الرسالة السادسة
مريم ...يا أختي...يا أعز الناس و أبهى الناس و أحلى الناس...كلّ الكلمات عاجزة عن فرحتي بذلك الهاتف منك...إنني أحبّك بشكل لا يمكنك وصفه ، وإنني في كلّ صلاة ،أطلب من ربي أن يحفظك لي أختا عزيزة غالية،و أن يربط بيننا برباط من محبّة ،لا يستطيع تمزيقه أي إنسي....
أختي...الذي لا شكّ إنّه يسرّك هو إنني أحسّ بأنني تجاوزت مرحلة الخطر... لقد كانت أيام قاسية جدا،أتمنّى لو أستطيع نسيانها...أحمد الله أنّها مضت ...أظنّ أنّها انتهت،و أنا لا أدر كيف سأشكر كلّ الذين ساندوني،و في طليعتهم طبعا مريم،قبل مريم فقط أمّي،و بعد مريم أذكر يوسف الذي بكلماته العقلانية جدا،أراح أعصابي و خفف آلامي...أذكر أخوه مفتاح الذي كان يلحّ عليّ بأن أخرج إلى الشارع ولم أعرف لماذا يلحّ عليّ ،إلاّ حين سمعت بأنّهم أشاعوا بأنني قد فقدت عقلي...مفتاح هو الذي أخرجني من سجن الدار و أجبرني تدريجيا على الخروج إلى الشارع...مرّة يقول لي:جولة قصيرة و نرجع....و مرّة يقول لي قعدة قصيرة في المقهى و نرجع...هكذا حتّى زال الخوف من الشارع و عدت إلى الحياة...
إنّها أيام قاسية جدّا يا مريم...لقد كانت الآلام تسحقني...و كنت أنا مطالب بأن أسحق الآلام حتّى لا أصبح حكاية...كان داخلي يغلي غليان،و كان ظاهري طبيعي جدا...ما أصعب التمثيل...لقد كانت أسعد اللحظات ،تلك التي أتصرّف فيها على راحتي...إنّها تلك اللحظات التي أكون فيها مع أمّي...كما لن أنسى جميل أبناء حومتي...لولا التعزية لظننت أنّهم لم يسمعوا...لن أكذب عليك و أقول لك إنني تجاوزت المحنة نهائيا...ذلك إنّه أحيانا تمرّ بي لحظات قاسية جدّا أقاومها بصعوبة...في عرس رضا الذي كان زميلي في الجامعة،هاجمتني الآلام،عروسته أستاذة عرفها في الكلية،أحبّها و أحبّته،عاش الحبّ ستّة سنوات و سيعيش إلى آخر العمر...هذه الليلة سيلتقي لقاءا أبديا بأميرة قلبه ...لماذا أنا أميرة قلبي غدرت و رحلت.... رضا مزح عليّ قائلا : " أنت ولهان متى يجيء دورك...نحن ننتظرك ..." إنّهم يمزحون حول العرس و في تلك الأيام الخالية كنت أمزح معهم،أمّا الآن فإنّ الشرود يأخذني إلى هناك...إليها...أمّا بلقاسم فقد كان عرسه في قابس ، بإلحاح منه حضرت ...كنت في حالة نفسية سيّئة جدا،ليس بسبب الذكريات، إنّما بسبب أبي الذي و تّر لي أعصابي حقّا...لقد منع عنّي السيّارة،رغم أنّي أنا الذي إشتريتها له...
و من اللحظات القاسية جدا،لحظات كنت فيها أنظر إلى أوراق ذكرياتي... لقد وجدت مسودّات رسائلي إليها...كم فيها من أغنيات...كم فيها من أشعار...كم فيها من أحلام...أنا لا أفهم لماذا جازت إخلاصي لها بالغدر...
لقد ذهبنا منذ أيّام إلى البحر...كنت أريد أن أرفض خوفا من الذكريات، لكنني تحدّيت خوفي و ذهبت بهم أهلي،و كم من آلام مزّقتني...لكلّ الناس الذكريات مصدر فرح و أمل...إلاّ أنا فقد أصبحت ذكرياتي مصدر ألم... ذات صيف خرجنا مع بعضنا إلى البحر و كانت لحظات من السعادة لا تنسى...كم كانت رائعة معي في البحر...كلماتها الدافئة الحنونة الحلوة... مزاحها الهادئ الجميل...في السيّارة كانت أمّي و أمّها و أختها و أخوها...
و القمر الجميل معنا...ورائي كانت جالسة ،و حين يعمّ الظلام السيّارة تداعب شعري ،تلامسه بحنان،تسلل يدها و تداعب كفّي...فقط الذي جرى للدنيا و كيف حطّم الشيطان كلّ الأشياء الجميلة التي بيننا....
ذكريات...ذكريات و النهاية عذاب و آلام و موت....كانت أيّاما قاسية جدّا... أنا أحمد الله أننّي تجاوزتها بسلام ،و شكرا،شكرا لكلّ الذين ساعدوني...ألف شكرا لهم....أيّام قاسية أظنّ أنّها انتهت،لقد كنت أقرأ يوميا القرآن،و أقرأ بعض من كتب الدين......كنت أحسّ بأنّ الله لن يتركني أبدا...و حتّى إذا ما ابتلاني بمزيد من العذاب فسأصمد حتّى تكون النهاية سعيدة،و حتّى لا أكون حطبا لجهنّم....إنّ الدنيا مهما دامت فانية...و الخلود هناك عند ربّي...
مريم ،شكرا لكلّ لحظات الفرح التي أعطيتيها لي...شكرا لمكالمتك الهاتفية التي أسعدتني جدّا.....
مريم ...يا أختي...يا أعز الناس و أبهى الناس و أحلى الناس...كلّ الكلمات عاجزة عن فرحتي بذلك الهاتف منك...إنني أحبّك بشكل لا يمكنك وصفه ، وإنني في كلّ صلاة ،أطلب من ربي أن يحفظك لي أختا عزيزة غالية،و أن يربط بيننا برباط من محبّة ،لا يستطيع تمزيقه أي إنسي....
أختي...الذي لا شكّ إنّه يسرّك هو إنني أحسّ بأنني تجاوزت مرحلة الخطر... لقد كانت أيام قاسية جدا،أتمنّى لو أستطيع نسيانها...أحمد الله أنّها مضت ...أظنّ أنّها انتهت،و أنا لا أدر كيف سأشكر كلّ الذين ساندوني،و في طليعتهم طبعا مريم،قبل مريم فقط أمّي،و بعد مريم أذكر يوسف الذي بكلماته العقلانية جدا،أراح أعصابي و خفف آلامي...أذكر أخوه مفتاح الذي كان يلحّ عليّ بأن أخرج إلى الشارع ولم أعرف لماذا يلحّ عليّ ،إلاّ حين سمعت بأنّهم أشاعوا بأنني قد فقدت عقلي...مفتاح هو الذي أخرجني من سجن الدار و أجبرني تدريجيا على الخروج إلى الشارع...مرّة يقول لي:جولة قصيرة و نرجع....و مرّة يقول لي قعدة قصيرة في المقهى و نرجع...هكذا حتّى زال الخوف من الشارع و عدت إلى الحياة...
إنّها أيام قاسية جدّا يا مريم...لقد كانت الآلام تسحقني...و كنت أنا مطالب بأن أسحق الآلام حتّى لا أصبح حكاية...كان داخلي يغلي غليان،و كان ظاهري طبيعي جدا...ما أصعب التمثيل...لقد كانت أسعد اللحظات ،تلك التي أتصرّف فيها على راحتي...إنّها تلك اللحظات التي أكون فيها مع أمّي...كما لن أنسى جميل أبناء حومتي...لولا التعزية لظننت أنّهم لم يسمعوا...لن أكذب عليك و أقول لك إنني تجاوزت المحنة نهائيا...ذلك إنّه أحيانا تمرّ بي لحظات قاسية جدّا أقاومها بصعوبة...في عرس رضا الذي كان زميلي في الجامعة،هاجمتني الآلام،عروسته أستاذة عرفها في الكلية،أحبّها و أحبّته،عاش الحبّ ستّة سنوات و سيعيش إلى آخر العمر...هذه الليلة سيلتقي لقاءا أبديا بأميرة قلبه ...لماذا أنا أميرة قلبي غدرت و رحلت.... رضا مزح عليّ قائلا : " أنت ولهان متى يجيء دورك...نحن ننتظرك ..." إنّهم يمزحون حول العرس و في تلك الأيام الخالية كنت أمزح معهم،أمّا الآن فإنّ الشرود يأخذني إلى هناك...إليها...أمّا بلقاسم فقد كان عرسه في قابس ، بإلحاح منه حضرت ...كنت في حالة نفسية سيّئة جدا،ليس بسبب الذكريات، إنّما بسبب أبي الذي و تّر لي أعصابي حقّا...لقد منع عنّي السيّارة،رغم أنّي أنا الذي إشتريتها له...
و من اللحظات القاسية جدا،لحظات كنت فيها أنظر إلى أوراق ذكرياتي... لقد وجدت مسودّات رسائلي إليها...كم فيها من أغنيات...كم فيها من أشعار...كم فيها من أحلام...أنا لا أفهم لماذا جازت إخلاصي لها بالغدر...
لقد ذهبنا منذ أيّام إلى البحر...كنت أريد أن أرفض خوفا من الذكريات، لكنني تحدّيت خوفي و ذهبت بهم أهلي،و كم من آلام مزّقتني...لكلّ الناس الذكريات مصدر فرح و أمل...إلاّ أنا فقد أصبحت ذكرياتي مصدر ألم... ذات صيف خرجنا مع بعضنا إلى البحر و كانت لحظات من السعادة لا تنسى...كم كانت رائعة معي في البحر...كلماتها الدافئة الحنونة الحلوة... مزاحها الهادئ الجميل...في السيّارة كانت أمّي و أمّها و أختها و أخوها...
و القمر الجميل معنا...ورائي كانت جالسة ،و حين يعمّ الظلام السيّارة تداعب شعري ،تلامسه بحنان،تسلل يدها و تداعب كفّي...فقط الذي جرى للدنيا و كيف حطّم الشيطان كلّ الأشياء الجميلة التي بيننا....
ذكريات...ذكريات و النهاية عذاب و آلام و موت....كانت أيّاما قاسية جدّا... أنا أحمد الله أننّي تجاوزتها بسلام ،و شكرا،شكرا لكلّ الذين ساعدوني...ألف شكرا لهم....أيّام قاسية أظنّ أنّها انتهت،لقد كنت أقرأ يوميا القرآن،و أقرأ بعض من كتب الدين......كنت أحسّ بأنّ الله لن يتركني أبدا...و حتّى إذا ما ابتلاني بمزيد من العذاب فسأصمد حتّى تكون النهاية سعيدة،و حتّى لا أكون حطبا لجهنّم....إنّ الدنيا مهما دامت فانية...و الخلود هناك عند ربّي...
مريم ،شكرا لكلّ لحظات الفرح التي أعطيتيها لي...شكرا لمكالمتك الهاتفية التي أسعدتني جدّا.....
تعليق