ازدواجية .. المشاعر ..
شيء طبيعي أن تلتصق مقلتيك بالورود .. وتحملق في ورق الزهور .. فتهتز
أريحيتك يجدبها عطر الرحيق .. وبدون ادراك تجد كلتا يداك .. تداعب خدود
الورد .. فيرق قلبك .. ويجدبك الاحساس بملامسة الجمال الى الانحناء بكل
اجلال .. تشتنشق من كل الأعماق عذب الرحيق .. ثم لا يمانعك الشعور بحلاوة
الذوق .. أن تعيد الكرة ثانية وثالتة حتى تكاد تمتص مخزونها الدافق .. وكأنك
تنتعش بلحظة سعادة العيش .. وهي ترتعش بين أنامل أنانيتك .. وكأنك مصر
على افراغها من جوهرها .. حتى لا تترك فيها ريحا طيبا يستلذ به غيرك ..
المنغمص بريح الاختناق المستمد من كثرة ضغط دق سندان المطارق .. بل قد
تقتصر شهامتك .. وتتقلص مروءتك .. فتلوي عنقها وتفصلها عن ساقها
وجدورها .. تعبت بها في حدود خدودك .. ثم تقدف بها على قارعة الطريق
يستحيي المرء أن تدوس قدماه وردة مازالت توحي بملامسة الجمال ...
قد تشمئز النفس اذا ما حاولت أن أضرب مثلا بوردة من فصيلة الزهر .. فما
بالك لو كانت هذه الوردة انسانة من فصيلة البشر .. ومورس عليها أشكال
الغدر .. وأفرغت تماما من محتواها الحسي .. وألقت نفس مصير صاحبة
الرحيق .. فهي الآن مشاعرها جوفاء .. بعدما كانت تلقب بالحسناء .. تتجمع
العيون على ضوء عينيها السوداء .. وترتعش الأنامل لملامسة جمال الشقراء
حتى اذا ما انتهى منها زيد وطرا .. رماها عظما للقطط المومياء .. تخجل
أقدام الشرفاء أن تطأ كرامتها بكبرياء .. لعلمهم المسبق بأن أيادي الأغبياء قد
طالتها بالاعتداء ...
قد أفهم جوهر الخلاف .. ولا أقوى على فهم جوهر ازدواجية المشاعر ..
وازداوجية المعايير .. وازدواجية الشخصية .. والكيل بمكيالين في ميزان
الحس والشعور ...
قد يهدم قرار جائر جبلا ... وقد يبني تصرف سافر أعمدة الحقد و ركائز
الكراهية ... وقد يخلف موقف سلبي نظرة رجعية ورغبة حقيقية في تدمير
الذات داخل سياج الملذات ....
يبدو أننا فقدنا الاتجاه الصحيح .. وفقدنا النية الصادقة والرغبة الحقيقية في
وضع النقط على الحروف .. بل أكثر من ذلك كله .. فقدنا العزم على تسمية
الأشياء بمسمياتها .. وسلب منا كل تعريف واضح .. وانشغلنا بكل دخيل عنا
فاضح .. وغربت شمس الحق الناصح .. وسطع نجم الدجل الغريب الملامح .
وددت لو كان في جوفي قلبين .. قلب للأفراح .. وآخر للأقراح .. ليتحقق
التوازن الازدواجية الشخصية ..وازدواجية المشاعر والمعايير والكيل بمكيالين
كفة للنفس .. وأخرى للحس .. لعل الروح تستريح .. من الضغط الناتج عن
تكديس الكوابيس .. والأسر داخل سجن قفص الهمس .. تحت قبة ظلام الليل
الدامس .. الذي اغتال حياة الأمس .. بيد من حديد شفرتها تنبعث منها رائحة
اليأس ....
متى ستشرق شمس النصر ...؟ تبهر النفوس الحيرانة التي تكبدت الهزائم
الثقيلة .. وعايشت سنوات الخسائر المريرة .. ولعل أكبر هزيمة وأثقل خسارة
هي تدمير الذات بوابل من الزلات .. يظن المرء أنه يستمتع بالشهوات لسوء
تقديره بأن الملذات عربون الحياة .. وأن المهلكات قد تتحول الى منجيات ثم
سرعان ما يكتشف أنه يعزف على وثر الحسرات تستلذ بنغماته الحشرات بعدما
فضل الصيد في الماء العكر .. يتجرع مرارة اللهث كالحمار يحمل أسفارا ..
يشمها ولا يستسيغها .. قد يدوس بقدميه رحيق الزهر وعينيه شاخصة في بقايا
حطب الشجر .. فهيهات هيهات للعصافير أن تغرد في مراتع المهالك .. وان
حدث ذلك انما هو من صنع فساد خيالك ...
متى ستشرق شمس الحقيقة ...؟ ويسقط القناع ليفضح الخبث الذي يعشعش
داخل باطن الروح الملتوية التي تختار كل اعوجاج ... لتصطدم في النهاية
بجدارالمسار المسدود ... ترجع مكرهة تعيد نفس الخطوات الضائعة من عمر
الحياة ... تأكلها الندامة ويسود قلبها حين سرق البساط من تحت قدميها ...
قد تكون هناك تداعيات متجاوزات .. لكن أن يصبح الاحساس مريض ...
والشعور معارض ... يدفعان بالحياة الى الاتجاه المعترض ... حينها ينقرض
الاصطلاح لمفهوم الصلاح ... لأن مركز التدبير الصحيح به عطب طالح ...
تحيات العربي بن الصغير .. والى اللقاء
شيء طبيعي أن تلتصق مقلتيك بالورود .. وتحملق في ورق الزهور .. فتهتز
أريحيتك يجدبها عطر الرحيق .. وبدون ادراك تجد كلتا يداك .. تداعب خدود
الورد .. فيرق قلبك .. ويجدبك الاحساس بملامسة الجمال الى الانحناء بكل
اجلال .. تشتنشق من كل الأعماق عذب الرحيق .. ثم لا يمانعك الشعور بحلاوة
الذوق .. أن تعيد الكرة ثانية وثالتة حتى تكاد تمتص مخزونها الدافق .. وكأنك
تنتعش بلحظة سعادة العيش .. وهي ترتعش بين أنامل أنانيتك .. وكأنك مصر
على افراغها من جوهرها .. حتى لا تترك فيها ريحا طيبا يستلذ به غيرك ..
المنغمص بريح الاختناق المستمد من كثرة ضغط دق سندان المطارق .. بل قد
تقتصر شهامتك .. وتتقلص مروءتك .. فتلوي عنقها وتفصلها عن ساقها
وجدورها .. تعبت بها في حدود خدودك .. ثم تقدف بها على قارعة الطريق
يستحيي المرء أن تدوس قدماه وردة مازالت توحي بملامسة الجمال ...
قد تشمئز النفس اذا ما حاولت أن أضرب مثلا بوردة من فصيلة الزهر .. فما
بالك لو كانت هذه الوردة انسانة من فصيلة البشر .. ومورس عليها أشكال
الغدر .. وأفرغت تماما من محتواها الحسي .. وألقت نفس مصير صاحبة
الرحيق .. فهي الآن مشاعرها جوفاء .. بعدما كانت تلقب بالحسناء .. تتجمع
العيون على ضوء عينيها السوداء .. وترتعش الأنامل لملامسة جمال الشقراء
حتى اذا ما انتهى منها زيد وطرا .. رماها عظما للقطط المومياء .. تخجل
أقدام الشرفاء أن تطأ كرامتها بكبرياء .. لعلمهم المسبق بأن أيادي الأغبياء قد
طالتها بالاعتداء ...
قد أفهم جوهر الخلاف .. ولا أقوى على فهم جوهر ازدواجية المشاعر ..
وازداوجية المعايير .. وازدواجية الشخصية .. والكيل بمكيالين في ميزان
الحس والشعور ...
قد يهدم قرار جائر جبلا ... وقد يبني تصرف سافر أعمدة الحقد و ركائز
الكراهية ... وقد يخلف موقف سلبي نظرة رجعية ورغبة حقيقية في تدمير
الذات داخل سياج الملذات ....
يبدو أننا فقدنا الاتجاه الصحيح .. وفقدنا النية الصادقة والرغبة الحقيقية في
وضع النقط على الحروف .. بل أكثر من ذلك كله .. فقدنا العزم على تسمية
الأشياء بمسمياتها .. وسلب منا كل تعريف واضح .. وانشغلنا بكل دخيل عنا
فاضح .. وغربت شمس الحق الناصح .. وسطع نجم الدجل الغريب الملامح .
وددت لو كان في جوفي قلبين .. قلب للأفراح .. وآخر للأقراح .. ليتحقق
التوازن الازدواجية الشخصية ..وازدواجية المشاعر والمعايير والكيل بمكيالين
كفة للنفس .. وأخرى للحس .. لعل الروح تستريح .. من الضغط الناتج عن
تكديس الكوابيس .. والأسر داخل سجن قفص الهمس .. تحت قبة ظلام الليل
الدامس .. الذي اغتال حياة الأمس .. بيد من حديد شفرتها تنبعث منها رائحة
اليأس ....
متى ستشرق شمس النصر ...؟ تبهر النفوس الحيرانة التي تكبدت الهزائم
الثقيلة .. وعايشت سنوات الخسائر المريرة .. ولعل أكبر هزيمة وأثقل خسارة
هي تدمير الذات بوابل من الزلات .. يظن المرء أنه يستمتع بالشهوات لسوء
تقديره بأن الملذات عربون الحياة .. وأن المهلكات قد تتحول الى منجيات ثم
سرعان ما يكتشف أنه يعزف على وثر الحسرات تستلذ بنغماته الحشرات بعدما
فضل الصيد في الماء العكر .. يتجرع مرارة اللهث كالحمار يحمل أسفارا ..
يشمها ولا يستسيغها .. قد يدوس بقدميه رحيق الزهر وعينيه شاخصة في بقايا
حطب الشجر .. فهيهات هيهات للعصافير أن تغرد في مراتع المهالك .. وان
حدث ذلك انما هو من صنع فساد خيالك ...
متى ستشرق شمس الحقيقة ...؟ ويسقط القناع ليفضح الخبث الذي يعشعش
داخل باطن الروح الملتوية التي تختار كل اعوجاج ... لتصطدم في النهاية
بجدارالمسار المسدود ... ترجع مكرهة تعيد نفس الخطوات الضائعة من عمر
الحياة ... تأكلها الندامة ويسود قلبها حين سرق البساط من تحت قدميها ...
قد تكون هناك تداعيات متجاوزات .. لكن أن يصبح الاحساس مريض ...
والشعور معارض ... يدفعان بالحياة الى الاتجاه المعترض ... حينها ينقرض
الاصطلاح لمفهوم الصلاح ... لأن مركز التدبير الصحيح به عطب طالح ...
تحيات العربي بن الصغير .. والى اللقاء
تعليق