عمر بن الخطاب رضي الله عنه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالله علي باسودان
    أديب وكاتب
    • 20-09-2013
    • 171

    عمر بن الخطاب رضي الله عنه

    عمر بن الخطاب رضي الله عنه وخوفه على رعيته

    "يقول أحد الدعاة من الذين لا يخافون في الله لومة لائم:
    " إن الشعوب العربية لتطالب حكامها بحق عنـزة
    عمر ، تلك العنـزة التي تسير على أرض العراق فيقول عنها عمر وهو في المدينة : [لو عثرت عنزة في العراق لخشيت أن يسألني الله عنها: لِمَ لم أمهد لها الطريق]."
    إن شعوب الأمة الإسلامية والعربية تطالب على جميع المستويات حقوق عنزة
    عمر،. نسأل الله سبحانه وتعالى العدل والأمن والإيمان، فإن العدل هو أساس الملك، وإن العدل إلى قيام الساعة، وإن دولة الظلم ساعة، ولا حول ولا قوة إلا بالله. والرسول صلى الله عليه وسلم يخبر فيقول: (إن من خيانة الوالي، أو من أخون خيانته تجارته في رعيته).
    وما أكثر التجار من الولاة.
    رحم الله
    عمر بن الخطاب يوم أن ولى أبا هريرة على البحرين، فلما جاء بأموال قال له: من أين لك هذا؟ ثم شاطره المال، فوضع نصفه في بيت مال المسلمين، فما كان من ممثل الشعب أبي هريرة إلا أن رفع يده وقال: اللهم اغفر وأرحم لأمير المؤمنين. وأما عمر فلم يبالِ أبداً حتى توفي و علي بن أبي طالب و عبد الرحمن بن عوف ينظران إليه ويقولان: رحمك الله يا أمير المؤمنين! لقد أتعبت من بعدك. أتعبهم بالعدل الذي قامت به دولته.
    نام تحت الجدار فقال الفارسي له: حكمت فعدلت، فأمنت فنمت يا
    عمر أما حكامنا اليوم
    لا يظهرون أمام شعوبهم إلا وخلفهم، وأمامهم وعلى جوانبهم جيشاً عرم رم يحرسونهم.يحرسومهم، ولو عدلوا في حكمهم ما فعلوا ذلك، وناموا مطمئنين . قال
    عبد الرحمن: بن عوف لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب : يا أمير المؤمنين! إنك لو رتعت رتعت الرعية، ولكنك عففت فعفت. يا لها من عدالة تقوم عليها الدولة الإيمانية الإسلامية!!

    وقف
    الحسن البصري أمام الحجاج فقال الحجاج: أنت الذي تزعم أن بني أمية جعلوا أموال الله دولاً وعباد الله خولاً؟ قال: نعم. قال: ولم ثكلتك أمك؟ قال: يوم أن أخذ الله الميثاق على العلماء: لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ [آل عمران:187]. ولكن مع الأسف الشديد العلماء يكتمون، لماذا يكتمون؟ لأن الولاة الناهبين لثروات الشعوب أعطوهم الدور والقصور والأراضي ، والإحسان يملك القلوب.

    كان أعرابيٌ يهدي
    عمر بن الخطاب كل أسبوع فخذ جزور، فصارت خصومة بين الأعرابي ورجل، فدخل على عمر في محكمة العدل وقال: يا أمير المؤمنين! افصل بيني وبين هذا كما يفصل فخذ الجزور. عند ذلك أعلنها عمر : أيها الناس! لا تقبلوا الهدية، إنها لمحمد هدية وإنها لكم رشوة، ثم أخذ يحاسب عماله بعد ذلك على الهدية.


    التابعي الإمام الجليل طاوس اليماني

    ذكرحجة الإسلام الإمام الغزالي أن هشام بن عبد الملك قدم حاجاً إلى مكة فلما دخلها قال ائتوني برجل من الصحابة، فقيل: يا أمير المؤمنين قد تفانوا، فقال :
    من التابعين فأتي بطاوس اليماني، فلما دخل عليه خلع نعليه بحاشية بساطه، ولم يسلم عليه بإمرة المؤمنين ولكن قال: السلام عليك يا هشام، ولم يكنه، وجلس بإزائه وقال: كيف أنت يا هشام؟ فغضب هشام غضبا شديداً حتى هم بقتله، قيل له أنت في حرم الله وحرم رسوله ولا يمكن ذلك، فقال:
    يا طاوس ما الذي حملك على ما صنعت، قال:
    وما الذي صنعت؟ فازداد غضبا وغيظا. قال:
    خلعتَ نعليك بحاشية بساطي، ولم تسلم علي بإمرة المؤمنين ولم تكنني، وجلست بإزائي بغير إذني، وقلت: كيف أنت ياهشام؟
    ترى كيف سيكون رد هذا العالم التابعي الجليل الذي رفض بموقفه هذا التاريخي الأصيل أن ينساق مع تيار التمويه وثقافة التزييف والنفاق.
    قال الإمام طاوس:
    " أما ما فعلت
    من خلع نعلي بحاشية بساطك، فإني أخلعهما بين يدي رب العزة كل يوم خمس مرات، ولا يعاقبني، ولا يغضب علي.
    وأما قولك لم تسلم عليَّ بإمرة المؤمنين، فليس كل الناس راضين بإمرتك فكرهت أن أكذب وأنافق .
    وأما قولك لم تكنني، فإن الله سمى أنبياءه وأولياءه فقال: يا يحيى يا عيسى، وكنى أعداءه فقال تبت يدا أبي لهب.
    وأما قولك جلست بإزائي، فإني سمعت أمير المؤمنين عليا ً رضي الله عنه يقول: (إذا أردت أن تنظر إلى رجل
    من أهل النار، فانظر إلى رجل جالس وحوله قوم قيام). فقال له هشام: عظني، فقال: سمعت من أمير المؤمنين علي رضي الله عنه يقول: إن في جهنم حيات كالقلال، وعقارب كالبغال، تلدغ كل أمير لا يعدل في رعيته، ويستولى على أموال المسلمين. ثم قام وخرج.

    التابعي الإمام الجليل سفيان الثوري :

    أُدخل سفيان الثوري رضي الله عنه على أبي جعفر المنصورفقال له ارفع إلينا حاجتك، قال سفيان : اتق الله فقد ملأت الأرض ظلما وجورا، فطأطأ رأسه، ثم رفعه، فقال: ارفع إلينا حاجتك، قال سفيان إنما أنزلت هذه المنزلة بسيوف المهاجرين والأنصار، وأبناؤهم يموتون جوعا، فاتق الله وأوصل إليهم حقوقهم، فطأطأ رأسه، ثم رفعه فقال: ارفع إلينا حاجتك، قال سفيان : حج عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال لخازنته: كم أنفقت؟ قال: بضعة عشر درهما وأرى ههنا أموالا لا تطيق الجمال حملها ومعظمها من أموال المسلمين وخرج من عنده.

    ذكر أبن الجوزي رحمه الله عن بعض السلف الصالح أنه رأى رجلا بعد موته ممن يخدم ويناصرالظلمة من الحكام في حالة قبيحة ، فقال له : ماحالك ؟
    قال : شر حال .
    فقال له : الى أين صرت ؟
    قال : إلى عذاب الله .
    فقال له : فما حال الظلمة عندكم ؟
    قال: شر حال ، أما سمعت قول الله عز وجل : " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
    “الشعراء: “227 ).
    ولقد حرم الله الظلم وتوعد الظالمين وأنصار الظالمين بأشد العذاب.
    وقد جاء في الحديث القدسي " يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي فلا تظالموا"
يعمل...
X