَرِيفٍ وعبثت بها الريح في حقول مستباحة، ولم تعُدْ الأشجار ولا حُقول الزرع تَتَنَفَّسُ هَوَاءً نَقيًا وَلاَ تُزْهِرُ؛ بَاتَ الرَّبيعُ يَنْزِفُ قهْرًا، ويُنتج قحطًا، قَالَتْ الأشْجَارُ: مهلا؛ نَحنُ في زَمنٍ أغْبَر، فما ذَنْبُ الرَّبيع يُعَاتَبُ ويُلام..؟ اخْتلَطَتْ الْفُصُولُ وَصَارَ الْخَريفُ رَبيعًا!؟ 3-قال الرَّبيعُ: أيتُهَا الشَّجَرَةُ الْمُبارَكَةُ؛ أيّتها الحقول الجميلة:رُويدَكما ..صَوْتُ الْعَقْلِ بَاتَ مَقْهُورًا يتنفس الحُرقة، الأرضُ أمُّنا تبوحُ لنا بسرِّها ونحن نبوحُ لها بما أخفينا من أسرار، وما لحقنا من عَنتٍ؛ وهل الأرضُ الجُرُز تنبت عُشبًا؟ المزارعون أسرفوا في اللوم، وفضلوا الرَّحيل، حملوا الهموم في جُرْح حقائبهم، هاجروا ديَّارهم بأقدام شاردة، واشتغلوا بالبحث عن الغنائم في مزابل الخرْدوات، وأيُّ غنائمَ تشْغِلهم عن الأرض؟ 4- مرَّت نسمة تنبض شوقا وتلهب المشاعر، حملت إليهم سلاما من النَّخيل، تسأل: هل الصحراء قنطرة للعبور، كيما الأوراق نوافذ للنبات؟ توضئوا بدُموع غيمة تظل إلى أمسٍ راحلة، تبتهل على مآذن الغربة، ذكرى التراب تقيم بين جفُوننا مأتمًا، تبرعمت أزهارُ من تحت الردم مدت أعناقها فقال الرَّبيع: رويْدَك أيَّتها الأزهار، دَعِيهِمْ يَأكُلونَ الْحَصْرَمَ هِيَّامًا كالأنْعَام..الأمر صار في أيدي غيرهم، إنَّهُمْ لاَيَفْقَهُونَ ولا يعلمون إنَّهُم يُذبحُونَ..إنَّهم كالحشرات يُبادُون!
-
-
الغالب على النصّ أخي محمد ، أنّك أحسنت توظيف الرّمز.
أقول الغالب، لأنّك سقطت في الخطاب المباشر في أكثر من موضع.
لغتك راقية و أفكار غنيّة بالمعنى، باعثة على التّأويل.تشي باطّلاع بالمراجع التي تحتفي بالعربيّة الأمّ، لا يخفى أيضا أنّك شغوف باللفظ الحسن، المشحون بالدّلالة.نصّك، دون مجاملة ، أحد البراهين على أنّ اللغة هي التّعبير و هي الحدث أحيانا.
أهملت هندسة نصّك شكلا ، و مراجعته و اختباره بعنايتك الخاصّة.
ثمّ إنّ الرّبيع لا يأتي دات حين أخي محمد:
الأصوب : ذات ربيع.
لكنّهم وجدوا سِيقان الزَّرع جفَّ ماؤها والتوت سيقانها،
الأصوب :
لكنّهم وجدوا سِيقان الزَّرع و التّوت قد جفَّ ماؤها...
تقديري و ومودّتي.
-
الأستاذ محمد الصغير داسهالمشاركة الأصلية بواسطة محمد فطومي مشاهدة المشاركة
أثمن ما جاء في رد الأستاذ محمد الفطومي
و أذهب معه في كل ما ذهب
فقط تصويبه الأخير
لكنّهم وجدوا سِيقان الزَّرع جفَّ ماؤها واْلْتَوَتْ سيقانها،
و هنا كانت كلمة التوت لا يقصد بها الكاتب التّوت و لكنه يقصد بها (إلتواء سيقان الزرع) لذلك أحيانا يجب على الكاتب وضع الشكل لكلمات قد تختلط و ربما تفهم بغير المقصد الذي أراده الكاتب
و كما قال الأستاذ محمد فطومي أن نصك فيه من الرمزية الكثير رغم أن الفكرة تملصت مني
و لكنني متأكد من قامة النص و قوة اللغة فيه
تقديري أستاذ محمد الصغير داسه و شكرا أيضا الذي اختصر عني عصر مخي الغض
محبتي
التعديل الأخير تم بواسطة بسباس عبدالرزاق; الساعة 05-10-2013, 19:43.السؤال مصباح عنيد
لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتهاتعليق
-
أشكر الأستاذ عبد الرزاق على التّصويب،
و أرجو المعذرة من الأستاذ محمد الصّغير.تعليق
-
الزميل القدير
محمد الصغير داسه
الحقيقة وقفت أمام النص طويلا
جاءت اللغة جميلة بشكل رائع
أخذني نصك لعالم بات بعيدا عنا وكأني أقرأ من الماضي السحيق
ولا تسألني لماذا
نص أحببته كثيرا
ذات ربيع أو ذات سنة أو ذات عام لا يهم لأن النص رائع
تحياتي لك وسعيدة بالتعرف عليك من خلال نصكالشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراقتعليق
-
الأديب المحترم..أخي العزيز محمد خطوف غيث الشكر وفيض التقدير لاهتمامك بالنص قراءة وتحليلا ونقدا،وإن عمق ملاحظاتكم ورأيكم الحصيف في النص لدليل على الاهتمام..نحن سعداء بالنقد ومن أجل ذلك عرضنا نصنا ليس للقراءة من أجل القراءة ولمن من أجل الأثرالقرائي الواعي، وهذا هدف نبيل يرومه كل كاتب وكل مبدع،خجلت أن أقول الربيع العربي فالشعار استخدم لتدمير الأمة العربية واذلالها واعلان الحكام حربا على شعوبهم، بالفعل استعملت الأسلوب المباشر للتوضيح والتلميح، وحقيقة أهملت هندسة النص واشتغلت كثيرا عن المضمون...شكرا على القراءة التي افتخر بها....خالص التقدير وعظيم الامتنان ...م.ص.داسهتعليق
تعليق